أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي جلو مرعي - الرياض قمة تسليم السنة الى إيران















المزيد.....

الرياض قمة تسليم السنة الى إيران


هادي جلو مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وفقا للعرف السياسي فليس من حق أحد أيا كان أن ينازع دولة في ثرواتها وقراراتها ومواقفها، وهذا ينسحب على المملكة العربية السعودية التي وقعت إتفاقيات مذهلة مع الولايات المتحدة الأمريكية أسد الغابة العالمي الذي يوزع الأدوار، ويخفف التوتر ويمنح الهبات ويقرر المسار، وكانت القيمة المالية لهذه الإتفاقيات بلغت مايزيد على 400 مليار دولار في مجالات تعاون وإستثمار وتصنيع وتوريد أسلحة وأشكال من الدعم بما فيها 100 مليون دولار للجميلة اليهودية إيفانكا ترامب التي إستاذنت رجل دين يهودي قبل أن ترافق الوفد الأمريكي الى الرياض.
هلل العرب وكثير من المسلمين وخاصة المتدينون منهم لقمة الرياض، وكانت النزعة الطائفية الدافع الأهم في جملة أسباب تجعل من العرب السنة في الغالب وحكومات عربية علمانية وأسرية توجه السنة في العالم تتوجه الى الحامي الأمريكي أهمها الخوف غير المسبوق من البعبع الإيراني، ورغبة طهران في مد نفوذها في إحياء تاريخي لحضارة عظمى وإمبراطورية عفا عليها الزمن، وصارت تستهلك الجهد والوقت وآلاف الشيعة من أجل إستعادة المجد الغابر وهو الأمر نفسه الذي دفع تركيا السنية لأن تتخذ موقفا مشابها للموقف الإيراني من نواح عدة، وكان غيابها عن قمة الرياض العنوان الأبرز الذي خضع لتشريح وتنقيح من محللين ومعلقين سياسيين.
التهليل العربي الحكوماتي، ولدى مواطنين ناقمين على الحركات الدينية السنية تجاهل مايمكن أن يعقب تحولا خطيرا في السياسة العامة للمنطقة والمتمثل في الإرتماء النهائي في الحضن الأمريكي، والتقارب غير الموضوعي مع الكيان الصهيوني على حساب قضية يعتقد المسيحيون واليهود والمسلمون إنها قضية كونية يترتب عليها مستقبل البشرية الديني. فالقدس هي العاصمة المنتظرة للدولة العبرية، ولدى اليهود النية في حرق العالم لأجل ذلك، بينما تمثل المعالم المسيحية وكنيسة القيامة وموضع إعدام يسوع قيما مسيحية تسبه مالدى المسلمين الطامحين في الحج الى مكة كل عام، ويحتفظ المسلمون بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة كإرث ديني لايمكن تغييبه، وهناك تفكير بحرب عالمية هرمجدونية لأجلهما عند كل أتباع الديانات والمنظرين ورجال الدين المتعصبين من كل المذاهب والديانات الثلاثة الرئيسية.
إذا كان العرب السنة المهللون هم الذين يميلون الى السلمية ووضع الأمور بيد السياسيين والقادة ورجال الدين المعتدلين والمقربين من الحكومات. فإن الفقر والحاجة والتسلط السياسي والفشل الحكوماتي يدفع الأغلبية الساحقة من العرب والمسلمين الى ترجيح كفة الجماعات الدينية السنية المعتدلة والمتطرفة على السواء. فحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وحركة الإخوان المسلمين في مصر التي تحتفظ بعدد كبير من المسلمين كمنتمين ومؤيدين لها هي من تجتذب فئات إجتماعية ناقمة، وينسحب الأمر ذاته على المسلمين في شمال أفريقيا التي وصلت بعض الحركات الدينية فيها الى مراكز قرار كما في المغرب وتونس، وبعضها يتحفز كما في الجزائر القابلة للإشتعال، وفي بلدان عربية ومسلمة عديدة يتشدد الناس وهم يرون الهيمنة الغربية والأمريكية خاصة، والثروات التي تنهب وتوزع على شكل إكراميات للجميلات في أمريكا وللحكومات في واشنطن ولندن وباريس وروما وبرلين وغيرها من عواصم هدفها تخريب البلاد المسلمة وتقوية شأن إسرائيل التي يدور كل شيء في فلكها، وتعقد الإتفاقيات لتأمين مستقبلها، وهي تتلقى رسائل التطمين والمقترحات من عواصم قرار عربية لإنهاء القضية الفلسطينية، بينما اليمين فيها يرفض كل ذلك ويعمل على إبتلاع كامل فلسطين وطرد الشعب المظلوم منها والى الأبد والمصيبة إن ذلك يتم بالتنسيق مع حكومة رام الله التي تأمل الخير وماتزال من المجنون الأمريكي ترامب المغضوب عليه في بلاده والذي يغرد على تويتر إنه عاد بمئات مليارات الدولارات وفرص العمل، بينما الشعوب العربية تعيش الجوع والقهر والبطالة وتتوجه زرافات ووحدانا الى المجموعات المتشددة والحركات الأصولية.
إنتهت حركة الإخوان المسلمين العالمية من حملة التطهير الكاملة لقطاعات ومؤسسات حكومية في تركيا، وثبتت النظام الديني الأوردوغاني القاهر، وبدعم وتقوية وتنسيق إيراني كامل. فطهران التي يحكمها الأصوليون منذ 1979 كانت بشغف لقيام نظام أصولي جوارها يوفر لها ضمانات القوة في مواجهة خطر واحد إضافة الى منازع مستمر لطموحات الأكراد الذين يهددون وحدتها، وهو الأمر الذي تعاني منه تركيا أكثر. ولايبدو إن الحركات الشيعية في معرض التراجع مع تصاعد النزعة الدينية التي تتوهج في البحرين واليمن والعراق ولبنان مع إمتدادات ناعمة في بلدان عربية وإسلامية وإستمرار الحضور الروسي في سوريا التي تجتذب الحركات المتطرفة والحكومات من مختلف بقاع الأرض.
إيران تتنفس بقوة بعد قمة الرياض والتمرد القطري الصادم الذي جعل من 300 مليار دولار هباءا بالنسبة لماكانت تنتظره السعودية التي وصف الإيرانيون ماتقوم به، إنه خسارات، وهو بالفعل كذلك لأن دولا وحركات سنية كبيرة ومؤثرة ستشعر بالإقصاء والخطر، فليس من المعقول أن توافق حركة الإخوان المسلمين على الإستنجاد بالأمريكيين لمواجهتها دون أن تتحرك في الإتجاه المعاكس، بينما تجد قطر إنها ستنهار في خضم سيطرة السعودية والإمارات والبحرين، وهذه الدول لاتحتفظ بعلاقة جيدة معها، ودخلت في حروب سابقة معها على الحدود، ولم تجد مساندة سوى من طهران التي تلقت إتصالا هاتفيا من تميم بن حمد يعلن خلاله لروحاني مايشبه التحالف العسكري والسياسية، وبدا سريعا نوع من التحالف التركي الإيراني، وإستقطاب حاد للمنظمات الفلسطينية التي تواجه إسرائيل، بينما ماتزال الحركات الشيعية تمارس دورها في تمتين جبهتها، ويبدو إنها في معرض التحضير لتحالف نوعي موجه من أنقرة وطهران والدوحة مع مثيلاتها السنية.
قمة الرياض منحت العدو الصهيوني الأمريكي مئات مليارات الدولارات، وقدمت السنة على طبق من ذهب الى إيران وأوردوغان والإخوان خاصة في مثل هذه الظروف التي يشعر السنة فيها إنهم مهانون ومهمشون وضائعون بين الأحلاف والحكومات والإحتلالات، وكان يجدر بالحكومات العاقلة أن تتمهل في إتخاذ القرارات قبل الوقوع في مطبات من هذا النوع يصعب الخروج منها ولكن الواضح إن من يتحكم في الأمور هو الأمير محمد بن سلمان الفتى الجامح الذي لايفقه في السياسة، بينما هو يواجه دهاقنة السياسة في إيران وتركيا والمكر القطري، ويظن إن الإرتماء في الحضن الأمريكي الغربي والتقارب مع تل أبيب سيوفر له القوة والحضور، وهو وهم سيكون باهض الثمن.



#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر أم القاهرة
- الصحافة المغيبة
- تاريخ المثليين
- بلد المليون حرامي
- منهل المرشدي يفقد عينيه .وعلي السوداني وطنه .
- نعم لقتل الصحفيين !
- جنرال موتورز بدلا من جنرال بترايوس..
- مراسيم لدفن القط ريكي!
- صدى الانتخابات السوادنية
- جعفر الصدر يفوز في استفتاء الصدريين
- ملاحقة القبائل الغجرية!
- سفير عن طريق المحاصصة
- افضل حرامي لعام 2009!
- سأقتل الحمار.سأفجر المدرسة!
- ردا- على أسئلة قبل الاغتيال الثاني لعمادالعبادي..
- معنى الفكة
- اهلا تركيا !
- مزايدات في حضرة المالكي
- جمهورية الردم الصحي
- المسيحيون في بلادي


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي جلو مرعي - الرياض قمة تسليم السنة الى إيران