أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - منصة التغيير















المزيد.....

منصة التغيير


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تختلف المؤشرات اللبنانيه المتراكمه منذ عقود بين " ثابت " يتسم بالديمومه التي تحوله مع مرور الزمن الي ما يشبه الوهم ، و تملي التعايش معه حقبا تاريخيه و " آني " يخضع لقوانين وشروط التحولات المتسارعه ، ولكنها تلتقي عند قواسم مشتركه كارتباطها بحالة الترقب وانتظار لحظة التغيير .
وفي فترات الانتظار يتسع هامش التفاؤل حينا ، ويضيق في معظم الاحيان ، وكثيرا ما تتنافر مصالح الطوائف والاعراق ،وتتكرس حاله من الارتباك الذي يعيق الاستقرار الداخلي و التفاعل الايجابي مع قضايا المنطقه والعالم .
وغالبا ما يكون " التنافر " و " الارتباك " مدخلا لتحجيم قدرة الشعوب علي تقرير مصائرها وانتظار حلول مشكلاتها المستعصيه من الخارج الامر الذي جسدته بامتياز تبدلات المتسابقين في ماراثون الازمات اللبنانيه المتلاحقه .
ولا تخرج عن هذا الفهم الابعاد السياسيه لاعمال لجنة التحقيق باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري التي يقودها الالماني ديتليف ميليس .
ففي اليوم الاول لتكليف ميليس بمهمته ظهرت هذه الابعاد وكانها خلفيه لاعمال اللجنه ، وتعامل السياسيون اللبنانيون مع التحقيق باعتباره مفتاحا لحقبه سياسيه جديده .
ويتداخل حدث اغتيال الحريري، واعمال لجنة التحقيق مع احداث سياسيه مهمه مثل خروج الطلاب الي الشارع يرفعون الاعلام اللبنانيه في مشهد اعاد الي الاذهان ربيع براغ ، والثوره البرتقاليه في اوكرانيا ، ورحيل القوات السوريه عن لبنان الذي عملت دمشق جاهده علي اظهاره وكانه استجابه لمتطلبات القرار1559، وقوبلت مساعيها بتركيز اعلامي علي دور للمخابرات السوريه في الاراضي اللبنانيه ترافق مع اظهار رموز تيار" المستقبل " وحلفائه ذعرهم من هذا الدور.
وفي هذا السياق تطفو علي السطح الانتخابات النيابيه التي افرزت توازنات جديده اتاحت لكتلة الحريري الهيمنه علي مجلس النواب وابقت التيار الوطني الحر في مواقع المعارضه .
ورغم قصرالفاصل الزمني بين اغتيال الحريري و اعتقال الجنرالات الاربعه المتهمين بالجريمه جرت في النهراللبناني خلال هذه الفتره مياه كثيره تمثلت في اغتيال شخصيات يفوق دورها التاريخي والمعنوي دور الحريري كالقائد الشيوعي جورج حاوي والصحفي سمير قصير.
وتندرج في هذا السياق عودة العماد ميشيل عون من منفاه الباريسي ، وخروج قائد القوات اللبنانيه سمير جعجع من سجنه في وزارة الدفاع بقرار سياسي .
وتكادالطبقه السياسيه ان تتفق ـ رغم تباينات وتناقضات مواقفها ـ علي التعامل مع الاحداث المتسارعه باعتبارها مقدمات لتغيير موقع لبنان علي الخارطه السياسيه .
ويسود اوساط المشتغلين بالسياسه اعتقاد بان ما يحدث لايتجاوز خروج السوريين من الباب ودخول الاميركيين من الشباك .
وفي مجالسهم لا يخفي بعض السياسيين امتعاضه من اتساع دائرة حركة السفير الاميركي واركان السفاره الاميركيه في بيروت .
ورغم صدمات سلسلة الاغتيالات المتلاحقه لا يحظي الحضور شبه العلني للمخابرات الاميركيه بارتياح اللبنانيين وهم يتهياون للتعامل مع شكل جديد من الهيمنه .
ولا يخلو الامر من حرص نخب سياسيه واعلاميه علي تجاهل اتساع الحضور الاميركي في المشهد اللبناني او التعامل معه باعتباره قدرا لا فكاك منه.
وتوحي النتائج التي يقود اليها هذا الحرص برغبه في اظهار تزايد الحضور الامريكي وكانه ضريبه سياسيه زهيده يتطلبها التخلص من النفوذ السوري .
ورغم امساكها بمعظم خيوط اللعبه السياسيه في لبنان تركت واشنطن هامشا لحركة اطراف دوليه اخري مثل فرنسا صاحبة العلاقه التاريخيه مع لبنان ، وبعض الاطراف الاقليميه التي تحتفظ بعلاقات قديمه مع الفرقاء اللبنانيين كالمملكه العربيه السعوديه .
وفي لبنان يتعايش الانتقال من معسكر الي آخر مع ذاكرة الحرب الاهليه التي حولت الطوائف الي خنادق تزداد الحاجة الي التمترس فيها عند الوقوف امام المنعطفات الحاده .
وعلي مدي الـ " 15 " عاما التي اعقبت اتفاق الطائف لم يغادر شعور الوقوف امام المنعطف اللبنانيين الذين احتفظوا بانشدادهم للحرب الاهليه .
فلم ينجح الاتفاق الذي تم في اجواء توافق رغبات دوليه واقليميه حول طي ملف حرب الطوائف في توحيد اللبنانيين .
وانسحب هذا الاخفاق علي البنيه المؤسساتيه للدوله اللبنانيه التي يصفها اكاديميون وسياسيون بانها عباره عن دولتين احداهما امنيه والاخري مدنيه .
وحملة الاعمار التي نفذتها حكومة الحريري لم تتجاوز ازالة المخلفات الماديه للحرب.
وامام هذا الواقع ظهرت في اوساط سياسيه لبنانيه عديده دعوات الي الفيدراليه باعتبارها خيارا ملائما لحل مشكلة الطوائف مع الحفاظ علي وحدة لبنان .
ويعيد هذا الطرح متابعي الازمه اللبنانيه الي العام 1976 الذي طرحت خلاله بعض اطراف حزب الكتائب هذا الخيار علي اساس طائفي .
ورغم اصطدام طرح الفيدراليه بعقبة التداخلات الديموغرافيه ، والافتقار للعداله ـ تضمن 4 فيدراليات مسيحيه وسنيه وشيعيه ودرزيه دون الالتفات الي الطوائف والعرقيات الاخري ـ في ذلك الحين يجد في التطورات الاقليميه الراهنه قوة دفع جديده .
ففي الاعوام القليله الماضيه شهدت المنطقه ما يشبه الاندفاع نحو الفرز الطائفي والعرقي عبرت عنه بشكل واضح تطورات الاوضاع في العراق التي ترافقت
مع تراكم الاسئله المتعلقه بمصير الدوله القطريه فاقدة السيادة .
وبين سلسلتي الاغتيالات والاعتقالات التي شهدها لبنان خلال الاشهر الماضيه عادت الاضواء لتتركز علي ثنائية " الامني والمدني " في الدوله اللبنانيه .
ففي اعقاب اغتيال الحريري، ومع نزول الطلبه الي الشوارع طرحت مطالب عديده من بينها استقالة الرئيس اميل لحود .
و تحقق عدد من هذه المطالب في اقل من عام حيث استقالت حكومة الرئيس عمر كرامي ،وجرت الانتخابات النيابيه، وبدا التحقيق مع الجنرالات المتهمين بالتورط في اغتيال الحريري تمهيدا لتقديمهم الي المحاكمه .
واللافت للنظر ان المطالبه باستقالة لحود مرت باطوار مختلفه عن بقية المطالب التي تحقق بعضها .
فقد هدأ تيار الحريري وانصاره من حملتهم ضد الرئيس لحود اثر لقائه مع وزيرة الخارجيه الامريكيه كونداليزا رايس لدي زيارتها الخاطفه لبيروت .
ولا شك ان هذا التراجع لم يأت من فراغ ، فهو نتيجة قراءة خاطئه للمؤشرات الامريكيه التي يحرص سياسيو المنطقه علي مراعاتها.
وصحح استدعاء قائد الحرس الجمهوري اللبناني مصطفي حمدان الي التحقيق القراءه الخاطئه لتيار المستقبل وانصاره لتتحول باريس ـ حيث يتواجد سعد الحريري ـ الي مزار للراغبين في رحيل لحود .
وسرعان ما القت هذه التطورات بظلالها علي التفاهم الهش بين الرئيس لحود ورئيس الحكومه فؤاد السنيوره عندما اقتضت الضرورات فرز المواقف .
ففي اعقاب البيان الذي اصدره ميلس لتوضيح ملابسات وظروف استدعاء الجنرالات الاربعه وجه الرئيس لحود رسائل واضحه الي المعنيين بالتحقيق حرص فيها علي ابراز دور القضاء اللبناني ، والتاكيد علي ضرورة توافر الادله الثبوتيه ، والتدقيق في افادات الشهود ، واظهار تمسكه بالسلطه .
وفي وقت لاحق وزع مكتب السنيوره بيانا يؤكد ثقة اللبنانيين بلجنة التحقيق الدوليه والنتائج التي تتوصل اليها .
وتجاوز اركان مابات يعرف بـ " 14" اذار جدل بقاء ورحيل لحود الي الحديث حول آلية اختيار الرئيس المقبل " التي يجب ان تكون ترجمه لشراكه لبنانيه فعليه " علي حد قولهم الذي لا يخلو من اشاره الي دور دمشق في تمديد الولايه الرئاسيه .
وعبرت هذه التداعيات عن رغبه واضحه في استثمار افرازات بيان ميلس قبل الانتهاء من التحقيق .
ولم تقتصر محاولة استثمار الموقف علي تيار الحريري او اركان " 14 اذار "والناقمين علي تمديد ولاية الرئيس لحود .
فقد وجدت الحكومه الاسرائيليه في اتجاه التحقيق نحو دمشق فرصة لمضايقة القيادة السوريه والضغط عليها.
والواضح من خلال تسريبات الصحف الاسرائيليه ان وزارة الدفاع الجهة المعنيه بمتابعة تطورات التحقيق .
وكثف مجلس الامن القومي الاميركي لقاءاته مع مجموعات المعارضه السوريه المنتشره في العواصم الاوروبيه .
ويحلو للمتفائلين بتطورات الوضع اللبناني ، واصحاب النوايا الحسنه ، والذين يرون النصف المملوء من الكاس الاشاره الي بعض ايجابيات تشكيل مجلس الامن الدولي لجنة تحقيق برئاسة قاض محترف مثل ميليس .
ولعل ابرز هذه الايجابيات ان العقود الماضيه كرست الاغتيال السياسي باعتباره احدي الطرق المتبعه لتصفية الحسابات وازالة العقبات التي تعترض اطراف النزاع في المنطقه .
وادي غياب التحقيقات الجديه في هذا النوع من التصفيات لتحولها الي جزء من الثقافه السياسيه السائده .
ولا يخلو الامر من تشف في الادوات التي اعتاد النظام الرسمي العربي علي استخدامها في التعامل مع خصومه ومعارضيه .
ولكن هذا التفاؤل يصطدم بتحذيرات القلقين من انهاء القطب الكوني الوحيد ما تبقي من جيوب مقاومة المشروع العولمي في المنطقه والذين يحلو لهم تشبيه لجنة ميليس بلجان التفتيش الدوليه التي اصبحت من معالم التاريخ العراقي الحديث .
وبتجاوز مفاعيل لجنة ميليس للجغرافيا اللبنانيه تاخذ قضية التحقيق في اغتيال الحريري منحي تحويل بيروت الي واحده من منصات التغيير في المنطقه .





#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمان..مرآة العراقيين ..ونافذتهم علي العالم
- الانسحاب المصيده


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - منصة التغيير