أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى














المزيد.....

لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى !

سليم نزال
!
تنهار المجتمعات عندما تنهار روح الدولة.روح الدولة امر لا يمكن قياسه لانه مثل الهواء نشعر به و لا نراه.
روح الدولة ياتى عادة من منظومة تفكير و رؤى سياسية مجتمعية تلعب فيها الطبقه الوسطى و الاعلام و القضاء و النخب ادوارا مهمة.
ما راينه من انهيار سريع لمجتمعات بلادنا ان الحكومات المعنية لم تستجب لروح العصر.اى ما يسمى ب
Zeitgeist
روح العصر تتجاوز الحداثة الشكلية.كتب انور البنى و هو مفكر سورى قائلا ان ما حصل كان حداثة شكلية .حداثة القشرة كما اسماها .و هذه الحداثة كانت تحتها المصائب من تراث التخلف الذى افرز ما افرز بمجرد ضعف الدولة المركزية.
لم تبذل جهود كافية لاجل اضعاف البنى التقليدية التى تحول دون التقدم من جهة و التى تستيقظ فيها نزعات التخلف الماضويه متى تم ايقاضها .
اعتقد ان احد الاسباب هو ان النهضة العربية توقفت و اقتصرت على المدن او حتى نخب داخل المدن .

اما فى الارياف فقد ظل الطابع العشائرى السهل الانقياد لاى انتهازية او ديماغوجية سياسية او دينية هو الاقوى.و فيما بعد بسبب الهجرة تم ترييف حتى المدن التى باتت احيانا اقرب الى قرى كبيرة منها الى مدن حداثية.
عمل العسكر على التحديث بالاوامر و كان المجتمع ثكنة عسكرية.تماما كما كان الامر و نحن صغار حين كنا ندرس فى الامتحانات لا لنفهم بل لكى نطيع الاوامر و نعبر الامتحان بسلام .عبرنا الامتحانات بسلام لكننا لم نستوعب( الفكرة ).
لو قيض لجيل المصلحين ان يستمر لنصف قرن لربما تغير تاريخ العرب .فى حالة مجتمعاتنا نحتاج لاصلاح تدريجى و لا نتوقع تقدما فعليا قبل موت الجيل الحالى و الجيل الذى يليه.يمكن للثورة ان تنجح فى مجتمع ناضج اما فى حالة معظم بلادنا تصبح الثورة مثل الطفل الذى يعطى كبريته فانه يحرق نفسه و يحرق الاخرين.
من التاريخ تعلمنا الكثير .نجحت ثورة سبارتاكوس فى تدمير الفرق الرومانية القوية لكنها فشلت .لا يوجد روح ولا يوجد وعى و رؤى و انتهى الامر الى دمار و كذلك الامر فى ثورة الزنج فى البصرة ايام العباسيين .الغضب و الاحباط من الظلم لا يغر الواقع الوعى هو وحده من يغير.و قد حلل لينين هذه الظاهر ة تحليلا ممتازا بقوله ان الظلم وحده لا يكفى لاحداث تغيير بل الوعى بالظلم هو الذى يحدث تغييرا فى الواقع .
و الذى وشى بتشى غيفارا كان فلاحا بسيطا مضطهدا من قبل الدولة التى جاء غيفارا ليحرره منها لكنه من ذلك وشا بتشى غيفارا للسلطه التى تقمعه .و الحادث ليس فرديا بل له دلالات التى تمس منطقة الوعى .
الاشتغال على منطقه تغيير الوعى يجب ان يكون الهاجس الاكبر .الدين يقدم اطارا روحيا اخلاقيا لكنه ليس برنامج سياسى .كل التجارب الدينية الماضية لا علاقه لها بالحاضر لانها تنتمى الى فضاءات مختلفة تماما .
و فى الوقت الذى تشتعل الحرائق فى بلادنا و تحطم جهود اجيال لا بد من اعطاء الشعارات السياسية الحالية اجازة من اجل التفكير بعمق الى اين وصلت احوالنا .لان مستقبل الاجيال الثلاثة القادمة تتوقف على ما نفعله الان .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاتل الحقيقى! انى اتهم
- اشخاص يبدعون افكارا فى عالم متصارع!
- • عن لامارتين و العصر الرومانسى!
- عن الثقافة و صناعة العقل !
- اخر حدائق القرنفل
- صيف هندى !
- انه صراع حضارى بالدرجة الاولى
- روح الشعب و الذاكرة الجماعية
- لماذا يكتب الادباء العرب فى الغرب بلغات اجنبية؟
- فى بحر الحياة!
- بين وجهات نظر
- نحو مراجعات حقيقيه لنكبة فلسطين عام 1948
- حول الثقافة ادوارد سعيد مثالا
- صاحب مطعم فلافل يقطع علاقته مع قطر!
- عدنا لمرحلة الملل العثمانية !
- هاجموهم بالثقافة و اضربوا بلا هوادة !
- الانتصار اليتيم
- من كوبنهاجن الى سكونا المحتلة فى السويد . نظرات فى تاريخ اسك ...
- عن القطيعة المعرفيه بين المشرق و المغرب!
- الثقافة فى عالم مضطرب


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى