أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - اعتذار زائف














المزيد.....

اعتذار زائف


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 00:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



اعتذار زائف
يوم الأربعاء الموافق 3 /5 /2017 أستضافت قناة القاهرة والناس الأستاذ الدكتور احمد حسني طه رئيس جامعة الأزهر . في الحلقة حكم رئيس جامعة الأزهر علي الباحث في الإسلاميات إسلام البحيري بالإرتداد عن الإسلام ، ووصفه بانه اخطر من داعش .
سبب حكم رئيس جامعة الأزهر حرجا لشيخ الأزهر ومؤسسة الأزهر ، خصوصا بعد زيارة البابا فرانسيس لمصر وللأزهر ، فطُلب بل أُمر الرجل أن يقدم اعتذارا عن وصفه للباحث إسلام بالمرتد
فاعتذر رئيس جامعة الازهر .
فهل هذا الاعتذار يعكس رجوعا عن الإتهام بالردة ، وعن كون الباحث اخطر من داعش ؟
في ظني أن الرجل لم يكن صادقا في اعتذاره . رئيس جامعة الازهر عبر بعفوية وصدق عما يراه الأزهر والازهريون مشيخة واساتذة وطلابا في كل من يحاول أن يعمل عقله ويتناول التراث والأحاديث وكتب الفقه القديمة بنظرة نقدية عقلانية تحاول أن تقيم مصالحة بين الإسلام وروح العصر وافكاره ومبادئه ، تحاول أن تنزع العنف والجبر والقتل والتكفير من الإسلام ، وتسعي لتقديم إسلام يحترم الحرية ، ويقر بحقوق الإنسان . وأن تعيد النظر في الفقه القديم الماضوي . وتنزع القداسة عن الأئمة القدامي والصحابة والتابعين . وتنظر لهم علي أنهم بشر يصيبون ويخطئون . ان اجتهادهم الفكري هو ابن عصرهم وظروفهم الحضارية ، التي هي مباينة ومختلفة الى حد بعيد عن عصرنا وظروفنا . ومن ثم لا يصلح ما قالوا به لنا نحن أبناء العصر الحديث والقرن الحادي والعشرين .
الشيخ علي عبد الرازق حاول أن يقول هذا . طه حسين حاول بالمثل . خالد محمد خالد حاول . كذلك الشهيد فرج فودة دفع حياته ثمنا لمحاولته قول هذا . سيد القمني حاول كذلك . الشيخ خليل عبد الكريم حاول ايضا . المستشار محمد سعيد العشماوي له ايضا محاولات جادة في هذا السياق . نصر حامد ابو زيد ، الشيخ محمد عبد الله نصر ، وإسلام البحيري .
كل هؤلاء حاولوا التجديد في الفكر الديني الإسلامي ، والنظرللإسلام من خلال العقل ومعطيات العصر، ولكن للأسف وقف الازهر ومعه الأ صوليون بالمرصاد لتلك المحاولات النبيلة ولاصحابها فكفروهم ، وشوهوا صورتهم لدي عامة المسلمين ، وحكموا بخروجهم عن الإسلام . وكانت ذروة مأساتهم قتل الشهيد فرج فودة . وكان يمكن أن يُقتل جميعهم خصوصا بعد تصويرهم علي انهم اعداء للإسلام .
رفض الأزهر والازهريون لما يقول به باحث مثل إسلام البحيري يرجع إلي ان الازهر كمؤسسة ،ورجال يعيشون في العصور الوسطي . يعيشون ما قال به الأشاعرة ، والأئمة الأربعة ، وابن تيمية ، وابن القيم الجوزية ، وابن الصلاح . وينظرون لصحيح البخاري ،ومسلم نظرة تقديس . وكأن ما قالا به وحي من السماء . وأن العالم ينقسم لدارين : دار السلام والإيمان ، ودار الحرب والكفر . وان المؤمنين الحقيقيين هم فقط المسلمون الذين يرضي عنهم وعليهم الله ، وباقي الخليقة كفار ومشركين . والعلاقة بين المعسكرين علاقة حرب وتناقض .
وأن اليهود والمسيحيين الذين يعيشون في ديار المسلمين ذميون لا حقوق لهم ، عليهم تُفرض القيود والمهانة والإحتقار بل والإضطهاد احيانا .
هذا هو الإسلام الذي يؤمن به الأزهر مؤسسة وشيوخا واساتذة وطلابا . ويرون انه إسلام وسطي ،ولا يقبلون نقدا له .
في المقابل كوكبة المفكرين المستنيرين سالفة الذكر تقدم إسلاما جديدا متصالحا مع العصر . وتنظر نظرة نقدية عقلانية للتراث الماضوي المنتمي لعصر غير عصرنا .
النظرة لغير المسلمين علي أنهم كفار ومشركون . بالإضافة الى رفض الحضارة الإنسانية الحديثة وقيمها ، ٌولد الإرهاب الأسود الذي يهدف لقتل الكفار وتقويض الحضارة المارقة المتناقضة مع عقيدتهم
فأمثال إسلام البحيري يسعون لفك الإرتباط بين الإسلام والإرهاب بنقدهم للتراث وما يحويه من لا عقلانية وماضوية وتكفير وحث علي القتل .
لذا في ظني أن اعتذار رئيس جامعة الأزهر ليس إعتذارا صادقا ولكنه لرفع الحرج عن مشيخة الأزهر التي تري في إسلام البحيري انه مرتد وأخطر من داعش . ولكن بنظر الازهر ليس من اللياقة البوح والكشف عن ما هو بالنفس . فالحكمة تقتضي الإدعاء وعدم الصدق وعدم الكشف عن ما يرونه .
الذي أفصح عنه رئيس جامعة الأزهر هو نفس ما يدور في عقول وقلوب الأزهريين . وهو الذي يفرخ الإرهاب ويوقع ضحايا ابرياء كل يوم . ويقف عقبة كؤود في زجه الإنسانية والحضارة والتقدم .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والالحاد والتطور
- براءة الازهر
- المقدمه والنتيجه
- الاصلاح الدينى بين الغرب والشرق
- الارهاب والعلمانيه
- هكذا تكلموا عن الارهاب
- داعش تطهر امارة سيناء الاسلاميه من المسيحيين المشركين
- السيسى فى الكاتدرائيه فى ليلة عيد الميلاد
- الدوله المصريه ضالعه فى صنع الرهاب
- قضية مجدى مكين
- السيسي والاقباط
- استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه
- الزرع و الحصاد
- الدولة المصرية ومواطنيها المسيحيين
- عمدة لندن الجديد، مسلم أم علماني؟
- مقتل جوليو رجيني والروح الشرقيه
- عيش حريه عداله اجتماعيه كرامه انسانيه
- الشرطه والدوله والمصريون
- خطيئة الغرب ومقتلة باريس الاخيره
- مصر رايحه لفين


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - اعتذار زائف