أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....3















المزيد.....

ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 10:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


3) فما الذي يجعل الحركة السياسية المغربية تعاني من الحصار ؟

إننا عندما نتكلم عن الحصار، لا نتكلم عن فراغ، بقدر ما نتكلم عن شيء قائم في الواقع، و يفرض نفسه على المتتبع، بسبب حرص الطبقة الحاكمة، و عن طريق أجهزتها المخزنية، على ذلك الحصار الإعلامي، و الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، على الحركة السياسية بصفة عامة، و على الحركة السياسية الاشتراكية العلمية بصفة خاصة.

و من أشكال الحصار الممارسة نجد :

أ- أن الحصار الإعلامي المضروب على الحركة السياسية يهدف إلى إذلال الأحزاب، التي تخرج عن طوق الطبقة الحاكمة، حتى تصير قابلة بشروطها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. و عندها يرفع عنها الحصار الإعلامي الجزئي، فتتمكن، في لحظات معينة، من استغلال الوسائل السمعية البصرية، و بطريقة مشروطة، من تصريف خطاب لا يتناقض مع خطاب الطبقة الحاكمة، بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي للوسائل الإعلامية الحزبية، بنفس الشروط، مما يحول تلك الوسائل إلى مجرد امتداد لتصريف خطاب الطبقة الحاكمة، المستفيد الأول، من التنازلات، إلى درجة الانبطاح، التي تقوم بها أحزاب معينة.

أما الأحزاب التي تقتنع بأيديولوجية الاشتراكية العلمية، التي تحرم و بصفة نهائية، من الوسائل السمعية البصرية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، و حزب النهج الديمقراطي، اللذين لم يمكنا، مطلقا، من تلك الوسائل، و لم يتلق إعلامهما أي دعم من الأموال المرصودة لدعم الإعلام الحزبي، لتمكنهما معا من التمسك بالمبادئ، و لرفضهما تقديم التنازلات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، للطبقة الحاكمة: اللاديمقراطية، و اللاشعبية، لأن القبول بتقديم تنازلات قائمة على أساس التنكر للمبادئ النضالية، يعني فقدان القدرة على الاستمرار في ادعاء تبني الاشتراكية العلمية، و توظيف قوانينها العلمية، لإيجاد تحليل ملموس للواقع الملموس.

ب- العمل على تشويه سمعة الأحزاب السياسية، التي ترفض الانخراط في تنفيذ، و أجرأة، الاختيارات الرأسمالية التبعية، اللاديمقراطية، و اللاشعبية، و تقديمها على أنها أحزاب تختار أن تكون ضد التيار، و بعيدة عن مشاكل الجماهير، و ترفض المساهمة في "الانتخابات" التي تقوم بإجرائها الطبقة الحاكمة، لاعادة صياغة المجالس المحلية، و الإقليمية، و الجهوية، و الوطنية، وفق ما تقتضيه مصلحة الطبقة الحاكمة، و حتى تساهم تلك المجالس، في إعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و التشويه الذي يستهدف الأحزاب المبدئية، و المناضلة، إيديولوجيا، و سياسيا، و تنظيميا.

فعلى المستوى الإيديولوجي: تقوم الطبقة الحاكمة بتوظيف جيش من منظريها الإيديولوجيين من أجل تشويه إيديولوجية الاشتراكية العلمية، التي تصير في نظر الرأي العام، كفرا، و إلحادا، حتى يتجنب الناس الارتباط بالمقتنعين بها، و من أجل أن يعادوا كل التحاليل الملموسة، للواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، باعتبارها تحاليل للكفار، و الملحدين، و بواسطة "منهج الإلحاد"، حتى لا يبقى أمام الجماهير الشعبية الكادحة، إلا القبول بما تدبره لها الطبقة الحاكمة، على أنه قدر من عند الله.

و على المستوى التنظيمي: تقوم الطبقة الحاكمة بالعمل على محاصرة التنظيم، بملاحقة الأعضاء الذين تتعرف عليهم، و من أجل أن تسعى إلى القضاء على وجود التنظيم، و بصفة نهائية. لأن توسع التنظيمات الاشتراكية العلمية، لا يمكن أن يكون إلا نتيجة لتغلغل الوعي الطبقي، في صفوف الكادحين، و طليعتهم الطبقة العاملة، و لا يمكن أن يكون إلا ممارسة تهدف إلى بناء الأداة التي تقود نضالات الكادحين، في أفق تحقيق الاشتراكية، و هو ما لا ترغب فيه الطبقة الحاكمة.

و على المستوى السياسي: نجد أن الطبقة الحاكمة تغلق كافة الأبواب، من أجل أن تنفذ الرؤى السياسية، التي تبلورها الحركة السياسية الاشتراكية العلمية، إلى الأجرأة، بالعمل على عدم الانصياع لمطالب تلك الحركة السياسية، المتمثلة في إيجاد دستور ديمقراطي، و إجراء انتخابات حرة، و نزيهة، و العمل على أن تكون الحكومة مفرزة عن صناديق الاقتراع، حتى تعمل تلك الحكومة على إيجاد برنامج حكومي منبثق عن البرنامج الانتخابي، الذي ينال ثقة الجماهير الشعبية الكادحة، حتى يكون ذلك البرنامج في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، و ضد أعلى مصالح الطبقة الحاكمة، التي تعمل كل ما في وسعها، حتى لا يتم العمل بمطالب الحركة السياسية، الاشتراكية العلمية، مادام الأخذ بتلك المطالب، يلحق الضرر بمصالحها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية.

ج- الدفع في اتجاه تحريف عمل المنظمات الجماهيرية، التي لا تقبل الطبقة الحاكمة بصيرورتها مبدئية، ديمقراطية، و تقدمية، و مستقلة، ووحدوية لأن مبدئيتها تقودها إلى الإخلاص إلى الكادحين، و الاستجابة لمطالبهم الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و النضال من أجل تحقيق تتلك المطالب.

و لذلك نجد أنها تدعم العناصر التحريفية، التي تتسلط على قيادات المنظمات الجماهيرية: البيروقراطية أو التابعة لحزب معين، أو مجرد منظمة حزبية، أو مجالا للإعداد و الاستعداد لتأسيس حزب معين، حتى تفقد بذلك مبدئيتها، و تفقد ثقة الجماهير الشعبية الكادحة بها.

د- دفع قيادات المنظمات الجماهيرية إلى القيام بتقديم تنازلات إلى الطبقة الحاكمة، مقابل التمتع بمجموعة من الامتيازات، التي لا تكون معروفة في صفوف الجماهير المعنية بالعمل الجماهيري.
فتقديم التنازلات إلى الطبقة الحاكمة، صار السمية الأساسية المميزة للقيادات الجماهيرية، و خاصة منها القيادات النقابية، التي تتسابق، و تهرول في اتجاه تقديم المزيد من التنازلات، بدعوى الحفاظ على عدم تسريح العمال، الذين عليهم أن يقبلوا بالواقع، الذي تفرضه الطبقة الحاكمة، حتى يحافظوا على تواجدهم في العمل.

و هذه الأشكال من الحصار، لا يمكن أن تنتج إلا أحد أمرين:

الأمر الأول : ممارسة الانبطاح أمام أعتاب الطبقة الحاكمة، و القبول بكل شروطها، و الانخراط في تنفيذ اختياراتها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى ينال رضا الطبقة الحاكمة، و حتى تتلقى دعمها، و تفك الحصار عنها، كما فعلت أحزاب البورجوازية الصغرى المغربية، خلال التسعينيات من القرن العشرين، و التي تتحمل كامل المسؤولية، في تعميق تردي الأوضاع المادية، و المعنوية، للجماهير الشعبية الكادحة.

و الأمر الثاني : هو قبول التحدي المفروض على الحركة السياسية، و رفض تقديم التنازلات، و التمسك بالوقوف إلى جانب الجماهير الشعبية الكادحة، و طليعتها الطبقة العاملة، إخلاصا لها، و سعيا إلى قيادتها، في نضالاتها المطلبية: الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، في أفق تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، و النهج الديمقراطي، و باقي مكونات تجمع اليسار الديمقراطي المغربي.

و هذا الحصار سيؤدي دوره مرحليا، إلا أن الذي نتأكد منه: أن الجماهير الشعبية الكادحة، و طليعتها الطبقة العاملة، عندما تمتلك وعيها الطبقي، لابد أن تعمل على فك الحصار على الحركة السياسية المرتبطة بها.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6
- باب الانتهازية.....5
- باب الانتهازية.....4
- باب الانتهازية.....3
- باب الانتهازية.....2
- باب الانتهازية.....1
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....3