أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - الناسخ والمنسوخ بين يدي عدالة المنطق














المزيد.....

الناسخ والمنسوخ بين يدي عدالة المنطق


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 14:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجب أن تصنف نفسك ضمن خانتين لا ثالثة لهما:
إما ألا تعترف بالناسخ والمنسوخ، آنذاك تسقط في فخ التناقض الصريح بين الآيات القرآنية!
وإما أن تؤمن بصحة النسخ، وآنذاك يجب عليك أن تعترف بتاريخية الخطاب، وعدم إطلاقية الأحكام، لارتباطها بالأسباب...
وحسبنا أن نضرب هنا مثل الآية 109 من سورة البقرة: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (، يقول النحاس، لقد نسختها الآية الخامسة من الثوبة: ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ )
إذن فالمؤمن الذي لا يعترف بوجود النسخ إطلاقا، سيحتار في معاملته مع المشركين، أيعفوا عنهم ويصفح عنهم؟؟ أم يقتلهم حيث وجدهم؟ وهكذا سيلحظ في أحسن الأحوال أن الآيتين متناقضتان إلى أبعد الحدود...
لكنه إن آمن بوجود النسخ في الآيتين، وأن الآية الثانية تنسخ الأولى لأنها متأخرة عنها زمنيا، فإن هذا المؤمن، يجب عليه أن يسلم بعفوية ودون مكابرة، أن النص القرآني ليس إطلاقيا البثة، وليس صالحا لكل زمان ومكان، لأن آياته لها أسباب نزول معينة، وتنتهي صلاحية الآية بقضاء الظروف والأسباب التي ولدتها، إذن نحن أمام نص تاريخي، أحكامه تاريخية...
والمُصِرُّ على إطلاقيته رغم إيمانه بصحة الناسخ والمنسوخ، إما أنه يعاني من السكيزوفرينيا، أو أنه يظن أن ظروف النص لا تزال قائمة، وإن كانت حالته ضمن الافتراض الثاني، فمن اليسير دحض مبرراته...
إننا اليوم، نعيش داخل منظومة رأسمالية متقدمة، تتسم بالتقدم التقني والتكنولوجي المعقد، وعلاقات انتاجية جديدة، لم تكن معلومة لدى الرعيل الأول من المسلمين،
بالإضافة إلى طفرة علمية على كافة المستويات، دون أن نلغي التقدم الحاصل في المجال الحقوقي والإنساني والقانوني، إنها أشياء لا يمكن أن ينكرها عاقل أبدا...
وهذه السمات، لا تتقاطع والنمط الاقتصادي القائم فترة محمد بن عبد الله في شيء، إلا في حالة تغييب عقولنا، لأن المجتمعات التي كان يسودها العبيد وأسواق النخاسة والرجم أو الجلد كأساليب عقابية، هي مجتمعات غارقة حد الجفون في وحل التخلف ولا تدرك للحداثة اسما...
حجة أخرى، إذا كانت قد تغيرت الظروف في ظرف شهرين أو حولين، وهو الزمن القياسي الذي قد يفصل بين الآيتين، تغيرت إلى الحد الذي يستدعي تغيير الحكم بشكل جدري، فكيف تسلم أنها لم تتغير أبدا بعد 1400 سنة؟ فبربك هل لك ذرة عقل !!
وهنا أيضا يجب علينا أن نسلم بنسبية الأخلاق، فما كان مسموحا به أو مقبولا عند جماعة ما، يمكن ألا يبقى كذلك ضمن ظروف أخرى، مثلا زواج المتعة، الذي كان مقبولا أخلاقيا زمن الرسول، سرعان ما غدا منبوذا في آخر أيامه، طبعا إذا سلمنا بصحة حديث التحريم الذي تنكره الشيعة !
النص ثابت، والمصلحة المرتبطة بالظروف متغيرة، لأن الأخيرة متغيرة، ولو أخذنا بأحكام النص الثابت دون مراعاة الواقع، لعرقلنا سير التقدم، ولبرحنا أمكنتنا، منغلقين بين ثنايا النص، وغاضين الطرف عن مقتضيات العصر، طامسين العقول، لانعدام مبرر استعمالها، بحجة أن الأولون قد سبقونا بالتفكير، وتحملوا عنا مشقة التفكير، وما علينا نحن اللاحقون سوى اقتفاء الأثر، والاقتداء بالسلف، والعدول عن السؤال !



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة رجم الزاني في الاسلام
- نهاية مثلي!
- الزواج والجنس - 3 -
- نقد الفكر الديني
- الزواج والجنس - 2 -
- الزواج والجنس - 1 -
- قطرة دم!
- معطل في الظل!
- اكتشافات مهلوس
- التفاحة التي جنت علينا!
- بعد وفاتي...
- مجرم بدون جرم!
- نسبية الزمكان
- أكذوبة الوحم!
- شيوعي القرن الواحد والعشرين
- المرأة والدين
- دراسة المجتمع: الممكن والمتاح...
- الحق في الإجهاض دون شروط
- البحث عن فضيحة
- الحقيقة... هل لها وجود؟


المزيد.....




- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...
- بعد -تحريض الإخوان-.. كيف شددت مصر تأمين سفاراتها بالخارج؟
- مهمة نتنياهو الروحية تثير غضبا ومغردون يحذرون من مغبة السكوت ...
- من يقف وراء حظر الاحتفالات الإسلامية في خوميا الإسبانية؟
- منظمة: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر
- الطلاق المدني في السويد قد لا يكفي – نساء يُجبرن على الذهاب ...
- الاحتلال يصادق على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في سلفيت
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سل ...
- لبنان: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - الناسخ والمنسوخ بين يدي عدالة المنطق