أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عبد الرحيم السعداوي - الماسوني المعدم مائة وخمسون شفرة شعر















المزيد.....



الماسوني المعدم مائة وخمسون شفرة شعر


كامل عبد الرحيم السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 14:45
المحور: الادب والفن
    


أجيد᾿ ألمسيرٙ وحيداً
وألصفيرٙخفيضاً
والغناءٙ في الليلِ
مع ألكوابيسِ ألأليفة
جيوبي يداي
فارغتان ألا من بذور
لأرضٍ بوار
ووجهي قديمٌ
أقايضه كل صباحٍ
بقناعِ مهرجٍ
مبتسمْ

2

ألم يبقٙ غير ألحلمِ
مرعى لحبِنا
وضاقت بنا ألأ رضُ
وألفلوات

3
غبارُ قوافل تجوبُ في ألمجرات ألبعيدة فتكتشف أن هذه ألأسفار هي في ذواتنا ألمعزولة .
ألماضي يقرعُ أبواب ألحاضر وأذا بنا نجدُ أنفسنا موتى منذ زمن بعيد
حدائقٌ خلفية تضيئها نجومٌ مهربة وبحارٌ هائجة على ألورق ،
وجواري يختفين تاركات أثرٓ قبلة ،على جبلٍ يحتضنُ مدينة حراسها من ألأموات وبقايا خمرةألآلهة في كوؤس من ألوهم


4
ولي فضائلٌ كثيرةٌ
لايعرفها غيري
هي أشبهُ بعملةٍ قديمة
غير قابلة للتداول
هذه ألأيام .

5
أنهٓ هناك
يتوارى خلفٓ ألطغاةِ ألمدحورين
عند ألبانوراما
وهناك واقفٌ بشموخ
رغم ألاعاصيرِ وألمطر
عند ألنشرة ألجوية
وتراه يتلونُ بألأحمر وألأخضر
يتلاعبُ بالبورصةِ
خبيرا
هو في ألكيات وفي ألصباحات
يتدحرجُ على ألأرصفةِ
جادا ومنضبطا .
أنه ينامُ ولايعلم
هو وحدهُ منْ يقود هذا ألعالم .

6
الى (صديقي )كامل مدحت
حفيفُ راياتٍ ممزقة ومذاقٌ مر لسياسات ملتبسة ،دروبٌ تلتفُ ألى ألبدايات ألمتعثرة ،صفقاتٌ غامضة وأقنعة ألمداهنة ألضاحكة ووجوهُ متحفِ ألشمع ألتي تصر أن تلاحقنا كهنوتٌ علماني واقطاعية يسارية باذخة ، كاسروا ألإضرابات ذاتهم ،والضاحكون في ألخفاءِ من ألثورات ،مٓنْ أدمن العيش تحت ظلال ألطغيان والذين ينفخون في وجهِ شمس ألتغيير محتمين منها بأوراقهم ألصفراء ألبالية .
7
أنتٓ أرتضيتٓ ألسيرٓ
بعيدا عن جادة ألنصر
وآخيتٓ أرواحا شقية
وسيقانا مبتورة
وقلوبا سحقتها قطاراتُ الحروب
تصنعُ نسائك من مخادعِ ألاخرين
وتستمني أباحيةً عادلة
فيما سحاقياتٌ( مكتفيات بالتدخين وتأملك موفور ألصحة )

يحرسنْ عزلتك .

8

أجمدُ حبي أليكٓ
وأوفرُ دمعي في جعبتك ألعسكرية
سنخفي دمائك في قبة ألبرلمان
أنت أيضا سرقتٓ حلمهم .

9

ولدوا
وكأنهم يدخلون حفلا
نفذت تذاكره
منذ زمنٍ بعيد
وبعزيمة ألمفلسين
شقوا طريقهم
أبناءٌ نبلاء
آباءٌ بخلاء

10

ألفرقُ بيني وبين أقراني
هو كالفرق بين من يمارس ألجنسٓ مع نسائه في غرفةٍ فارهة على ضوء ألقناديل
ومنْ يمارس ألعادة ألسرية مع صورة حبيبته تحت ألسلم في ظهيرة تموزية
،وألآن وأنا اخطو خطواتي ألاخيرة للدخول ألى عالم أللاجدوى وألعزلة وألأهمال
،لازالت مئاتُ ألأغاني تطن في أذني ومثلُها من ألرقصات والدبكات تكادُ تقفز من مساماتي واضلاعي ألمتفائلة والكثيرُألكثير من ألقصائد ألشفاهية وألخطابات ألنكدية والسجالاتُ ألحاذقة ،مبكرا سأدخل عالم ألصمت وألبلاهة
ولاأعلم مالذي يدور بيني وبين ألعالم
،أقول أحيانا ربما أكون قد شربتُ عصارةعمري باكرا .

11

سنحاربُكم بأطنانٍ من ألصمتِ
وبشوارعٍ طويلة من ألسكوت
لنْ نقاطعكم
ولكنْ سنخترقكم
مثلما تقطعُ ألسكينةُ قطعة من
ألزبدة

12

كمْ عمرٍ يلزم
وكمْ عودة
لتلك ألشوارع ألتي آخينا حجارتها
فكلُ موسيقى ألعالم
وكلُ دموع ألقبور وألأضرحة
لاتكفي لأعادة خلق تلك ألكلمة
(في ذلك ألغروب ألخالد مثل لطخة مقدسة )
أحبك ٙ
13
لماذا يمضي ألآباء ُ
مسرعين
ويتركون غيمة
ونصفٓ سيكارة
مسبحةٔ قبعة أو عقالا
نظارات بحاجة ألى أصلاح ،
أدوية مبعثرة
بألوان برتقالية وخضراء
رائحة ألتبغ فوق عصا ألفخامة
سعالا طويلا
وزوجاتا مترهلات يرتسمُ حول عيونهن
فضولٌ جنسي
لايليقْ
14
نحنُ طابوقُ الشوارع
نحنُ اسفلتُ ألخطوب
آخانا ألتأريخ
فركضنا طابورا منتظما نحو ألغابات
ولامسنا قرنٓ ألثور
داعبنا دبره
فكان أليفا
وخالدا
في مستنقعِ ألحكمة

15

هكذا
علي
أن
أحيا
رفاهيةٓ
ألوجود
فوقٓ
حافةِ
ألحاجة
وألأملاق
دون ألوقوع فيهما.

16

أفردُ قامتي
بين ألقوادات
والشاذين
واللحم ألرخيص
وأنا أقرأ كتاباً لريجيس دوبريه
ووسط ألغبارِ
والعفونة
تتصاعدُ
مشاعرُ ألرضاء عن ألنفس .

17

هل سنبكي مرةً أخرى
على بيتٍ في ألغيوم
على أب ٍ
لم نشعلٓ لفافةٓ تبغه
حيث ظلتْ معلقة
في فم ألحكايا

18

استهلكني
الجنسُ
ألسيئ
والصداقات
ألتافهة

19

أبناءٌ لا يشبهونك
آباءٌ يبتعدون بصمت
أصدقاء ٌ
لا يشربون نخبك
ونسائك يترهلن
في بركةِ ألانتظار

20

ألى صديقي ،ألذي لم يعد محتاجاً لأحد فهو يكملُ جلسته في حانة ِ
الابدية
ترفعُ نخباً
لا تشربهُ
بل تسفحهُ
على ألطريقِ البسيط
مثل راحة كفك
هل كان دما ً
تحيي منْ ؟
فوعاءُ ألحبِ صغيرْ
وشوطُ ألعمر قصيرْ
ولملةُ وجوه ألرحلة
عسير
أسودٌ وطويل
(مثل ألليالي التي ستضيئها صداقاتنا )
بجبهةٍ إغريقية
وأنفٍ كردي
وعيون ( ألقطا ألعجوز )
ألقادمِ بهدوء من أحراشِ (كميت )
ألآن فقط أدركتُ أنه لم يكن يلتفت أبدا
ومضى أيضا دون أن يلتفت لأحد

21

سأحيا وأنا أبكي
وأموتُ وأنا أرقصْ
أبكي لعل دمعةً ساخنةً
توصل شوقا ً
أو اعتذارا
أو توضيحاً
للذين غابوا
وأرقص ُ
لأن هذا
ما يجب أن نفعله
مادامت لدينا ساقان

22

ضرباتٌ ثقيلة
بشفراتٍ
حادة
على رؤوس حليقة
هكذا كان مشوارنا
فراقٌ
ود مٌ
ومرارة .


23
أتحدث عن ميتٍ
يكبر
ينمو
يجمعُ الأشياء التي فككتها
ويبتعدُ عن ألدروب التي سلكتها
عن عيون بأفقين
وبسمةٍ لا تمسح ألمأساة
بيديّٓ
أحمل ألإكليل
وأدور ُ
يزوغ ُعني قبرك
تسوطني
بسمتُك
(لازلتُ اراك منكسرا تغادر ألمكان )
ألى حيدر
24

انتظرناه
يداً
مليئةً بالحلول
وفما ًمترعا
بالأغاني
لكنه جاءنا
مثلٓ علبةٍ فارغة
لشيء
لا ندري متى ابتعناه

25

هل ترى فاقةً
تضحى امتيازا
وحاجة ً
تزيحُ قناعا
فتصبحُ وجها
مكتفياً

26

هل بكتْ
من بعيد
أم ضحكتْ
في سرها
تداري عاطفتها
مثلما تلملمُ أذيال ثوبها
وهي تجلسُ على النهر
أشعرُ بالجوع
وهي تعدُّ ألخبزٓ
هل كانت ألمائدة لي
هاتوا شرابي
فاني أراها
تبتعد


27
ألأبوة ُألمشكوكُ بها
،ألمطعونة ألملتبسة
والمتأخرة
،حيث أن ألا عترافٓ بلا طعم
و ألدموع تنهمر في ألظلام
والطرقات
متقاطعة تتسللُ من بين يديك
وتواجهك مثل رعب فاتر
،ماسخ ولكنه حقيقي مثل شاهدِ قبر
ألأبناءُ ضجرون
ماذا عساهم يقولون
لآبائهم ثقيلي ألظل
والآباء يبكون
وهم يفكرون
في عشيقاتهم



28
في كل هزيمة ٍ
أرى عيونك حيدرْ
في كل انكسار
تضيعُ عني
خطوتك ألعاثرة
أهذا حصادُ حقلي
أهذه ثماري ألفجة

29
قطةٌ تداعبُ نفسها
تمارسُ ألعادة ألسرية
على ألتختِ ألمنفردِ
في ألمقهى ألعتيقة
يتأملها
ألرجلُ ألمتمهل في شيخوخته
تنتبه اليه
ربما خجلتْ
أولعنته في سرها
لكنها تستمرُ في تدليلِ نفسها
ألرجلُ ألمتمهل في شيخوخته
يستمتعُ بالشمس ألقديمة
وبرودة ألمنضدة
تراقبه ألقطة
يداري خجله
من رغبةٍ باحتضانها
دخانُ ألأيام ألخوالي
يلتفُ حول شيوخٍ يلعبون ألنرد
كانوا مستمتعين ومنهمكين
كأنهم يمارسون ألعادة ألسرية


30
ألأيديولوجيات
بواباتٌ دوارة للدخول ألى حدائق ألحقيقة
والحقيقة
وهم
للخروج منه عليك بمخارج ألأيديولوجيات
ألاضطرارية .


31
نحبُ نساء ٓألآخرين
هذا ما نحنُ عليه
ضاحكون ثملون
هذا ما نحن عليه
آباؤنا صامتون
آباؤنا غائبون
أولادنا يخجلون
أولادنا يبتعدون
هذا ما نحنُ عليه
نهبُ لنجدة ألصغير
ونحن عصا للكبير
نموتُ في حلبات ألرقص
ضاحكين ثملين
هذا ما نحن عليه

32
ألثورةُ مقهى
حيث يتكئ ألحكيم
على ألأريكةِ
وبجنبه ألدعاةُ والأنصار
من ألأمصارِ ألبعيدة
فيتزودون بالحكمة
والخطط ألسديدة
ألثورةُ مائدة في بار
حيث يلتقي ألشهداءُ والغائبون
ووجوهٌ بلا أسماء
ليخططوا هامسين
ويفترقون غاضبين
حيث تفتحُ زجاجاتُ ألخمر
بلا نهاية


33
وحيدٌ مثل قطعة نقدية قديمة في قاعِ ألمحيط


أنني بصدد ألتحررِ
من أبنائي
هل أعترف أستغفر
أستجدي
أنسحب أعتزل
أبرر ألعن لا أدري
،ولكنني بصدد نفض كل شيء
والتفرغ
لمحاباة وعشق جسدي رغم شيخوخته ومرضه
أريد أن أرعاه,
أتأمله
أتركه
يحلق بغرائزه
سأعمل على إغراق ذاكرتي
مثلما يغرق معبدٌ من ألذنوب,
سأسقط
ألأسماءٓ
والوجوه
والتواريخٓ
وألقرابات
في بئر ألبلاهة سأحدقُ في ألكؤوسِ ألفارغة
والكتب التي لن أقرئها
والقطط ألجائعة ألمشردة
والتي تشبهني
مادمتُ قد بدأتُ بتقبل ألموت
شنقا حرقا تفجيرا
ما الذي سيخيفني بعد،
قتل ألأبناء والأحبة ،
لقد غادرتُ تلك ألمخاوف
أنني في ألزاوية ألأكثر ظلمة
من روح ألعالم
أنني وحيدٌ مثل قطعة نقدية قديمة في قاع ألمحيط,
لقد مرٓألعمرُ سريعا
مثل قطار منفلت
وبقيت حاملاً حقائبي
لعلي أترجل في محطة ما,
لكن القطار يمضي
مفتونا بعنفوانه ألى ألعدم .


34
بلا أصدقاء
عدا حجارة ألطريق
وأغنية (توشوش )لأعمدة ألنورِ ألمتهالكة
يمضي بجيوبٍ مثقوبة


35
خلقنا جيلاً من الأقوياء
ابناءاً يرتشفون ألنبعٓ كله
وينظرون ألينا بغضب
يرفلونٓ بالصحة
ويرقصون فوقٓ حطام أيامنا


36
أنتِ
في ألقصيدة ألأخيرة
في ألقبلةِ ألأولى
وفي جلسةِ زوجة ألرئيس ألخليعة
وفي زرارِ ألقميصِ (ألمفقود )
في خفقةِ ألطين
في صرخة ألله
في موتِ ألابن
وعري ألأب
وفي ألبكاءِ
في ألغرف ألمظلمة


37
سأقرعُ أبواب ألتاريخ
بقبضةٍ منفردة
سأصرخ
عبرٓ ألسور ألعالي
للنسيان
سأقارعُ ألحجة
بالهذيان
يا ولدي
وغريمي وقاتلي
يا هذا ألإنسان
لازلتٓ أسير ألبئرِ
تبحث عن ألحكمة
في ألدلِو ألمثقوب
وتقرأُ كتابٓ ألجنس واللعب والأديان
تقرؤه بالمقلوب


38
لا تتعبْ
وأدفنْ أحبابك بهدوء
لا تجزعْ
وأجمع أشلائهم
من فوق أعمدة ألكهرباء ألحزينة
وتجول في شوارع ألرعب
حاملا حقيبة بها رؤوس أطفالك
سينتهي هذا ألكابوس يوما ما
وتموت
حتى ذلك تجول بهدوء
واحلق ذقنك
وقل صباح ألخير
لجارك ألمقتول
صافح أعدائك
فثمة عالم آخر
تدور فيه
كؤوسُ ألشراب


39
أنا في ألمنتصفِ
من كل الأشياء
بين ألعمل والكسل
بين ألخلق والخالق
بين ألرغبة و ألجلٓد
بين ألمتعةِ والتخمة
أتقدمُ وأتراجع
مثل ريشةٍ في مدواة حبر
لأكتب أشياء تافهة
دائما بلا معنى


40
عمرٌ جديد
سأكرسه للموسيقى
وسيقانك فقط
سأحلق ذؤاباتي ألرمادية وشاربي ألكثين
وأجلسُ أمام ألبحر
أحملق
في صمتي وبلاهتي وكفايتي
فأنتِ بقربي أخيرا
مثل كلبٍ شبعان
يتدفيء بالشمسِ
(قنينة ماء معدنية وقطع بسكويت )
والضوء ألمنعكس
من ٳلتماع ألقبلة ألأخيرة
على شفتيكِ


41
مثل شيخٍ بدوي
يداعبُ شاربيه ألكثين
وهو يحصي حروبه
لقد أمتلك كل شيء
ألخيل وألأبل وألعبيد
وألأنصار
لكنه لم يمتلك ألهدوء
ألافي معاركه
بأنامله ألذكية
يتحسس جروح ألاخرين
ألمفتوحة مثل فرجٍ خبير
ويتأمل
ويسأل متى يهدأ
42
وحيدا أتجول
بين حرائقِ بغداد
أتحسسُ خرائب روحي
ألغربانُ ترافقني
مثل أسمي
بائعُ ألصحف
سعيدٌ بمبيعاته
عمالُ ألتنظيف
يتكورون حول أنفسهم
سعيدون أيضا
أعجل من خطواتي
هاربا من سؤال ينهشتي
مثل سيخٍ ملتهب
أين آنت يا حيدر؟
أين أنت ياصديقي


43
كراتٌ من لهبٍ وخنادق
حروبُ ( ....... )علينا
يا حربُ
لا تضعي وزرا
أني بحريقك نشوان
يا حرب استعري
وخذيني حطبا
أني بلهيبك
نشوان


44
قبر
أجرجرُ عربات ألوقت
وأنصتُ
لعويلِ قطار ألرغبة
أجمعُ وجهي
من لمحات ألآخرين
أستنجدُ أصرخ
لاشيء بيني وبينكم
سوى قبر
لا تكن مزعجا
قلت لنفسي منذ ألخليقة
لكن كيف أكون مهذبا
مع فتنتك
أنتِ
أيضا قبر
مسرعين كانوا
لملموا صداقتنا
وحواشي ألمتعة
ورحلوا باحثين عن قبر


45
بأجسادنا ألخاوية
وأرواحنا
التي أضحت مثل قطيعِ خراف تائه
نحارب خصما
يملؤه ألعزم والتصميم
على قتلنا
خصمٌ لا نعرفه
ولا ندري لماذا يحاربنا
خصمٌ يفاجئنا
في حقائب أطفالنا ألمدرسية
وفي ألحافلات ألعامة
وفي ملابس نسائنا ألداخلية
من الأمام ومن ألخلف في ألظهيرة
لا يجعلنا ننام في ألصيف والشتاء
وفي كل ألمواسمِ
يطاردنا على ذنبٍ
لا نعرفه
نمدُ له يدا للمصافحة
فيردُ علينا بأصبع ديناميت



46
كيف سننجو
أنا وشفتاك وفرجُك
و سريرُ أطفالي
وقطاع ألطرق يقطعون أوصالنا
ويسدون بها ألنوافذ
لقد حاربتُ كثيرا
من أجلِ شفتيك
وتربعتُ مكتفيا
أتأملُ فخذيك
ولكن هل سننجو هذه ألمرة
من ألانفجار ألقادم


47
دخانٌ
بتمثالٍ نصفي يتجول فيّٓ
دخانُ ألحكمةِ ورمادُ ألانتظار
والعيون ألزجاجية
للعداوة
تعلنُ شيخوختي
شيخوخة ألتحسس والتلصص والتلمس
في ألظهيرة
شيخوخة بطعم ألحليب


48
تسربتْ ألقوةُ من بينِ اصابعِ ألغفلة
وتاهتْ عرباتنا
في ألمجراتِ ألبعيدة
كنا ندركُ أن نكتةً سوداء
تنتظرنا عند ألمنعطف
فتكورنا
حولٓ ريحِ ألماضي


49
ألرعبُ يا ولدي يدور
على ألشوارعِ والجسور
فأحسُ أحشائي تفور
هلعا على محياك ألبهي
وبسمةٌ ما انفكت تحاورُ
همةٔ أنهكتها ألرغباتُ والأقدار
وأقداحُ مازالت تدور
غابٓ ألنديمُ عن ألموائدِ
وأنفض عقدُ ألوصل
وتلفتٓ الندلاءُ
وتسائلوا
أينٓ ألحضورْ
50
تطفو ألغرائز
فوق صباحِ ألجسد
يكون ألزمنُ قد تيبس
رغم ألولادة
فينهض ألخالقُ أغبرا وقديما
أشعثٓ ألشعر
وكما كل يومٍ يدوس سهوا
على ملايينِ البشر
يتمتم ألباقون
قضاءٌ وقدرْ
51
أين يدُ ألرفقةِ ألحانية
لتسأل عزلتي عن بؤسي
أين صوتُ ألأبِ ألأجش
تنهيدةُ ألأم
لهاث ألحبيبة
أين كهولتي لألوذ بها
كل شيء يسقطُ مني
سنيني
أعضائي
أولادي
وثوقي
52
أبحثُ عن أمي
فتتعثر خطواتي
بصديق
اتمتمُ بكلمات ألتوبة
53
هل حالفٓ ألحظُ حقائبي
فوصلتُ سالما
وهل مازالت ألشمسُ تشرق
كل صباحٍ لتضييء براز ألأعداء
يا ربٓ ألأشياء
يا مولعاً بالعد ألخاطيء
هل مازالت قملاتك تفطرُ
دماءٓ أطفالنا
وأحداقُ عيونهم ألاناء
ياربٓ ألأشياء
مازال سرادق أمجادك
مكتظا باللوطيين
وما تيسرٓمن طغاة ألعصور
وشذاذُ ألآفاق
54
أريدُ حياةً تليقُ بمهزومٍ
حيث ألصمتُ والعفونة
وألقناني ألفارغة
ممراتٌ قذرة
ونياشينٌ مشنوقةٌ على آثام صغيرة
عكازات
وألبوماتُ صورٍ مهترئة
أوراقٌ صفراء
وأقلام جف حبرها
55
أمسحْ أمطارٓ دموعي من لمعةِ خدودك
بعثرْ أيامي ألخاوية
لكن لاتصرخ
سأبقى مصلوبا
كالهاوية
لو كنتٓ صديقي
حبيبي
ماكنا أفترقنا
لكنك تحملُ ظلٓ أسمي
فتهرب منْ
وجهي وهو يتلوى بالرغبة
تضعني في محرابك قديسا
فأهرب من فكرةٍ تراودك
لتراني راقصا في ألدروب
أبي ألا تتوبْ ؟
جعفر
في حبكٓ أذوب
لكنك تهربُ مني
من وجهي
من رقصي
من أسمي
56 شجنٌ عائلي
ألأطفالُ يتقبلون كل شيء
ونحنُ نفعل أي شيء
وتبقى ألدهشةُ
وألأعجابُ ألخفي
وألحنقُ
وألحبُ ألذي لانبوح به
مثل ألجلدِ ألمتغضن
وهو يغطي
جمالأ غابرا
يكبرون
في حديقةِ ألجدات وألخالات
ومن حكايا ألأعمام
ألذين يذهبون ألى جبهاتِ ألحرب
ولا يعودون
يكبرون
وهم يلاحقون صورا مبعثرة
وقبل أن يمسكوا بها
تأخذهم شيخوخةٌ مبكرة
أو موتٌ طائش
وتغلقُ ألأبوبُ
قبل أن نعرف
لماذا ألتقينا
ولم ألغياب
57
عالمٌ آخر
محاذي لعالم ألخشب
كما ألحياةُ تشترطُ ألموت
عالمٌ
كقبلةٍ شهوانيةٍ طويلة
أعمدته نساءٌ من رخام
سقوفه عارية
تتدلى نجومه
اثداءا طليقة
وألنوم
وجبة سريعة
58حيدر
ماهذاألذي يجيش داخلنا
عتبٌ مرير
شوقٌ عال مثل موجة (تسونامي)
أهدأ لا تصرخ
(تعال أكعد كبالي )
فسوفٓ لن أعتذر
سأغرقُ بدموع ألندم
وأصرخ
ألطمُ في ألظلام
لكن لن أعتذر
أني أكاد أعترف
تلذ لي ألخطيئة امامكم
لاتشربوا ألخمرةٓ أبنائي
لأني ألتهمت حصتكم ونصيب أحفادي
لقد رقصتُ بدلا عنكم
وملئتُ ألدنيا صخبا ولعنة
لاترك في عينيك
تلك ألنظرة ألحزينة
حسنا أنها
تقتلني
59
لاأدري مالذي يلتمعُ
في ظلمات وعودك
نصلٌ حاد
لسكين ألمحرمات
أم كتابٌ مقدس
(مدري شتريد تجيب حبلة الليالي )
سامضي
يا صاحبي ألعجوز ألمخمور
تاركا ترنيماتك ألجذلى لأبنائي
سيتسلقون جدران اللاجدوى
بهمةٍ مثل ألسحالي
ما شأني يا صاحبي
سأمضي ملعونا
ولاعنا كل شيء
سأحتضنُ ألموتى
أحبائي
لنسخرٓ من ألعدم
كمافعلنا دائما
60حيدر أيضا وأيضا
منذ ولدتٓ
تحطمت مرآتي
ومذاك وأنا أحاول لملمةٓ ملامحي
دون جدوى
يا أخأ قاسمني روحي
ثم أندفع للدروب
ألتي كنت أخشاها
سرقتُ منكٓ كل شيء
ولم أورثك
سوى ألكراهية
بيني وبينك
أشواك من ألأسئلة
وكأسُنا لازال فارغا
61
هذه أنتِ
قيمٌ تتكىء على عصا مائلة
كلُ شيء يغدو أشباحا
ألأصواتُ ألرؤى
وألأبناءُ
ألذين بدئوا ينفضون غبارٓ ألأقامة
وألتي بدت سرمدية
مثلكِ
مافعلتيه أنكِ أورثتينا
شرارةٓ حروب
لاتنتهي
وغريزةٓ بقاء كالعناد
لماذا كلُ شيء يبدو خالدا
يا أمي
فيما يرحل ألأخرون
62خمرة نوح
مواربٌ وفاسد
ذلكم هوألطريق
ألذي سلكته غرائزي
محبطةٌ وغائمة
هذه حال همتي
أنا ألمغوار
ألذي تنتظره ألكروبُ ألمدلهمة
نفذتْ ذخيرتي من ألحكايا
ورقصتُ ألرقصة ألأخيرة
منذ قرون
لاشيء سوى شبحِ أمرأةٍ فاتنة
نائمة تنتظر أناملي
لعلي أعزف على نهديها
أللحنٓ ألمتبقي
أمامي مائدةُ ألأمس
بأقداحها ألفارغة
وبقايا ألأحاديث ألمبتورة
وقهقات ألرفقة ألمتوارية
مثل ألذعرِ ألأول
جسدي شائخ وفارغ
هل عشت يوما ما ؟
أم أنا ظلٌ لهزائمي
برهانٌ لفضيحتي
أبنائي نجومٌ
تهربُ في ألأصقاع
يتوارون
مبتعدين عن عورتي
وخمرةُ نوح
لازالت تسكرني عريان
نسيتُ ألدم وألسكين
وضاع ألقاتلُ يا هابيل
هل كنت يوما قابيل
أم أني بخمر ةِ نوح
نشوان
63
هذا ألعالمُ يبكي في ألظلمة
من فرطِ وحدته
يلعنُ أبديةٓ عزلته
يبحث مثل ألأعمى
عن خالقٍ
يدعي أنه متناه في كينونته
64
كلٓ صباحٍ
أتذوقُ حليبٓ عريها
واخرج ُ
مبهورا للعالم
65
في كل قبلةٍ
يود أن يكون هوٓألشفاه
في كل حربٍ
هو ألباقي ألأخير
يحلو له تساقطٓ ألدنيا
كما يحلو له
أن يحددٓ ألمصير
66
في مركباتِ النقل ألعام
ابحث عن وجهي
ألمهزوم ألمتلاشي
وفي وجوه ألعابرين
افتشُ عن ذيلا لذاتي
67
تتلألىءُ أسنانك في ألقبر
مثل نجومٍ نفقت
منذ ملايين ألأعوام
وتزوغُ نظراتك في ألرمل
ويبقى صوتك ترنيمة
تلويحة يأس للسائل
68
من نلعن حتى نتوازن
أنفسٓنا
حبنٓا لك أم نلعنك
ياعراق
دماءُ آبائنا وأحبتنا
نهودُ نسائنا
معلقة
على ابوابك ألبليدة ياعراق
ملامحك متجهمة وغبية
صمتك أبله
ونظراتك زائغة
في فراغ أرواحنا
متى تنطق تصرخ توميء ؟
من هم أبناؤك ومن زنى بك ؟
اكفرْ بك يا عراق
ومثل متسولٍ كوني
ساحمل عظام أمي
ورائحة عري حبيبتي
مفترشا خيمة
متآخيا مع ألهنود ألحمر
وغرقى ألأطلانتيس
وصهيلِ حصان ألمتنبي
وكلٓ ألشعوب ألتي لم تكتب تأريخها
لعلي أجدُ أخوانا أقل غدرا
أقرانا لايملون ألرقص
أصابعا
لاتعرف ألزناد
احضانا واسعة
كما ألسهوب
سألعنُ خريطتك
ولن أتخاصم مع توائمي
من أجل ضلعٍ من أضلاعك
وسأبعثر حروفك وابجديتك
من هم أبناؤك يا عراق
كفُ ألحلاج ورأس رياض ألبكري
متدلية
على أبواب عارك يا عراق
وقهقاتُ ألحلاج
تتردد في صالون فخارك
ألعن عقالك يا عراق
ألاترى قاسما بلا قبر ؟
وفروج ألمحظيات بقباب ومنائر
أعرف وجهك يا عراق
بقذالك ألبدوي
وعيون ألأفق ألمكسور
وشهامتك ألمزعومة
فوق شفاه مزمومة
وشاربك ألمتدلي مثل قواد تركي
لن أنتظر( ريلك ) يامظفر
وسأقطّع أوتار داخل ومسعود
متبعا حداءا لراعي جبلي
ينشدُ لحضارات
تقدسُ ألحب ألمنفلت
وألعناقات ألطويلة
69
سكيرٌ ومفلسٌ وكسول
ولكن لاينبغي خسرانه
70
أنا أبنُ ألمدينة بأزقتها وبالوعاتها وخفافيشها ونسائها أللدنات ألأرداف ، أنا ذاكرتها أحفظُ وجوهها رغم اتساعها ،أنامتحفها أتنفس غبارها وأطوي طرقها بين أضلاعي وأغني لاوعيها ،جربتُ كل شيء وماأدمنت غيرها .
71ألماسوني ألمعدم
بدفترهِ ألمحتشد بالشفرات
وألرموز
يداري نصفٓ موته
ويستمني لعبته ألقديمة
بتعرية ألأسرار
وينتهكُ ألمحرمات
مثلما يفعل دائما
يتجول بخفةٍ بين خساراته
أصدقائه ألذين صدقوا كذبته،
أبنائه
وألدمعة ألتي تسيل على ألمرايا ألمحطمة،
نسائه ألراقصات في ألظلام
وما تكدسٓ في ألفراغ من كلام
ألوعودُ وألتوسلات
وأنصافُ ألاعترافات
ورقصةُ تيبست في خفة ألأقدام
لاعزاء للأنصارِ وألحشود
فقدترهلتْ ألأفكار
وتكرشت ألآلهة
كخلِ ألأنتظار
لماذا كلما تتسع مساحة ُألطمأنينة في ألخارج
تزدادُ روحهُ رعبا
وكلما اصبح أكثر فقرا
يغدو أكثر جبنا
تسطحتْ مكتبته
حتى غدت كورقة فارغة
بياضُها بوابة ألعدم
من يقلب ألهرم
أضاعٓ كأسه
فقاده ألوهم
72
مانشتهيه تحتٓ أحجار ألآخرين
وحجرُنا ألتواق لاه عن محبينا
ياطائرٓ ألرغبات متى توافينا
73
صافحْ رجالك في ألظلِ
وعانقْ ظلك في ألخفاء
وأدعوا ما تشاء من ألغرباء
فالقبرُ واسعٌ ووثير
74
أرجمُ حصاتك بأهوائي
فيتشظى وجهي
بين مقلتيك
أمدُ ذراع ألترجي
فأحصدُ ألخيبات
75
متى ينفقُ هذا ألثور؟
ألسحالي ألصغيرة
تتسائل
وألتماسيحُ ألنامية
تفكر
متى ؟
ألهدهدُ يحصي ألسهام
وألقنفذُ يغذي ألجراح
وألكلُ يقول
متى .
76
لاشيءٓ سوى جمالُ ألأنسان
في هذا ألكون
وكل ما عداه هراء
لاأحدٌ سواه
متربعٌ فوق عرش فتوته
مفتونٌ بخلوده
متأملٌ ذاته أللانهائية
لاشيء سوى صوته ألرخيم
يتجولُ في برد ألأصقاع
وحده يتمظهر على ألسطح
تاركا ألترهات في ألقاع
برهةً يحلوله أن يشوه سيماه
فيختلقُ ألقتلٓ وألحروبٓ وألدمار
يوشك أن ينهار
لكنه يتململ
ينفضُ عن وجهه غبار ألخرافة
ويعودلجمال وحدته الأزلية
مكتفيا منتميا لروعته
ويمضي فاتنا
ساخرا من صبر ألقرون
هازلا
أنا من أكون
عداي ما كانوا
ولكن أنا ألذي كنت
وأنا من أكون
77
كيف نستبدلُ ألكتبٓ بالعدد
وألأحلامٓ بالعناقِ
ألأصدقاءٓ بكؤوس ألخمر
ألزوجةٓ بالعشيقة
وألأبناءٓ بألاخوان
ألحزنٓ ألذي يلبث
بالمتعةِ ألتي تمضي
وألسيقان ألمتعبة
بسواعد ألمصارعين
ألوحدة
بحديقة تغرق
ألقصائدٓ بالخرائط
وألملابسٓ
بالطائرات ألورقية
78
ننتصرُ بأكاليلٍ خفية
بتحية ألصباح
للجار ألجديد
وربما بمتعة سريعة
مع ألزوجة ألقديمة
ننتصر بالعمل
ننتصر بالكسل
79
في ألصيفِ ألقادم وبمناسبة بلوغي ألأربعين
وكذلك أحتفاءاًبميلاد طفلي ألثالث
سوف لن أخافٓ من ألسحالي
وسأربي واحدا منها في لحيتي
في ألصيفِ ألقادم
سوف لن أفوتٓ ألفرصة
لذا سأذهبُ لملاقاة تروتسكي
ليزكيني
في أنتخاباتِ ألفخذ ألأيمن من ألقبيلة
في ألصيفِ ألقادم
سأقلعُ عن شربِ ألخمور
وسأتقبل بودٍ رائحةٓ ألبصل حينما أقبل زوجتي
وسأتابعُ ركض ألضاحية
وربما سألعب في منتخب بلادي منافسا روجية ميلا
80
على مفارقِ ألطرق
وتحتٓ ألمطر
وبصدورٍ عامرة
مثل ألحقول
كنتُ وأشباحي
نرى ألأيامٓ حبلى
وننتظرُ ثورةً
لن تأتي أبدا
وأليوم في تيهِ ألصحراء
أتنفسُ غبارا كونيا
وأنتظر حبا مستحيلا
لن يزهرٓ أبدا
أمرأة ٌ تتعرى
للموسيقى فقط
تكرهُ ألغزل
مقذوفةٌ من زمن ألملاحم
ألى بحارِ ألملح
تعدُّ ألنبال لحرب
لن تحصل أبدا
قلبها كتابٌ مفتوح
أوراقه ألصفراء
تتراقص مع نسمات ألأهمال
ضاعٓ عنوانه في دروب ألأيثار
وخاتمته لن تبتديء أبدا
81
أغنيةٌ رخيصة
من ألمذياع ألقديم
تثيرُ شجونا جديدة
فتطيُرفراشات ألخيبة
تطن بلحن ألأبدية
82
مكتبةُ ألوجوه
ذخيرةُ ألقيم
يهمسُ للأمجاد
(يحلو لي ألعدم )
لا يهمه ألأطنابٓ والتطويب
صعب على ألتبويب
83
ساعيشها
سأسوسها تلك ألقحبة
سأتناولها
مثل وجبةٍ فاحشة شهية
سأعدها أراقصها
أصرعها
ثم أقضمها
ألتهمها
مثل وجبةٍ فاحشة شهية
مثل وجبة فاحشة
شهية
84
تضيعُ ألخطواتُ
خلفٓ وهمِ ألتلويحة ألشاردة
وتتمتمُ ألشفاهُ بالقبلةِ ألضائعة
أراك رديفا للحزن
وتفضي ألى أللعب
وأراك غاويا
تهيل ألترابٓ على متعة زائلة
فهل كنت فكرةً نافلة
عصي على ألحلم كنت
وشاكي ألسؤال يدور على ألأوجه ألقاحلة
ماكان يعوزك سوى ألعزم
تخورُ قواك
وكان عليكٓ ألغناء بعيدا عن ألقافلة
ياصخبٓ صمتك أكاد أراه
واغرقُ في بحره
فهل كنتٓ بعيدا عما يدور؟
أم كنت في نفس ألرحى
تدورُ كما أدور
وعلى ذات ترنيمةِ ألبؤس
تهدهدُ أطفالٓ أوجاعك
وبذاتِ نقاط ألتعجب وألتقاط ألدهشات
أقفلت
،كما أسلفت نفس ألسطور
وهل بعدهذا أليبابِ نشور ؟
أم تراها أمحلتْ وحتى ألختام ضحكتنا ألوادعة ؟
85
تساقطتْ قشوري في خريفِ ألمواسم
وألقيتُ درعٓ ألدفء
ونزلتُ ألبحر
عرفت طحالبه
وتآخيت مع ألغرقى
كنتُ هاربا
من ألخورِ وألنميمة وفرط ألرغبة
فوضعني ملوكُ ألبحر في سجن من ألكسلِ وألصخب
لامفر فقد أنتزعوا صورةٓ حبيبتي
وأودعوها ألأهمال
ومزقوا دفاتر وفائي
فانتابتني قشعريرةٓ ألحنين
وعدتُ ألى زردي ألآدمي
86
لمنْ هذا ألليل
يتسائلُ ألعليل
للسكارى ربما
لعشاقِ ألكراسي غير ألشاغرة
للعافية
ألتي صارت صباحا أنقضى
لمن ليس للموتى
أصدقاء ألأمس
ليس لأطفالي
فقد ناموا من ألأملاق
لمنْ للنجوم
كي تظهرٓ على ألمسرح
للشمسِ كي تنام
أم للسجون
كي ينامٓ ألسجان
87
حينما تكتسحُ ألحروبُ ألمدن وألبراري
أين يذهب مخيمُ ألغجر
وهل ستغادرُ أللقالقُ أبراجٓ ألكنائس
وأين سأختلي بحبيبتي
88
من بين ملايينِ ألرقصات
سحرتني ساقاك
وتهتُ وراء خطواتك ألعابثة
ولم أرشدْ بعد
ولم أتعبْ بعد
89
بحريرِ مخالبي
أمزقُ مفاتن حلمك
هذا ماتبغين
حسنا سأفعل
90
متى أكونُ أنا أنتِ
فأعبث بمفاتنك
في ساعاتِ ألجد
وينتهي عذابي
91
يتجمعُ شقاءُ ألأعوام
في قاعِ ألأطراف ألسفلى
يأتي صوتك
مصبوغا بالتعبِ وألرغبة
تنتفضُ ألأطرافُ ألعليا وألسفلى وألوسطى
ويصبحُ كل شيء في وحدة
92
شيءٌ من موسيقى ألأبتهالاتِ وألشكر
فأمرأتي ترممُ حواشي متعتي
شيءٌ من ألتوابل
لأبتلاعِ روائح ألآخرين
ألآخرون ألذين أحبوني دوما
قبورٌ واسعة
تتسعُ لي ولأحلامي ولأطفالي
وكذلك
لعازفين مشردين
يعزفون لحنا جائعا جنائزيا
93
رذاذُ ألأيام ألخوالي دغدغ ذاكرتي
فأشتطت
حلما ذهبيا في مرعى أخضر
حيث كنا عراةً نتقافزُ حول ألنهر
نمارسُ ألحب واقفين
فيما ألآخرون
يرجموننا بحباتِ ألعنب
ضاحكين
94
تعالي نستمتع بالموسيقى
صاخبةً مرة
وهادئةً مرات
تعالي نحتفل بأكتمالِ ألعافية
ورشاقة ألاطراف
وبألتأمل ألملهوفِ أحدنا للآخر
وبسيكارة
أقدمها لفمك ألشهي
وبكأسٍ أرفضه بأدب
لأنني صممت أن أكونٓ صاحيا
لكيلا تتسرب بعض من مفاتنك
تعالي
95
مِنْ ثقلِ أحلامهم
غاصتْ أقدامهم
في قشرةِ ألوهم
كانوا يغترفون ألصباحات
ويدخنون مسائاتهم
ويعتمرون
قبعة من مديح
قالوا لهم مرة
ماذا جنيتم ؟
فشلٌ محلى بطعم ألنجاح
أو قلْ أنه نجاح تواضع فأرتدى حلة ألفشل
صدورهم ألعارية حصدت ريحٓ ألجاهلية
96أستراحات
مابين بربريةٍ
وهمجية أخرى
أستراحات
مثل عبورِ ألواحات
تلك هي ألحضارات
ومابين ألرغبةِ
وتحقيقها ثمة أستراحة
هي عواءٌ للعضلات ألمشدودة
97
ألذاكرةُ ألعاطلة
مثل قاطرةٍ مخزوقة
وبرامجُ ألتوجيه ألسريالية
وأطفالي
ألذين يستعصي عليهم ألأنضباط
حبيبتي ألغارقة في ألعتبِ وألدم
كل ذلك يدفعني للنوم
نومٌ مثل أقراصِ ألوعود ألقديمة
نومٌ غير تقليدي
نومٌ لايتبعه يوم
نومٌ لايجهده ألتعب
نومٌ لايوقظه ألحب
نومٌ
ليس كما ألموت
نومٌ لايقلقه أليأس
98
خمرةُ ألأمسِ
تتفتحُ في أناء حلمِ ألظهيرة
فتتشققُ رغوةُ ألوجد
عن رغبةٍ مخنوقة للغشيان
ستارةُ ألتحريم غلالةٌ رقيقة
يربضُ خلفها
حصانُ ألتعاويذِ ألفولاذي
يصهل ألحصانُ منتشيا
فيستحيلُ ترابا كالتلمود
مٓنْ حرّم ألقبلةٓ ألقديمة
وألفرجٓ ألأول
كان يتربعُ على عرش ألأكتفاء
نساؤنا
عشيقاتنا
عجائز افراسنا ألخاملات
99
يا أمٓنا ألسخية
مازلتِ شهية
ومازلتِ راغبة
بما لاحصرٓ له من ألرجال
كنا مبعثرين ، حينٓ أشتمتلنا رعايةُ محظيك ألأخير
ألأمير
فتجولنا في مراعيه
مثلٓ ألبهائمِ ألمتخمة
كان أبونا يتظلّل بأفياءِ ثمارك
وألتي تأتي قبل ألمواسم
دون أن يقطفها
ابدا
100
حراسُ ألتخومِ ألقصية
يبتلعون ألأنواءٓ
ويزفرون ألثقةٓ وألأمان
تجارٌ للتوابل وألعطورِ وألحاسوب
يلهون
بقضم ألوقتِ وقتل ألأرباح
رياضيون ممشوقون
يلعبون ألنردٓ مع لياقاتهم
مشعلوا نيران ألثورات
مهربوا ألكوكايين
رافعوا ألياقات للتنكرِ وألمروق
رجالُ حروبِ ألعصابات
فوقٓ ألجبالِ ألتي لفضتها مدنُ ألبغاء
راقصوا ألباليه
ألذين ترهلوا من ألصمت
أولئك هم أقراني
أقنعتي لكل ألفصول
101
ولدنا في ذاتِ ألقرن
وتحتٓ مظلة نفس ألقمر
وأرتدينا نفسٓ ألمعطفِ من نسيج غباره
وتقاسمتْ خطواتنا دروبٓ ألنكبات
فضاعٓ ألليلكُ حين توقد ألوجد
ما أسهلٓ أن نفترق
وأصعبٓ أللقاء
أصرخُ في ليلِ ألأعوام
لاللنسيان
يسمعني عويلُ قطاراتِ ألراحلين
أكور قبضتي في وجهِ ألهجران
تزدادُ عزلتي
فنحنُ ولدنا في ذاتِ ألقرن
قرن ألنكران
102
عندما كانتْ المعرفةحرفا
لاينطقه ألا ألآلهة
وعندماصارت كتابا
من يعرفهُ فهو ألنبي
فلما صارت بحرا
لايغرقُ فيه
ألا ألمنبوذ
103
كأسُ ألرغبةِ
يندلقُ على بطنِ ألفراغ
نتمرغُ بدبقه
فتتفتحُ أفواهٌ
أفواهٌ لكل شيء
وكلُ شيءٍ
يصيرُ لسانا يلهث
104
ماذا جنيت من حصادِ ألأمس يا مجنون
راياتٌ تخفق للخذلان
وصراخ في قصديرِ ألنسيان
وينفتحُ ألآتي على مشهدِ عويل طفلٍ
يركضُ خلفٓ أبيه ألضرير
ويصيحُ يامجنون
يامجنون
ألى أينٓ تضرب بعصاكٓ هذي ألبرية
105
نساءٌ وكؤوسٌ
وليالي تتدحرجُ بين فخذيها
ليست هذه ألأيام كما هي ألأيام
فألأعوامُ تأكلُ
ماتبقى لنا من أعوام
ليس ألا بصيصُ ألأمل يتراقصُ
من بين فخذيها
106
أرجعوا
أو أعيدوا ليّٓ ألريح
تلكٓ ألتي قادت مراكبنا ألقديمة
ألى ألمتاهاتِ ألأليفة
أسمعوا وقعٓ ألخطواتِ ألثقيلة
على درجاتِ ليالي ألخطوب
تنفسوا هواءٓ ألأسفلت ألغافي
تحت قبة نومِ ألعمال ألثقيل
اعيدوا لنا شملٓ ألعشيرة ألأصيلة
حيثُ كان ألعالمُ
كلمة تتنقل
على ألشفاهِ ألنظيفة
107
ليست حياةُ ألآطباء بيضاءٓ
مثل ملابسهم
فهي حمراءُ بلون دمائهم
وليست حيا ةُ ألمقامرين خضراء ٓ
كموائدهم
وأنما هي رمادية
كدخانِ تبوغهم
ولا ليالي ألعشاقِ وردية
مثل أحلامهم
فهي مليئة بألسواد
كأمتلائها بألشكوك
أما لونُ ألبحرِ
فليس أزرقا
فهو يصطخب بآهات ألغرقى
108
أنتظرتك في بردِ ألخيبات
حيث كنتِ دفئا لرئتي
صمتك ألحكيم
يقودني
للجنون
هذيانُ ألأنتماء للزوايا ألمظلمة
يطوقُ ألمعرفة
109
مِنْ حرارةِ بوح ألخفارات ألليلية
ومن ترقب ألعدوِ ألجميل
ومِنْ مضغ ألتبغِ ألقديم
ألممزوج بالخيبات
كان حضورها
بسلاحها ألناري
ألمصطف ألى باقي اسلحتها
أنها سيدةُ ألصراعات ألطبقية
عاشقةُ فيروز
ومحظيةُ ألقائدِ ألوسيم
ألذي سينفقُ
في زنازين ألجزر ألثوري
أنها ألمدافعةألوحيدة
عن متراسِ جادة ألصواب
وألتي سيستقر
بين نهديها ألثوريين
لمعانُ ألذهب
بصورة جيفارا
يحمل لفافة ألتبغ ألطويلة
ممتزجا دخانها ألهافاني
بلحيته
لحيةُ ألحسين ألخرنوبية
كانت بنفسِ ألحذاقة
لكسب ألأنصار وألمعجبين
تستنزفُ ليلٓ ألثورات
ألطويل
بتقليب جنبات ماضي ألمقاتلين
ولفِ ألتبغ
وتصطبحُ بالفول وألزعتر
وأغنيةٍ ملكية
لجمهوريين عراقيين
منفيين
وعندما تنامُ ألرغبةُ
في جزمات ألرفاق ألطويلة
تنسل مثل كيس مهمل
بين أجداث ألرجال
وشخيرهم
سيدة ألصراعات ألطبقية
فيها من كل شيء
وربما تنتمي ألى كل شيء
لكنها تنتمي جميعها ألى ألجنوب
فمِن ألجوعِ وألحرمان
تفجرّٓ نهداها
ومن ألأحراش وألينابيع ألخلفية
تطاولت قامتها
ومثلما تتفتحُ ألشقائقُ في نيسان
أزهرتْ وحدتها
فوقٓ تماس ألفرز ألطبقي
زهورا سوداء
ليست للرهن
فوقٓ ألملكية
ودونٓ الرغبة
لكن للثورةِ وألحب
حدألرهبة
110
رأسي مملوءٌ بالشكوك
وذراعي بالرغبة
وقدماي تجراني للهاوية
وحيدٌ
بينٓ أشياءٍ منزلية
تحتاجُ لرفع ألغبار
لاشيء يسليني
سوى حبٍ ممنوع أللمس
فقدتْ خمرتي مذاقها
ونشوتي شاه لونها
ولدي ألفصيح
يضيعُ بألأبجدية
وألآخرُ بعثراته
وضاعٓ بريقُ ألأنوثة
تحت ركامِ ألثرثرة
111
لم يكنْ ومنذ أن عبرٓ وحيدا
نحوٓ ألضفة ألأخرى لنهرنا
ألاملهما لكآباتنا وتجديفنا وجنوحنا نحو ألداخل
،فلسرعانما أنكشفت هرائاتنا
وكمْ هي مخزية .
112
للقاءِ ألغد
تركتُ ذراعٓ ألذاكرة
يتدلى في بئرِ ألنسيان
وجعلتُ لسانٓ ألقوة
يلهثُ وراء أمجاد ألزائل
أين تداعى ألضلعُ ألثاني
مِن مثلث ألتآلف ؟
وأينٓ سقطتْ سهوا
كلمة حبٍ
لم نجرؤ على بوحها
وهل نحفظُ ألدفءٓ
في حقائب ألمهاجرين
صورٌ صورٌ
لذاكرةٍ
مليئةٍ بألأطارات .
113
صنعنا من فوهاتِ بنادقهم
،بنادقُ ألمهزومين،
علكة لأطفالنا
وشربنا نخبٓ ألسلام
مقاتلون أشداء
يترنمون بأغاني ألرعاة ألجذلى
وبألأنهارِ
وأصطيادِ ألحسناوات ألضاحكات
مِنْ خلفِ ألبراقع
114
هي تتأملُ ألحبٓ
وأنا أتأمل حبها
115
موسيقى
موسيقى فالس
لأنتشاءِ ألمنتصرين
موسيقى
أنهيال ألتراب
لليائسين
مِنْ عودة قوسِ ألنصر
تحتٓ حوافر خيولِ ألرغبة
موسيقى ألطبول ألخرقاء
لأطفالي
كيْ يعبروا نهرٓ خطاياي
موسيقى للخمولِ
وأخرى للعفة
وأخيرةٌ لنياشين ألثورة
116
وجوهُ ألرخامِ
حفرت عليها
امطارُ أللوم
أخاديُد ألندم
قناعُ ألكسل شوهته ألرغبةُ
ببلاءِ ألنشوة
خيولُ الخطايا
تقفزُمن فوق أسوارِ
حظيرةِ ألمحرمات
117
كمْ هو كبيرٌ ألملعب
كمْ هم صغارٌ
أللاعبون
وكم هي رائعةٌ
ألهزيمة
118
يجلسُ
عكازته هدرُ ألأيام
خمرةُ ألماضي تعكسُ
يأسٓ ألمستقبل
يترهلْ
119
عُريها
رغوةُ ألحليبِ
فوقٓ رُخامِ ألكنائس
تنفسُ ألمزارع في ألملمات
عريها بتلكٓ أللطخة
لطخةُ ألمقادير
هالة ألقديسين
أم غارُ الفاتحين
120
أنتظرُها
تأتي أليّٓ بفرجها
ألذي يشبهُ جرحا غائرا قديما
خطواتها
تنثرُ أردافٓها
على ألأرصفةِ
مثلٓ ألهدايا ألمفزعة
شفتاها
وعاءُ ألرغبات
ألمسكوبُ على ألهاوية
121
( أني رأيتُ ألقاتلٓ وألقتيل
يلعبان ألنردٓ على ضفاف نهر ألمجرة )
أني سمعتُ
شكوى ألفراشةِ
أذ تندبُ حظها
ألى ألنسرِ
مِنْ ثقلِ أجنحتها
122
أرى ما أريدُ أن أراه
أرى موتي في نومِ أطفالي
أبي
في سعالِ منتصفِ ألليل
فرجهٓا في جرحي ألغائر
123
يتقلصُ ألفناءُ ألخلفي لمتعتنا
وينهدمُ سورُ ليدخل ألسأمُ
أصدقاءُ ألأمسِ
رفاقُ رحلاتِ ألصيد
لقتلِ غيلانِ ألوحشة
يبتسمون
ابتسامةٓ ألهجاء
ما أسهلٓ ألهجاء
ما أبعدٓ ألرضاء
124
هكذا أنتٓ
تفكرُ بالمتعةِ
بدلاً من ألتجاعيد
وتستبدلُ ألغيمةٓ
بمحفظة
تحثُ ألخطا عكسٓ ألدروب
وتوغلُ في ألأثمِ
مرةً لاتتوب
تكدستْ على بابِ أوهامك
فواتيرُ ألخطوب
أبتسمتٓ وقلتٓ لنا مرة
أنها بصلة
ومرةً قلت
هي قطعةُ ثلجٍ
سرعان ما تذوب
125
كما ألحياة أنتِ
وربما هي أنتِ
هي بسيطة
ومعقدة
سهلة وبعيدة ألمنال
هكذا هي أنتِ
126
صوتُ أللهِ متقمصا فيروز
يهبطُ على دروبِ ألعمال
يواسيهم
مِنْ عبثِ ألكفاح
127
مللتُ خارطتك ألقديمة
حيث لاحدود لأرضك ولاموانع
وأشتاقت يداي
لأرضٍ جديدة
لها طعم ألكهرباء
وذاكرة ألصواعق
وتلهفت شفتاي
لشق ألسواقي في أرضٍ بكر
ما أمطرت عليها سماءُ الرغبة بعد
128
ألجنونُ حجر ألفقراء
لفلسفة ألجوعِ
جنونٌ شهي
لأفطار ألبؤساء
وتوابلٌ من ألهستيريا
لعشاء ألمشردين
ألمكون كالعادة من نومٍ ثقيل
مثل نياشين ملكية .
129
أرتعشُ من برودة أفكاري ألعارية
أية أنفاس حارة تدفيء صقيع ألفشل
ألحجرُ يمنعني من ألنوم
أرق
أجنحتي لا تطير ولا تصفق
أنها من ألشمع
ألأصدقاءُ ألقدماء
رحلوا
للفناء ألخلفي لظلي
أنهم يصخبون
هي كومة بائسة من ألتكورات ألمتهدلة
مدواةألحبر
فوق وجه ألموناليزا
وألمصارعُ ألقديم
يتربع فوق عرش ألعوق
حضارةٌ فتية
تسعل دما
من تدرنِ ألوفرة
130
لا يوجد موتٌ
لا يحم رمزا
كل ألموتى
شفراتٌ للأبدية
وألأبدية علكة
في فم ألخالق
131
وأنا ألمتمرس بالبقاء
وبالرحيل
ماشدني شيء ألى عالمكم
خالي ألوفاض
مبعثر ألآفاق
مترنما على وجهي
أهيم
132
ساحدق في ألفراغ
مثل مشنوق
على صليب ألأبدية
وسأفلت خصلات شعرك
فما عدت أطيق ألأنقاذ
يامن كانت عيناها أفقا
أدركت أن ألعالم
ظلمة
ظلمة مأنفكت تسخر من نور خائف
مرتجف
مثل ذبالة شمعة
وما زالت أمطار كونية
ترشقنا بالآثام
منذ ملايين ألأعوام
ولازال سؤال كالشمس
يبحث عن صباح
ولكن يختنق
ديك ألدهشة
دون صياح
133
من أنتٓ حتى لاتهمل
مادمتٓ كنتٓ قد تشيخ
كل ألى ألأزبال يمضي
وأنتٓ في ألشيخوخة تهذي
134
تكتنز ألرغبة حول ألشفتين
فيندلقُ أناء دبق
كان مذاقك
كم أخطأت ألعد
فنعود لبدء ألسبق
وأنت شامخةٌ
تحت سياط أللذة
أفضل مافيك
كرمي
ألذي لاأدري
كيف منحتيني أياه
135
هكذا أنتٓ
تخلط بين ألكتاب وألكأسِ
تنام تحت ظلال ألحشود
وتنتظر ألمرارة
وتستطيبُ ألأحتمالات
زادك أليأس
136
لا أنتظر أحدا
ولاشيء يثيرني
سوى فرجها ألقديم
وألذي أعلمُ
أنه سيكون عشاءٓ هذا أليوم ألبارد
لا أحد يحنقني
فالجميعُ ماتوا
وأن بدوا غير ذلك
فحينما تختفي ألضغائن
يعودُ ألجنودُ
ألى حقولهم
ليختلسوا ألقبلات
137
ليست جان دارك
ولكنها ألناجيةُ ألوحيدة
من ألمحرقة
ألمرأةُ ألوحيدة
وألفرجُ ألأخير
وفاكهةُ ألمعرفة
138
عبثا يبحث عن بقيته
هذا ألذي أضاعٓ وجهه
كم مرة
رأى وميضٓ أبتسامةٍ خبيثة
في مرايا ألهزيمة
وفي هاوية ألرغبة
لطالما تصاعدت صرخاتُ
ألأعضاء ألمبتورة
139
ألشعرُ في كل مكان
في ألغيابِ
وألحنين
في أللقاءِ ألمتعجل للصديق ألتقليدي
في ألأشياءِ
ألتي يعلوها ألغبار
ولانقوى على أهمالها
نساء ألماضي
وأمرأة ألبرق
لأبناءنا يكبرون دون أذن
للحجية
تشيخ على طريقتها
بصلف
140
أعودُ مقفلا
ألا من همٍ
لاينشطر
وأرى ألعمرقد تشظى
وألحزن مثل غبار ألعراق
يغطي أثاث ألروح
أين ألصحاب ؟
وكركرة ألأطفال
ورنين أجراسِ ألحب .
141
فرجك قرية نائية
تطل على طريق مهجور
مرت بالقرب منها
قوافل فحولتي
142
أنا رجل ناكث للعهود
ولاأتحدث مع ألموتى
ولكنني اليوم
شربت نخب يوسف
تجول في سخام روحي
أصلح دعامات بقائي
ومثلما علمني فن ألحياة
همس لي بخرافة ألموت
لازال صديقي
143
أني أتماثل للشفاء
جروح روحي تلتئم
طبول قلبي تنتظم
سأزج أعضائي في زحام
وأرنو لزمجرة ألطريق
دعوني أثرثر مع عابر
أوحتى صديق
144
أشياء لاتموت
صوت فيروز
وجه أمي بنصف أبتسامةألرضا
تلويحة حيدر
وهو يقول لي (يلله بابا )
مبتعدا في مطار دمشق
145
رمادُألسكائر
أوراقُ ألخس ألذابلة
وبقايا كأس ألأمس
صوتُ ألحبيبة ألناعس
وهو يهمسُ بالوداع
لعنة ألصديق
نشرة ألأخبارِ ألخالدة
نساءُ ألآخرين
بقوس ألحاجب ألشبقي
ألخيانات ألمفضوحة
فلمٌ معاد فلم معادْ
146
هناك على ألتخومِ ألقصية للنفس ألبشرية ،حيث ألأنبهارات وألأنهيارات ،حيث نرتعشُ رعبا أومن فرطِ ألأنتشاء
هناك يتربعْ
147
بقايا كأسٍ
على طاولةِ ألفراغِ ألمدوي
واسترسالُ حديث
ولمحات
وشذرات ألذكاء ألأليف ألقديم
وألسيكارة شفاه أللعوب
نطاردها
في متاهات
دخان ألمتعة ألغاربة
يا وجهٓ أبي
وصوتٓ وصايه ألغائبة
ومعطفه ألثقيل
وأمطار ألأماني ألكاذبة
148
أنا أحبكِ فقط في كل ألأحيان
عند انغماسِ ألأحاديث ألمتأججة
في وضوحِ ألكؤوسِ ألأخيرة
عند تلاشي ألرغبة
في دوائر ألدخان ألمبتعدة
مثل ألعافية
وقتٓ ألمطر
حيث يشرئبُ نهداك
مثل عصفورين مبللين مذعورين
وفي ألليلِ
حيث لايمكن لسقفٍ

أن يخفي خطيئتنا
149
على ألأضرحةِ
وفوق ألمنارات ِ
وألقباب ألملتمعة
مثل ضحكات ألمشاهير
هناك أطنانٌ من ألأدعية
،تخصني
نثرها أبي وأمي وأبنائي
وقليلٌ من ألأحبة
منذ آلاف ألسنين
تنتظرُ آلهة صماء
أن تستيقظ
من قيلولتها ألمليارية
هناك على ألطرقِ ألريفية
حيث ألأسى وألبؤس
محاصيل كل ألمواسم
دفنتُ دهشتي
وهمهمةً حمقاء
150طه لايهتم لأمري
سوف اراهُ ألليلة
ولكننا لن نكتب شعرا
وأنما نتحدث
عن تلك ألقصيدة
قصيدةِ ألحرمان وألبؤس
وتلك ألرقصة ألعرجاء
وألأستمناء في ألظهيرة
وفي ذروة ألعمل
قالوا أنه موجود
ربما في ألضواحي
ثم لمحته من بعيد
وهويتداول حديثا ضاحكا
مع بائع ألملابس ألمستعملة
وفي ألليل
كان يتحدث هامسا
مع أصدقائنا ألثقيلين
كان لايهتم لأمري
بشرته كانت صقيلة
أذن فقدبريء من مرضه
بدا جميلا غامزٓ ألعينين
مثل فلاحٍ مسن
يتحدث لأبنه أليافع
عن أسرار ألزواج
كان لايهتم لأمري



#كامل_عبد_الرحيم_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الوشاية ام خريف المثقف
- قصة مايتا حكاية ثوري معزول
- هل ينبغي الدفاع عن ثورة 14 تموز
- قوي كألفضيحة رواية ألفصل ألأول
- رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج2
- حول كيفية أسقاط نظام ألتحالف بين ألأسلام ألسياسى وألأحتلال ج ...
- رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج1
- فى رثاء الحجية كم أكرهك يا 2010
- تفكيك الارهاب ومستقبل العملية السياسية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عبد الرحيم السعداوي - الماسوني المعدم مائة وخمسون شفرة شعر