أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هادي جلو مرعي - الصحافة المغيبة














المزيد.....

الصحافة المغيبة


هادي جلو مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 17:09
المحور: الصحافة والاعلام
    



مازلنا نفتقد رائحتهما الزكية, فقد خرجا كمراسلين صحفيين في واحد من صباحات بغداد لتغطية أحداث تتسارع ,بعد سنوات قليلة من الإجتياح الأمريكي للعراق .

يقول صديقي عبد الأمير الماجدي, وهو شقيق والد مروان خزعل الماجدي الذي خطف وزميلته ريم زيد في بغداد في خطاب للصحفي الشاب...كأني أراك بقلبي تتردد على مخيلتي، تطلب مني البحث عنك مجددا، تحوم حول بيتي, تشتكي ألمك الموجع ,ألم الفراق ، ألم الغدر, وأنا أتحسس عذابك ,كأني أراك مظلوما مقيدا, تدورمن حولك أحقاد كثيرة.

شعث الوجوه والرؤوس, أراهم يتواجدون قربك ,يحاولون إيذاءك ،إكتسيت الصمود ملبسا, والصبر طعاما ،لاأعرف .تراودني أسئلة كثيرة, وهواجس قاسية .هل أنت ميت أم حي ترزق؟ أجائع ؟ أم ينهشك العطش؟ هل أزالت يد الغدر روعتك ؟ هل عذبتك بأسواطها المجنونة؟ هل عبثت بجمالك ؟أم إنك أنت ,مروان مازلت الفتى السومري إبن خزعل الكبير بكل شيء حتى بصمته، أوتعرف ماذا خلّفت بقلبه ؟ إنه ينزف دمعا ويبكي دما . نبذ الحياة ومافيها فكأنه يعيش على أمل واحد, هو رؤيتك وإحتضانك.

أخبرنا .تواصل معنا .هل أنت قريب أم بعيد؟ تكاد أصابعي تتحسس وجهك الجميل. زرني بأحلامي. تكلم معي إعطني مكانا وسترى كيف إن عمك سيصل إليك ،حواسي خذلتني والبحث أضناني ..إنني على يقين بأنك ماجد وستبقى كذلك لأنك مروان ، الفتى الغض الذي للتو وضع قدمه في الطريق لكن .. آه وألف أه عليك إمتحنك الله مبكرا ،مازلت تجهل الكثير من متاهات الحياة ودروبها الموحشة ،حاول أن تتواصل معي .أنبئني عن مكانك. أخبرني في أية خرابة تركوك ، حاول دائما لأننا معك سنتواصل مع الأمل عسى أن يدلنا عليك هل أنت في مكان بارد ،رطب ،حار ؟هل تدري ماذا فعلت بإمك؟ لقد أوغلت في متاهة الألم . كفاك منها لاتطل الغياب عليها . زرها في نومها. ضع يدك على كتفيها ، مؤكد إنك تعلم كيف تتحمل فراقك؟ قاوم من أجلها, من أجل إخواتك ..

علي لاينفك يبحث عنك بالسؤال الدائم, متى يعود مروان ؟ لقد نفدت منا الأجوبة, تبخرت لم يبق منها سوى (الله كريم) .سيأتي زرعنا في قلبه أملا عسى أن تأتي, ونحن لاحيلة لدينا سوى الترقب .

مروان, الليل من بعدك فقد صمته, أتخذوه سترا لأعمالهم المشينة ،جعلوه عباءة مهلهلة يختبئون تحتها ، والقمر ليس كما عهدته يلهم العشاق بسحره بل تعتلي رأسه الظلمة, وشعر كثيف يغطي جانبيه ليصبح أميرا يراقب زهق الأرواح, وألبسوا الشمس وشاحا قاتما ليخبئوا نورها لأنها لعينة جميلة لايسمحون لها بالتسكع بحسنها ,والحضارة السومرية التي أنت فتاها لاهية عنك يامروان تناست عشقك ,ولم تتذكر منك شيئا كأنك لم تضح لها !بدت غانية تتجاهل حبيبها ،وأنت ياحبيبي ماذا صنعوا بك,وبزميلتك بل ..... تلك الحورية ريم زيد؟ أألبسوك كوفية وجعلوا الشعر يغطي خديك الغضين أم أن التراب أحتضن جسدك وريم بقربك بعد أن تذوقت ويلاتهم وتنفست رائحة غدرهم .

مازلت بيننا لكن البعض قد مال بوجهه عنك. (نقابة الصحفيين لم تتذكر ذلك الفتى ,وتلك الفتاة الجميلة , ومرصد الحريات الصحفية إكتفى بالتنديد ) لكنهما لم يتخليا عنكما. إنني على ثقة من ذلك وسيأتي اليوم الذي يطالبان بحقكما .

تلك كانت كلمات الكاتب والأديب عبد الأمير الماجدي عم مروان الذي عاتبني عن تقصير مرصد الحريات الصحفية ,ووسائل الإعلام والصحفيين ,الذين لم يعودوا متحمسين لذكرى ريم زيد ومروان خزعل الماجدي الصحفيين الذين خطفا في العاصمة بغداد من سنوات ,ولم يعثر لهما على أثر.

نحن لم نتجاهل ذكراهما أبدا ,وعلى الدوام سنعمل على إحياء تلك الذكرى المفعمة بالألم والامل والدموع والاماني التائهة في صحراء تتسع في بلدنا الحزين.

[email protected]



#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ المثليين
- بلد المليون حرامي
- منهل المرشدي يفقد عينيه .وعلي السوداني وطنه .
- نعم لقتل الصحفيين !
- جنرال موتورز بدلا من جنرال بترايوس..
- مراسيم لدفن القط ريكي!
- صدى الانتخابات السوادنية
- جعفر الصدر يفوز في استفتاء الصدريين
- ملاحقة القبائل الغجرية!
- سفير عن طريق المحاصصة
- افضل حرامي لعام 2009!
- سأقتل الحمار.سأفجر المدرسة!
- ردا- على أسئلة قبل الاغتيال الثاني لعمادالعبادي..
- معنى الفكة
- اهلا تركيا !
- مزايدات في حضرة المالكي
- جمهورية الردم الصحي
- المسيحيون في بلادي
- من يقتل اوباما


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هادي جلو مرعي - الصحافة المغيبة