أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الاخوة التميمي - متى نتعلم من تاريخنا المر المعاصر















المزيد.....

متى نتعلم من تاريخنا المر المعاصر


عبد الاخوة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعتادت قيادات شعبنا على رتابة الترهل السياسي بعد ان غادرت ترهل الديكتاتورية وحكوماتها التعسفية ميدان الصراع الدامي وما افرزته افكار ضيق الافق القومي الشوفيني بالتوافق مع الارث السلبي السلفي على النقيظ من دعوات التسامح التي بشر بها السلف الصالح في صدر الاسلام وامتداداته للتطور ومستجدات الحياة عبر ميكانزم الاستجابة والرفض التي تشكل البنية التحتية للنضج البيئي الحضاري من خلال استيعاب الموروث الايجابي للماضي وتوظيفه واعادة صياغته بما يخدم ذهنية التطلع وهذا. منوط بالمنطق العقلاني الراشد كما فعله المخلصون في بزوغ النهضة الاسلامية ومواجهتهم لنفس المقاومة للروح والفكر والسلوك الاسلامي بنفس السلوك وبذات المواجهة التي يواجه بها دعاة التطور اليوم ممن لايبتعدون كثيرا عن الخط العام جوهريا للرؤى الاسلامية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الفارق في اسباب معجلات النمو ومستوى التطور العلمي وكفائة التقانة العالية وما افرزته نتائج تقارب المسافات جراء تعدد المعرفة والاتصالات الالكترونية وسحر المعلوماتية التي لم تدخل حتى في حيز الحلم قبل اكثر من مئتي عام وليس الف عام.
هذه مقدمة ليس الغرض منها الا التذكير بين معارك كانت وسائط النقل فيها الجمال والخيول واداة القتال فيها السيوف وقوة العضلات ومعارك وسائط النقل فيها الاثير واداة الابادة الذرة والنواة واداة التخريب فيروس لمقارعة مبتكرات المعرفة التي غيرت مجرى التاريخ البشري وحولت الحدود من تضاريس وبحار ومحيطات وصحارى الى شاشات صغيرة لم تتجاوز مساحتها السنتمترات القليلة المربعة لتنقل اليك بثواني مالم تستطيع الحصول عليها قبل مائة عام بالفي عام.
من ذلك اود التذكير بحقيقة خروج شعبنا من حروب عصرية مشحونا بخدر الانتقام وسادية التصرف متعشق بروح الانا والثورة اللامبررة لردود افعال مفتعلة يائسة لاتنم الا عن تربية نفسية غرستها ثقافة الهدم بنزعتها التسلطية حسبما اتاحتها لها ظروف عسكرية واقتصادية واجتماعية وسلفية متخلفة وفق انماط من التسلط لخليط من افكار بدوية وعشائرية وسوقية وشوفينية متعصبة كانعكاس لواقع اقتصادي ريفي بدوي مشاعي احينا متخلف.
ومما زاد غلوا الاحباط في النتائج النهائية لمسيرة طويلة من التحكم والتسلط والانتقال اللاشرعي من نظام حكم الى اخر ومن تشكيلة حاكمة الى اخرى. وما افرزته عوائد النفط في السبعينات وتاثيرها السيء على من لم يدركوا اهمية السلطة وتدبير وصيانة مؤسسات الدولة وتوجيهها بما يخدم مصالح المجتمع ممن اتيحت لهم فرصة الوثوب الى هرم الدولة ومؤسساتها الرسمية. بلا كفائة علمية او مهنية ممن كانوا من المحسوبين على القتلة وقطاع الطرق وبمساندة خارجية ولاسباب وعوامل داخلية وخارجية مبعثها الاحتراب السياسي الداخلي بعد تمزيق الوحدة الوطنية التي ارست قوامها جبهة الاتحاد الوطني واستئثار اليسار العراقي بالاستحواذ على الشارع العراقي وتسييسه حتى لمؤسسات المجتمع المدني آنذك والتي كانت تسمى بالمنظمات والاتحادات المهنية. وتحويلها الى واجهات حزبية لليسار نفسه ليس الا. وكان ذلك بمثابة اعطاء الحبل لنفس اليسار كي يشنق نفسه وهذا ما حصل فعلا. يكفي التذكير بما حصل عام (1963 ) ليس لليسار بل تعدى حدود المعقول ليحاصر الشعب كله وما بيان رقم ( 13 ) الا النموذج الساطع لما حل بشعبنا العراقي .. وتوالت الانقلابات العسكرية والحزبية ولم تتغير صيغة تمثيل مؤسسات المجتمع المدني وموالاتها الحزبية الضيقة كذلك لم تسلم تلك القوة التي تحالفت وتآزرت في تكوين انقلاب ( 1963 ) بجميع ارتباطاتها وآديولوجياتها ومكوناتها من تعسفية النتائج وجسامة الوقع القمعي الذي ارعب العالم بوحشيته وتخليه عن شعاراته القومية والوطنية والدينية.
ان التذكير بهذه التجربة ليس من باب الانتقاص من هذا الطرف او تلك القوى بقدر ماهو عامل وعي بدراسة تاريخنا المعاصر واستخلاص عبره المريرة من امسنا القريب لكون ما اخشاه اليوم انني ارى نفس الحبل الذي وضع في رقبة اليسار بعد انتصار ثورة 14 تموز قد وضع في رقبة بعض القوى المسيسة الدينية والعرقية وهاهي تزهو بنفس الانتصار وتتسارع في اتخاذ الخطوات اعلاميا وسياسيا في كيفية التوافق وفي تفسيرات الاستحقاقات الانتخابية في تشكيل الحكومة.. ولم نسمع من هذا الطرف او ذاك تصريحا عن تفعيل محاكم النزاهة ومحاسبة الفساد الاداري والمالي او برنامج عن كيفية بناء مؤسسات الدولة او اعادة النظر برواتب المسؤولين التي تصل لاكثر من مليون دولار شهريا للشخص الواحد. وللتذكير ان راتب رئيس الولايات المتحدة الامريكية ( 400000 ) دولار سنويا اي ( 33000 ) دولار شهريا. علما ان ميزانية الولايات المتحدة عشرة ترليون دولار وميزانية العراق ( 27) مليار دولار.
ان ما يجعل قلقي مشروعا على مستقبل شعبنا وما ينتظره من عقاب اكثر وطأه من تلك المأساة التي تلقاها جراء انتصار اليسار بحرية لم تكن اكثر من كونها بوابة لدخول ابشع ديكتاتورية عرفها تاريخ العراق السياسي منذ ( 1963 ) ولحين سقوط مراحلها النهائية عام ( 2003 ) بعد ان تكللت بالفاشية.
صحيح من سيقول ان هناك فوارق بين تجربة ( 1958 ) واسبابها وظروفها وبنيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومستوى التطور العالمي وما الى ذلك وبين تجربة ما بعد ( 2003 ) ومكوناتها والظروف العراقية والعربية والدولية والاجابة على ذلك لا تحتاج للكثير من العناء لتأشير عوامل الاخفاق وعلى وفق ما يلي:-
1. لازال العراق ونظامه في انتظار هزة دستورية عنيفة وهذا يعني ان نظامنا لازال عرضة لافتراس جراثم الاجتهادات.. اجتهادات الاقوياء في سلّم المسؤولية العراقية وما ينجم عنهم وعن اهوائهم خصيصا وهم منتخبين. ونخشى ان لايحصل ما حصل بقانون ادارة الدولة.
2. اذا حصل شيء من التوافق الدستوري حسبما تدعو اليه وتتحدث عنه اغلب قوائم القوية الفائزة والتي مكنتها ظروف العراق الانتخابية غير الطبيعية بما فيها بيئة التخاف والفقر السياسي الديمقراطي العرقي والديني وتحويل المسيرة الديمقراطية الانتخابية من ثيمتها الوطنية الديمقراطية الى الثيمة الجغرافية الطائفية والعرقية وان بقى الدستور على وضعه الطبيعي حمالا لاوجه عديدة ويقبل الكثير من الاجتهادات والتفاسير ويصبح واقع حال في افراز نظام تشريعي وتنفيذي وحتى قضائي بائس فسنكون في هذه الحالة بحاجة ماسة الى مقومات ثورة اكثر جذرية واصعب من تغير نظام صدام حسين وهنا الطامة الكبرى.
ان ما يدعوني لتفسير ذلك وجود التداخل والتشابك والتناحر الحال بين اطراف القوى السياسية الدينية الدينية والدينية الديمقراطية والدينية العرقية والعرقية الوطنية والديمقراطية وما تتحدث عنها دهاليز السياسة رغم كل المعالجات النفسية على الصعيد الاعلامي المكشوفة دليلنا في ذلك ما عبرت عنه سلوكيات واقع الانتخابات في ( 15/ 12/2005 ) بكل ما افرزته من تحايل وتزوير وتخريب وهدم وتفجير مقرات ورشاوي وحتى قتل وتمحور جغرافي طائفي واثني وديني وخلافات لاتستند الاغلبية منها على ما يمكنها من اقناع البسطاء من ابناء شعبنا ناهيكم عن العالم اجمع.
وابتعدت السلطات كل السلطات عن معاناة الناس يكفي التذكير بواحدة من اخطر مشاكل العراق للتذكير ليس الا.
في ( 22/1/2006) اطلعت بنفسي مع الاستاذ مثال الآلوسي بعد زيارة الى المستشفى النووي في بغداد فوجدنا ما يلي:-
1. مجموج المصابين والمسجلي والمعرضين للموت فعلا ( 7500 ) مصاب وبعد اطلاعنا على من ينتظرون موعدهم للاشعاع فلا تستغربوا فقد وجدنا اخرهم يمتد به التاريخ ليصل الى عام ( 2007 ) وهنا حتفه المحقق الانكى من ذلك والباعث للالم ان جهازين قد تم استيرادهما عام ( 2002 ) ولم يتم نصبهما ولازالا عرضة للتلف والمطر وهما من احدث الاجهزة اذا ما قورنا بالجهاز البالي المعمول به حاليا والذي يتعرض للعطل لقدمه بين يوم واخر ولم تكترث وزارة الصحة بمن يأتي من البصرة او اية محافظة اخرى وهو يحمل موته في رئته او بلعومه او اي مكان من جسمه والمسؤولين ينعمون بملايين الدولارات و... والناس تموت افواجا في دهاليز وغرف وردهات المستشفيات كل حسب طريقة استسلامه لمرض خاص به بلا علاج بلا رعاية بلا بلا وللمعلومة ان المسؤولين في المستشفى النووي قد اخبرونا ان هناك احصائية صحية تفيد بان اكثر من مئة وخمسين الف شخصا مصايا بامراض السرطان في العراق.
ان الغرض من استعراض الحالة اعلاه كونها قد تحولت الى ظاهرة اسوة ببقية الظواهر التي يعاني منها الانسان العراقي ومنها الكهرباء والماء وبقية الخدمات لكنها اكثر اهمية لخطورتها كونها ستجبرنا ان نودع من هم اعز علينا من الموالنا واثاث بيوتنا كما انها ستجعل الراحلين عنا مجبرين بعد صراع مرير مع امراضهم مغادرتهم عنا بعد ان تجف مآقيهم على بعض من بقوا خلفهم بد ون معيل من الثكالى والفقراء والسؤال الذي يطرح نفسه هل ان هذا يتوافق مع مبادئ الدين الحنيف او الانسانية بشيء ام ماذا؟ ولنا في المملكة العرية السعودية ومستشفياتها التي تضاهي اعلى مستشفيات العالم خير مثال على ذلك ونحن واياها دولتان عربيتان مسلمتان ونفطيتان..
واخيرا مما يحز في النفس ان الصراع المخيف على السلطة بدا يأخذ مساره في النوايا الحقيقية تحت يافطة الديمقراطية وهذا يعني ان العراق سيسير في المدى القريب على اقل تقدير على تشكيل ديكتاتورية بصيغة توافقية تحميها قوانين الكتل البرلمانية القوية وميليشياتها العسكرية المسيسة. وان رفضنا ذلك علينا ان نتعلم من تاريخنا المر المعاصر.
ورغم كل ذلك يبقى النجاح ممكن ان احترمنا شعبنا وغادرنا الخطب الرنانة وتعلمنا صمت العمل في البناء.




#عبد_الاخوة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة توافق ام حكومة تراشق
- الشفافيه والنزاهة والمتهم برئ حتى...!
- الحوار المتمدن..ميلاد العصرنه والتنوير
- ديمقراطية النخبه وتهميش الشعب
- هل يبقى العراق محكوم بالتخلف الاقتصادي؟
- اشر ما في الشر ان يمارس بدون رقيب
- الديمقراطيه والاصلاح السياسي في العالم العربي
- النزاهة والشفافية وتجربة العراق المرة
- كاظم حبيب وشاكر النابلسي وسيار الجميل والحقيقه العراقيه المر ...
- هل ستنجح الديمقراطية الغربية على تمكين الشعوب في تداول السلط ...
- ياعراق الدولة وين
- هل ينجح تصدير الديمقراطية
- الشفافية مدرسة البناء
- عودة نخبة النخبة ولكن
- ‏نخبة النخبة وضحية الضحية وديمقراطية العولمة- القسم الاول
- لماذا الامة العراقية الديمقراطية؟
- التحالفات الديمقراطية وشروط المرحلة
- نادي باريس والفساد وبرنامج الحكومة
- ديمقراطية المجتمع والرفاه الاقتصادي
- العلمانية لماذا


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الاخوة التميمي - متى نتعلم من تاريخنا المر المعاصر