أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل جاسم - صفاقة














المزيد.....

صفاقة


اسماعيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 03:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صفاقة / اسماعيل جاسم
كنتُ أكثر استعداداً للاجابة على سؤال بسيط جداً ، لم يكن حدثاً مهماً أو تاريخياً بقدر الاستجابة تلبية لأرادة عاطفية ورابطة تقليدية .مرحلة جديدة ، مصطلحات لم اسمعها ، لم ألفها ، لن اتداولها ، جاءني بوجه كانت دوافعه خافية ، لا اعرف خلف هذه الدوافع فيما بعد . صاحبته مخلصاً بسريرة لا تشوبها شائبة ، لا اعرف ما كان يدور في رأسه وما كان يخطط ... اِن الذي يُستغفلُ طيلة المصاحبة يمكن أن يقال عليه " أنسان بسيط أو عقل طفل يقنع بالقليل " بقيت أتقلب بين اعوام وهي تعد ايامها مسجلة تاريخا خال من اي لذة سوى العلاقة القبلية العشائرية ، غابت عنه المدنية ودهايزها وتجاربها وفنونها واحتيالاتها والامها ،هممتُ بل انكببتُ مخلصاً ، اخذت ملامح العمر ونضارته تختفي دون أن اشعر لأنني دائما ارى نفسي امام المراة ،لن ادرك ملامحي بأنها تختفي وتحل محلها ملامح جديدة ، كان صاحب السعادة في قمة الهرم منهمكا في الكتابة والاجتماعات والمواعيد ، خطاباته كثيرة وثرثراته عديدة وانتقاداته شديدة ، كان الجالسون حول طاولته ،رُكع ٌ سجود ،ينودون برؤوسهم ، ذات مرة كنت حاضرا كبقية الجالسين وقد ورد الى رأسي مشهدٌ غالباُ ما كان اشاهده ، الدكتاتور صدام حسين وحوله زمرته من العسكر تارة ومن وزراءه تارة اخرى ومن رفاقه ثالثة اخرى وهو يتحدث اليهم وهم يصغون اليه بأيديهم اقلام متشابهة واوراق واحدة ، يدونون ملاحظاتهم حول تعليمات ووصايا وتعاليم السيد الرئيس " لا يمكن الاستدلال من كلامه على شيء " ثرثرة حول طاولة " أقل ما نفعله هو النظر بوجه الاخر مع ابتسامة استهزاء وضجر ، تسارع الزمن ،وصل الاجتماع الى نهايته ، اذا كان منشرحاً كان هناك وجبة غداء دسمة اما وجبة من السمك المسقوف التي يسبقها بعض المشروبات المختلفة ، كل واحد يأخذ دوره في التحضير ، الثلج ، المياه ،الباقلاء ، السلاطة ، النومي حامض ، اللبن وهلم جرا . بعد الانتهاء يأتي الطبق الشهي وينطلق السيد الوالي بالغناء " يا صياد السمج صدلي بنيه ... " تتعالى اصوات الضحك مصحوبة بسحابة دخان السجائر .كانت صفاقته واضحة عليه واستهزائه بالعراقيين طاغية " هذه طريقة عراقية " لا يعجبه العجب سوى الاعتداد بنفسه وابنه وزوجته المصابة بمرض عقلي التي لن تتمكن من مجالسة الحاضرين والمشاركة بالنقاش فقط تفكر بكيفية جمع المال وهي تراقب الحركات ، عيونها ممتلأة حقدا وضغينة ، كان ابنها مترفعاً يرى نفسه اثقف من الحاضرين بل من العراقيين بسبب لغته الانكليزية الجيدة . كنتُ اخاطب نفسي هل هؤلاء هم حقاً أفضل من الاخرين ؟ اجيبها بضحكة ساخرة صامتة ، ان هؤلاء عاشوا على الترف طوال العيش في اوربا وتمتعوا بارقى الحياة ونحن عشنا اعوام الحصار والبؤس والمرض ، كثير منا من باع كتبه ليعيش بها يوما او يومين ومنهم من باع شباك وباب بيته ومنهم من باع ستائر البيت وملابسه واكل الخبز المخلوط بنوى التمر ونشارة الخشب وهم الان يتربعون فوق رؤوسنا يستهوأون ويسخرون ، جميع من عاش في الغرب جاء للعراق بعدما صفا الجو السياسي ، عمل معاملة التقاعد بأعتباره سياسي او مفصول سياسي اخذ الاكرامية والتقاعد ورجع الى بلده الذي اصبح البلد الام ، ذات مرة جلست مع مجموعة من هذه النماذج قال احدهم اموت هناك افضل من ان اموت هنا ، قالها بغضب ، وواحدة اخرى قالت مادام لديَّ هذا وهي ترفعه بكل فخر واعتزاز مشيرة الى جوازها البريطاني . هذه الصفاقة والعمالة فكيف تريد من العراقيين في الداخل اذا سمعوا وشاهدوا مثل هذه النماذج فكيف يمكن ان يحترمهم العراقيون ؟ تبريراتهم جدا سخيفة ، تشعر بأنهم من دون انتماء للعراق ومجيئهم ليس حبا به وانما لمكاسب يحصلوا عليها ثم يولوا الدبر .



#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسويات -الوطنية - وغياب البعد الثقافي والمدني
- المصالحة الوطنية شعار استهلكت الياته
- الداعشية في العراق ومتاهات الميتا
- بين اسراب النوارس
- القنوات الفضائية وعمليات تفكيك البنى الثقافية
- يا عُشبَ أرضي
- ضعي وجهك
- الاطلس
- اين يكون موقع الانسان العلماني المدني الديمقراطي في العراق ؟
- تركيا ... ماذا بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي حدث ليلة 15/ ...
- تحسبهم ايقاضا وهم رقود
- قناة البغدادية الفضائية مهماز لمن لا يملك احساسا
- انا اختنقُ
- اخطاء قاتلة ارتكبها المالكي والان يكررها العبادي
- انك وجه آخر
- اصلبوني قد سئمت الدجل
- مَنْ الرابح المتظاهرون ام قنفة سليم ؟
- الاضرحة
- الأسرى العراقيون بين التفكيك النفسي وغرف الموت / اسماعيل جاس ...
- الأسرى العراقيون بين التفكيك النفسي وغرف الموت / الجزء الثال ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل جاسم - صفاقة