السيسي؛ البهلوان التائه.

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السيسي يلعب اليوم على حبل مشروع الدولة الدينية ذات القاعدة الشعبية المليونية؛ فملايين المصريين تم استلابهم وتغريبهم بصورة فظيعة ؛ وأصبحوا كارهين لهويتهم الفرعونية الأصيلة؛ ومستعدين لتفجير وتجريف الهرم وأبو الهول وكل تماثيل الأقصر؛

لقد بلغت الدرجة وأنت تتجول في مصر أن تجد شارعا ممتلئا عن كامله بأصحاب اللحى والزبائب والعباءات الباكستانية وخيمات متحركة و كأنك باحدى أحياء مدن باكستان الكئيبة؛ فالسيسي اليوم وبتنسق مع الأزهر يعمل على تدبير وتسويق هذه الخردة السلفية الوهابية..
.
الأجواء في مصر سلفية اسلامية بامتياز؛ حتى في معاقل الأقباط التاريخية المعروفة كسوهاج وأسيوط والمنيا ؛ حيث يذبح الأقباط في واضحة النهار من الوريد الى الوريد على ايقاع الله أكبر؛ وتختطف القبطيات على مرأى ومسمع من الأمن المصري المتدعوش .....
.
والسيسي يعمل على تسويق هذه السلعة؛ أي هذه الشريحة المليونية من السلفيين والاسلاميين المتشددين؛أما السعودية فهي تراهن على هذا المخزون السلفي المليوني المتطرف في مصر (( الخردة السلفية )) الذي يتم تسويقها من طرف السيسي على أرض الكنانة لحاجة السعودية لها في مشروعها لمواجهة المشروع الايراني بالمنطقة.
.
زيارة السيسي اليوم لواشنطن ولقائه المرتقب بدونالد ترامب سيجعل مصر رسميا في خانة معسكر أهل السنة والجماعة؛ وستحصل مصر في المقابل على مساعدات اقتصادية على قدر قارورة سيروم لحقنها في عروق مصر المغمى عليها وإعادة بعض من الرمق لشفتيها الذابلتين......
.
الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مصر اليوم خانقة؛ وأعراضها بادية للعيان في تدنى المستوى المعيشي للمواطن وارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الشباب من حملة الشواهد؛ وكذا تردي الخدمات الاجتماعية وعلى رأسها التعليم والصحة.

.
اصطفاف مصر الى جانب السعودية تم التمهيد له خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي قبل أيام ولقائه بترامب؛ وتم التصريح به كذلك من طرف السيسي على هامش قمة الموت بالبحر الميت التي استضافها الملك الانجليزي الهاشمي عبدالله بن الحسين؛ حين أشار في كلمته إلى خطر إيران على استقرار المنطقة ...
.
وإستراتيجية واشنطن لإعادة الدفء للمعسكر السني التي ستشكل السعودي ومصر نواته الصلبة؛ ليس الهدف منه تدمير ايران كما يظن قادة العرب الشواذ؛ فايران دولة مراكز على طريق تجارة الحرير القديم.

ايران بلد ذو بعد حضاري انساني ضارب في أعماق التاريخ ؛ ايران بلد التنوع الاثني والثقافي ؛ ايران تمتلك اليوم التكنلوجيا النووية..ايران بلد يزخر بالثروة والشباب المبدع الخلاق عكس شباب السعودية وباقي مدعشات الخليج المدمن على الاستمناء أمام فيديوهات اليوتوب ومجلات عارضات الأزياء.
.
ايران دولة مركز نافعة مستقبلا للشركات العملاقة العابرة للقارات؛ ونافعة للأمن القومي الأمريكي ؛ ايران ان تم استهدافها فيكون كمن نستهدف فلق زلزالي خطير ستطال قوته التدميرية أماكن بعيدة وتكون تداعياته كارثسة؛ ولأن قادة العرب بلداء ويغطون في النوم في المؤتمرات والملتقيات فانهم لا يستوعبون هذا ...

.
الهدف يا سادة من رغبة واشنطن اعادة الروح للمعسكر السني؛ هو ذبح البعير السعودي السائب؛ و تفصيله لنقانق وشرائح؛ فصلاحيات خدمته في قوافل رحلة الشتاء والصيف التي ابتدأت من المدمرة كويني بالبحيرات المرة سنة1945 بين الرئيس الأمريكي روزفلت والملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود؛ هذه الصلاحيات انتهت اليوم..
.
ان اختيار البحر الميت لانعقاد قمة الموت العربية حيث شارك السيسي قبل أن يطير بأيام لواشنطن؛ والتي تم تصوير فيها أصحاب الجلالة والشذوذ والنجاسة والبلادة يغطون في نوم عميق أثناء أشغال المؤتمر ؛هذا الاختيار لقمة الموت على بحيرة لوط الميتة لم يأتي اعتباطا أو صدفة؛ بل جاء وفق دلالات وحسابات ايذانا بموت العرب ....
.
حياة السيسي الشخصية في خطر بعد عودته من بلاد العم سام السام؛اذا لم يتم تدبير ملف تنظيم الاخوان الدولي الطامح للعودة للمشهد السياسي المصري؛ فتنظيم الاخوان قريب الى السيسي من حبل الوريد ومستعد لتصفيته في أي وقت .
.
السيسي اليوم أشبه ببهلوان السيرك التائه ...والآلة الإعلامية في مصر تسوقه للرأي العام المصري بصورة المخلص؛ وأن 100مليون مصري مصيرهم مرهون بشخص السيسي؛ فهو أشبه بآلهة الاغريق القديمة التي تحمل الكون بين قرنيها؛ فأقل حركة أو عملية دفع قد يعجل بنهاية العالم..وهذا ما تصوره الآلة (( المطبلاتية)) للنظام المصري على أن خلاص مصر مرهون بوجود السيسي تماما كما تم له الترويج خلال حكم عبدالناصر مخرب مصر ....

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل