أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سعيد الريحاني - قصة قصيرة : كاتب















المزيد.....

قصة قصيرة : كاتب


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 08:50
المحور: المجتمع المدني
    


"إلاهي، من أكون غير الخوف الذي يشعر به الآخرون نحوي؟"
جون بول سارتر

في البدء، كانت الابتسامة على وجوه الجميع:
1- سأكون أسعد الناس حين أرى العالم يستقبلك ككاتب!...
2- أنا لا أطلب منك سوى أن تخصص لكل صديق من أصدقائك إهداء على الصفحة الأولى من كل إصدار!...
3- أريدك أن تكون من مرتبة أرنست همينغواي وألا تقبل بأقل من جائزة نوبل للآداب!...
4- أنا أريدك أن تتمم مطالب أبي الطيب المتنبي وألا تحيد عن طلب السلطة أبدا. فلا معنى لمثقف دون سلطة ولوكانت سلطة الكلمة!...
5- الأفضل أن تكون كالاعشى وتطلب المال حتى يصبح الذهب في صحون موائد فطورك وغذائك وعشائك!...
6- أنا أنتظر اليوم الذي ستصبح فيه مثل ج.ك. رولينـز تبيع مئات الملايين من النسخ وتقلب الدنيا وتقعدها مع كل إصدار وتلهب شوق القراءة في الناس ليصطفوا في منتصف الليل أمام المكتبات طلبا لنسخة وحيدة بعد نفاذ الطبعات الأولى وتدفع اللصوص لتحويل اهتمامهم من سرقة المال إلى سرقة الكتب فيغيرون على مخازن الكتب وينهبونها ويعيدون بيعها في السوق السوداء!...
7- أما أنا فيكفيني ان أرى صديقي الذي اختار الطريق الأصعب أن أراه يختار المثل الأصعب في الطريق الذي اختاره: أن يتحلى بشيء من شيم جون بول سارتر وأن يكون ما يقوله، وان يمارس ما يبشر به، وان يكتب ما يفكر فيه حتى ولو أضاع صداقة كل من حوايه وصار وحيدا معزولا...



ثم بدأت الرائحة تصل خياشيم الضباع:
1- قيل لي أنك اقتحمت باب بورصة الثقافة مبكرا! لكن ألا تعلم أن هذا المجال لا يصلح للاستثمار والأرباح السريعة؟!...
2- كتابك صغير للغاية وأنا قرأته واقفا خلال نصف ساعة!...
3- لقد اخترت ثمنا غاليا لكتابك هذا!...
4- يقال أنك نميت رأسمالا هاما من خلال إصدارك الأخير!...
5- لقد اخترت توقيتا مناسبا. فصدور كتابك بصورتك الشخصية على غلافه الخلفي مهم للغاية خاصة وأننا على أبواب الانتخابات والتعريف بالمرشحين!



دهشة الاصدقاء:
- لقد اعجبني إصدارك أيما إعجاب! لكن ما يحز في النفس هو موقف فدرالية قدماء كسالى الثانوية الوحيدة بمدينة خ. من صدور عمل ثقافي جديد وميلاد مثقف جديد!...
- وما هو موقف فدرالية قدماء كسالى مدينة خاء؟
- ولكنك معني بالأمر! ألا تعرف موقفها؟!
- لا.
- حسنا. لقد قرروا أمس"قتلك رمزيا".



مطالب فدرالية قدماء كسالى الثانوية الوحيدة بمدينة خاء:
أولا: قتله رمزيا .
ثانيا: عزله عن كل الفاعلين من أصدقائه الذين يتم التعرف على اسمهم أوعنوانهم أو صورتهم.
ثالثا: عرقلة تنقل كتبه بالطعن في سيرته والتشكيك في قصده.
رابعا: منع المتعاونين معه من توزيع كتبه.
خامسا: إرغام كل من ساهم في التوزيع على سرقة المال الذي جمعه من بيع النسخ التي اؤتمن إياها.
سادسا: إرغام كل من ساهم في التوزيع ولا زال في حوزته نسخ متبقية على الاحتفاظ بتلك النسخ وبالمال ونكران معرفته إلى الابد.
سابعا: تخويف الأصدقاء من مغبة الاستمرار في مجالسته لكونه صار يشكل خطرا على الوضع العام.
ثامنا: التوسل، عبر الأقارب والمعارف وأبناء العم والخال، لدى الصحف المحلية والجهوية والوطنية لعدم نشر أعماله مستقبلا.
تاسعا: التأثير على أرباب المكتبات والأكشاك التي تعرض كتبه لدفعهم إلى إخفائها وإبعادها عن الزبناء القراء.
عاشرا: قتله نهائيا.



نور حكمة قديمة من صديق قديم:
حين يقدمك الناس للغير، في حضورك أوغيابك، اهتم بما يقال أكثرمن أي كلام آخر. إنهم، في ذلك التقديم، لا يقدمون إلا أنفسهم...



ثم بدأ الافتراس:

* كلام الجرائد:
"تعرض، ليلة امس، الكاتب س لاعتداء منظم على طريقة الجماعات المسلحة في عرض خير شوارع مدينة خ، تحت الأضواء الليلية الساطعة: عصابة جيدة التحضير تعترض طريقه بشكل مسرحي مدروس ومعد سلفا، تشهر السكاكين في وجهه وتنهب ما في جيوبه من عناوين أصدقائه في هاتفه النقال وساعته اليدوية... دون خوف من حسيب أو رقيب.
ففي الوقت الذي يكرم فيه المبدع عند الأمم المتحضرة، يحز في النفس أن نقرأ أخبارا تتكرر كهذه في ظل صمت مطبق يخفي تواطؤا شنيعا وتشفيا غير مبرر..."


* كلام الزملاء في العمل:
- لم يأت اليوم للعمل...
- لماذا؟!...
- لا زال تحت الصدمة...
- صدمة ماذا؟!...
- لقد دوهم بيته ليلا خلال نومه ولم يسرق أي شيء. فقد اكتفى المداهمون بتغيير مكان قطع خفيفة من الأثاث لتحذيره عند يقظته...


* شكاية لدى مدير مكتب البريد بالمدينة:
""إلى السيد مدير مكتب البيرد بمدينة خاء
الموضوع: استفسار حول عدم التوصل بالمراسلات
تحية طيبة
أما بعد، فيؤسفني ان اشعركم بعدم توصلي بالمراسلات التي يشعرني بها مسبقا كل من يراسلني حتى اكون في الاستقبال. لكنني منذ فترة غير وجيزة وانا لا اجد في علبتي البريدية غير تواصيل الضرائب وفواتير الماء والكهرباء والهاتف والأنترنيت...
وتأسيسا على ما سبق، ولأن الأمر لم يعد مجرد صدفة أو مصادفة، فإنني أتقدم إليكم بطلب تبرير معقول لما حدث ويحدث.والسلام."


* إعلان نتائج أول مباراة مهنية بعد ولوجي عالم الكتابة والنشر والتوزيع:
التلاعب بنتائج المباراة، تزوير مجهودات المتبارين، الترسيب التعسفي، الإهانة، الإذلال، الإقصاء...


* رد على تهديد بالاعتداء علينا لاحتجاجنا على نتائج المباراة وأشكال إخراجها:
"إلى الكاتب المحلي لنقابة خاء
الموضوع: رد على تهديد
بعد التحية
تلقيت اليوم زوالا، على لسان رسولكم المناضل خاء ، نص التهديد الشفهي بالاعتداء على شخصنا. ولأنني تعرضت مند قراري حمل القلم كسبيل للإسهام في النقد والتنوير الاجتماعيين لسلسلة من الاعتداءات، فإنه لا يمكنني سوى أخذ تهديدكم مأخذ الجد. ولذلك أشعركم أن أي اعتداء سنكون موضوعه إما من طرفكم شخصيا أو من طرف آخرين، معلومين أو مجهولين، ملثمين أو مكشوفي الوجه سيجعل من تهديدكم هذا مرجعا للاعتداء ومن رسولكم المناضل خاء شاهد إثبات. كما أنني أحتفظ بنسخة من هذا الرد لليوم الأسود. والسلام."



أنفاس الضباع من أفواه الأصدقاء:
الأول: صديقي، هل تريد تغيير العالم؟!...
الثاني: الناس مرتاحون هكذان وانت مالك؟!...
الثالث: هل أنت مستعد للتضحية بحياتك فداء لعوام يحاربونك؟!...
العاشر: صديقي، استيقظ!...
المئة: إنك فقط توفر للطفيليين وحثالة الاحياء فرص عمل بتمكينهم من العض في جهودك ووجودك!...
الألف:استيقظ، يا صديقي، فالمبدع في عين الإنسانية في مكان آخر، هو كنز ثمين وهبة إلاهية إلى المعذبين في الأرض.ولكنه، بالنسبة للضباع حوليك، هو مجرد وجبة!...


القصر الكبير، بتاريخ 27 يناير 2006



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جون جونيه: بين البحر والسجن والمقبرة
- قصة قصيرة شذرية : سياحة جنسية
- شهادة: القصة القصيرة شكل من أشكال التعبير والتغيير
- قصة قصيرة - الحياة بالأقدمية
- قصة قصيرة - تنمية
- نص قصصي: شيخوخة
- قصة قصيرة : الحاءات الثلاث
- نص قصصي: لكل سماؤه
- قصة قصيرة: الرجل الأرنب
- قصة قصيرة: كلاب
- مدينة الحجاج بن يوسف الثقفي
- قصة قصيرة: حفل راقص
- فخامة السيد الرئيس الحبيب الحي ديما
- موسم الهجرة إلى أي مكان
- العولمة عولمتان: عولمة هيمنة وعولمة مساواة- ، أجرت الحوار ال ...
- في حوار شامل ، الكاتب المغربي محمد سعيد الريحاني
- لا ديوان للعرب بدون قاعدة جماهيرية قارئة
- في انتظار الصبـاح - مجموعة قصصية
- هــــــــــــوية - قصة قصيرة
- إصدار جديد في انتظار الصباح


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...
- سبب مثير وراء اعتقال روسيا جنديا سابقا بجيش الاحتلال الإسرائ ...
- لماذا ترفض المملكة المتحدة قرار إيرلندا بإعادة طالبي اللجوء ...
- المندوبة الأمريكية: واشنطن لا تتدخل في عمل المحكمة الجنائية ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسئوليها
- يديعوت أحرونوت ترجح صدور مذكرات اعتقال سرية بحق مسئولين إسرا ...
- ليبيا.. الحرب السودانية وأزمة اللاجئين
- نتنياهو ومخاوف أوامر الاعتقال الدولية
- -هيومن رايتس ووتش-: رد فعل رؤساء الجامعات الأمريكية على الاح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سعيد الريحاني - قصة قصيرة : كاتب