أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد مسافير - طنجة ليلة أمس... وحراك الريف!














المزيد.....

طنجة ليلة أمس... وحراك الريف!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 00:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد انتشر مؤخرا باعة الأرصفة "الفْراشة" كالجراد، بعد أن كانت أجهزة الأمن تحاربهم وتستولي على سلعهم البخسة لتغنم بها، لقد دخلوا في صفقة مفتوحة مع الدولة، الآن بإمكانهم أن يزاولوا عملهم بكل أريحية، وربما ليسوا الوحيدين، فحتى النشالين وقطاع الطرق بإمكانهم أخيرا أن ينهبوا ما استطاعوا في حفظ وصون الدولة، فقد تبين أنهم ليسوا أعداء الوطن ومهددي استقرارها...
أما الذين تجرمهم الدولة، فهم أولئك الذين أعلنوا أمس تنظيم وقفة تضامنية مع الريف المحاصر بحي بني مكادة، هؤلاء هم من اختلقت العداء ضدهم، وكي تطفئ نورهم، فقد حشدت مرة أخرى ما استطاعت حشده من الفراشة وقطاع الطرق، جاءت بهم من كل واد عميق، في سيارات "هوندا وشاحنات ودرجات نارية من نوع "تريبورتور"، وملأت بهم الساحة عن أخرها، وجهزتهم بمكبرات صوت كهربائية قوية "صونو"، ليملؤا الدنيا ضجيجا ويصموا آذان المارة عن أصوات الأحرار...
كانوا يعيدون النشيد الوطني كل 10 دقائق، تتخلله شعارات تنادي بحب الملك، وتصرخ بعاش الملك، وتعليقات المنشط تحذر من الفتنة ومن أعداء الوطن وتمجد الدولة، والمضحك المبكي في الأمر، أن المنشط نفسه لا يحفظ النشيد الوطني، كان يخطئ في أغلب الكلمات بشكل يثير السخرية، وتنوب عنه بين الفينة والأخرى، فتاة مبحوحة تحاول التأثير في المستمعين بنبرة حارقة... لكني لا أظنها كانت تصيب، لأن الكلمات كانت تخونها كثيرا...
أجهزة القمع بشتى التلاوين كانت في حالة تأهب قصوى، لقد تضاعف عددهم عن المرة الأخيرة، كذلك كان حضور الصقور والمندسين قويا...
وفي المقابل، حضر المناضلون بكثافة، لكن ضعف التنسيق أربكهم قليلا، بالإضافة طبعا إلى الجو الخانق والمرعب الذي كان يسود المكان... وبعد ترددات متقطعة، استطاعوا إعلان الوقفة... فجأة، وبأمر من أحد مسؤولي الأمن، بدأت تلتحق جماهير العياشة رافعة أعلام المغرب وحاملة لصور الملك، ثم اقتربت الجحافل القمعية لتلتقط بعض المناضلين وسط الجموع وتسحبهم بعيدا إلى سياراتها ثم تدسهم بها دسا (ليس لدي الآن أي رقم بشأن الاعتقالات)... لينسف الشكل النضالي مرة أخرى وسط هتافات العياشة المتشفية!
لم يعد من المعقول أن تبقى مسيراتنا وطنيا في طابع التضامن، خاصة وبعد أن نُكل بالمناضلين، وسفكت الدماء واعتقل من اعتقل... لقد آن أوان تسطير ملف مطلبي وطني لسبيبن رئيسيين هما:
- أن المغاربة جميعهم يتقاسمون مرراة العيش، ومستقبل البلاد يهمهم جميعا، وهم خاضعون جميعا لنفس السلطة الفاسدة، وكلنا نطالب بتعليم مجاني وجيد، وببناء المستشفيات وتجهيزها بما يليق بنا، وبالتشغيل...
- توحيد المطالب وطنيا وحده السبيل إلى فك العزلة عن الريف، وإبطال الإتهامات التي يروجها المخزن ضدهم، والمتعلقة بالإنفصال والمؤامرة!

الإذاعات الوطنية تصرخ طيلة اليوم "نحن في آمان، والمغرب يعيش استقرارا، ولا وجود إلا لبعض القلائل يحاولون زرع الفتنة، وهيهات أن يقدروا..."
يكررون هذه الكلمات كل دقيقة، كل ساعة، ولا يعرفون أنهم بذلك فقط يثبتون للمستمع أن المغرب فعلا ليس بخير...
وأؤكد لكم أصدقائي الأحرار، أن خوفهم لا يقاس أبدا بخوفنا، أقسم لكم أنهم لا يغمض لهم جفن، أقسم لكم أنهم ما عادوا يأكلون شيئا، ما عاد يشغل بالهم غير الذعر الشديد من فقدان المناصب وضياع الأموال...
أما نحن، فماذا سنخسر؟ ماذا لدينا أصلا لنخسره؟ لا شيء غير قيود الذل والمهانة!
إياكم أن تتراجعوا... لأن عواقب الهزيمة لابد أن تكون وخيمة! الهزيمة ستعيد الأوضاع أسوء مما كانت عليه...
لنا كل الثقة في أهالي الريف، لقد حنكتهم تجربة سبعة أشهر من النضال المتواصل، وهم أدرى بما تقتضيه المرحلة من مهام، وهم أدرى بأعدائهم الحقيقية، وخير مثال على ذلك، صورة انتشرت اليوم على نطاق واسع، تبين ساكنة الريف وهي تقدم وجبة الفطور لقوى القمع التي جاءت لتبطش بهم... إنهم مناضلون مفعمون بالإنسانية والتعقل، وقادرون على خوض معركة الكرامة بنجاح... وقادرون على نسف الإشاعات التي تطلقها الدولة وأذيالها في كل حين...

ولقد تتبعتم جميعا ملف المعتقلين، إن التهم الملفقة لمناضلي الريف الشرفاء، يجب أن توجه في حقيقة الأمر للجلاد، وكأني أراه يحاكم نفسه، وببعض الشفقة!
الجلاد متهم ليس بمحاولة القتل، بل بالقتل العمد مع سبق إصرار وترصد، فلائحة الذين أزهقت أرواحهم فداء لكرامة هذا الشعب، لا تزال شاهدة!
أليسوا هم أنفسهم من يمسون بسلامة هذا الوطن حين يطلقون سراح ناهبي ثروات هذا البلاد، ويعتقلون ظلما أبرياءها!
أليسوا هم من يزعزعون ولاء المواطنين حين يواجهون مطالبهم البسيطة، ومسيراتهم السلمية، بجحافل مسلحة حتى الأنياب، من قوى القمع!
أليسوا هم من يهددون وحدة وسيادة المملكة حين يصرفون أموال هذا الشعب الفقير في أدغال إفريقيا!
أجيبونا يا عقلاء!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرا على درب الريف... طنجة تستغيث!
- إلا الإسلام... مش زيهم!
- مستملحات رمضانية!
- تنويعات في الجنس!
- تنويعات في التنوير!
- الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر!
- دردشة رمضانية!
- مكمن الخلل...
- حوار مع صديقي الملحد
- نزيف القبلات!
- موعد مع الجن!
- استراتيجية التغيير... الخيار الثالث!
- سعودي ببني ملال..
- مستشفيات تستنزف الجيوب وتزهق الأرواح!
- واقع المال... دون جدال!
- أدب الآخرة
- حتى جيوب العاطلين تسيل لعابهم؟؟
- أمعاء فارغة...تغرغر بحب الوطن!
- استعمار المغرب... نعمة أو نقمة؟
- هرطقات منطقية


المزيد.....




- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد مسافير - طنجة ليلة أمس... وحراك الريف!