أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - نساء من الفرات ومن النيل















المزيد.....

نساء من الفرات ومن النيل


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:18
المحور: الادب والفن
    


((يعتمد هذا البحث على بعض المصادر كي يمكن تسليط الضوء على أسماء رنانة لنساء كتبن بأفعالهن التاريخ، ربما هناك عدم دقة بالمصادر فعذراً لمتخصصي التاريخ القديم والآثار)).

نساء من الفرات ومن النيل

((ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تُخمد ناره في البرد،
أنتِ بابٌ لا ينفع في صدِّ الرياح العاصفة،
أنتِ قصرٌ يتحطم بداخله الأبطال، بئر تبتلع غطاءها،
أنت حفنةُ قيرٍ تلوِّث حاملَها، قربةُ ماء تبلِّل صاحبها،
أنتِ حذاء تقرص قدم منتعلها...))
هكذا خاطب (حمورابي) بمسلته الشهيرة الآلهة (عشتار) التي مثلما كانت آلهة الحب والجمال والخصب في الحياة، كانت تمثل أيضاً التضحية والفداء في الحرب لدى البابليين الحرب في بابل القديمة وكانت تجمع بين الأغواء والإغراء والقوة والدم.
للمرأة دور كبير في المجتمع القديم وكان ينظر لها بكثير من الاحترام والتقدير، وهي نظرة مستمدة بالأساس من بعض المعتقدات الدينية القديمة متمثلة بعبادة الالهة الأنثى وأحاطتها بهالة من القدسية بأعتبارها رمز الخصب ومنبع الحياة. غالباً ما تتخذ الحضارات العظيمة رموزاً لأشد ما يؤثر في مجتمعاتها، الحرب والجنس، فمثلما (عشتار) لدى البابليين، كذلك الآلهة (إنانا) لدى السومريين و(عشاروت) الفينيقية و(أفروديت) اليونانية و(فينوس) الرومانية.
لقد تغنى بحب (عشتار) الشعراء وتفنن برسمها الفنانون والنحاتون وتعدد تصويرها وهي تأخذ من النجمة المنتصبة على ظهر أسد وبيدها باقة من الزهور رمزاً لها أو أن تكون على هيئة أمرأة عارية الصدر تركب وحشاً لتسيطر على العالم وتحكمه، صورها البعض على أنها فتاة ذات جمال باهر تدور بحثاً عن ضحايا بحيث يمكنها الوصول لجميع ملوك الأرض فتعدهم بالزواج وتدفعهم لملاحقتها فتأخذ كل ما يمتلكون ثم تتركهم يبكونها ليلاً ونهاراً. وكما هو (حمورابي) ينعتها بمسلته، نجد أن الكتاب المقدس يؤكد ذلك ويقول في سفر الرؤيا أنها... (الزانية الجالسة على المياه بيدها كأسٌ ذهبية فأسكرت ملوك الأرض، على جبهتها مكتوب سر بابل العظيمة...).
صوّرها البابليون طوراً مع حبيبها الإله (تموز) بالنجمة والوردة والقمر كي ترمز للأنوثة والخصوبة وأستمرارية الحياة، وطوراً آخراً تمتطي أسداً كرمز للقوة أو تحمل الأفعى كرمز للشفاء. معبدها الرئيسي كان في نينوى، أبيها الإله (سين) إله القمر وأمها الآلهة (ننكال) وأخوها (أوتو) إله الشمس وأختها (ارشكيجالا) آلهة العالم السفلي عالم الأموات أعظم الآلهات وأسماهن منزلة بمدينة أوروك (الوركاء) عاصمة بلاد سومر التي كانت تعد أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة ولعبت دورا هاماً بملحمة (جلجامش). تقول الأسطورة أن راعي أغنام رأى (عشتار) فذهلته بجمالها وأغوته بعيونها فقام بذبح شاة لها كي تبقى تجالسه طوال وقت، فأكلت وشربت ثم رحلت، في اليوم التالي جاءته من جديد فذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء وهكذا حتى لم يبق لديه ما يقدمه لها، حينذاك سألها البقاء معه فقالت بأنه لم يعد لديه ما يغريها بالبقاء فتركته ومضت، فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عنها ليقدمها لها، من يومها أصبح هذا الراعي يمثل الذئب الذي يسرق الرعاة على أمل أن تعود (عشتار) له.
وبينما تصلنا قصصاً عن الغدر والخيانة، تسرد الأسطورة السومريّة ضرباً من الوفاء، حيث أن الألهة (اينانا) نقلت ذات يوم شجيرة من ضفاف نهر الفرات إلى مدينة الوركاء وزرعتها ببستانها المقدّس على أمل أن تنمو وتصير شجرة باسقة فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها. عندما كبرت الشجرة وحان وقت قطع أغصانها أكتشفت أن أفعى قد اتخذت من أسفلها مخبئاً وأن طيراً جارحاً قد بنى في أعلاها عُشّاً وأن عفريتاً أستقر بوسط جذعها، فاستنجدت بأخيها (أوتو) إله الشمس الذي أسند المهمة للبطل الشجاع (جلجامش)، فجاء متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة أستطاع أن يقتل الأفعى، عند ذاك فرّ الطير وهرب العفريت إلى الخرائب البعيدة، فقطع (جلجامش) أغصان الشجرة وحملها هدية لها. حينما مات حبيبها (تموز) ونزل للعالم السفلي حزنت عليه وقررت وفاءاً له النزول إليه وهي حية فتوقفت الحياة على الأرض وأنقطع النسل حتى عادت بأمر من السماء كي تستمر الحياة من جديد، يعتبر هبوط (إنانا) من أجل حبيبها أول ملحمة إنسانية في التضحية.
× × ×
(الجميلة أنتِ) هو معنى أسم الملكة (نفرتيتي) زوجة الفرعون (أخناتون)، كانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة وقد ساعدت (توت عنخ أمون) على تولى المُلك وقد شاركته بعبادة إله الشمس (آتون) ليكونا الوسيط بينهما وبين الشعب. كان لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها وقد ساندته أثناء الإصلاحات الدينية والإجتماعية وأنتقلت معه إلى (أخيتاتون) أو تل العمارنة وظهرت معه في رسوماً ملونة غاية بالروعة أثناء الأحتفالات والطقوس الدينية والمشاهد التقليدية للحملات العسكرية وقد صورتها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء. عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها ليقوم أعدائها بمحوا أسمها وتشويه صورتها. أشتهرت (نفرتيتى) بالتمثال النصفىي المنحوت على قطعة من المرمر الأسود بواحدة من أروع القطع الفنية الموجودة في متحف برلين ويوجد تمثال آخر من الكوارتز الأحمر بالمتحف المصري.
أنجبت (نفرتيتي) ست بنات شاركن بعبادة الإله (آتون)، بعد وفاة إحد بناتها أختفت (نفرتيتى) من البلاط الملكى فحلت أبنتها (ميريت أتون) محلها وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى، لم يوجد بعد ذلك أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرة أخت (أتون) أولاً ثم قام (توت عنخ آمون) بنقل مومياءها، وقد عجز علماء المصريات عن إيجاد قبرها طيلة سنوات من البحث لكن بعد أكتشاف قبر (توت عنخ آمون) صار الأعتقاد بأنها ربما تكون قد دفنت سرا في داخل نفس القبو.
× × ×
ولدت (كليوباترا) أبنة بطليموس الثاني عشر العام 69 ق.م. وقد أثرت على السياسة الرومانية في فترة حرجة، ووصفت بأنها جاءت لتمثل النموذج الأول لرومانسية المرأة الفاتنة. كانت جميلة وساحرة على نقيض ماتبرزها الصور التي وصلت إلينا بدليل أنها أسرت بجمالها الرجال الذين وقعوا بغرامها وتحت تأثير شخصيتها القوية وذكائها ودهائها، أنتهى نزاعها مع أخيها بطردها من مصر الذي كان بتلك الفترة مملكة تحت الحماية الرومانية. حينما جاء (يوليوس قيصر) لمصر وجد أن حرباً أهلية قد نشبت فيها. كانت (كليوباترا) تدرك قوة الرومان وسلطتهم فجاءت أمامه ملفوفة بسجادة لتستنجد به بتحقيق غايتها لتكون حاكماً أفضل من شقيقها، فأسرته بمفاتنها ليساعدها بالتغلب على عدوها (بطليموس) وأغراقه بنهاية معركة.
حكمت (كليوباترا) بضع سنوات. بعد مصـرع (يوليوس قيصر) أحبها (أنطونيوس) فكلّفته علاقته الغرامية معها فقدان حضوته في روما فأنتهى أمره بالانتحار إثر هزيمة أنزله بها غريمه (أوكتافيوس)، لما سمعت كليوباترا بالنبأ أنتحرت هي الأخرى، كانت وسيلة أنتحارها ثعبان كوبرا، وهي قصة نفتها بعض المصادر التي قالت بأنها ماتت حين شربت خليط من العقاقير وهو أقرب من رواية الأفعى، لأنه لو كان سم أفعى لتعرضت كيلوباترا لألم شديد ومعاناة قبل الوفاة وليس لغيبوبة ثم فارقت الحياة.
× × ×
تحكي الأسطورة أن سيولاً عارمة أنسابت ذات يوم وغذت نهر الفرات ففاض وتدفقت مياهه وخرجت الاسماك تستلقي على الشاطئ، كان من بينها سمكتان بدأتا بدفع ببيضة كبيرة طافية إلى الضفة وإذا بحمامة بيضاء تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر، رقدت على البيضة حتى فقست وخرجت طفلة رائعة الجمال أحاطتها أسراب الحمائم ترفرف بأجنحتها لترد عنها حر النهار وتغطيها لتجنبها برد الليل. بحثت الحمائم لها عن غذاء فأهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن وحليب، فحملت بمناقيرها ما تقدمه للطفلة، فلاحظ الرعاة ذلك وراقبوا الحمائم ليهتدوا لطفلة ذات جمال ساحر، أخذوها لخيامهم وسموهها بلغتهم (سمير أميس) أي (الحمامة)، لاحقاً أتفقوا على أن يبيعوها بسوق (نينوى) الكبير فذهبوا بها بيوم موسم الزواج الذي يقام كل عام حيث يتجتمع الناس من كل النواحي، يختار الشاب عروسه أو ينتقي الرجل صبية يحملها إلى داره فيربيها لتبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد أبنائه. شاهدها (سيما) مرابط خيول الملك وكان عقيماً لا ولد له فهفا قلبه لها ورغب بتبنيها، ساوم الرعاة وأشتراها وأخذها لمنزله، ما أن رأت زوجته هذه الصبية الجميلة حتى فرحت بها وأعتنت وظلت ترعاها حتى كبرت وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء، في يوم كان (أونس) مستشار للملك يتفقد الجمهور المحتشد واذا بعينه تقع عليها وهي بعمر مناسب للزواج، فصعق مذهولا من جمالها وبراءتها، أخذها معه إلى (نينوى) وتزوجها هناك وصار لهما توأم هما (هيفاتة) و(هيداسغة).
كانت (سميرأميس) فائقة الذكاء تقدم لزوجها النصح والمشورة بالامور الخطيرة فأصبح ناجحاً بمساعيه. أثناء ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضخمة بمهمة صعبة لأحتلال مدينة (باكتريا)، حينما صمدت المدينة بوحهه حاصرها وأرسل بطلب مستشاره (أونس)، كان هذا الأخير لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة (سمير أميس) فسألها مرافقته ففعلت، هناك تابعت معه سير المعارك ودرستها بعناية ووضعت ملاحظات عن الطريقة التي يدار بها الحصار، وبينما كان القتال جاريا في السهل، لم يعر المدافعين للقلعة أهمية، طلبت إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال بالجبال للمرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو فوجد نفسه محاصر لا خيار له سوى الاستسلام.
في ثنايا هذه الأحداث صار الملك (نينوس) شديد الاعجاب بـ(سميرأميس) لما أبدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة. منذ اللحظة اخذ الملك يتمعن في وجهها الساحر وجمالها المدهش، وأدرك أن قلبه غير قادر على مقاومة سحرها فعرض على زوجها (أونس) أن يأخذ أبنته بدلا عنها لتكون زوجته وملكته، لكنه رفض مما حدا بالملك أن يهدد بقلع عينه، تحت وطأة الخوف واليأس أولاً ثم أنهى حياته بعد فترة من زواجها. هكذا أفلح الملك بالزواج من (سميرأميس) وصار لهما طفلاً أسمياه (نيناس). بعد موت الملك أعتلت (سميرأميس) العرش 800 ق.م. لتكون الملكة الآشورية في نينوى عاصمة بلاد بين النهرين، ومن بين 42 عاماً حكمت مع زوجها (نينوس) كان لها فقط خمسة سنوات حكماً مطلقا بدأته ببناء ضريح فخم له تمجيدا له، وتذكر أساطير بلاد ما بين النهرين أن (سمير أميس) قد تحولت الى حمامة بعد موتها وطارت بعيداً وأختفت عن الأنظار.
و(سميراميس) ليس هي التي طلبت من الملك الأشوري (نبوخذنصر) بناء الجنائن المعلقة ببابل بل كان تلك الحدائق تلبية لرغبة زوجته الميدية. و(سميرأميس) هو تحريف أغريقي غير صحيح ـ تقول المصادر ـ لأسم الملكة الأشورية (سمورامات) زوجة الملك (شمشي أدد الخامس) أبن الملك شلمنصر الثالث وأم الملك الآشوري (أداد نيراري الثالث).
(سمورامات) هي الأخرى ذات شخصية قوية وذكاء حاد وجمال أخاذ جعلها تفرض سطوتها وتمسك مقاليد حكم البلاد لعشرات السنين، وقد عثر على نقش حجري تذكاري بمدينة (آشور) يصور أنها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وأدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والأجتماعية حيث أن أصلها الجنوبي منحها الخصوصيات المذهبية والثقافية فتمكنت أن تشيع المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوري وعلى عموم الحياة في نينوى فأضافت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر بتقديس الفحولة المتمثل بالاله (آشور) والميل إلى منطق القوة الحرب. وقد نجحت بابراز أدوار آلهات كانت ثانوية عند الآشوريين مثل إله الحكمة (نبو). حكمت (سمورامات) كالملوك العظام وأقامت مسلة تخلد ذكرها بمعبد آشور، وقد سجل عليها العبارة التالية... (مسلة سمورامات ملكة سيد القصر شمس ملك الكون ملك الجهات الاربعة...).
أمتد حكم (سمورامات) عدة سنين وصاية على أبنها القاصر (ادد نيراري) بعد وفاة والده وقامت بمشاريع عمرانية واسعة أهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة وأحاطتها بالأسوار العالية. من الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة وقامت بفتوحات كثيرة أستطاعت أن تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا ويعتقد أن فتوحاتها قد بلغت الهند حيث تقول الأسطورة بأنها قد جهزتها بثيران سود وزينتها بحيث بدت تشبه الفيلة كما أرتدت ملابس لا يستطع أحد ان يميز أنها امرأة. عندما كبر أبنها (فيناس) ثار ضدها فلم تقاومه بل سلمته الحكم وأختفت عن عمر يقارب 62 سنة. تجدر الإشارة الى أن الكثير مما كتب عن الملكة مبالغ فيه يدرج في باب الأساطورة أو أنه مستمد مما سمعه المؤرخ (هيرودوس) عن تاريخ بابل لأنه لم يصلها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
× بالمجتمع العراقي القديم كانت النساء داعمة ومساندة لأزواجهن من الأمراء والملوك والقادة وكثيراً ما يظهرن الى جوارهم، وتذكر النصوص السومرية أنه كان يناط بهن مهمة الأشراف على المعابد ومجريات الطقوس الدينية فيها، وكان للمرأة الحكم المطلق بإدارة شؤون الأسرة وتربية الأطفال داخل البيت، وتساهم بمساعدة زوجها بالزراعة وقد صورت بعض المنحوتات المرأة لجانب زوجها وهي تحمل المعول والمنجل وأدوات تذرية الحبوب، وعملت المرأة بصفة كاهن لخدمة المعبد وأدارته أو كطاهية وساقية وعازفة ومغنية بالقصور وخلال الأفراح والمناسبات وندّابة في المآتم والأحزان، وأمتهنت المرأة وبرعت بالعديد من المهن والحرف مثل النسيج وخياطة الملابس والصناعات الغذائية وتحضير العطور وفي أدارة الحوانيت التجارية والحانات، وعملت أيضاً في مجال القبالة والتوليد وعلاج المشاكل الصحية النسائية ورعاية الاطفال، وأمتهنت صناعة وتركيب الأدوية المستحضرات الطبية. لقد منح لها التطور المجتمعي مركزاً اجتماعياً متميزاً ودوراً رئيسياً وجوهرياً بعملية التعليم أسوة بالرجل، وقد منعت القوانين العراقية حقوقاً بل وحرّمت بشكل كامل العنف ضدها أو ضربها وأهانتها، كما حمت تلك القوانين المرأة من الأستهتار بكرامتها وعدم السماح بتطليقها ونصت بعض القوانين على أحادية الزواج بالنسبة للرجل أي ليس له حق الزواج بامرأة ثانية إلا في حالات خاصة كعدم قدرة الزوجة على الانجاب أو أصابتها بمرض لا يرجى شفائه، وأشترط عند تطليقها أن يدفع الزوج مالاً يكفي لمعيشتها بكرامة أو التكفل بإعالتها بما تبقى من حياتها، وكان يحق لها أن تقيم دعوى ضد الزوج وتطلب تطليقها منه في حالات كأرتكابه الخيانة الزوجية أو الغياب لفترة طويلة أو التقصير في أعالة عائلته وعدم ألتزامه بواجباته الزوجية. وقد منحت القوانين العراقية القديمة المرأة شخصيتها المالية المستقلة والحق بأمتلاك الأموال والعقارات والعبيد وأمتهان التجارة وتبني الأطفال، وكانت شهادة المرأة أمام المحاكم توازي شهادة الرجل. وكان العراقيون القدماء يضعون نسائهم المتوفيات بقبور مع ممتلكاتهن النفيسة أعتزازاً وتقديراً لهن.



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الفراشات... بين قلعة الباستيل والمنطقة الخضراء
- صنف
- أتيكيت
- الملموس والاملموس
- همسٌ وهشيم
- تطرف... تطرف
- لفظ الجلالة
- شاهد عيان
- عم توفيق
- سكسون
- الثلاثة... سعدي
- فاز باللذات...
- ماذا لو تشرق الشمس من الغرب؟
- حواسم أيام زمان
- على مودك
- أبو عبد الله
- خطة لا يعلم بها أحد
- ليلة من ليالي رأس السنة
- كرسمس
- للأذكياء فقط... أيضاً


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - نساء من الفرات ومن النيل