أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عبد الرحيم السعداوي - قصة مايتا حكاية ثوري معزول














المزيد.....

قصة مايتا حكاية ثوري معزول


كامل عبد الرحيم السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


على عكس زملائه وأقرانه كتاب أمريكا اللاتينية ألآخرين الذين يقرنون الشذوذ الجنسي بالمستبدين والطغاة فأن ماري
و فارغاس يوسا الكاتب البيروفي والحائزعلى جائزة نوبل للآداب قبل ثلاثة أعوام يلصق هذه الصفة ببطل روايته (قصة مايتا ) الشيوعي التروتسكي مايتا ولكن هذه ليست نهاية العالم فيوسا كاتب كبير ويبقى كبيرا حتى في هلوسته وتجديفه ،تتحدث الرواية عن انتفاضة مسلحة لمجموعة من الثوار الشيوعيين دارت أحداثها حتى قبل الثورة الكوبية حيث حصلت عام 1958 ويبدو ان ليوسا تجربة قديمة مع اليسار قبل ان يتحول الى ليبرالي متحسس من اليسار عموما وهذا شأنه الخاص بالطبع ومثل وقائع الحياة حين أنصف ألأدب يوسا بمنحه جائزة نوبل (وهو أكثر مايبتغيه أديب ما ) بعد أن خذلته السياسة سيما بعد فشله الواضح عندما رشح نفسه لرئاسة الجمهورية ،فأن مايتا بطل الرواية ينتصر في النهاية على صانعه ويعيد صياغة نفسه رغم مبدعه كثوري لا يدع قطار الثورة أن يفوته فيقتحم أحدى عرباته رغم كل شيء ،كان ألكاتب مهتما بالبقاء قريبا من ألراوي فتقمصه ولكنه أيضا يريد أن يبقي متعاليا ومتحررا ومتجاوزا للراوي فعمد إلى تقنيات سردية متداخلة قديمة وحديثة حيث أن ألعمل كتب بروح ألتحقيق الصحفي كريبورتاجات ومقابلات من ناحية ومن ناحية أخرى يتشظى ألسرد عبر مستويات متعددة ومتداخلة فتتداخل الحوارات ويخترق الماضي الحاضر لكي ينجز مهمته وهي الأخبار عن حوادث حدثت وشخصيات عاشت وضجت ولا ينسى الكاتب ان يذكرنا اكثر من مرة بالفرق بين الحقيقة الروائية والحقائق التاريخية 0(فيكشف لنا في النهاية أن ألوقائع ألحقيقية مختلفة تماما ، وأشد فقرا بكثير من ألتخييل ألروائي ) وأن كان هذا في ألأخير مجرد قناع يحتمي به لتصفية حسابات سياسية لا يستطيع مقاومة غوايتها.لم يجعل الكاتب (مايتا )شيوعيا فحسب وإنما تروتسكيا أيضا على الطرف ألقصي من أليسار ليسخر على هواه من ألجعبة كلها ولم يكتفي بقبحه وشعره ألأشعث وأسنانه ألمتفرقة وأقدامه ألمسطحة ومشيته (كمن يسير على بيض ) فجعله مخنثا (شاذا جنسيا ) أيضا وتتألف الرواية من عشرة فصول ويقوم الكاتب في الفصول التسعة الاولى بسياحة عبر الأماكن والشخوص الذين عرفوا مايتا قبل ان يذهب الى ( خاوخا ) وهي المدينة الصغيرة والتي سقطت بيد الثوار ليوم واحد وهنا يبدع الكاتب بتصوير البيرو ببؤسها وشعبها الفقير وجنرالاتها التافهين وكذلك أعراقها من بيض وزنوج وملونيين وهنود ناهيك عن جغرافيتها المعقدة وهو حين يصفها ( بالمزبلة ) فإنما يعطي المبرر( دون ان يعلم )لمايتا ورفاقه بانتفاضتهم رغم الاستهانة البادية على توصيفاته ويدعي الراوي انه ومايتا كانا صديقين في الطفولة ولكن في الفصل الأخير وهو الفصل المخصص للقاء الراوي ومايتا بعد اكثر من ربع قرن على الانتفاضة لايبدو ان احدهما يعرف الآخر ونجد الكاتب هذه المرة ضائعا امام الكم الهائل من (التلفيقات ) التي تراكمت في الفصول السابقة اما مايتا فهو بصمته وسط اكوام الازبال والاعوام الطويلة وراء القضبان يبدو مضاءا بنور الثورةووقارها ومرة قال تروتسكي (ان الظروف الموضوعية للثورة العالمية قد نضجت بل وتعفنت .......... ) وهذا مافعله مايتا على طريقته الخاصة فحتى بعد ان يخذله رفاقه بما فيهم حزبه (حزب العمال الثوري التروتسكي ) ليبقى وحيدا باستثناء ثلاثة رفاق ومجموعة من الصبيان حيث يقول لاحدهم (لا تبك , لاتمنحهم هذه المتعة ) فهو يقول لنفسه وهو يرى حلمه يتلاشى ,انهم نجحوا فلقد جعلوا فكرة الثورة ممكنة ,ورغم أهواء الكاتب فانه لم يستطع ان يقصر ولو بوصة واحدة من قامة رفيق مايتا (باييخوس )هذا الضابط الشاب الذي يصغره بعشرين عاما تقريبا حيث كان احدهما يكمل الاخر واحدهما يقود الاخر لينتهي صريعا مضرجا بدمائه هناك في اعالي الجبال وهو يتنفس الهواء النظيف للثورة ,وفي الرواية ايضا شخصيات كثيرة ابدع الكاتب في رسمها سنتركها للقاريء ونحن ندعوه لقراءة (قصة مايتا ) حكاية ثوري معزول وقصة ثورة منسية .

كامل عبد الرحيم السعداوي



#كامل_عبد_الرحيم_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينبغي الدفاع عن ثورة 14 تموز
- قوي كألفضيحة رواية ألفصل ألأول
- رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج2
- حول كيفية أسقاط نظام ألتحالف بين ألأسلام ألسياسى وألأحتلال ج ...
- رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج1
- فى رثاء الحجية كم أكرهك يا 2010
- تفكيك الارهاب ومستقبل العملية السياسية


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عبد الرحيم السعداوي - قصة مايتا حكاية ثوري معزول