أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خارج تلك المدينة1














المزيد.....

خارج تلك المدينة1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5512 - 2017 / 5 / 5 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


كنت اراقبها كل يوم احرسها بعينى ..ادركت منذ صغرى ان عليه فعل هذا فنحن وحيدان ..صغيرا كنت اخاف الا تعود من جديد وان ترحل مثلما فعل ام مينا صديقى ولكنها اخبرتنى انها لن ترحل..عندما كبرت كرهت حراستها شعرت انها تضيق انى اختنق ..اعيش على غضبى منها انها ليست كالبقية الامهات الاخريات..انها تحب ان ترتدى كامل زينتها وكأنها فتاة صغيرة..تضحك ..تتباهى بشعرها الغزير غير عابئة بى..كنت اراهم ينظرون لها وكانها ليست امى ..كانها امراة غريبة ينظرون اليها بتلك الطريق عندما نكون سويا ننتظرهن فى الموعد ..وهى لاتبالى وكانها ايضا تحب هذا..صرخت بها ونعتها بكل النعوت لكنها ابدا لم تعود قالت انا حارستك ولست حارسا عليه انا..اغاظتنى عاقبتها وعشت لدى مينا ليالى لكنها فعلت ما قالت ولم تتصل بى ..لما تغضبنى لما تفعل هذا؟ سئمت من رؤيتها اخبرتها اننى سارحل ولم اخبرها اننى اريده اريد ان اراه بالكاد اخبرتنى عن اسمه ..ولكن انا عرفت قالت ليس لك سوى ام فحسب..ولكن انااردت ان اراه ايضا ..وحين رايته فكرت اننى رادت اغضابها فحسب بقدر ما فعلت معى وقد نجحت فى هذا ..لقد تركته من اجلى ..
لما هى ليست مثل البقية ؟فى صغرى اعتدنا ان نذهب فى صبيحة يوم الجمعة الى كنيسة العذراء فى منطقتنا ..كنت اشعر بالداخل انه عالما خاص بنا نحن وكل الوجوه التى اراه فى منطقتنا طوال الاسبوع فقط لدينا مكان لنا ليوم فى الاسبوع ..تنتظر بعد ان نحضر القداس فاذهب حيث البقية الى مدارس الاحد ..سألتها لما اسمها مدارس الاحد ان كنا يوم الجمعة لما لاتسمى بمدارس الجمعة مثلا؟ كانت تضيق باسألتى وعندما مر الوقت كفت هى عن الحضور ولم اكف انا عن ملاحقتها ..اكره كل عين تراقبها ..اشعر بالغضب من كل شخصا يقترب ..اراها تبتسم انها تحب هذا ..تصرخ بى انا امك ولست انت ابى ولن تكون..
كرهت حبها الخانق..
كرهت حبه لى الخانق ..لاادرى من بدله باخر ربما جدته لابيه فكرت ان امنعه عنها لكنه لم يقبل ..الكل يرحل هو لايعلم ذلك بعد ..وعدنى الا يرحل عنى ابدا صدقته حينها كان صغيرا..لا زلت اذكر عيناه الصغيرة تلمع لم تعد تفعل هذا الان ..ربما السفر الابتعاد الخوف ..
ذهبت لاجده منذ سنوات وانا ابحث عبر الحسابات عن ملامح قريبة لتلك الصورة القديمة التى اعطتنى اياها جدتى فى الخفاء بعيدا عن عين تريزا..اقسمت لها ان لااخبرها عن تلك الصورة ..انه يشبهنى قليلا..قالت بل تشبه كثيرا ..عندما رحلت شعرت بالوحدة انا فقط من يعرف انى املك وجه ناصف وجه لااحد يعرفه ولا يتحدث عنه ..شعرت انى فوزت عليها عندما نجحت فى اخفاء امر ما عليها ..كانت عادتها ان تتلصص على اشيائى مثلما اسألها عن كل وجه لغريب يظهر فى هاتفها فتجيب ليس من شانك انت..انها لاتبالى بى لو فعلت لما اغضبتنى ..صرخت تعاقبينى لانه رحل هذا افضل ليتنى افعل مثله..صمتت لم تعد تحدثنى..ربما الان علمت اننى ابحث عنه لسنوات..وجدته ..هل هذا الرجل هو ناصف ..كان حليقا عريضا يشرب بهدوء ..يضع صورة تلك الحانة دائما فى صفحته ..لمحنى واكمل شرابه كان ينتظر دوره عندما حان ..صعد بهدوء جوار رجلين ..راقبته يضرب الدرامز بخفه ..جلست اراقبه ..خفت ان اقترب من ذلك الغريب..تذكرتها ..كان عليه ان اتماسك ان انتظره عندما يفرغ من عزفه عندما يرحل..لم يعرفنى ولكن ملامحه التى على وجهى لم توقفه ..الزمن غير ملامحه ..ليس لك سوى ام صوتها ضرباذنى بعنف مع صوت المطر ارتعش جسدى ..لم اعد اشعر باوصالى كافحت حتى وصلت لغرفتى ..لم استطع ان استقيم على فراشى كنت نائما كمولود صغير لم يخرج للدنيا بعد..لا لن اعود لتريزا ..ستضحك وتسخر كعادتها كلما ذكرت اسمه ..احيانا اصدق ان بجسدها كائنا اخر لا يتركها سوى يوم الجمعة صباحا وهى تحضر القداس اراقبها اتمنى لو تبقى ..لكن تريزا لاتتبدل ياتى صباح السبت فتعود لحالتها الاولى وليست المزيفة ..انا فقط من يعلم تريزا من الداخل ويراه انها ليست الاخت الكبرى للصغار يوما لجمعة ليست العذبة الصوت وهى تردد تراتيل الطفولة و تردد الالحان وتحفظ الطقس وتسرد الحكايات حتى انا كنت اصدقها طفلا ولكنهم سيكبرون ايضا مثلما كبرت انا ويرحلون بعيدا عنها ..لوعدت ستعود لها عين الكره التى رايتها عندما اخبرتها انها الشيطان فحسب الشيطان الذى دبر لحنان السرقة الذى طردها من فناء الكنيسة امام الاعين محاسبة من الجميع هى لم تعد ثانيا عملت سكرتيره كما ارادوها فى ذلك المصنع ..عندما طردتها البستها من نفس الروح المسكونة بداخلها ..هى قتلت لى حنان ..قتلتها حتى لاارحل معها بعيدا عنها عرفت اننى اريد حنان فحسب ..ندمت انى لم ارحل دون اخبارها ..من بعيد التقطت صورة ناصف وهو يضرب بشجن وبقوة لايرانى ولا يرى وجه لااحد فى اليوم الثالث كما الاول ينتظر دوره المعتاد يضرب اللحن لاجله يعزفه بنفس القوة يضرب اكثر فاكثر فى اليوم الثالث التقطت صورته ووضعتها على حسابى لتراها ..اتخيلها تبكى مثلما فعلت بى ولكن من يرى دموع تريزا .انا وحدى من يعلم انها تبكى مثل الاخريين لافارق بينها وبين احد ليست صنم لاحد ..شعرت بنشوه التقطت له مزيدا من الصور ..لم احدثه لم يعرفنى لم يتطلع الى وجهى من جديد ..لايزال لايتذكر وجه ..كنت اذهب فحسب واراقب ..اذا لم يذكر وجه لاداعى ان اذكره سامحوه انا ايضا ..يوم بعد الاخر يمر اشعر بالراحة اكثر لانه لايقترب منى ولا يسأل ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط التكوين7
- شارع القبط التكوين5
- شارع القبط التكوين6
- شارع القبط التكوين3
- شارع القبط التكوين4
- شارع القبط التكوين1
- شارع القبط التكوين2
- ارض السراب الاخيرة
- ارض السراب16
- ارض السراب17
- ارض السراب14
- ارض السراب15
- ارض السراب12
- ارض السراب13
- ارض السراب10
- ارض السراب11
- اخترت الدمية
- ارض السراب8
- ارض السراب9
- الابن الضال4


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خارج تلك المدينة1