أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - داعشية مسيحية!!















المزيد.....

داعشية مسيحية!!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أصبحت الآن على يقين تام بأن داعش والداعشية، ليسا فكراً متعصباً وسلوك اجتماعي دموي لجماعة بعينها، ولا هو مختص بدين أو مذهب أو بمجتمع معين..إنما هو ثقافة وظاهرة شرقية، تمارسها جميع المجتمعات والأديان الشرقية تقريباً ، وبدرجات مختلفة!.
وقد رأينا ممارسات دموية لهذه الثقافة لكل الأديان الشرقية تقريباً، وهي لا تختلف كثيراً عن ممارسات داعش الدموية ..منها: حرق المسلمين وهم أحياء في بورما البوذية مثلاً!.
ومنها قتل المسلمين بطرق بشعة من قبل هندوس الهند ومسيحي نيجريا!
ومنها أعمال مشابهة كثيرة في جميع قارات الأرض ، وفي التاريخ البشري!.
وغير هئولاء كثيرون..وكثيرون جداً، في مختلف الأديان والمذاهب والمجتمعات والثقافات !!

فداعش تصلح مثالاً يقاس عليه الآخرون.. فهي تلخيص مكثف لفكرة " نفي الآخر" و " احتكار الحقيقة والصواب " !.
فكل من يؤمن بهذه الفكرة وهذا الاعتقاد ومارسهما، ومن أي دين أو مجتمع أو ثقافة كان.. فهو داعشي بامتياز!! .
***
مناسبة هذا الكلام هي: أنني قبل أيام ـ كعادتي يومياً ـ أبحث في المحطات الفضائية عن أخبار جديدة وطازجة ، وبالصدفة وحدها توقفت عند فضائية تبشيرية مسيحية اسمها " الفادي " .
وعندما شاهدتها واستمعت إليها قليلاً أصبت بصدمة شديدة ، ولم أصدق ما شاهدته بأم عيني وسمعته بمليء أذني.. فكررت المشاهدة والاستماع إليها مرات كثيرة ولعدة أيام متتالية ، فزدت اقتناعاً بــ (داعشيتها)!.
لأنها كانت تبث (ثقافة الكراهية) بنوع من التلفيق المبتكر ، وبسيل من المفردات الداعشية المخيفة ، وبجملة من الكذب والافتراء المنمق ، على من هم ليسوا من دينها!.
فقد سمعت منها ما لم اسمعه حتى (من داعش نفسها) ورأيها المتطرف والمعروف ، بجميع الأديان والمذاهب والعقائد الأخرى!
فهذه الفضائية المسيحية يتصدرها شيخ يلبس جلباب القساوسة ويتكلم بلهجة المصرية ، وعمره قد تجاوز الثمانين عاما كما يقول هو..ويضيف لقوله أيضاً أنه لا يطلب الشهرة، ولا يبغي من دنياه الفانية هذه ، إلا هداية الضالين ـ المسلمين أمثالنا طبعاً ـ إلى (نور الحق)..ويدعي أن (نور الحق) هذا، هو وحده دون غيره من بني البشر الذي يعرفه ؟؟
لكن ما هو هذا النور الذي يبشر به؟........لنرى!!

هو أولاً ينكر نبوة النبي محمد (ص) ويصفه ـ حاشاه ـ وبنص كلماته البذيئة ، بأن محمد: ((بدوي همجي دموي غارق إلى أذنيه بالجنس والنساء))!!
وهو ينكر الوحي بالقرآن، ويدعي أن محمداً هو من " ألفه " !!.
وهو في حديثه كله يترك كل ما في القرآن من آيات وسور، ويأتي ببعض الآيات المبتسرة التي تخص القتال، إثباتا لدموية (تعاليم محمد وقرآنه) كما يقول!!.
وهو ينطق كل ما له صلة بمحمد والإسلام والقرآن بطريقة تهكمية تثير الاشمئزاز، ويقوم بحركات مسرحية بهلوانية لا تناسب عمره ولا مركزه الديني!.
وهو كلما ذكر أسم القرآن الكريم ، صك أسنانه وأضاف إليه بسخرية شديدة عبارة (الكريم جداً) .. ثم يأتي على ذكر الصلاة والحج والأعياد الإسلامية وطقوسها، والسنة والسيرة النبوية ويسفهها جميعاً، منكراً صلتها بالله ووحيه ومنكراً نبوة محمد (ص) ومشوهاً ومحرفاً لكل ما له صلة بالإسلام والمسلمين ، و مصوراً كل ما يخصهم بصورة شديدة السلبية!!.
والأسوأ من كل هذا هو: إصراره على أن [داعش هي الإسلام والإسلام هو داعش] مستدلاً على هذا ، بكل هذه الدماء التي تسيل في كل مكان، ومصراً أيضاً على أنها هي حقيقة الإسلام، وأن داعش خير من مثل الإسلام في كل تاريخه!!

ولو أننا استخدمنا منطق هذا القس الثمانييني: باعتباره كل جماعة تنتمي لدين معين وتسفك الدماء، يتحمل وزرها دين تلك الجماعة.. فإن المسيحية هي أكثر دين سفك من دماء البشر، في التاريخ البشري كله!.
ويكفي أن نذكر هنا حروب السبعين وحرب المائة في أوربا، وحروب الاستيلاء على القارتين الأمريكيتين وقارة استراليا، والحروب الاستعمارية والاستيلاء على بلدان العالم الثالث، والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحروب الكثيرة الأخرى التي ملأت أوربا والعالم أجمع، والتي ذهب ضحيتها مئات الملاين من البشر!.
وحسب منطق هذا القس الثمانيني، فإن المسيحية تصبح هي التي سفكت كل هذه الدماء ، وهي التي تتحمل وزرها من ألفها إلى يائها.. وهي التي تتحمل أيضاً وزر (القنابل الذرية) التي ألقيت على اليابان ، ووزر كل أسلحة الدمار الشامل والجزئي التي صنعها العالم الأوربي المسيحي.. وتتحمل أيضاً وزر كل الحروب التي خاضتها الدول المسيحية ضد الشعوب التي استعمرتها في كل قارات الأرض!.
وبالتالي ـ وحسب ذلك المنطق ـ فأن المسيحية هي أكبر دين دموي عرفته البشرية في كل تاريخ البشر!
أوليس هذا المنطق، هو منطق داعش ومنطق هذا القس الثمانيني نفسه أيضاً؟!.

أوليس هذا هو أصل ومنطق جميع الذين " ينفون الآخر" " ويحتكرون الحقيقة " لأنفسهم وحدهم؟..
فما هو الفرق إذن: بين هذا القس المسيحي وبين أبي بكر البغدادي؟.
ثم ما هي الفائدة التي سيجنيها هذا الشيخ الفاني ومستمعيه من حديثه الداعشي هذا؟؟
أهناك غير مزيداً من الكراهية والفتنة المجتمعية ، وسيل آخر لكثيرٍ من الدماء البريئة الزكية ، التي سيسكبها أتباع هذا القس المعتوه أو المخرف أو المأجور!.
وبالتأكيد ستكون دماء أتباعه أكثر بكثير من أتباع دين محمد.. سواءٌ من قبل داعش الوهابية ، أو من قبل المسلمين الذين تثيرهم مثل هذه المواعظ الداعشية المسيحية المتعصبة!!

والحقيقة..ورغم أني إنسان عروبي وعلماني، ولا أعير أية أهمية أو انتباهاً لكل هذه الخلافات الدينية والمذهبية الموروثة ، وأعتبرها جميعها عبارة عن كارثة من منتجات التخلف ، الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية!.
إلا أني ورغم هذا كله، أحسست بأن دمي قد فار إلى حد الغليان، وأرتفع ضغطي ولا زال مرتفعاً لحد الآن، بعد ما شاهدت واستمعت لذلك القس الثمانيني المعتوه.. أو المأجور!.
فكيف سيكون إذن ، رد فعل أولئك المتطرفون الدواعش ، الذين أعطوا لعقولهم وضمائرهم إجازة مفتوحة.. وكيف سيكون رد حتى بسطاء المسلمين ، إذا ما شاهدوا وسمعوا هذا الحديث الشديد الكراهية؟؟
لا شك أنه سيكون رد فعل مدمر ، وسيدفع ثمنه الباهظ من لا ذنب له من بسطاء وفقراء أشقائنا المسيحيين ، والذين هم بالتأكيد لا يقرون ولا يؤمنون ، بكل هذا الهذيان الذي تفوه به هذا القس المعتوه أو المخرف أو المأجور!!

وبالإضافة إلى هذا ، فنحن لا نقر كتم رأي مخالف لرأينا مهما اختلفنا معه ، حتى وإن كان بمستوى رأي هذا القس الثمانيني المتطرف.. لكن هذا الإقرار مشروط بمدى كلفته الاجتماعية ، نفعاً أو ضُراً أو ضرراً بالوحدة المجتمعية!.
ورأي مثل رأي هذا القس الثمانيني المتطرف ، ستكون كلفته الاجتماعية في مجتمعاتنا بمستواها الثقافي المعروف ، باهظة.. وباهظة جداً..وهذا هو الذي يفرض علينا التحفظ الشديد على مثل هذه الآراء المتطرفة!.
بالإضافة أيضاً إلى أننا من المؤمنين بوجوب احترام أراء وعقائد ومعتقدات الآخرين ، وعقائد الفئات الواسعة من المجتمعات بالخصوص..ومهما بدت أرائهم وعقائدهم خرافية وساذجة ومتخلفة ونمطية ومحدودة الأفق !.
وإذا كانت هناك حاجة لنقد بعض هذه المعتقدات والعقائد ـ وطبعاً هناك حاجة ماسة لنقد الكثير في مجتمعاتنا ـ فيجب أن لا يكون هذا النقد استفزازياً ومتطرفا ، ويؤدي بدلاً من البناء إلى ردات فعل اجتماعية عنيفة ، ودوراً تخريبياً في المجتمع ، بدلاً من التقويم والتهذيب لبعض العقائد والمعتقدات والممارسات الخاطئة ، التي يجب يؤديها النقد الهادئ البناء!!
[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسفري يا ابنة فهرٍ .. تحجبي يا ابنة فهرٍ .. تنقبي با أبنة فه ...
- المرأة: أبجدية التقدم والتخلف والتنمية والنهضة!.
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! ....( 7والأخير).... عصر أنوار مغا ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (6).... معادلات التاريخ الكب ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (5).... تراجع المشرق .. صعود ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (4).... الجغرافية الحاكمة لل ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (3)....التاريخ ربما يبدأ غدا ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .....(2).... تخلفنا وجذوره التاري ...
- ثورة الشباب .. وعقد الشيوخ! (3 والأخيرة)من الاحتلال..إلى الا ...
- ! ثورة الشباب..وعقد الشيوخ! (2)الانتفاضة المغدورة!
- !وعقد الشيوخ.. ثورة الشباب (1)ثورة أم انتفاضة أم ((هلوسة ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! (1) آن لهذا المشرق العربي أن يستر ...
- الديمقراطية: ديمقراطيتان!!
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! .. ( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! ...( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (6) ...
- الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر!! (البريطانيون يعودون إ ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (5) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (4) - ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) ا ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - داعشية مسيحية!!