أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل عبد الرحيم السعداوي - عن حوار قوى اليسار... البدايات . .الترتيبات .. .التحقق ... .الفشل ....ا لمآلات















المزيد.....

عن حوار قوى اليسار... البدايات . .الترتيبات .. .التحقق ... .الفشل ....ا لمآلات


كامل عبد الرحيم السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 02:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



هذه محاولة لاستخلاص الدروس من المحاولة الجهيضة لحوار قوى اليسار العراقي ،والتي يبدو أنها فشلت في مهدها ، وبصفتي المنسق المستقيل لتلك المحاولة ، وربما لم أكن مؤهلاً لهذا الدور ، لكن لاشك لدي ما أقوله ،وهو لا علاقة له بالتشهير أبداً بأي طرف من الأطراف ولكن لوضع خلاصات التجربة لمن سيتابع المسعى يوماً ، فذلك الحوار وما يتبعه من أشكال العلاقة بين قوى اليسار هو ضرورة حتمية ستفرض نفسها يوماً بهذا الشكل أو ذاك ، وللتأريخ فإننا إذ نعترف بجدية السيد رزكار عقراوي في دعوته ، إلا أن جهودنا كانت تسبق دعوته بكثير ، هذا فقط للتأريخ ومن أجل وضع الأمور في نصابها ، كنتُ قد كتبت على صفحتي في الفيسبوك بعض الأفكار ، وفي لقاءاتنا مع بعض الأصدقاء من الحزب الشيوعي أو بقية التجمعات والحركات اليسارية ، لكن الحوار الجاد كان في ساحة التحرير وفي أيام التظاهر بالأخص ، حيث أن الحزب الشيوعي وفي مؤتمره العاشر المنعقد مؤخراً ، تجاوز التلميح بذلك إلى تخصيص دعوة بهذا الشأن ،فكانت لقاءات مع الأستاذ فرحان قاسم ،وهو على ما يبدو مكلف من الحزب بهذا الخصوص ،وكنا ندرك صعوبة المهمة ، وقد وضعنا نسبة الفشل أكثر من النجاح ، ولكن لنجرب ، ثم جاءت الدفعة القوية عندما التقيت بطريق الصدفة بالأستاذ رائد فهمي صحبة بعض الأصدقاء ،وكان موضوعنا هو الحوار اليساري ، بالنسبة لي كان المفتاح يتمثل بتفهم مخاوف وما ترسب في قناعات الحزب الشيوعي من ناحية ، وبالمقابل إرسال تطمينات وأيضاً التيقن من جدية الحزب الشيوعي للأطراف الأخرى ، وكانت الصعوبات في التفاصيل ، مكان الاجتماع ،العنوان ،من يوجه الدعوة ،لمن توجه الدعوة ، أشخاص أم حركات ،برنامج اللقاء ، واتفقنا أن تكون القاعة التي سيجتمع بها المجتمعون محايدة وعامة وتكاليف حجزها وما يصاحبها من طباعة وخدمات من جيوبنا الخاصة ورفض أي تمويل ، وقد استثنينا في البداية دعوة جماعات المحافظات (إلا ما رحم ربي) ، لعدم القدرة على استضافتهم والتأكد من نجاح اللقاء الأول ،وكانت الاستجابة كبيرة ومفرحة وفاقت التوقع، لكن ما بعد اللقاء الأول هو المعضلة وهنا برزت حزمة المفاهيم المسبقة والأطر النظرية تلقي بظلها الكثيف علينا ولنجمل تلك المعضلة على قدر ما نستطيع :

1/ الحزب الشيوعي العراقي هو قطب اليسار (شئنا أم أبينا) ،لكنه في المقابل مشكلة اليسار الأولى.
2/كل التجمعات والتنظيمات خارج الحزب الشيوعي لم تكن جادة فعلاً في اللقاء اليساري ، لعدم ثقتها بهذا الحزب أولاً ، ولكونها ستُكشف وتتعرى ويبان ضعفها ،وأي تنازل عن قفلاتها النظرية الخاصة سيعني انهيار منظومتها النظرية بكاملها ، وهي غير مستعدة لدفع فاتورة هذا اللقاء ،وهي اشتركت بدافع الفضول وجس النبض وإسقاط الحجة .
3/ الأفراد المستقلون ،اليساريون غير المنتمين لهذا التنظيم وذاك التجمع ،هم الذين استقبلوا الحدث بما يستحقه وكانوا جادين ومتحمسين ومستعدين للتضحية والمضي بالشوط حتى نهايته، وهم قوة كبيرة لكنها غير منظورة ، وهي في الأساس محط أنظار الحزب الشيوعي أصلاً ولكنه لم يكن يمتلك الأدوات ولا التصميم الكافي ،لا للاعتراف بهم ولا دفع مستحقات استعادتهم إلى أحضانه .
4/ شخصياً ركزت على نقطة مهمة نظرية وإجرائية ، وهي عدم اعتبار الخلافات النظرية والسياسية أو غيرها داخل صفوف اليسار ،امتداداً للصراع الطبقي ، ومن ذلك دخول العملية السياسية أو مقاطعتها ، قضية التحالفات ، منذ قبل جبهة 1973 وما بعدها وما رافقها من أخطاء أو تبريرات وتضحيات ، بل هي تدخل في خانة الاختلافات ووجهات النظر ، وهذه رؤيا لها ما يدعمها نظرياً وتاريخيا وليست فقط بادرة لحسن النوايا ،وهي ما تمنع تفشي ظاهرة التخوين والتكفير داخل صفوف اليسار وتفعّل الحوار الجاد من أجل المقتربات العملية ، لكن التجمعات خارج الحزب الشيوعي صعّدت من لهجتها في هذا الشأن ،حتى باتت فكرة اللقاء والحوار اليساري بلا معنى ،ومزايدة لفظية ،والحقيقة كان هذا التصعيد مقصوداً من أجل إخفاء الهزال المعروف والطبيعي في بنية هذه التجمعات .
5/ داخل الحزب الشيوعي تجري الأمور بشكل مختلف ، فللحق ، أن الجماعة المكلفة للتنظير داخل الحزب ،تعي أفضل من غيرها الاستحقاقات التي يجب فعلها لمواكبة العصر ،استحقاقات ما بعد انهيار المنظومة (الاشتراكية) وانكشاف الحزب الشيوعي ، فلا حليف كبير ، وخفوت بريق النظرية الاشتراكية ،ومظاهر التغوّل الرأسمالي وغير ذلك ،وقد قاموا ببعض الخطوات على هذا الصعيد ،لكن مسعاهم يصطدم دائماً بمجموعة عقبات أهمها ،طريقة صعود القيادات داخل الحزب ،فهذه الأخيرة لازالت تتم عبر تفاهمات (قّبْلية) شبيهة بحلف (الفضول) قبل الإسلام ، فهناك جماعات ضغط ومراكز قوى ،لازالت تمسك بكواليس الحزب وهي لا تراعي الكفاءة أو النضالية أو القدرة الرؤيوية ، ما يجعل خطوات الحزب وردود أفعاله تجاه الأحداث بطيئة وتقليدية وتعطي الأولوية للتوافقات الداخلية على الفاعلية السياسية والوطنية ، وعلى المقلب الآخر ، فبنية الحزب ما بعد عام 2003 ،غير قادرة على استيعاب التغييرات بل على العكس تمنعها ، فطبيعة الأعضاء الجدد للحزب أو الذين أعادوا ربط أنفسهم من جديد بالحزب ، هم جلهم ،وربما كلهم ، تحولوا إلى موظفين أو مستفيدين من كوتة المؤسسات التعويضية من سجناء وشهداء وأنصار ، ما جعل الحزب مكسواً بطبقة ثخينة من الشحم ، فأصبح ثقيل الحركة وأحيانا منعدم لتلك الحركة ، فماذا تتوقع من حزب موظفين ، سوى علو صوت التبرير ومعاداة التجديد ، حتى سادت ظاهرة برزت لأول مرة في تأريخه ، حيث أن قيادة الحزب رغم ثقل امتيازاتها هي على يسار القاعدة ، القاعدة العشوائية والتي تنتظر مكافآتها ورواتبها ،إلى حد التبرير للوضع القائم والنظام الفاسد البالي والاكتفاء برفع مطالب عائمة وغامضة ومتصالحة ، كل هذا يجعل التجديد النظري صعباً ،بل مستحيلاً ، فعندما وضعت جماعة التنظير داخل الحزب ،موضوع الانفتاح على اليسار ، فُهم الأمر من قبل حسني النوايا ،على انه دعوة الشيوعيين المتسربين من الحزب لهذا السبب أو ذاك ،فلا اعتراف بوجود تنظيمات أو حركات يسارية خارج الحزب ، أما بالنسبة لجزء حاسم من قيادة الحزب وغالبية قاعدته ، فإن الموضوع برمته هو لغو وكلام فارغ ويجب إفشاله ، ولم يكن هذا في الحقيقة بعيداً عن خلافات مخبوءة بين قيادات الحزب وكتله الضاغطة والنافذة ، والتي كانت قيادة حميد مجيد موسي تغطيها بشخصيته المهيمنة ودربته على إدارة تلك الجماعات ،ومن ثم تفجرت بعد تخليه عن منصبه القيادي ، وبالتالي فأن المجموعة الرافضة للحوار اليساري لها القول الفصل ، ساعدها في ذلك الاستحقاقات الانتخابية والتي ينشغل بها الحزب الشيوعي حالياً ، فصار لسان حال الحزب ،ماذا نفعل بهذا الحمل الثقيل والغير ذي فائدة ، فما نفع مجموعة (يساريين) لغوهم يفوق فائدتهم ،حتى الانتخابية ،فعادت إلى الظهور نزعة الاستعلاء والإلغاء ، ساعدهم في ذلك سلبية وعلو سقف مطالب المجموعات اليسارية ، فصدرت التعليمات أو بالأحرى اللاتعليمات والإهمال ،خلصونا من هذا الموضوع بأية طريقة ، وأيضاً شخصياً استلمت الرسالة التي تجلت في تعويق اجتماعات لجنة المتابعة وافتقادها للأفق ودورانها حول نفسها وأصبح همها تقييدي من التصريح بأي تصريح (محرج) وقد تم تأجيل كل شيء إلى مؤتمر ، تم الاختلاف حتى على تسميته من أجل تحجيمه ، فاعترضوا على تسمية المؤتمر ، واختاروا (الورشة) ، اعترضتُ على التسمية المحبطة والمتواضعة ،لننتهي إلى حل وسط هو (الندوة) ، وكما أسلفت ، تصاعدت الأصوات السلبية عبر مقالات نُشرت على موقع الحوار المتمدن ،هدفها التعويق واستعراض العضلات والهجوم على لجنة المتابعة وقيادتها بالأخص دون إدراك لمهمتها المؤقتة والانتقالية ، فقررتُ التقدم إلى أمام فنشرتُ على صفحتي في الفيس بوستين تمثل رأيي الشخصي للتذكير بأن وجودنا في لجنة المتابعة لا يلغي خلافاتنا ،بل على العكس ،هذه الخلافات هي سبب وجودنا في اللقاء أو لجنة المتابعة ،وكنتُ أعلم إن أطرافاً ستستغل تلك الآراء ، ولكنني أعترف بمفاجأتي بحجم الحملة المضادة والتصميم النوعي ومقدار الانزعاج الذي شكلته خطوة اللقاء اليساري عندهم ، كان بقائي في هذه اللجنة لا يتفق مع شخصيتي ،وربما ،من البدء ،لستُ الشخص المناسب .
6/ فشل جهودنا وعرقلة مساعي اللقاء ونجاح أعدائه ، لا يعني أبداً انتفاء الحاجة له ، على العكس ، فهو ضرورة تجلت في الاستقبال الإيجابي من أصحاب المصلحة الحقيقية ،وهم جمهور اليسار العريض ،بما فيهم الشيوعيين أنفسهم ، وقد يكون انزاح عبء ثقيل من على كاهل أعداء الحوار من كل الأطراف ، لكنه سيفرض نفسه لاحقاً ، وعلى نفس القاعدة التي أشرنا إليها سابقاً ،( الحزب الشيوعي هو قطب اليسار العراقي وهو مرضه ومشكلته العويصة ) وإذا كان لي الحق في الحديث عن خلاصة أو عبرة ، حينها سأقول ، إن الحوار بين قوي اليسار ينبغي أن يكون على مرحلتين ، الأولى بين قوى اليسار التي هي خارج الحزب الشيوعي ، من حركات وأحزاب وتجمعات وناشطين وباحثين ومفكرين وشيوعيين في (المنزلة بين منزلتين) ، هم هنا وهناك ، تجتمع وتقرر أطرها النظرية وأشكال العلاقة بينها ،من أجل التوجه في النهاية ككتلة واحدة ومتراصة وواضحة الأهداف إلى الحزب الشيوعي للتفاوض والحوار ، فلا شيء غير الحوار من أجل يسار متعدد الصفحات متنوع التوجهات يحترم بعضه بعضاً وبدون تسقيط وعبر الحوار يتوصل إلى الشكل المثالي للعلاقة بين أطرافه بعد توضيح وتوسيع وتجذير أهدافه .



#كامل_عبد_الرحيم_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (يساري ) خارج الزمان والمكان
- الماسوني المعدم مائة وخمسون شفرة شعر
- ربيع الوشاية ام خريف المثقف
- قصة مايتا حكاية ثوري معزول
- هل ينبغي الدفاع عن ثورة 14 تموز
- قوي كألفضيحة رواية ألفصل ألأول
- رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج2
- حول كيفية أسقاط نظام ألتحالف بين ألأسلام ألسياسى وألأحتلال ج ...
- رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج1
- فى رثاء الحجية كم أكرهك يا 2010
- تفكيك الارهاب ومستقبل العملية السياسية


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل عبد الرحيم السعداوي - عن حوار قوى اليسار... البدايات . .الترتيبات .. .التحقق ... .الفشل ....ا لمآلات