أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - باب الانتهازية.....3















المزيد.....

باب الانتهازية.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 10:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفصل الثاني : الانتهازية النقابية :

و تزداد الانتهازية استفحال،ا بتسرب الانتهازيين إلى الجسم النقابي، و من خلال الجسم، إلى القيادة النقابية، حيث نجد أن الانتهازيين يعملون على استغلال تواجدهم بالقيادة استغلالا بشعا، انطلاقا من :

أ- الحرص على خدمة المصلحة الفردية عن طريق "

ب - التصرف في مالية المنظمة، على المستوى المحلي، و على المستوى الوطني، و الجهوي، و الإقليمي، و في وقت المحاسبة، نجد أن هؤلاء الانتهازيين يختلقون المبررات، التي تلعب دورا كبيرا في إقناع النقابيين بتصرفهم في أموال المنظمة.

ج - ابتزاز أفراد الشغيلة، من ذوي المشاكل الفردية، التي تقتضي تدخل النقابيين لحل تلك المشاكل، و خاصة إذا كانت ذات طابع مادي.

د- ابتزاز الباطرونا، التي تجدها فرصة لتكريس استغلالها، عندما تعمل على تحويل القياديين النقابيين إلى عملاء لها، على حساب مصالح الطبقة العاملة.

ه- ممارسة الابتزاز على إدارات الدولة المحلية، و الإقليمية، و الجهوية، و الوطنية، التي تحول القيادات النقابية إلى عملاء لها أيضا، سعيا إلى تحقيق مكتسبات للقيادات النقابية، و خدمة لمصالح الإدارة، على حساب العاملين في مختلف الإدارات.

و- ممارسة الابتزاز على المؤسسة المخزنية، التي يمكن أن تلبي جميع مطالب القيادات النقابية، الشخصية، في مقابل قيامهم بتضليل الشغيلة.

و الحرص على خدمة المصالح الخاصة، يدخل في صلب مسلكية القيادات النقابية، الانتهازية، التي تصطاد كل ما يخدم تحقيق تطلعاتها الطبقية، الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية.



و للتغطية على انتهازية القيادات النقابية، نجد أنها تعمل على تحريف النقابة، و العمل النقابي، و الممارسة النقابية.

و القيادات النقابية الممارسة الانتهازية تسعى إلى :

1) تكريس الممارسة البيروقراطية، التي ترهن مصير النقابة، و العمل النقابي، بيد الجهاز البيروقراطي، الذي يسير وفق ما تقتضيه أوامر، و تعليمات القيادة النقابية الانتهازية، التي تعتبر نفسها هي وحدها العارفة بالواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي. و هي وحدها القادرة على الضغط على الطبقة الحاكمة. و هي وحدها التي تعرف: ماذا تعمل؟ من أجل الشغيلة حتى تتمتع بحقوقها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. و هي وحدها التي تعرف ما هو البرنامج النضالي؟ و ما هي الأهداف التي يجب أن يصب في أفق تحقيقها ذلك البرنامج؟ لأنها هي التي تجلس على مكاتبها، و تتفرغ لتحديد ما هي الملفات المطلبية؟ و ماذا يجب أن يتوفر لخوض النضال؟ و من يعمل على توقيفه، إذا اقتضت الضرورة ذلك؟

فالقيادة النقابية، الممارسة للانتهازية، تعلم السر، و أخفى، في العمل النقابي عندما تفرضه الممارسة البيروقراطية، لأنها تعرف ماذا تريد؟ و ماذا ستحقق مما تريد؟ أما الشغيلة، فتذهب إلى الجحيم.

و انطلاقا من هذه الممارسة البيروقراطية، تكون القيادة النقابية الانتهازية قد حققت الكثير. و من أجل ذلك تكون قد قدمت خدمات كبرى للطبقة الحاكمة، خلال عقود الاستقلال في المغرب. و في نفس الوقت تكون قد حرمت الطبقة العاملة، من تحقيق الكثير من المكاسب المادية، و المعنوية.

و هذه الامتيازات، التي صارت تتمتع بها الطبقة الحاكمة، صارت أيضا من نصيب القيادة الانتهازية البيروقراطية، مما جعل القيادات النقابية، في جميع النقابات التي تعتبر نفسها مبدئية، أو تابعة لحزب معين، أو منظمة حزبية، أو منظمة حزبية، أو مجالا للإعداد، و الاستعداد لتأسيس حزب معين، التي تدب في عروقها، الممارسة الانتهازية تجنح، هي بدورها، إلى أن تصير بيروقراطية بمركزة كل شيء بين يديها. و مع ذلك نجد أنها :

2) تعمل، أيضا، على جعل النقابة تابعة لحزب معين، حتى تستغل النقابة، و العمل النقابي، لممارسة الابتزاز، على قيادة حزب معين، و حتى توظف النقابة و العمل النقابي، لتوسيع قاعدة ذلك الحزب، حتى يسلم بالأمر الواقع، و يفسح المجال أمام القيادة النقابية الانتهازية من أجل :

أ- الوصول إلى القيادة الحزبية: المحلية، و الإقليمية، والوطنية، واستغلال مركز القيادة، لممارسة الابتزاز على الحزبيين، والراغبين في الانتماء إلى الحزب، من جهة، و على الطبقة الحاكمة، والإدارة المخزنية، من جهة أخرى، سعيا إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية.

ب- دعم الحزب للقيادة النقابية، من أجل الوصول إلى عضوية الجماعات المحلية، و استغلال تلك العضوية، من أجل الوصول إلى المكاتب الجماعية، ومنها إلى رئاسة المجالس المحلية، حتى يصير ذلك وسيلة للتسلق الطبقي السريع، على حساب العمل النقابي، و العمل الحزبي النظيف، و العمل الجماعي السليم، و على حساب مصلحة الجماهير الشعبية الكادحة.

ج- دعم الحزب للقيادة النقابية، من أجل الوصول إلى البرلمان، الذي يعتبر بوابة الأمان، و مكان التموقع الفعلي، إلى جانب الطبقة الحاكمة، و سائر الطبقات المستفيدة من الاستغلال، و الوسيلة المثلى، للوصول إلى تحقيق سيولة الامتيازات التي لا حدود لها.

د- دعم الحزب للقيادة النقابية، من أجل تحمل مسؤولية الحكومة، التي تعمل على تأطير البورجوازية الكبرى، و حماية مصالحها، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، باعتبارها طبقة حاكمة، وذات مصلحة، في الارتباط بالمؤسسات المالية الدولية، وتجعل البلاد في خدمة المصالح الرأسمالية العالمية، والشركات العابرة للقارات، وهي علاقات، يمكن أن تستفيد منها القيادة النقابية الانتهازية، في حال دعم حزب معين لها، من أجل تحمل المسؤوليات الحكومية.




فتبعية النقابة لحزب معين، تكون بالنسبة للقيادة النقابية الانتهازية، خير سلم للتسلق الطبقي، الصاروخي، الذي ينقل الانتهازيين من واقع، إلى واقع آخر. لأن القيادة النقابية، تمارس الانتهازية في مستويين :

مستوى استغلال النقابة، و من خلالها، استغلال العلاقة مع الشغيلة، و مع الإدارة، في القطاعين: العام، والخاص.

و مستوى استغلال الحزب، و تأثيره في الحياة، وما يمكن أن يصل إليه الانتهازيون في القيادات النقابية عن طريقه. و بقدر ما تتعدد أوجه الانتهازية، و مضامينها، بقدر ما تزداد استفادة الانتهازيين النقابيين.

3) تعمل على جعل النقابة مجرد منظمة حزبية، حتى يتأتى لها إثبات جدارتها، في احتلال مراكز القيادات الحزبية، التي تفرض ما تريد في النقابة، وعلى الشغيلة، و على الحزبيين، حتى تظهر أمام الطبقة الحاكمة، على أنها هي كل شيء، و حتى تستطيع انتزاع المزيد من المكاسب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، سعيا إلى احتلال الصفوف المتقدمة من الطبقات المستفيدة من الاستغلال.

فالحزب الذي يبني تنظيما نقابيا موازيا له، يتحكم فيه، و يوجهه، يستطيع أن يضلل الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، كما يستطيع أن يبرهن للطبقة الحاكمة، أنه بذلك التضليل، يستطيع أن يكون أكثر خدمة لها، من غيره، كما يستطيع أن يمارس ما يمارسه، من أجل تحقيق اندماج القيادة النقابية الحزبية، في المنظومة العمالية الحزبية، للطبقة الحاكمة.

فجعل النقابة مجرد تنظيم حزبي، ينقل الممارسة الانتهازية من مستواها الفردي، إلى المستوى الحزبي، الذي يتحول إلى منظم للنقابة، والعمل النقابي، مما يحول القيادة الحزبية، و جميع الحزبيين، إلى ممارسين للانتهازية، من جعل الحزب يصل إلى السيادة، في وسط الشغيلة، التي تقف بسبب تضليلها وراء وصول الحزبيين إلى المسؤوليات الجماعية، و إلى البرلمان، ثم إلى الحكومة، من أجل ممارسة التسلق الطبقي، وبالسرعة الفائقة، التي تجعل الحزبيين يحققون تطلعاتهم الطبقية المطلوبة، من أجل التموقع إلى جانب البورجوازيين الكبار، و السيادة بينهم.

4) تعمل على جعل النقابة مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، حتى يتم العمل على إضافة القيمة الحزبية، إلى القيمة النقابية، في الممارسة الانتهازية، للقيادة النقابية، التي تتزلف، وبكافة الوسائل الممكنة، وغير الممكنة، من أجل الاستفادة أكثر، من العمالة الطبقية، لصالح البورجوازية التابعة، و من أجل جعل العمل النقابي، و العمل الحزبي، يخدمان نفس الأهداف الانتهازية، للقيادة النقابية.

و إذا كان لابد من العمل على الدفع في اتجاه تحقيق التطلعات الطبقية، و بالسرعة المطلوبة، في اتجاه التموقع إلى جانب البورجوازية، المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي، فإن القيادة النقابية الانتهازية، تعمل كل ما في وسعها، لجعل التنظيم النقابي فارزا للتنظيم الحزبي، الذي يمكن اعتباره قناة أخرى تضاف إلى القناة النقابية، و من أجل العمل على قيام عمالة سياسية، وطيدة، للطبقة الحاكمة، تمكن القيادة النقابية، التي تصير قيادة حزبية، انتهازية، من أجل الوصول إلى تحقيق التطلعات الطبقية، وبالسرعة الفائقة.

فانتهازية القيادة النقابية، لا تتورع عن أن تركب جميع المراكب البئيسة، و المنحطة، من أجل قيام شروط مناسبة، تنقلها إلى التموقع، الذي تحلم بالوصول إليه، غير عابئة بما تؤول إليه أحوال الطبقة العاملة، وحلفاؤها الطبقيون.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الانتهازية.....2
- باب الانتهازية.....1
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........6
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........5
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - باب الانتهازية.....3