أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - عبد النور وحاتم المهووس














المزيد.....

عبد النور وحاتم المهووس


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 05:41
المحور: الادب والفن
    


مشهد من فصل واحد
لو فتحت رأســـــــــــــه لن تجد الاّ صور أفخاذ ، وصدور نســاء ..
كل أمله أن يموت مســتقبلا وهويمارس الحب ..
لقد كلف نفسـه مشقة الهرب من القرية التي لفظته وطرده رجالها بســـبب تماديه في النظر الى نسوتهم .
ذات مرّة كاد أن يهوي أبو كاسم بالفأس على رأسه لأنه شـــــاهده يجوب بالقرب من بيته ليلا في الوقت الذي كانت أم كاسم تستحم ( ونافذة الحمام تشــــرف على حقل أم أحمد الداية ) وقد تسلل حاتم خلف بيتها ليمتع عينيه في النظر الى أم كاســــــــم وهي عارية رغم أنه أقســــم أغلظ الاًيمان بأنه مرّ من هناك بمحض الصدفة ، وخوفا من الفضيحة كظم أبو كاسم غيظه ولملم الموضوع .
وذات مرّة ترصده أبو عيســـــــى " جاره القبلي " وأمسكه بالجرم المشهود بينما كان (يبصبص) على بناته وصديقاتهن من فوق الســـــــطح فسحب أبو عيسى السلم ليقع المسكين وســــــيكارته لا تزال في يده .. تعفر وجهه بالتراب مما جعل البنية تنفجرن ضاحكات ..

سأله الأسـتاذ عبد النور " شريكه في الغرفة " :
- كيف ترى المستقبل السياسي لبلادنا بعد رحيل الزعيم ؟
- فأجابه ببساطة :
- يللي بيتجّوز أمي بيصير عمي .
- ( يالسـوء طالعك ياعبد النور ) يقول الأستاذ بين بعضه ثم يتابع :
" لاأدري َمن الأحمق الذي منحك حق اللجوء السياسي من أول وهلة ..!!

فحظ عبد النور العاثر أوقعه في صحبة حاتم رغما عن أنفه لأنهما في غــرفة واحدة بمعسكر طالبي اللجوء التابع لهيئة الأمم المتحدة ، وقد حصل حاتم على قرار اللجوء بســـرعة فيما لايزال الأستاذ ومنذ سنتين ينتتظر جواب طلبه في بحث قضيته مجددا لأنه وللمرة الثالثة حصل على الجواب السـلبي من وزارة الداخلية النمساوية ، ولأنه ُمســّـن وليس لديه تصريح عمل فانه يكتفي بالأكل الذي يقدمه مطعم البنسيون ، لرخص الأسعار فيه .
كما يكتفي و "بقوة الفعل " براتبه الذي يقولون أنه " المصروف اليومـــــــي " والذي لايكفي حتى لشراء بطاقة الباص الشهرية .
ولأن السيد حاتم المهووس لن يســـتطيع التفاهم مع الأستاذ عبد النور فقد توجب على الأستاذ أن يجاريه في معيشته وطريقة تفكيره .
رأى أن يحييه تحية الصباح أو المســــــــاء بثغاء خروف .. خروف هرش مثله ..
مـــــــــــاع .. مــــــاع ..
فيرّد عليه حاتم المهووس بماع خاصة تجعل خواريف المعســـــــــكر يأتون زرافات ووحدانا لاستطلاع الأمر ، ومع الأيام أصبح الجميع ، عرب ، كرد ، أفارقة ، ويوغسلاف يلقون نفس التحية على بعضهم بعدما تأكدوا من أن معاملة السلطات النمساوية متساوية مع الجميع ولا فرق بين ســــــــــياسـي كذاب ومناضل هارب .. كالقطيع قدموا هذه البلد ،يتفاهموا بطريقة تواصلهم الانســـــــــــاني المتطور وكلمة السر " مـــــاع " مما دفع البواب " بواب النزل أو المعسكر أن يتصل بالشرطة وأجهزة مكافحة التهريب للتأكد من أن " ماع " ليست كلمة ســـــر يتناقلها النزلاء فيما بينهم سيما وأن طائرة سقطت في المحيط بعد أن قال ســــائقها المصري كلمة " توكلت على الله " مما جعل اجهزة الاعلام الاميركية تتهمه بالانتحار ، والارتباط بجهات ارهابية .
ولكنه وبعد تأكده من نزاهة زبائنه المفروضين عليه فرضا ً اســـتوعب القضية وراح ينبح عليهم نبحا في دخولهم او خروجهم من المعسكر . .
للاستاذ عبد النور ابنة في العشـــرين من عمرها لم تنجح في عملية الهرب مع أبيها الى نفس الدولة ..
حط الرحال بها في بنما ، أما زوجته فطارت مع ابنها البكر الى أمريكا حيث سـهلت الجمعيات الدينية سفرهما الى هناك بالمجان مع مجوعة من العراقيين وثلة أشخاص من غانا الواقعة في جنوب الكرة الأرضية .
ولسبب غلاء المعيشـــة وأســـــــعار الاتصالات لم يكن هناك بد من ان يتناجى أفراد العائلة على ضوء القمر الذي يظهر في النمسـا مرتين في السنة ، ذلك أيام الصيف ، بينما يمتد ظهوره في بلاد الأمريكان أكثر من ذلك مما سبب مشكلة نفسية للســـــــيدة زوجته التي اعتقدت بأنه يخادعها ســـيما وأنه قال لها على التليفون ذات مرة : .. لم يعد يظهر القمر في البلاد التي أعيش بها .. يكفي أن تغازليه وحدك .
استاءت منه وجاوبته :
• وانت .. ستغازل من ؟
• - سأحاول أن أحلم بك في ليالي الشتاء الطويلة .
• وهل غابت صورتي عن ذاكرتك ؟
• - أنت في عيوني ومهجة القلب .. وحدك تشغلين قلبي المعذب .
لم تعد تصدقه ، الفترة طالت .

جيرانه ورغم تبدلهم مازالوا يثغون كالخراف ، وذاك الأبله عند الباب مازال ينبح كالكلب على نزلاء وزوّار المعســكر ..

*



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم أعوذ بك من الخدّام ، والحكام الظلا ّم
- الأستاذ جورج حداد لم يقل عين الصواب
- فلنقف ضد الحكم الجائر بحق الدكتور سيد قادر
- كل عام وشعوبنا ووطننا بخير
- مسيرة القمع الفكري واجاهل الآخر - أنا مثالا ً -
- - مشهد في غرفة -
- الحوار المتمدن نافذة ، ومساحة للحوار استطاعت أن تؤلف قلوب قر ...
- الصورة تتوضح اكثر الصورة تتكرر
- الصورة تتوضح أكثر الصورة تتكرر
- قلبي عليك ياوطن
- مدارات الكلمة - قراءة في كتاب
- من تبقى منا للدفاع عن الوطن ؟؟
- دعوني أشرح مالم ُيشرح
- الوحدة .. الوحدة فلتكن خطوتنا ثابتة
- المَدة
- لماذا ارأت الحركة الكردية
- حالة السيد علي المصري وحالات كذب أخرى ..
- كذبة علي المصري وحالات كذب أخرى
- وحدة - انشطار - وحدة
- الحركة الكردية ترفض الإشارة إليها


المزيد.....




- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - عبد النور وحاتم المهووس