أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رفعت عوض الله - مقتل جوليو رجيني والروح الشرقيه














المزيد.....

مقتل جوليو رجيني والروح الشرقيه


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 07:42
المحور: المجتمع المدني
    



مقتل جوليو رجيني والروح الشرقية
قامت الدنيا ولم تقعد حتي الآن في إيطاليا علي إثر مقتل أحد مواطنيها الباحث الشاب جوليو ريجيني في القاهرة .
سيطرت حالة من الغضب الشديد علي الحكومة والإعلام والخارجية الإيطالية ،ولم يقتنع الإيطاليون علي كافة الاصعدة بما قالته وتقوله الحكومة المصرية ،وتفسيرات وزارة الداخلية المصرية ،فصعدت الأمر وحاصرت المسؤلين المصريين بالأسئلة والطلبات مع إبداء الشكوك في كل ما يقوله المسؤولون المصريون ،بل وصل الامر إلي تهديد سافر وصريح للدولة والحكومة المصرية ،بل وشكوك في ضلوع ضباط مصريين في الجريمة .
فوجئت مصر دولة وحكومة وإعلاما برد الفعل الإيطالي الحاد والقوي مما أربك االدولة واجهزتها وعمق من الصورة السيئة لمصر وحكومتها في أعين العالم المتقدم .
ظن المسؤولون المصريون أن الأمر سيمر وسوف يهدأ الامر ، وسوف يتسرب نسيان الجريمة بعد فترة قد تكون قصيرة ،ولكن هذا الظن الخاطئ كان نوعا من سوء التقدير ويعكس عدم فهم لطبيعة الروح الغربية التي تحفل بالفرد . .
تقوم الحضارة الغربية او إن شئت الدقة الحضارة الإنسانية الحديثة علي أسس اربعة هي 1_العلمانية 2 _ العقد الاجتماعي 3 _ التنوير 4 _ الليبرالية ...هذه الاخيرة تعني ان الفرد مقدم علي المجتمع ،تعني ان الفرد اهم من الجماعة ، وهذا يعني ضمان حقوقه وعدم التغول عليه باسم المجتمع او الجماعة ، للفرد قيمة واهمية قصوي في الروح الغربية .. من هنا كان منطقيا أن يكون رد فعل إيطاليا وكل اوروبا بهذه الجدية والحدة وإثارة الشكوك والتهديد الجدي للدولة المصرية
كل هذا غاب عن وعي المسؤولين المصريين الذين نظروا بإستهانة لمقتل الشاب الإيطالي فارتبكوا ولم يستطيعوا الدفاع عن موقفهم الاعوج المكشوف
الذي يقف وراء الموقف المصري المستهين بجريمة تعذيب وقتل جوليو ريجيني هو الروح الشرقية التي تستهين بالفرد بل تعتبر الفرد بلاقيمة ولا أهمية . القيمة والاهمية للمنصب وللذين في موقع القوة ، لذا موت وحياة الأفراد لا يقف امامها المصريون شعبا واجهزة وحكومة ودولة
دليلي علي ما ازعم هو ما يحدث في أقسام الشرطة ضد متهمين او مشتبه بهم من تعذيب قد يفضي للموت ، ما يحدث من تسلط من قبل موظفي الإدارة علي المواطنين حين يقضي المواطن مصلحة له بإحدي الإدارت الحكومية ،والتي وظيفتها خدمة الناس ،فيها ينقلب الموظفون لسادة والمواطنين لعبيد إحسانهم
حين يموت مريض نتيجة لإهمال او خطأ في مستشفي عام او خاص يتعامل الاطباء بلا مبالة وإستهانة بغيضة مع حياة او موت المريض لأن لا مساءلة قانونية سوف تنال منهم ومن تقصيرهم وإهمالهم الذي قد يكون متعمدا
في بلادنا لا يوجد مفهوم لسيادة وتطبيق القانون ، نعم هناك قانون ولكن علي من يطبق علي الفرد وليس علي من هو في منصب ،المنصب يحمي شاغله من المساءلة القانونية ،من هنا إنتشار كسر القانون والإلتفاف عليه وتفشي الفساد والمحسوبية ... هذا بعض من كل يحكم واقعنا البائس
لاننا محكومون بالروح الشرقيه التي لا تأبه بالفرد نلحظ لا مبالاة وغض الطرف وتخلي عن المسؤولية إزاء ما يحدث في البلاد العربية وخصوصا في دول الخليج وعلي رأسها السعودية بحق المصريين العاملين هناك فكم من سجناء مصريين أبرياء ،وكم من مصريين قُتلوا وذهب دمهم هدرا ولم يٌقدم الجناة للمحاكمة ،بل نظام الكفيل الذي يتحكم تماما في مصير المصري هو في الحقيقة نوع من الأستعباد الذي خضع له المصريون وغيرهم ولم تحرك الدولة المصرية ساكنا للدفاع عن رعاياها
كل هذه صور تتبدي من خلالها الروح الشرقية المنكرة لقيمة الفرد في مقابل الروح الغربية المحتفلة والمقدرة للفرد
موقف الدولة والحكومة المصرية من جريمة تعذيب وقتل ريجيني يعكس الروح الشرقية التي لا تبالي بالفرد ،موقف الدولة والحكومة الإيطالية من ذات الجريمة يعكس الروح الغربية التي تجل الفرد وتعلي من قيمته وهو الأمر الذي لم يعيه ولم يفهمه المسؤولون المصريون فعمقوا صورتنا المشوهه البائسة في أعين العالم المتحضر .

رفعت عوض الله
كاتب وباحث



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيش حريه عداله اجتماعيه كرامه انسانيه
- الشرطه والدوله والمصريون
- خطيئة الغرب ومقتلة باريس الاخيره
- مصر رايحه لفين
- فشل السلفيين ونظام الحكم في الانتخابات البرلمانيه
- روسيا والحرب الدينيه
- السعوديةواسرائيل
- المسيحية كم اراها
- الحزب العلماني والحزب الديني
- الأصولية الأسلامية والحضارة الإنسانية
- الاصولية الاسلامية والحضارة


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رفعت عوض الله - مقتل جوليو رجيني والروح الشرقيه