أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسافير - نزيف القبلات!














المزيد.....

نزيف القبلات!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


حمَام كثيف يزين المكان، وأسفل بوابة ضخمة، يجلس شاب مع عشيقته، يقتسمان الانصات للموسيقى عبر سماعات الهاتف، ويتبادلان القبل برفق وأناة... وغير بعيد عنهما، يرتكن بعض الرفاق، ذكورا وإناثا، ويعزفون أغان عذبة، اثنين منهما يتقنان الكمان والغيتار، وآخر يقرع الطبل، والبقية تكتفي بالشدو... وأسفل الدرج، رجلان منغمسان في العشق حد الشبق... وعلى يمين البوابة، تظهر فجأة فتاتان جميلتان، لم تكونا تعشقان النظر إلا لبعضهما البعض، ودون أن يخططا لشيء، اندفعت إحداهن صوب الأخرى، وطفقت تقبلها بلهفة غريبة...
كان المعطي قد هاجر للتو إلى بلاد المهجر أملا في أحضان كافرة تخلصه من محن الدهر التي أثقلت كاهله، شاب في السابعة والعشرين من العمر، رسب عدة مرات في مساره الدراسي، فآثر هجر الدراسة عله يجد ضالته في حرفة تعيله، قبل أن يهجر البلاد كلها بعد أن ارتطمت آماله بواقع البطالة وشح فرص الشغل...
عاش طفولة قاسية، حيث ترعرع في وسط أسرة متزمتة كان بها الأب المتسلط الآمر الناهي، وكانت الأم في مقام الجارية... أما أختاه اللتان تصغرانه بقليل، فلم يعرف لهما أي دور، بل لم يعرف علة وجودهما أصلا...
أما مراهقته، فقد تضاعف فيها الألم، عانى الكبث من شعره إلى أخمص قدميه، كان يحاول دوما أن يظهر في هيئة ذاك الإنسان المثالي الذي لا يلتفت أبدا لملذات الدنيا، ولا يهمه إلا ترقب موعد الآذان وعدم تفويت صلاة الجماعة... هكذا كان يراه العامة، لكنه في السراء، كان يعيش حياة نقيضة تماما... كان كأغلب الشباب، يحكم إطباق باب غرفته، ليستمني على مشاهدة الأفلام الإباحية...
هكذا كان أول عهده بالبلوغ، لكن حالته قد تفاقمت لاحقا إلى عمليات اغتصاب طفلات صغيرات، كان يختار ضحاياه بدقة حتى يتجنب الفضيحة... لكنه ظل أبدا تقيا في عيون الأقارب، لأن اغتصابه لم يكن داميا، خاصة وأن العملية كلها كانت تجرى فوق اللباس... إلا تلك الاغتصابات التي كانت موجهة صوب مؤخرات الحيوانات، فلم تكن لها حدود أخلاقية... بل كانت تحدها أحيانا قواه العضلية...
فمرة حاول اغتصاب كلبة، لكنها غرزت أنيابها في فخذه، فبقي يعرج أياما دون أن يعلم أحد بالسبب، اللهم ما تلفظ به للسائلين حين أخبرهم أن الأمر مجرد تعثر، دون أن يضيف أية تفاصيل...
رغم أفعاله تلك التي كان يعدها شيطنة، إلا أنه كان حريصا على الصلاة وأداء النوافل، علها تقلص قليلا من آثامه...
كانت سلوكاته غريزية طبيعية، فقد كان محمولا على الاغتصاب، ما دام قد حرم على نفسه اتخاذ خليلة دون زواج، ربما كلا الأمرين حرام في عقيدته، لكن الأولى سترة، والثانية فضيحة معلنة لن يتقبلها مجاهر بالزهد...
هاجر إلى الديار الغربية أخيرا، وقد حملته الأقدار إلى أن يمر جنب البوابة الضخمة، جال بعينيه في المكان، فرآى الحب يسود كل الجنبات، عفوا، لم يرى حبا، فقد أتى الدهر على بصره فاختل نظره، كان لا يرى في كل ذلك غير الفسق، غير الدعارة، غير الحرام... اضطربت أحاسيسه واحتدم سخطه واشتد حنقه... أسرع إلى البيت، جهز حزاما ناسفا، ثم عاد إلى أرض السكينة والحب، ليحول أهلها إلى أشلاء ودماء... وكل آماله أن يرضي الرب!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع الجن!
- استراتيجية التغيير... الخيار الثالث!
- سعودي ببني ملال..
- مستشفيات تستنزف الجيوب وتزهق الأرواح!
- واقع المال... دون جدال!
- أدب الآخرة
- حتى جيوب العاطلين تسيل لعابهم؟؟
- أمعاء فارغة...تغرغر بحب الوطن!
- استعمار المغرب... نعمة أو نقمة؟
- هرطقات منطقية
- الناسخ والمنسوخ بين يدي عدالة المنطق
- فلسفة رجم الزاني في الاسلام
- نهاية مثلي!
- الزواج والجنس - 3 -
- نقد الفكر الديني
- الزواج والجنس - 2 -
- الزواج والجنس - 1 -
- قطرة دم!
- معطل في الظل!
- اكتشافات مهلوس


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسافير - نزيف القبلات!