أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - وليد كريم الناصري - السعادة بين لفائف ألنو ى..!














المزيد.....

السعادة بين لفائف ألنو ى..!


وليد كريم الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 18:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لا أجيد علم النفس، ولكني وجدت الجميع يسعى جاهداً ضانياً يبحث عن السعادة..!
السعادة؛ التي باتت هدف ومُراد تطمع فيه الخلائق، على إختلاف أجناسها وأصنافها وعوالمها.
الأنسانية وبكل ما يحمل المعنى من صفات, يفني عمره بالبحث عن السعادة، فتموت الساعات بين مقارض الأميال، وتدون الأعوام أرقاما بأوراق ميلاد الإنسان، ولازال لاهثا ورائها، وينتهي كل شيء أمام عينيه، حتى يفارق الدنيا، ولازالت نظراته تحدق الى أهله وأطفاله، لعله يجد السعادة التي بحث عنها، في آخر رمق من عمره ، ولكن دون جدوى..!.
ستمر رحلة أطفاله من بعده، فترى الطفل يبحث بين دمى اللعب، وعلب الحلوى، ومقتنيات الطفولة، فيدركه العام السادس ولم يجدها بعد، يذهب للبحث عنها بين دفاتره, وكتبه, وملابسه, وأقلامه, والمدرسة, حتى يكمل عمره مابين السنة العشرين و الثانية والعشرين ولم يجدها أيضا، ثم يذهب للبحث عنها في بيته الجديد,أو مع علب السكائر، أوسيارته, ووظيفته, ومع زوجته وأطفاله، ولم يجدها أيضا، حتى أدرك اللحظة التي مات بها أبيه منذ خمسين سنة، فمات بمثلها هو..! ولازالت السعادة تختبئ عن انظارهما، ثم يبدأ ولده رحلة البحث عن السعادة من جديد، ولكن بنفس المصير، ودون جدوى أيضا...!
السعادة التي أفنت عمر الإنسانية بالبحث عنها، وعلى جميع المستويات, والمجتمعات, والثقافات, والقوميات, والمذاهب, والأديان، كُلها لم تصل الى مزاولة العيش بالسعادة، حتى عدها بعض العلماء بأنها: من أنظمة التكامل في خلق الإنسان..! وليس هنالك إنسان متكامل الخليقة ليحضى بالسعادة المطلقة..! إذن ومن بعد هذا كله، ما هي السعادة ..؟ ولماذا نبحث عنها..؟ وأين هي...؟ وما هو الطريق إليها..؟
• أقرب ما يمكن أن تفهم معنى السعادة به، هو إنك عندما تعيش نشوة الانتصار، مع عقلك, وقلبك, والمحيط الذي أنت عائم في جوفه، وكأنك قادرا على تحقيق ما تريد وبما تريد، إذن هي شعور محسوس تتجسد نتائجه على واقعك الملموس، فتجد السعيد متفتح البشرة، مبتسم، متباهي، متجمل الوجه، أنيس بمن حوله ومؤنسون به، عكس ما تجده عند الشخص الغير سعيد، المنطوي على عمود حزنه العميق، وليست المشكلة في أن تعيش لحظات السعادة، بل المشكلة تكمن في طريقة الحفاظ على تلك اللحظات لوقت أطول، إذا ما إردنا الحفاظ عليها العمر كله.
• نبحث عن السعادة، لنقتل شبح النقيض، فوجود السعادة يعني إن هنالك ما هو نقيض لها، ومن المؤكد اذا ما بحثنا عن السعادة وحصلنا عليها، سنتمكن من إستخدام ادواتها في كبح ذلك الشبح (الحزن, والانزعاج, والتوتر, والانفعال, وما الى ذلك من مسميات) ولكون مسمى السعادة يبعث بالاطمئنان، ونشوة الارتياح بالعيش، إذن لابد أن نحذر ما يجنبنا العكس من ذلك، والذي ايضا سيؤثر سلبيا على واقعنا الملموس، فيعكر صفو الحياة الى الجحيم الهادئ القاتل.
• تختبئ السعادة مع لفائف النوى، والنوى: لغة هي المكان القريب الغير المرئي، إذن السعادة رغم ما كل ما أفناه الإنسان من وقت وجهد بالبحث عنها، إلا انها قريبة منه ولكن لم يكن يبصرها، السعادة تختبئ تحت عباءة المجتمع أو المحيط الذي انت قابعى تحته، وبمجرد إنك تمارس دور الانسان السوي في المجتمع، حتما سيؤهلك ذلك للإستدلال الى خيوط السعادة، ومن الخطأ إن هنالك من يجعل الاموال او المناصب او التعامل المتسلط، هو سبيل الوصول اليها، فكم من ملك عاش يفتقر للسعادة وكم من نمرود وفرعون، لم تسعفهم سطوتهم واموالهم بالاستدلال عليها..
• الطريق الى السعادة يكمن في قاعدة تقول ( إملك قلوب من حولك تعش سعيداً ما حييت)، فأذا ما إستعطت أن تتربع على عرش قلوب المحيط او المجتمع، بشرط أن يكون مجتمع على مختلف توجهاته, واعراقه, وانسابه, ومستوياته, وطبقاته, عندها تستطيع ان تقول انك مسكت راس حبل السعادة، وبمجرد إن يراك ذلك المجتمع المتفرق، النقطة التي يلتقي عندها الجميع..! إذن انت تجر السعادة الى مرماك.
نهاية الحديث عن السعادة، يكمن في بداية البحث عنها، وبمجرد إن تملك أفئدة وقلوب الناس، حتما سيهبونك كل ما يملكون، وبذلك تكون ملكت اجسادهم وأموالهم وما لديهم، ومن الملفت للنظر إن السعادة بتملك قلوب الرعية، ستمكنك من استقدامهم اليك، وبذلك السعادة هي من أوجدت مسميات المال والسلطة والماديات بين يديك، وليس تلك المسميات تدفع لشراء السعادة، كما يتوهم بعظم بذلك..



#وليد_كريم_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون يابانيون معادلة فوق الأُفق
- الأغنام خلف قائدها.. وقائدها خلف الحمار...!
- بالأمس بايعوا علياً وغداً ينتخبون معاوية..!
- وهل للإصلاح من سبيل؟
- القَلبُ بريء حتى تَثبت إدانتهُ..!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - وليد كريم الناصري - السعادة بين لفائف ألنو ى..!