أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - في تكريم الروائية الشريفة مريم بن بخثة














المزيد.....

في تكريم الروائية الشريفة مريم بن بخثة


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


نقف هنا والآن من خلال هذه الشهادة في حضرة مبدعة مغربية استثنائية ، وكما قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي "شهود الحق في النساء أعظم الشهود" ، والمبدعة مريم بن بخثة او الشريفة كما يحلو للعديد من الأدباء مناداتها ، أحبت الأدب والفكر حبا جما وأخلصت له ، و أبت إلا أن ينمو مع ذلك العشق شغفها العظيم بالأمكنة، والوفاء للقبيلة ، و الحنين الذي ظل يراود مخيلتها منذ حداثة سنها ، من خلال الاهتمام و النبش في حفريات الزوايا ، خاصة الزاوية البوسونية كمؤسسة دينية اجتماعية وعلمية لعبت دورا كبيرا في تدعيم المذهب السني ، و الزاوية الناصرية التي تتوزع على تراب قبيلة احمر في اكثر من موقع ، والتي لعبت أيضا دورا هاما في استتباب الأمن والسلم والتعايش والتسامح بالمغرب منذ القرن السابع عشر ، و ذلك لتميز أهلها بالفروسية والرماية وركوب الخيل ، و عن شيخها القطب سيدي أحمد بناصر دفين زاوية تمكروت .. هذا الحلم الذي رافقها منذ صفاء براءتها الموزعة بين مدنية الدار البيضاء الفارهة ، وبداوة قبيلة احمر البسيطة ، بزاوية النعيمي ودوار خلف الله ، حيث السهوب تينع بسخاء الفصول ، وحواري اليوسفية التي تعرفها حجرا حجرا .. قبل أن يفاجئها عشق الكلمة ويستوطن مخيالها الشاسع ، ويناوشها الحرف الحرون لتخط بداياتها البكر الضاجة بأمشاج الحكايات الرصينة ، حيث يتماهى الشّجنُ في الشّجو ، تذيبه بإكسير المحو الهدهَاد ، و تلحمه بكيمياء الحنين الجارف لسرود شهرزاد التي تأتمر " بأمر مولانا السلطان " ، وهي تطرز وشما على هيولى الذاكرة المعتمرة بالعصيان ، داعمة " سقوط المرايا " كي لا يندلق ماؤها البراق ، مسعفة " روح مرزمة في جلايل الحروف" ، بترياق "حدبث الليل " ، كي تحرر " امرأة على الرف " على ايقاع صياح الديك والإمساك عن الكلام المباح على تباشير الصباح

وحتى لا نضيع بين فجاج المفاهيم الجمالية للكتابة، وكل ما يدخل في اختصاصات أهل النقد الأدبي .. سنكتفي بالحديث عن بعض التيمات الأساسية التي تتمحور حولها إمداداتها الإبداعية، حيث تتركز بالأساس حول واقع الإنسان في أعمق إنسانيته و آدميته و معاناته ، وعلاقته بالآخر وبالعدالة الاجتماعية .. وبقضايا المرأة عموما حيث الزوجة المضطهدة ، والخادم المغلوبة على أمرها ، والفتاة المغرر بها ، والنساء المقهورات ، والطفولة المحرومة الحالمة بمستقبل مشرق .. لا نصير لها سوى قلمها الرصين ، ولغتها الجزلة المتينة ، والخلال الحميدة ، والسجايا الطيبة ، والشمائل الحسنة ، وطلاقة الوجه ، والإحساس الإنساني المرهف ، وحب الوطن ، ونظافة اليد و المعتقد ، و السعي دوما لمساعدة الآخرين

والمبدعة برغم إتقانها للغة الفرنسية بتمام قواعدها ، فإن اللغة الأم ظلت تتقمصها بشكل ساحر ، إذ تعتبر من بين القاصات الفاهِقات في فن الكتابة ، سادنات الحرف الراقي ، الصانعات لمتعة الحكي الماتع ، الصائغات لجوهر الحكاية الآسرة ، و الأكثر حضورا في فضاء الإبداع المغربي، والنسوي على الخصوص ، بتنوع وتعدد اهتماماتها في كل ميادين الإبداع ، و سفيرة للاتحاد العالمي للثقافة و الاداب و مديرة مكتبه بالمغرب ، و رئيسة المركز الوطني للتنمية و التنوع الثقافي

هكذا هي الشريفة كما يحلو للجميع مناداتها ، خليط من أجناس إبداعية متنوعة ، واهتمامات أدبية مختلفة تتوزع بين الرواية والشعر والقص القصير جدا والزجل والكتابة الشذرية .. والكتابة القصصية القصيرة أو (الأقصوصة) كما يحلو للدكتور عبدالله العروي تسميتها اختصارا . والتي تمثل بالنسبة إليها بداية لاهتمامات وامتدادا لهموم أخرى تشكل السعي وراء مطلق الجمال كمحاولة لترجمة ذلك الولع بالحياة .. قلقة على مستقبل الحلم ، عاشقة للعصافير والبيلسان ، ضافرة من ضلع الكلمات قاربا تعبر به إلى أرخبيلات الديستوبيا عبر يم الأليغوريا والباروديا والسيمولاكر بشكيمة صوفية طاعنة في البهاء

في النهاية ، أهنئ مبدعتنا المتميزة على هذا التكريم المستحق، كما أهنئ من صميم القلب جمعية محترف الإشعاع على روح المبادرة و الإصرار و المثابرة التي تعيدنا كل عام لهذا العيد الجمعوي البهيج ، وهذا صنيع يذكرني ببيت شعري يقول
أحسن من در ومرجان / آثار إنسان بإنسان
والسلام


نقوس المهدي



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديم ديوان - مكب اللامة - للزجال محمد الحبيب العسالي
- البنت التي طارت عصافيرها.. أقصوصة
- المصورون أشقاء الشعراء
- تقديم مجموعة -في انتظار حَبّ الرّشاد- لسعيدة عفيف
- عن الكتابة والملامح الإنسانية في المجموعة القصصية - الحذاء ا ...
- سهرة مع الثعابين
- تجليات الخطاب الصوفي في رواية قرية ابن السيد للروائي المغربي ...
- الحمرية - أقصوصة
- ظاهرة التشرميل بالمغرب
- الأدب المهجري تاريخه خصوصياته ومظاهره
- -ذكريات سرمدية- للشاعر عبد اللطيف بحيري قراءة في العتبات
- هل هي بداية خريف الحركات الاسلاموية في العالم العربي
- ترجمان الأرباض الهامشية - تأملات في تجربة ذ. علي أفيلال
- ترجمان الأرباض الهامشية - تأملات في تجربة ذ. علي أفيلال
- -وشوشات مبعثرة- ليلى مهيدرة - قراءة في الانساق
- ترنيمة لمفاتنها
- حقوق الإنسان باليوسفية.. الواقع والآفاق
- أعض على أناملي ثملا بالفجيعة
- قراءة في رواية الطريق الى الملح للمبدع عبد الكريم العامري
- أكبادنا عشب هذا الربيع.. وقصص أخرى


المزيد.....




- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - في تكريم الروائية الشريفة مريم بن بخثة