أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم الشبلي - معنى الوطنية الحقيقه














المزيد.....

معنى الوطنية الحقيقه


هاشم الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معنى الوطنيه الحقيقه
الوطنيه مفهوم حديث نسبيا ظهر في اوربا مع ظهور الطبقه الوسطى في القرن السابع عشر تلك الطبقه التي اطاحت بالنظام الاقطاعي- الكنسي و اقامت الدوله القوميه .تطور هذا المفهوم و ترسخ في عقول و قلوب الناس في ظل هذه الدوله الحديثه , و اصبح الحافز الاساسي لهم للذود عن حياض بلدانهم و التضحيه في سبيلها . ان الوطنيه مفهوم يرتبط بلمشاعر و العواطف و الارض و التاريخ و الثقافه و المصلحه , و قد يقترب احيانا من مفهوم القوميه ولكن يبقى الفرق بينهما عظيما , لان النزعه القوميه نتاج من نتاجات الاثنيه و هي الاطار السياسي لها , ولكن بعض الكتاب اعتبر القوميه ليس نتاجا الاثنيه فقط و انما نتاج عوامل متعدده منها الاثنيه و اللغه و التاريخ المشترك و الرقعه الجغرافيه و المشاعر و العواطف و الثقافه المشتركه . و في الادبيات الغربيه غالبا ما يختلط المفهومان.
ان ظهور النزعه الوطنيه و تعلق المواطنون بوطنهم و حبهم له و استعدادهم للتضحيه في سبيله و الذود عن حياضه و اعتزازهم بهويته قد وجه ضربه موجعه للنزعات التي كانت سائده قبلها كالنزعه الدينيه و المذهبيه و القبليه و المحليه ,فالوطنيه وحدة الشعب و قربت القلوب و عايشت بين الثقافات المختلفه و رسخت مفهوم العيش المشترك .
ان بناء الوطينه يعني تخليق هويه مشتركه تكون موضع ولاء ينتصر على الروابط العائله , القبليه , المنطقه و الاثنيه خاصتا اذا كان المجتمع متنوع اثنيا كحاله العراق .
ففي عهد العثماني عندما كان العراق مجزأ الى ثلاث ولايات بغداد , البصره و الموصل تابعه للامبراطوريه العثمانيه , كانت الوطنيه مجرد فكره ضبابيه شاحبه غير فاعله بينما كانت الانتمائات الفرعيه الدين, المذهب, القبيله و المحله هي الفاعله و ذات حظور عظيم . و من الثابت ان المجتمعات ذات الهويه الوطنيه الظعيفه تفشل في بناء الدوله و بناء العمليه الديمقراطيه كالعراق .
بعد تاسيسس الدوله العراقيه الحديثه سنه 1921 م و تثبيت حدودها الجغرافيه و تاسيس مؤسساتها الدستوريه ووضع دستور للدوله الحديثه لضبط ايقاعاتها و الشروع بتاسيس المؤسسات التعليميه و الثقافيه و الاعلاميه و الصحافه و الفنون و فتح المدارس و المعاهد و الكليات و رعايه الفنون التشكيليه و المسرحيه و الموسيقيه و تاسيسس جيش و شرطه وطنيين و تاسيس المكتبات العامه و ربط العراق كله بشبكه من المواصلات و الاتصالات و اهمها السكك الحديديه و الهاتف و تاسيس دار للاذاعه العراقيه و اشراك المواطنين بتحمل مسؤوليه ادارة الدوله و تفاني المؤسسون الأوائل في سعيهم لبناء دوله مدنيه حديثه تقوم على حق المواطنه وحده , اسهمت هذه الانجازات في تطور النزعه الوطنيه و بدأت بذورها تورق و تزدهر و قبل ان تثمر و تأتي أوكلها اخذ الذبول يدب في اوصالها بفعل ظهور النزعات الدينيه و المذهبيه و القوميه و الامميه و القبليه بشكل فاعل و مؤثر و ظعف دورها في الفعل السياسي و الثقافي .
ان تفعيل الوطينه يتطلب توفير جمله عوامل منها اشاعه ثقافه التفاهم , التسامح , التظامن , المحبه بين ابناء الوطن و نشر ثقافه حب الوطن و التضحيه في سبيله و الدفاع عنه و الايثار له و بتجنب الصراعات و التجاذبات بين الانتمائات الفرعيه و السعي الجاد من الجميع لاقامه حكم وطني مدني حقيقي تراع فيه المصالح الوطينه العليا .
ان اختراع مفهوم_ المكونات_ بعد الاحتلال و سقوط النظام الدكتاتوري و تبنيه من الطبقه الحاكمه الجديده و اقراره في الدستور و المنظومه القانونيه و اعمال قاعده المحاصصه الطائفيه المقيته وتطبيق قانون التوازن على عمليه اختيار الموظفين لدوائر الدوله العسكريه و المدنيه شكل ضربه ماحقه لطمحات الشعب في اقامه دوله المواطنه و الدوله المدنيه الديمقراطيه العقديه , و اثر سلبا على تطور النزعه الوطنيه و على فكره العيش المشترك و على التظامن الاجتماعي و السلم الوطني و على نهضه البلاد و تطورها و على وحده الشعب و وحده الارض و اجج نوازع الكراهيه و الحقد و الانتقام بين ابناء الوطن و اسس لثقافه جديده هي ثقافه الازاحه و الحلول , و قد فات على مخترعي ثقافه المكونات ان الازاحه ستشمل الجميع ولا ينجوا منها لا الفرقه الناجيه ولا الفرقه الهالكه و سيكون الحلول للاجنبي اذا بقى الود مفقود و التفاهم معدوم و التسامح غير مطروق .
قال المحلل السياسي صامويل هنغتون , ان الديمقراطيه في العراق لم تنتج دوله حديثه ولا حكومه مسؤوله بمستويات فساد منخفضه , قادره على احتكار العنف و حفظ الامن و توفير الخدمات , العراق بلد متنوع ديمغرافيا ولكنه بدون مجتمع مدني فعال و مؤثر و بدوله عاجزه عن فرض المساواة امام القانون , هذه ظروف مثاليه للنخب الراغبه بالتمييز بين المواطنين و بناء شبكات زبائنيه بين رعاة و عملاء فاختلت العمليه الديمقراطيه و تم تقاسم السلطه وفق اشكال التظامن الطائفي , تفقد الهويه الوطنيه مغزاها عندما يتنازل السياسيون عن واجبات تجاوز الطائفيه , ولا يستطيع المواطنون التوفيق بين مصالحهم الفئويه و الوطينه دون طبقه سياسيه مسؤوله , لا ينجح التقسيم الفدرالي , اذا كانت الحكومه الوطنيه ضعيفه لان ضعف الحكومه المركزيه يؤثر سلبا على فعاليه الحكومه المحليه و العكس صحيح .
الوطن خيمه تحمي الجميع و ان ضياعه ضياع للامل و للاستقرار و للاطمئنان , ان الانسان بلا وطن يحميه يفقد كبريائه و هويته و كرامته علينا جميعا ان نعمل بيد واحده لحمايه وطننا و ان نرفع من شئنه لانه الملاذ الاول و الاخير لنا جميعا.


هاشم الشبلي



#هاشم_الشبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن المغيب و التسويه المقترحه
- ازمة الثقافه و المثقفين العراقيين
- أنقاذ العراق اصبح مطلبا ملحاً
- مناهضة ثورة الشعب السوري اصطفاف مع قوى الاستبداد والفساد
- الشيخ جلال الصغير والكرد
- متطلبات نجاح الاصلاح المنشود
- لا لن نفقد الامل
- مجلس النواب والحكومة امام امتحان صعب
- على هامش قرارات الزيدي
- حيدر سعيد مسيحياً
- تداعيات انسحاب القوات العسكرية الامريكية
- حملات الدعاية الانتخابية مالها وماعليها
- الخلاف بين الاخوة الكرد وتأثيره السلبي على الاوضاع في الاقلي ...
- مسؤولية الناخب في احداث التغيير والاصلاح
- الازمة العراقية الايرانية الجديدة وتداعياتها
- ظواهر شاذة ومرفوضة
- تطالب عدالة الشعب بالانتقام من المجرمين القتلة وبمحاسبة المق ...
- الانتخابات البرلمانية القادمة في ظلال ذهنية التشكيك والتخوين
- الديمقراطية في العراق تحت المجهر
- كفى اعتداءاً على الديمقراطية بأسم الديمقراطية


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم الشبلي - معنى الوطنية الحقيقه