أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....5















المزيد.....

ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....5


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


5) فهل يمكن اعتبار ازدهار الحركة المؤدلجة للدين الإسلامي نهضة سياسية ؟

و ما هي العوامل التي تحاول أن تجعلها كذلك ؟

إن الذي نعرفه، أن اعتماد أدلجة الدين في حركة سياسية معينة، هو دليل تخلف تلك الحركة، لأن تحريف الدين عن طريق الأدلجة، يهدف إلى تكريس الظلامية، التي لا تعني، في عمقها، إلا ممارسة التضليل، و السطو على الدين، و احتكار الكلام باسمه، و فرض الوساطة بين الله، و بين البشر، و إعطاء الشرعية للاستبداد القائم، أو السعي إلى فرض استبداد بديل.

و انطلاقا من هذا الاستنتاج الأولي، فإن ازدهار الحركة السياسية المؤدلجة للدين الإسلامي، لا يمكن اعتبارها نهضة سياسية أبدا. لأن تلك الحركة ليست ديمقراطية، و لا يمكن أن تكون كذلك. لأنها تعتمد، في ممارستها الإيديولوجية، أدلجة الدين الإسلامي، الذي يقودها إلى القول بأن الديمقراطية مستوردة، و اعتمادها في الممارسة السياسية كفر، و إلحاد، و أن على المسلمين أن يخضعوا لإرادة الله، و أن يعملوا على قيام الدولة الإسلامية، التي تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، التي تعبر، فعلا، عن حكم "الله" الذي ينفذه مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يقودون الدولة الإسلامية، و يتحكمون فيها، و يحكمون بواسطتها. و الدولة الدنيوية، التي يمكن أن تتحقق بواسطة الممارسة الديمقراطية، هي دولة علمانية، و ملحدة، و كافرة، و الناس الذين يقبلون بها، كفار، و ملحدون، و يسعون إلى قيام دولة دنيوية علمانية، غير شرعية، تطبق قوانين لا علاقة لها بالقانون الإلهي، الذي يعتبر دستوره هو القرءان.

و لذلك نجد أن الحركة السياسية القائمة على أدلجة الدين الإسلامي، هي حركة استبدادية، و كونها كذلك، لا يمكن أن يقود إلى القول: بأن ازدهار الحركة السياسية المؤدلجة للدين الإسلامي، لا يمكن أن يعتبر نهضة سياسية، بقدر ما يعتبر تراجعا إلى الوراء، و نكوصا إلى الخلف. و هو ما يفرض القول: بأن وجود هذه الحركة المؤدلجة للدين الإسلامي، هو عنوان التخلف، لأنها شكلت، و تشكل، عرقلة منقطعة النظير، لأي نهضة، محتملة، في المجال السياسي، و الإيديولوجي، نظرا لوجود التربة الخصبة المناسبة لها، و المتمثلة في انتشار الأمية، و الفقر، في صفوف المغاربة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، التي يمكن إجمالها في كلمة: الفساد، الذي تمكن من المجتمع المغربي فأرداه غير قادر على النهوض، بسبب فيروس الفساد الذي يتغدى من فيروس أدلجة الدين الإسلامي.

و العوامل التي تجعل الحركة السياسية المؤدلجة للدين الإسلامي، بمثابة نهضة سياسية رائدة، تتمثل في :

ا- إقبال الناس، الواسع، على الاشتغال بأدلجة الدين الإسلامي، على أنها هي الدين الإسلامي، في نفس الوقت، كما هو شائع في معظم البلاد العربية، و في باقي بلدان المسلمين، و هو ما يعني: قيام الحركة المؤدلجة للدين الإسلامي بتجييش المسلمين المنخدعين بأدلجة الدين الإسلامي.

و لعل المحللين، و المتتبعين، يعتبرون أن مجرد قيام مؤدلجي الدين الإسلامي بتجييش الأميين، و الفقراء، و المعدمين، (عن طريق توزيع العطاءات، التي لاحدود لها، وفي مقدمتها: توزيع أضاحي عيد الأضحى، وأشياء أخرى، لاندري من أين لهم بالأموال الطائلة التي تمكنهم منها، و على المستوى الوطني، وأمام أنظار الطبقة الحاكمة، وأجهزتها المخزنية)، نهضة سياسية غير مدركين لما لعملية التجييش، تلك، من أثر سلبي على مستقبل الإنسان المغربي، الذي ينسحب من التفكير في الواقع، في تجلياته المختلفة، ليفقد بذلك إمكانية الوعي به، مما يجعله غير راغب في تغييره، معتبرا أن كل ما يستهدف الناس، في الواقع المغربي، قدرا من عند الله، مخالفين بذلك قوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، و قوله " ما أصابك منن حسنة فمن الله، و ما أصابك من سيئة فمن نفسك"

ب- الإمكانيات المادية، و الإعلامية، التي يملكها هؤلاء بسبب الدعم الذي يتلقونه من الدول، و من جهات داخلية، و خارجية، غير معروفة، و إغماض العين عن ما يقومون به من أعمال مختلفة لجمع الأموال، أو استثمارها، أو الاتجار في الأشياء الممنوعة، حتى تتوفر لديهم سلطة المال، إلى جانب السلطة الأيديولوجية، التي لها علاقة، وطيدة، بالعمل على سيادة الموقف السياسي للحركة الإسلامية، و هو ما يعتبر من المقدمات الضرورية للوصول إلى امتلاك سلطة الدولة.

و لذلك نجد أن هؤلاء، و بسبب القدرة المادية، التي توفرت عندهم، يستطيعون تحقيق سيطرة إعلامية مباشرة، و غير مباشرة، إذاعية، و تلفزيونية، و صحفية، و مواقع إلكترونية بدون حدود، و بمختلف اللغات، حتى يكون كل ذلك وسيلة لاقناع المتلقي، بقبول التجييش، الذي تلعب المساجد، التي تتحول إلى مقرات حزبية، دورا كبيرا في إقناع الناس به، و بأساليب ملتوية، و باسم الدين، و باسم المؤسسة الدينية، و باسم الله، في نفس الوقت.

ج- القدرة على تأويل النصوص الدينية، و خاصة القرءان الكريم، و الحديث الشريف، بما يتناسب مع الأهداف التي يرسمها مؤدلجو الدين الإسلامي، حتى يؤدي ذلك التأويل دوره في الاتجاه المرسوم. و كل ما يجري في الحياة يصير له وجود في النص الديني، سواء تعلق الأمر بالزمن الذي وردت فيه النصوص الدينية، أو بمختلف العصور المتوالية بعد ذلك، أو بما ظهر في العصر الحديث، و بالحياة المعاصرة، أو بما يمكن أن يظهر في المستقبل.

و لذلك، فالوعي بالواقع غير وارد. لأن ذلك الوعي معناه التنكر للعقيدة، في نظر هؤلاء، التي شملت نصوصها كل شيء، و التنكر قد يقود إلى الإنكار، و الكفر. و الكفر يستحق غضب الله، و التأويلات، التي يقوم بها المؤدلجون، تمتلك درجة القداسة، لأنهم يجعلونها مطابقة للنص الديني. و لذلك نجد أن المجيشين يرددونها، و على جهلهم بالقراءة، و الكتابة، كما يردد حفظة القرءان نص القرءان.

د- اعتماد ذلك التأويل، لصياغة الشعارات، التي يعملون على تحقيقها. فتصير بمثابة برنامج يعيش المجتمع برمته لتحقيقه، و يمكن أن يصنف ذلك البرنامج في مستويين :
المستوى المرحلي: المتمثل في توظيف الشعائر الدينية، لحشد أكبر قدر من البشر، وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، بعد ممارسة التضليل الإيديولوجي عليه، حتى يعتقد أن الدين هو ما يدعو إليه المؤدلجون، و أن الدين الحقيقي الذي لا إكراه فيه يتراجع إلى الوراء.

المستوى الإستراتيجي: هو الذي يجيش فيه التبع في أفق "الجهاد"، من أجل تحقيق الشعارات المحددة ،و القابلة للتحقيق، مثل "الإسلام دين و دولة"، و "بناء الدولة الإسلامية"، و "تطبيق الشريعة الإسلامية"، و غيرها من الشعارات، التي يقود مؤدلجو الدين الإسلامي "عملية الجهاد" في أفق تحقيقها، حتى يتمكنوا من أجهزة الدولة، التي تتحول، على يدهم، إلى دولة "دينية"، تحكم باسم الدين، و باسم الله، ليصيروا بذلك أوصياء على الدين، و وكلاء الله في الأرض، و ولاة على المغاربة.

و هذه العوامل المعتمدة للقول: بأن ازدهار الحركات المؤدلجة للدين الإسلامي، يمكن اعتبارها نهضة سياسية، هي نفسها التي يمكن توظيفها للقول: بالتراجع و التردي الذي تعرفه الحركة السياسية، على جميع المستويات الإيديولوجية، و السياسية، و التنظيمية، و البرنامجية، و المواقفية.

و ازدهار الحركة المؤدلجة للدين الإسلامي، ليس إلا عنوانا لذلك التردي، الذي لا حدود له، في ظل ازدهار الحركات المؤدلجة للدين الإسلامي، التي تغلق جميع الأبواب، أمام كل أشكال الوعي الحقيقي، حتى يبقى الوعي الزائف، هو المتمكن من كل شيء.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6
- باب الانتهازية.....5
- باب الانتهازية.....4
- باب الانتهازية.....3
- باب الانتهازية.....2
- باب الانتهازية.....1
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....5