فتاوى وزير الأوقاف

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 15:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فتاوى وزير الأوقاف
داود روفائيل خشبة

تحت غطاء "الأوقاف" تضم الحكومة المصرية وزارة لشئون الدين، وهو أمر غريب فى حكومة يُفترض أنها مدنية. وواضح أن وزير الأوفاف يرى نفسه أولا كوزير قائم على أمور الدين، ويرى نفسه على هذا الأساس نِدّا ومنافسا لشيخ الأزهر والمفتى، وهذان بدورهما لهما وضع غريب فى نظام دولة يُقال إنها مدنية.
وزير الأوقاف بوصفه قائما على أمور الدين لا يبخل عليتا بفتاويه فى كل مناسبة وبلا مناسبة. وفى أعقاب تقجير كنيسة مارجرحس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية طلع الرجل علينا بفتوى مؤدّاها أن من يَمُت "دفاعا" عن دار للعبادة شهيد. وهى فتوى يؤسفنى أنى لا أستطيع فيها إلا القول بأنها مراوغة تطفح بالنفاق والرياء. فالرجل تمنعه عقيدته الدينية من وصف الضحايا المسيحيين بالشهداء، لكن السياسة تلزمه بأن يلتف حول الأمر، فيفتى بأن الذى يموت "دفاعا" عن دار للعبادة فهو شهيد، ولعله كان يقصد بذلك جنود الأمن المسلمين الذين كانوا يقومون بالحراسة، فالذين ماتوا داحل الكنيستين لم يكونوا "يدافعون" عن دار للعبادة بل كانوا يؤدّون شعائر دينهم.
نحن فى غنى غن كل هذه المراوعة والرياء، ونستطيع أن نعفى الرجل من الحرج ومن الحاجة للبحث عن ذرائع، فإننا إن استبعدنا الدين من الأمر تماما نستطيع أن نصف كل من يُقتل ظلما بالشهيد، دون أن نلوى عنق اللغة ودون أن ندخل فى متاهات عقائدية ومماحكات فقهية. الذين ماتوا داخل الكنيستين هم ضحايا فكر عقائدى ظلامى، وهم شهداء بمفهوم إتسانى بسيط لأنهم أبؤياء قتِلوا دون ذنب جنوه.
لا يصيبنا من هذا التداخل والتشابك بين الدين والدولة إلا كل بلاء، فأريحونا وأريحوا أنفسكم بتخليص الدولة من كل ارتباط بالمؤسسات والسلطات الدينية، واجعلوها دولة مدنية خالصة لا يحكمها إلا القانون الوضعى.
داود روفائيل خشبة
14 أبريل 2017
http://philosophia937.wordpress.com
حيث يمكنكم الاطلاع على مدوّنتى وتنزيل كل كتبى باللغة الإنجليزية

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل