أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - هرطقات منطقية














المزيد.....

هرطقات منطقية


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة لا تتوقف عندنا، نحن نعيش صيرورة دائمة، أو على الأقل، نحن نتاج صيرورة، والإنسان الذي جال الأرض مجملها أو بعضها، سيدرك اختلاف المنطلقات التي أثرت في ثقافة بعض الشعوب، وجعلها تختلف إلى حد كبير مع أخرى، تختلف حد التناقض، شعوب تعبد البقر، وأخرى تأكلها، شعوب تقدس الأعضاء التناسلية، وتحتفل بعيدها، وأخرى تخجل حتى من ذكرها، شعوب تأكل كل شيء، وأخرى تحرم أغلب الأشياء... إن الجهل بالاختلاف، هو الذي يولد التعصب !
ربما إن غاية الرسالة الإلهية هي توحيد الأمم على أخلاق إطلاقية، ونحن بدورنا، كما نكرر في جميع المناسبات، نؤكد أن الأخلاق نسبية، فبعض أطياف المجتمع الياباني مثلا، التي تحتفل بعيد العضو الذكري، هي مجتمعات مسالمة جدا، ونسبة الجريمة فيها ضئيلة جدا، إذن فالغاية الإنسانية محققة دون رسالة إلهية، وربما قد نسلم غير مجازفين، أنها لم تسمع عن الإسلام قط، عكس المجتمعات التي ترعرعت في كنف الإسلام، والتي تكاد تحرم كل شيء، حيث ينتشر الفساد والسرقة والقتل وكل ما يمس كرامة الإنسان..
إننا نتحدث عن الغاية من الدين، الغاية التي من أجلها وُجد الدين أصلا، وهي محاولة الإصلاح الدنيوي، ودرء التعدي وقهر النفس، أما الجزاء والعقاب الأخروي، فما هما إلا قواعد تربوية تحاول جذب النفوس إلى الغاية الدنيوية.
هذه المجتمعات الكثيرة جدا، والمختلفة جدا، في منطق الإسلام، هي في النار، لأنها لم تتبع الصراط المستقيم، صراط الإسلام، مصداقا لقول القرآن:
- "ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"
- "إن الدين عند الله الإسلام"
وهو نص قطعي إطلاقي، لأنه كلام الله، وفيه إجحاف وظلم يعمي البصيرة، لأنه زاغ عن القصد الدنيوي، وتعلق بقشور القضية، ولن نقول إن العرب محظوظون لأن الله أنعم عليهم بدين الإسلام، فالمسألة المصيرية التي تحملها الرسالة الإلهية، يجب ألا تعلق بالحظ، لأن الله لا يلعب النرد، فكيف يعذب من لم يسمع بالإسلام قط، لأنه لم يعتنق الإسلام، ولا تقل لي رجاء، بفضل العولمة انتشر الإسلام في جميع البقاع، فهذه الحجة يفندها أولا، أحد فيديوهات الإخوان المسلمين، المنشورة على اليوتوب، والتي تعرض تصريحات بعض المصريين اليهود، الذين لم يسمعوا قط بمحمد، رغم أنهم يعيشون بين ظهراني المسلمين ! فكيف يكون في علم الأستراليين والأفريقيين وغيرهم، سكان الجبال والمناطق النائية التي لا تعلم شيئا عن الانترنيت، حضارات لم تعرف التلفاز بعد، وماذا عن سكان القرن التاسع عشر، حيث لم يظهر التقدم التكنولوجي بعد، وماذا عن القرون التي قبلها، هل إن كل تلك الشعوب ستعذب إلا فريق من المسلمين، وليس كلهم بطبيعة الحال.. هنا نقف أمام إله سادي، لا يعرف للرحمة معنى...
أما إذا سلمنا بطرح عدنان إبراهيم، الذي يقول إن غير المسلمين الذين لم تصلهم الرسالة، سيدخلون الجنة، فإنه يذكرني بما حدث مع أحد المبشرين المسيحيين حين ذهب إلى إحدى جماعات الإسكيمو يبشرهم بالمسيحية، فقابل إحدى حكمائهم، وما إن عرض عليه الدين المسيحي حتى سأله الحكيم:
- إذا صح ما تقوله، فإن أجدادي في النار، لأنهم لم يعتنقوا المسيحية.
أجابه المبشر:
- لا.. بل إنهم في الجنة، لأنهم يجهلون الدين المسيحي، والله غفور رحيم...
فجأة ثارت حفيظة الحكيم، وصرخ في وجه المبشر:
- إذن لماذا تخبرني بدينك، أما كان حريا بك أن تتركني جاهلا حتى أضمن لنفسي الجنة، بدلا من أن تضعني كما فعلت بين احتمالين: الجنة أو النار...
أما إن كانوا سيحاسبون وفق أعمالهم، إن كانوا صالحين فلهم الجنة، وإن كانوا غير ذلك ففي النار، فهنا أيضا تغيب عدالة الإله، لأن أشرارهم لم يتم تخويفهم شأن أخيار المسلمين، الذين اختاروا فعل الخير اضطرارا، خوفا من عذاب السعير، لا حبا في الخير أو حبا في الإنسان !



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناسخ والمنسوخ بين يدي عدالة المنطق
- فلسفة رجم الزاني في الاسلام
- نهاية مثلي!
- الزواج والجنس - 3 -
- نقد الفكر الديني
- الزواج والجنس - 2 -
- الزواج والجنس - 1 -
- قطرة دم!
- معطل في الظل!
- اكتشافات مهلوس
- التفاحة التي جنت علينا!
- بعد وفاتي...
- مجرم بدون جرم!
- نسبية الزمكان
- أكذوبة الوحم!
- شيوعي القرن الواحد والعشرين
- المرأة والدين
- دراسة المجتمع: الممكن والمتاح...
- الحق في الإجهاض دون شروط
- البحث عن فضيحة


المزيد.....




- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - هرطقات منطقية