أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد الرنتيسي - ماراثون حافة الهاوية















المزيد.....

ماراثون حافة الهاوية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كرس اندفاع الازمة اللبنانية ـ السورية في دائرة الضوء الموزعة بين بؤر التوتر الاقليمية مراوحة مراكز صنع القرار في بيروت ودمشق بين حافتي الهاوية التي بدت قريبة اكثر من أي وقت مضي .
فلم يعد الحديث عن حلول ممكنا مع اصرار اطراف المعادلات المتنافرة علي عمليات الشد العكسي التي شهدها عدد من العواصم الاقليمية والدولية ذات العلاقة بتشعبات الملف .
وفي غياب الحلول ، وتفاقم حالة التشنج التي تحكم مسار التطورات المتسارعة ،وتضارب المصالح والرؤي ، تنفتح الابواب علي مصاريعها لتتصادم الرغبات المتعارضة ، وتندثر تحالفات ، وتطفو اخري علي السطح .
وقد تكون زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني للمنطقة المحطة الابرز في تفعيل عملية الفرز الداخلي اللبناني الذي بات منذ اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري لاعبا رئيسيا في تحديد تطورات الوضع السوري .
ففي الرياض والقاهرة ابلغ تشيني المسؤولين السعوديين والمصريين رسالة واضحة بان واشنطن لن تسمح بتهرب النظام السوري من دفع ثمن مسؤوليته عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
وكما هو واضح من خلال سياق الاحداث ان الرسالة الاميركية جاءت ردا علي الافكار مجهولة النسب التي جري تداولها لوقف تداعيات الازمات المتلاحقة في بيروت ودمشق ورفضتها قوي 14 اذار التي تحظي باغلبية مقاعد مجلس النواب والحقائب الوزارية .
وبررت الحكومة اللبنانية رفضها للافكار الملتبسة بالاشارة الى ان القبول بها كفيل باعادة لبنان الي الوصاية السورية .
ولم تخل افكار المبادرة من نقاط تعزز الموقف الرافض سواء فيما يتعلق بالتنسيق الامني بين دمشق وبيروت ، ووقف الحملات الاعلامية او اعادة العمل بالاتفاقات الثنائية التي تثير خلافا بين اللبنانيين .
الا ان السبب الحقيقي لرفض هذه الافكار يعود لاعتقاد الغالبية اللبنانية بان النظام السوري قام بصياغتها للافلات من التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري .
فقد شكك رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مرارا في محاولات نسب الافكار للدبلوماسية السعودية رغم تاكيد رئيسها سعود الفيصل وجود مبادرة سعودية لانهاء التوتر المتصاعد بين بيروت ودمشق .
وفي مواجهة تشكيك السنيورة ردت دمشق بتسريبات اعلامية تفيد بحدوث مشاورات سعودية ـ سورية حول هذه الافكار قبل وضعها وطرحها علي اللبنانيين .
ولكن هذه التسريبات لم تحل دون عودة بعض اطراف 14 اذار الى اجواء الوساطة التي حاول القيام بها امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي واصطدمت بالرفض اللبناني .
وتستند قوي 14 اذار في ربطها بين مبادرة موسي والافكار الاخيرة الي وجود تشابه في المضامين رغم اختلاف اليات الطرح .
ورغم تباين موقعيهما في الادارة الاميركية فاق اهتمام مراكز صنع القرار في المنطقة بزيارة مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش لبيروت بما لقيته جولة تشيني .
ولا شك في ان الرسائل التي حملها المسؤولان الاميركيان لعبت الدور الاكبر في تحديد اهمية وجودهما في المنطقة .
فقد اكد ولش وبشكل واضح انه سيتم رفع الملف السوري الي مجلس الامن مالم تتعاون دمشق مع اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الحريري .
كما ظهرت جولة تشيني الاخيرة وكانها جاءت استكمالا لجولة سابقة قطعها وعاد الي واشنطن لمتابعة تطورات داخلية اميركية .
وكعادتها حاولت دمشق الرد علي الاشارات الاميركية بما تبقي لديها من اوراق اقليمية .
وفي هذا السياق جاء صخب تظاهرتي قوي 8 اذار الحليفة لدمشق ضد زيارة وولش ، وزيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الي دمشق ، وعودة الورقة الفلسطينية الي السطح .
واللافت للنظر ان قوي 14 آذار تعاملت بحساسية مفرطة مع الرد السوري علي جولة تشيني وزيارة ولش .
ففي ردود فعلها الاولية علي التظاهرتين حذرت الغالبية السياسية اللبنانية من استخدام الشارع في جر لبنان الى فتنة لا سيما وان المتظاهرين وجهوا اتهامات واضحة لاقطاب بارزة مثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط .
واتهم اقطاب 14 اذار التظاهرتين بانهما استعراض سوري ـ ايراني في بيروت خصوصا وان المتظاهرين اطلقوا هتافات مؤيدة للرئيسين بشار الاسد واحمدي نجاد .
وبدت التظاهرتان اللتان شغلتا الراي العام اللبناني وكانهما الجزء البارز من جبل الجليد .
فالخلاف الداخلي المحتدم بين اقطاب الحكومة اللبنانية والقوي المكونة لها يمتد الي اسابيع مضت حيث اعتكف الوزراء الذين ينتمون لحزب الله وحركة امل عن اجتماعات الحكومة منذ اغتيال جبران تويني .
وتوحي تطورات الخلاف بين ما كان يعرف بالتحالف الرباعي المشارك في الحكومة اللبنانية ـ تيار المستقبل ، والحزب التقدمي الاشتراكي ، وحركة امل ، وحزب الله ـ بازمة ثقة متاصلة بين اطرافه .
فالاسباب المعلنة لاعتكاف وزراء حزب اللة وحركة امل عن المشاركة في اجتماعات الحكومة تتمثل في اقرار الرئيس فؤاد السنيورة و بعض اطراف حكومته التوجه الي المطالبة بمحكمة دولية للنظر في سلسلة جرائم الاغتيال التي طالت عددا من الشخصيات اللبنانية بعد اغتيال الحريري .
الا ان وزراء امل وحزب الله وافقوا في وقت لاحق علي العودة الي الاجتماعات مقابل توجيه مذكرة حكومية لبنانية الى مجلس الامن الدولي للتمييز بين المقاومة والمليشيا الامر الذي من شانه الحيلولة دون تطبيق القرار الدولي 1559علي سلاح حزب الله .
وحال اعتراض بعض الاطراف الحكومية علي استثناء سلاح حزب الله من القرار الدولي دون ابرام صفقة بهذا الخصوص .
وتفسر بعض الاوساط السياسية استمرار الازمة الحكومية بانه ناجم عن محاولات سورية لحل الحكومة اللبنانية وتشكيل حكومة اخري تتراسها شخصية اقل تشددا من الرئيس فؤاد السنيورة فيما يتعلق بالسيادة اللبنانية والقرار الوطني اللبناني المستقل .
ولكنها تستبعد في المقابل تطور الازمة المستعصية الى مواجهات مسلحة بين الفرقاء اللبنانيين لاختلاف الظرف الراهن عن الظروف التي قادت الي الحرب الاهلية .
ومع تعثر التوصل الي حل حول الازمة الحكومية اتجهت الحكومة اللبنانية نحو تفكيك الحلقة الاضعف في سلسلة ازماتها المتشعبة .
ففي اجتماع عقدته مؤخرا قررت القيام بتحرك لمعالجة ملف السلاح الفسطيني باعتباره عامل توتير .
وجاءت الخطوة الحكومية اللبنانية بعد اسابيع من اطلاق مسلحي احمد جبريل النار علي جابيي ضرائب في مرتفعات الناعمة .
واللافت للنظر ان قوي سياسية لبنانية عديدة تتعامل مع انهاء الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان ـ ولا سيما المواقع التابعة لحلفاء دمشق خارج المخيمات ـ باعتباره مقدمة لنزع سلاح حزب الله .
ولذلك ترجح اوساط لبنانية عديدة استمرار حزب الله في اعاقة محاولات انهاء وجود الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ، وفتح ـ الانتفاضة في الناعمة وبعض مناطق البقاع .
ولا يقتصر الاستخدام السوري ـ الايراني لورقة السلاح الفلسطيني علي الجغرافيا اللبنانية .
ففي الوقت الذي كان الرئيس الايراني احمدي نجاد يستعد لزيارة دمشق نفذت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي هجوما في تل ابيب اعتبرته السلطة الوطنية الفلسطينية محاولة لتعطيل الانتخابات التشريعية .
وخلال وجوده في العاصمة السورية حرص نجاد علي التلويح لواشنطن بالورقة الفلسطينية من خلال لقائه قادة ماكان يعرف بالفصائل العشرة .
ولدي تقليبها لرسائل نجاد لم تظهر واشنطن اكتراثا كبيرا بزيارته لدمشق التي اعتبرتها دليلا علي عزلة النظامين السوري والايراني .
وتوفر هذه التطورات اجواء افضل لتنشيط المعارضتين السورية والايرانية ولا سيما المتواجدتين في الخارج .
فمن ناحيته يسعى نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام المقيم في العاصمة الفرنسية لتشكيل حكومة في المنفى علي امل الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد قبل نهاية العام الحالي .
وعادت المعارضة الايرانية بقيادة مجاهدي خلق الى تنظيم تظاهرات امام البيت الابيض لتغيير النظام الايراني من خلال الخيار الثالث الذي تطرحه مريم رجوي .
وقد لا يؤدي التقاء العاملين الداخلي والخارجي الى حدوث تغيير قريب في قمتي الهرمين السياسيين السوري والايراني الا ان ذلك لا يعني عدم تاثر دمشق وطهران بما تفرزه المتغيرات .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز
- قواعد جديدة للعبة قديمة
- جدران الوهم
- تفسير احادي....لخطوة احاديه
- منصة التغيير
- عمان..مرآة العراقيين ..ونافذتهم علي العالم
- الانسحاب المصيده


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد الرنتيسي - ماراثون حافة الهاوية