أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - الاصلاح الدينى بين الغرب والشرق















المزيد.....

الاصلاح الدينى بين الغرب والشرق


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الإصلاح الديني بين الغرب والشرق
وجه لي الصديق العزيز القس رفعت فكري دعوة كريمة لحضور حفل توقيع كتابه "الإصلاح الديني بين الغرب والشرق " بدار الطريق والحق للنشر مساء السبت 25 مارس 2017، بحضور الفيلسوف الكبير د. مراد وهبة وجمع من الشخصيات المستنيرة .
لفت نظري غلاف الكتاب ،علي اليسار صور لشخصيات ساهمت في الإصلاح الديني وخلقت تيارات إصلاحية غيرت صورة ورسالة الدين مثل مارتن لوثر ، وجون كالفن ، وزوينجلي ، وجون هس وغيرهم . وعلي اليمين صور لمن هم نظروا للتشدد والتطرف والغلو والتكفير والحكم بالقتل بدءا بابن تيمية ، ومحمد بن عبد الوهاب وسيد قطب وحسن البنا و أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي .
المفارقة هنا بين دعاة إصلاح حقيقي وبين دعاة تشدد وغلو وتكفير .
وعلي هذا نستطيع ان نقول انه لايوجد إصلاح في الشرق المسلم و إن وُجدت شخصيات حاولت الإصلاح مثل الفيلسوف أبن رشد والشيخ محمد عبده وطه حسين والشيخ علي عبد الرازق ،وخالد محمد خالد وفرج فوده ود / نصر حامد ابو زيد وغيرهم .
هؤلاء المشار إليهم رغم جهودهم وإبداعهم إلا إنهم لم يستطيعوا خلق تيار عام يسري بين الناس فتنتقل الأفكار الإصلاحية من العقول والكتب إلي واقع الحياة فيغير ويؤكد وجوده . وهذا الفشل يعود لظروف ثقافية وسياسية ودينية .
علي العكس من هذا استطاع المصلحون الدينيون في اوروبا خلق تيار عام تبني مقولاتهم ومن ثم غير الواقع الديني والسياسي والثقافي ، وهذا النجاح بدوره له عوامله الحضارية والسياسية والإجتماعية والدينية .
نقطة الإختلاف بين الإصلاح الديني كما هو في الغرب "الإصلاح الديني المسيحي "أن هذا الإصلاح سجل خروجا بل تناقضا قامت به الكنيسة و وقعت فيه مع روح الإنجيل وتعاليم المسيح.
إستنادا لعقيدة الكنيسة الكاثوليكية في ان الخلاص بالاعمال ،ابتدعت الكنيسة ما يُسمي بصكوك الغفران التي هي سندات مالية يشتريها الاغنياء حتي ولو كانوا أشرارا بموجبها يدخلون ملكوت السماوات .
هذه الحيلة لجأت إليها الكنيسة لتمويل بناء الكاتدرائيات الفخمة الجميلة الجليلة المبهرة والتي كانت تحتاج لاموال طائلة .
هكذا تفتق ذهن البابوات والإكليروس عن فساد مناقض لجوهر المسيحية التي تنادي بالتقوي والصلاح والصدق والبساطة في حياة الإيمان كشرط رئيس لدخول ملكوت الله .
في مقابل هذا رفع مارتن لوثر ومن جاء بعده من المصلحين راية ان الخلاص بالإيمان وليس بالاعمال " آمن إبراهيم فحُسب له برا " الإيمان يبرر المؤمن ومنطقي ان هذا الإيمان القلبي المستتر يظهر في السلوك وبالتالي يكون له عمل .
الكنيسة الكاثوليكية فرضت شرحا وتفسيرا واحدا وحيدا لنصوص الكتاب المقدس ، في هذا السياق تبنت وأعتمدت نظريات علمية قديمة ورأتها متمشية مع نصوص الكتاب وبالتالي فهي صحيحة بالاطلاق ، فلما جاء علماء جدد "كوبرنيكوس وجاليليو " وقالوا بعكس هذه النظريات القديمة "بشأن كروية ودوران الارض حول الشمس " ، حكمت الكنيسة بهرطقتهم .
ومن ناحية أخري إحتكار الكنيسة والإكليروس للتفسير وعدم وجود الكتاب المقدس بين أيدي الناس أدي إلي إنتشار الجهل والخرافة والخزعبلات وإضفاء الطابع الأسطوري علي القديسين والرهبان والإكليروس .
ترجم المصلح العظيم مارتن لوثر الكتاب المقدس للغه الألمانية ، فتمكن عامة الألمان من قراءته ،ومن ثم تقرر مبدأ أن الكتاب خاضع للفحص الحر وإعمال عقل الفرد في فهم النص بعيدا عن سلطة الكنيسة في التفسير ، مما ساهم في التخلص من الخرافات التي بثها الكهنة الكاثوليك في تفسيرهم ووعظهم الكتابي .
نخرج مما عرضناه أن جوهر الإصلاح الديني المسيحي الغربي كان عملية تقويم وتصحيح ورجوع لماهية المسيحية كما هي معروضة في الإنجيل وتعاليم المسيح ، ولعل هذا هو أحد اسباب رواجها وتأييدها من قبل قطاع عريض من مسيحيي اوروبا في وقتها .
في المقابل حين ننظر في فكر أبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ومن جاء بعدهما نجد ان اولئك المتشددين لم يصححوا ولم يقوموا ، ولكنهم أستندوا في ما قالوا به إلي نصوص صريحة بالقرآن الكريم . ونظرا لغياب العقل النقدي ، وغياب إعمال العقل ، وغلبة التقيد بحرفية النص ، وإستبعاد التأويل والنفور منه سلم جمهور المسلمين بصحة ما يقول به اولئك المتشددون فسار التشدد والحرفية وتطبيق النصوص كما هي تيارا عاما ، أمامه هُزم أبن رشد وعلا كعب الغزالي المكفر للفلاسفة "كتاب تهافت الفلاسفة"
ولم يجد المصلحون الحقيقيون أمثال ابن رشد وعلي عبد الرازق وطه حسين وخالد محمد خالد وفرج فوده ونصر حامد ابو زيد آذانا صاغية ، ولا عقولا مستوعبة ، ولاإرادة مقررة فصارت أصواتهم ضربا من العزف المنفرد الذي لا يجد جمهورا يسمعه ، فكانوا يخاطبون أنفسهم وفئة قليلة بلا تأثير في المجري العام .
في ظني ان هذا هو الفرق بين ذيوع الإصلاح الديني في الغرب وذيوع اللا اصلاح فى الشرق المتشدد .
التشدد الإسلامي البادي والواضح والمهيمن والمسيطر هو تشدد أصولي ،او هو تجل للأصولية الإسلامية .. الأصولية تتوهم إمتلاك الحق المطلق ومن ثم المختلف معها هو مالك للضلال المطلق ، وبالتالي هو كافر ، والكافر وجب إثناءه عن كفره وهذا تكليف شرعي ، وإلا قتله ، الذي هو فرض عين علي المسلم .
من هنا كراهية الاصولية الإسلامية وتكفيرها لكل ما عاداها ، واعتبارها ان هناك معسكرين : معسكر الإيمان ومعسكر الكفر ، والحرب قائمة بينهما إلي ان تُحسم بنصر المؤمنين وإندحار الكفار عبر الجهاد المقدس في سبيل الله بالحرب والقتل والتدمير والتفجير والسبي .
للأسف هذا هو واقع الشرق المسلم الذي فيه يضيع ويتبدد صوت العقل والإصلاح .
فكيف للشرق الغارق في غياهب الاصولية ان يتحرر من قيدها ، ويستشرف آفاق التنوير الديني وإعمال العقل ، العقل الذي به نتخلص ونتحرر منها ؟
في ظني أن تمرير إصلاح ديني إسلامي لابد له من العلمانية التي هي نقيض الاصولية . علاقة التناقض تقوم علي مبدأ إما او ، وهذا يعني انه لا يمكن ان تجتمعا معا الأصولية والعلمانية ،فإما الأصولية ،وإما العلمانية ، من هنا شيوع العلمانية هي خير طارد للاصولية
واذا كانت الاصولية قائمة علي وهم إمتلاك الحق المطلق وتكفير المخالف وفرض ما تراه ، وتغييب العقل ، فإن العلمانية قائمة علي النسبية وقانون التغير المستمر ومن ثم انتفاء الحقيقة المطلقة ، وسيادة الإحتمالية ، وبالتالي عدم تكفير الآخر المختلف بل قبوله وإحترام كونه مختلفا ،ومن ثم سقوط التكفير وما يستتبعه من قتل وإرهاب فنعيش معا في سلام رغم إختلافنا .
شيوع العلمانية يدفعنا للنظر في الدين علي إنه علاقة خاصة بين الفرد وربه ، وليس للدولة دخل به إلا من حيث إقرار حق العبادة بالقانون .
وإذا اردنا إصلاحا دينيا حقيقيا ببلادنا فعلينا بتبني العلمانية نهجا لحياتنا وعقولنا . وحين تنتشر العلمانية وتصير تيارا له وجود فاعل في حياة الدولة والمجتمع والأفراد ، حينها سيتحقق الإصلاح الديني في الشرق المسلم ........ تحياتي وتهنئتي للصديق العزيز القس رفعت فكري علي صدور هذا الكتاب القيًم .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب والعلمانيه
- هكذا تكلموا عن الارهاب
- داعش تطهر امارة سيناء الاسلاميه من المسيحيين المشركين
- السيسى فى الكاتدرائيه فى ليلة عيد الميلاد
- الدوله المصريه ضالعه فى صنع الرهاب
- قضية مجدى مكين
- السيسي والاقباط
- استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه
- الزرع و الحصاد
- الدولة المصرية ومواطنيها المسيحيين
- عمدة لندن الجديد، مسلم أم علماني؟
- مقتل جوليو رجيني والروح الشرقيه
- عيش حريه عداله اجتماعيه كرامه انسانيه
- الشرطه والدوله والمصريون
- خطيئة الغرب ومقتلة باريس الاخيره
- مصر رايحه لفين
- فشل السلفيين ونظام الحكم في الانتخابات البرلمانيه
- روسيا والحرب الدينيه
- السعوديةواسرائيل
- المسيحية كم اراها


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - الاصلاح الدينى بين الغرب والشرق