من دافوس رأس المال والحكم ..الى كاراكاس وباماكو الوحدة عمالية

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 12:47
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

مع إفتتاح المنتدى الإقتصادي العالمي في الخامس والعشرين من كانون ثاني الحالي (2006) .. في منتجع دافوس الذي تغطيه الثلوج في سويسرا ... حيث تشارك قوى راس المال والسلطة في وضع خططها المشتركة لإدارة الإقتصاد العالمي في إطار يخدم مصالحها وأرباحها فقط لا غير ... ، قبل أكثر من ثلاثين عاماً لم يتوقع أُستاذ الإقتصاد السويسري الجنسية والألماني الأصل كلاوس شواب ، مؤسس هذا المنتدى الإقتصادي ، بأن يتحول الى منتدى قوى رأس المال والسلطة في العالم المعولم جداً جداً ...بالمقابل إنطلق المشاركون في المنتدى الإجتماعي العالمي في العاصمة الفنزويلية كاراكاس في مظاهرة الإفتتاح الشعبية وفي اليوم نفسه ...بإشتراك اكثر من مئة الف مشارك ومشاركه من النقابيين والناشطين في المنتديات الإجتماعية المناهضة لسياسة العولمة والإستغلال في عالمنا .

وفي الوقت نفسه أيضاً إنطلق المشاركون في المنتدى الإجتماعي العالمي المنعقد في مدينة باماكو عاصمة مالي في أفريقيا مع آلالاف من المشاركين في المنتدى في مظاهرة الوحدة العمالية العالمية تحت شعار"القضاء على الفقر من خلال التوظيف – العمل " . ومن أجل الوحدة العمالية العالمية التي تضمن للجميع العمل اللائق للجميع .. وبعد المظاهرة باشر النقابيين من أفريقيا واوروبا ومعهم الناشطين افجتماعيين من الرجال والنساء في ورشات عمل تم خلالها مناقشة مستقبل الحركة النقابية العالمية وسوق العمل والفقر والفاقة ونشاط منظمات المجتمع المدني ،وعمالة الإطفال وما يعانيه سكان القارة الأفريقية بشكل خاص من فقر وامراض وجوع وبطالة ، وتم وضع وثيقة توصيات للهيئات الدولية والإتحادات النقابية والى منظمة العمل الدولية تدعو الى توفير فرص العمل من أجل القضاء على الفقر .

أما المنتدى الإجتماعي في كاراكاس فقد تحول الى مظاهرة تضامن عالمي بين المناهضين للعولمة ولمنتدى الأغنياء في دافوس ، وهو يعتبر إمتداداً للمنتدى الإجتماعي الأول الذي عقد في بورتواليغري في البرازيل ،لكن للمنتدى المنعقد في عاصمة فانزويلا معنى خاص .. حيث يلقى الدعم الشعبي الواسع ...وقد برز ذلك في المظاهرة التي طافت شوارع العاصمة ..وهم يرفعون شعار " من أجل وحدة الإتحادات العمالية " ..أو بكلمات أوضح "يا عمال العالم إتحدوا " .. خلال أيام المنتدى ستعقد ورشات عمل ومناقشات يشارك فيها آلاف الناشطين الإجتماعيين والنقابيين من مناهضي العولمة ورأس المال .. وسياسة الإستغلال القائمة ضد الطبقة العاملة خاصة وشعوب العالم عامة .

إحدى اهم القضايا التي سيناقشها المشاركون من النقابيين من دول أمريكا اللاتينية خاصة ومن الإتحادات النقابية العالمية عامة ، هي قضية وضع خطط مشتركة من أجل مواجهة القمع الرأسمالي الذي تقوم به قوى رأس المال المرتبطة بالحكم الذي يقوم بتنفيذ مآربها من أجل البطش بالطبقة العاملة في عالمنا .. ومواصلة إستغلالها ..في ظل البطالة المتفشية والتي تصل الى حوالي 200 مليون إنسان، حوالي النصف منهم من الشباب .. هذا الوضع يؤدي الى تفاقم الفاقة والإذلال لعمال لا يجدون العمل اللائق مع الدخل الذي بامكانه توفير العيش الكريم ..
هذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل ومعهم جيش الفقراء الذين يعتاشون من دخل يومي لا يتعدى الدولار أو الدولارين في اليوم ..يؤدي الى قيام قوى رأس المال العولمية وبدعم من قوى الحكم الى إستغلال العمال الذين لديهم فرص عمل ..بواسطة فرض شروط عمل مهينة وتقليص الأجور والحقوق الإجتماعية والى إلغاء إتفاقيات العمل الجماعية ومنع التنظيم النقابي ...والهدف هو المزيد من الإستغلال للعمال في عالمنا .

في المنتدى الإقتصادي العالمي في منتجع دافوس ...لا يشعر المشاركين في البرد لأنهم ينعمون بالتدفئة والمأكولات الخاصة التي تكلف مبالغ طائلة ...يتحدثون ويعقدون الصفقات ويضعون خطط القمع والإستغلال .. لنا نحن أبناء الطبقة العاملة ... هذا الوضع دفع برئيس منظمة العمل الدولية خوان سوموفيا الى التصريح في مداخلته امام أعضاء المنتدى الدافئ لأبناء النُخب الإقتصادية والحاكمة بقوله محذراً أن مواصلة السياسة الإقتصادية الحالية في عالمنا والتي تؤدي حتى الآن الى تفاقم ظاهرة البطالة والفقر من جهة .. وعدم إيجاد فرص عمل جديدة ولائقة وبدخل لائق للقوى العاملة التي تنضم الى سوق العمل سنويأً بعدد يصل حتى 40 مليون شخص من جهة أُخرى ..ذلك يعني إنهيار خطير لعلاقات العمل القائمة وتفاقم الوضع المعيشي لملايين العائلات في العالم ..الأمر الذي ستكون له أبعاد خطيرة على المجتمع الدولي عامة . لذلك جاءت دعوة خوان سوموفيا حازمة إتجاه من يضع الخطط للسياسة الإقتصادية في عالمنا اليوم من حكومات وقوى رأس المال العولمية .

بالمقابل قام وفد نقابي برئاسة غاي رايدر السكرتير العام للإتحاد العالمي للنقابات الحرة ..يحمل وثيقة من 38 بنداً وضعت فيها مطالب الحركة النقابية العالمية من أعضاء منتدى دافوس ، بتسليمها الى كوفي عنان سكرتير الأمم المتحدة ، وعند تسليم الوثيقة له قال رايدر ان العمال وإتحاداتهم النقابية لا يمكنهم مواصلة تحمل ما تقوم به قوى رأس المال والحكومات ضد العمال في العالم ..وبشكل خاص الشركات العولمية التي تحطم علاقات العمل وإمكانيات العيش الكريم .. لذا فإن الإتحادات العمالية العالمية ومن مختلف الدول والقارات تعمل حالياً على وضع برنامج يؤدي الى توحيد صفوفها ..وسوف يُعلن عن قرار الوحدة هذا خلال شهر تشرين ثاني نوفمبر 2006 على هامش اللقاء – المؤتمر الذي ستعقده هذه الإتحادات في العاصمة النمساوية فيينا ..والهدف هو تعميق الوحدة العمالية من أجل مواجهة وحدة قوى رأس المال العولمية ومناهضة بطشها وإستغلالها ..

صحيح ان عنان بارك الخطوة وتقبل وثيقة الإتحادات النقابية العالمية التي تشمل بنودها المطالب العمالية من هذا المنتدى الرأسمالي ..لكننا نعي انه أسير مسلوب الإرادة من قبل القوى الرأسمالية العولمية والحكومات التي ترعى مصالحها ..لذلك لا نعتقد ان "تفهمه" هذا للمطالب العمالية ..ستتبعه خطوات فعلية تهدف الى تغيير الواقع المرير الذي تعانيه الطبقة العاملة في عالمنا ..من هنا نعتقد ان قرارات المنتدى الإجتماعي في كاراكاس وفي باماكو سيكون لها أثر كبير على كفاح مناهضي العولمة في عالمنا فإلى الأمام يا رفاق الدرب ..لأننا على ثقة ان المستقبل لنا وليس لقوى الإستغلال والبطش الرأسمالي .

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل