داود روفائيل خشبة
الحوار المتمدن-العدد: 4997 - 2015 / 11 / 26 - 13:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السيسى ومفهومه الثيوقراطى للدولة
داود روفائيل خشبة
كان الرئيس السيسي قد أعلن فى فترة ترشحه للرئاسة أنه يعد نفسه مسؤولا "عن كل حاجة في الدولة حتى دينها" وبعد انتخابه كرر مرارا أنه مسؤول عن القيم والمبادئ والأخلاق والدين. والآن يحدثوننا عن "إنشاء لجنة لتنمية الأخلاق والضمير"!
لبعض الوقت كمت أقول إن الرئيس السيسى لا يفهم حدود الدولة المدتية، لكنى أرى الآن أن المشكلة أخطر من ذلك. السيسى عنده مفهوم مغلوط للدولة، مفهومه هو مفهوم الدولة الثيوقراطية. وهو لا يدرك أن هذا المقهوم هو الذى برّر لطالبان ويبرّر الآن لداعش وغيرهما الإقدام على كل ما يقدمون عليه من فتل وتدمير وهدم لكل مقومات الحضارة.
يتحدث الرئيس السيسى وتتحدث أبواق الدولة كلها كثيرا عن تطوير الخطاب الدينى أو إصلاح الخطاب الدينى وهم يغفلون أو يتغاقلون عن أن الخطاب الدينى الذى يغذى التطرف والإرهاب ليس إلا تعبيرا عن الفكر الدينى الذى تبثه مؤسسات ملتحمة بدولتنا التى نريدها مدنية لكننا نراها لا هوية لها — مؤسسات الأزهر ودار الإفتاء ووزارز الآوقاف التى لا أفهم كيف يكون لها مكان فى حكومة يفترض أنها مدنية. هذه المؤسسات التى تحتضنها الدولة رسميا هى مصدر الفكر الظلامى المتطرف الذى يحارب الخضارة ومفاهيمها الإنسانية. فما نحتاجه ليس تطوير الخطاب الدينى بل عزل الدين عن الدولة وتخليص الدولة من أى ارتباط بالدين.
نحتاج أيضا وبنفس القدر من الضرورة والإلحاح أن نصلح لا خطابنا الدينى بل فهمنا للدين. علينا أن ندرك وأن نعترف بأن موروثنا الدينى هو غاية فى الجمود والتخلف وهو أخطر عوامل تخلفنا الحضارى، ولا أميّز فى هذا بين الموروث الإسلامى والموروث المسيحى،فكنيستنا القبطية ليست أقل ظلامية وتخلفا من الأزهر. نحتاج إذن نقد موروثنا الدينى، ولكن كيف يتأتى ذلك فى ظل تقييد حرية الفكر والتعبير وفى ظل قانون إزدراء الدين؟ لكن هذا موضوع أستبقيه الآن لأعود إليه مجددا فى وقت قريب.
القاهرة، 26 نوقمبر 2015
http://khashaba.blogspot.com
#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟