أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (3)....التاريخ ربما يبدأ غداً!!















المزيد.....

الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (3)....التاريخ ربما يبدأ غداً!!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من طبائع الأمور ومنطقها السليم، أن أمة تمر في تاريخها القريب ـ بضعة قرون فقط ـ بكل ما مرت به الأمة العربية، فلابد من أن تترك عليها كل تلك الكوارث الكبيرة المتراكمة، جروحاً عميقة في وجدانها وعوقاً كبيراً في تفكيرها، وشداً شديداً في أعصابها وهياجاً في عواطفها وانحرافاً في سلوكها !!.
ولابد أيضاً من أن تكون لمجموع هذه الصفات في النهاية نتائج شاذة وغير سوية، تطبع مجتمعاتها وحياتها بطابعها المنحرف لعدة قرون تلي تلك الأحداث الجسام.. وهذا هو بالضبط الذي نراه اليوم في مجتمعاتنا العربية، من براكين متفجرة تنفث حممها الجهنمية في كل مكان وفي كل اتجاه!!
ولقد تمظهرت كل هذه الحمم والانحرافات العقلية والوجدانية والسلوكية في مجتمعاتنا، بعدة ظواهر سلبية واضحة اليوم كل الوضوح، وأدت إلى نتائج تدميرية نعايشها في حياتنا اليومية الآن.. وهي لا تحتاج لبراعة من أي نوع، لشرح أبعدها الخطيرة المتعددة الوجوه والاتجاهات!!

ففي مجال التاريخ وقوانينه الصارمة:

تعتبر الحروب الصليبية والاجتياحات المغولية ـ مع عوامل أخرى كثيرة عاونتها ـ هي أهم العوامل التي ساهمت في إيقاف تطور وتقدم المجتمعات العربية .
لأن تلك الحروب، ولطول المدة ـ أربعة قرون متتالية ـ التي استغرقتها، كانت قد عْسْكَرتْ المجتمعات العربية وغيرت أولوياتها، من التركيز على البناء والتقدم ومواصلة تطور وتطوير الحضارة العربية الإسلامية، والتي وصلت حينها إلى أوج تقدمها، ووصلت معها إلى مرحلة من التقدم تؤهلها للانتقال لطور حضاري جديد، ولمرحلة تاريخية نوعية بكل تفاصيلها، تفتح لها أبواب الخروج من محددات ومقايس العصور الوسطى، وتوصلها إلى مشارف العصور الحديثة!!
لكنها بدلاً من هذا دخلت ـ مرغمة ـ في صراع وجود وبقاء، وحروب متواصلة ـ لأربعة قرون متواصلة ـ فرضت عليها من الخارج فرضاً، ومن قبل أقوام غريبة عنها ديناً ولغة وعنصراً..وهم المغول من الشرق والصليبيين من الغرب، واللذين توصلا فيما بينهما إلى (تحالف عسكري) بعد سقوط بغداد، يضع المشرق العربي والأمة بكاملها بين فكي كماشة قد تفنيها تماماً، وربما تمسحها من على خريطة العالم، لكن هذا التحالف فشل لحسابات أنانية عند الطرفين!

وقد أدت النتائج النهائية لهذه الحروب، إلى تعويق المشرق العربي والأمة العربية إنسانياً وعلمياً وحضارياً لعدة قرون قادمة، وأصبحت من أشد وأكبر معوقات التطور الحضاري والتقدم العلمي للمجتمعات العربية!!
لأن هذين الجانبين ـ التطور والتقدم العلمي والحضاري ـ بالذات، لا يمكنهما أن يتطورا إلا باستمرارية تراكمية، للخبرات والمهارات العلمية والحضارية، وليس ببترهما.. لكن هذا البتر الحضاري، هو بالضبط الذي أفضت إليه النتائج الفعلية للحروب الصليبية والاجتياحات المغولية في النهاية .
وأهم هذه المعوقات الحضارية والعلمية تمثل أهمها بالآتي :
أ‌- إن الحروب الصليبية والمغولية قد غيرت ـ كما أشرنا سابقاً ـ الأولويات للمجتمعات المشرقية والعربية عموماً.. فأدى هذا بدوره إلى توقف الحضارة العربية الإسلامية عن النمو والتطور، ثم أدى إلى توقفها تماماً في النهاية.. كما أدى إلى تآكل معظم وأهم المنجزات الحضارية والعلمية للحضارة العربية الإسلامية مع الزمن، ومع استمرارية هذه الحروب طوال تلك الحقبة التاريخية!!
ب‌- إن استمرارية تلك الحروب لعدة قرون، واتساعها واتساع مآسيها الإنسانية المروعة مكانياً وزمانياً، وتخريبها الشامل للبنى التحتية العلمية والصناعية والزراعية والاجتماعية، مادياً وروحياً وعقلياً، قد أدت بمجموعها إلى تراجع العقل والعقلانية والعلوم العقلية في المجتمعات العربية، وشيوع التقليد الأعمى والفوضى الشاملة والخرافات والأساطير الدينية والمذهبية والاجتماعية، بديلاً عنها!!
ت‌- إن المآسي الكثيرة التي أشاعتها تلك الحروب، قد أدت بالمجتمعات الإسلامية والعربية والمشرقية خصوصاً، إلى تبني النظرة الغيبية للحياة وشيوع مفاهيم (المقدر والمقسوم) والتواكل وتغيب العقل والمعقول، مما أدى إلى تراجع دور الإنسان المشرقي والعربي وتدهور مكانته، كصانع للحياة والحضارة!
وهذا أدى بدوره إلى صعود التيارات الدينية اليمينية ورجال الدين المحافظين، وتراجع واضمحلال الفلسفة والعلوم العقلية والتيارات الدينية المتنورة وتراثها الكبير في تاريخ حضارة الإسلام، كالمعتزلة مثلاً!!
ث‌- إن الدين والتدين والاجتهادات الدينية المختلفة، أثناء المواجهة مع المغول والصليبيين وبعدها وإلى اليوم، أخذت تميل إلى التشدد والتعصب والعنف ـ كرد فعل إنساني موضوعي ـ وكمعادل موضوعي للقوة الغاشمة المقابلة، والتي تهدد بقاء ووجود ومصير هذا الإنسان المشرقي!!
ولو رجعنا تاريخياً، إلى ما قبل وإلى ما بعد تلك المواجهة الطويلة مع المغول والصليبيين، سنجد أن أغلب الاجتهادات الدينية السائدة أنذك، كانت طبيعية ومعتدلة وهادئة.. أما التيارات الدينية المتطرفة الداعية إلى العنف و الكراهية، والتي تطورت لاحقا إلى تكفيرية تدميرية ودموية، فقد برزت تاريخياً خلال تلك المواجهة وأثنائها وبعدها في المشرق العربي .
فأبن تيمية الابن مثلاً: [تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية (نبي الجهاديين التكفيريين) بمختلف مدارسهم] قد ولد بعد سقوط بغداد على يد المغول/التتار بخمس سنوات..أي في [عام 1263هـ ـ 661م] وكان اجتهاده الديني عبارة عن ردة فعل عنيفة على الصليبيين وعلى هئولاء المغول، حتى أنه لم يعترف بإسلامية المغول بعد أن أسلموا، واستمر يعتبرهم هو وأتباعه، كفاراً تجب محاربتهم واستئصالهم والجهاد ضدهم بكل السبل!!
ج‌- أما والده بن تيمية الأب [شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم الحرّاني.......إلخ] فهو (مجتهد حنبلي متعصب) عاش فترة اجتياح المغول لبغداد وأهوالها، فكفرهم وأوجب الجهاد ضدهم قبل ولده تقي الدين بن تيمية!!
ح‌- فالتكفير هنا: كأنه سلسلة نسب مذهبي وعائلي، امتد من الخوارج إلى [أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن الجوزية وإلى محمد بن عبد الوهاب.. ثم إلى أبو الأعلى المودودي وسيد قطب في العصر الحديث]..وهئولاء هم الذين خرجت من معطفهم: القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام، وكل فصائل التكفير والموت والعنف والإرهاب الدموي اليوم!!
خ‌- لكن ((أسوء النتائج على الإطلاق في تلك المواجهة الطويلة – مع الصليبين خصوصاً – تمثلت في [حجر الأمة] داخل إطار [المرحلة التاريخية] التي حدثت فيها تلك المواجهة .
مما أدى بالنتيجة إلى انغلاقها على ذاتها، و أورثها خوفا عصابياً من المجهول ومن الأجنبي، وجعل منها ذات طبيعة ازدواجية ومتوجسة دائماً..إذا قدمت خطوة باتجاه المستقبل، تراجعت عنها عشرة خطوات إلى الوراء، مرتدة باتجاه بعض قيمها الدينية والمذهبية والقبلية التقليدية، والأكثر تخلفاً، ترافقها ازدواجية في التفكير والسلوك والتعامل، والعيش في ثنائية خطيرة : بين الديني والدنيوي.. وبين المذهبي والسياسي..وبين الطائفي والوطني أو القومي .)) (1)
فالتاريخ أو في التاريخ قد صنع كل هذا بالأمس للعرب والمشرقيين .. لكن التاريخ قد يبدأ غداً بداية جديدة!!
*****
كان هذا بعضاً مما أنتجه التاريخ وقوانينه الصارمة!!
أما على مستوى الجغرافية وتضاريسها الحاكمة: ؟؟؟؟

[ يــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــع ]
[email protected]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من بحث لنا ـ لم ينشر بعد ـ بعنوان: (حركة القومية العربية .. إشكالية البدايات والتباس النهايات)



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! .....(2).... تخلفنا وجذوره التاري ...
- ثورة الشباب .. وعقد الشيوخ! (3 والأخيرة)من الاحتلال..إلى الا ...
- ! ثورة الشباب..وعقد الشيوخ! (2)الانتفاضة المغدورة!
- !وعقد الشيوخ.. ثورة الشباب (1)ثورة أم انتفاضة أم ((هلوسة ...
- الشمس قد تشرق .. من تونس!! (1) آن لهذا المشرق العربي أن يستر ...
- الديمقراطية: ديمقراطيتان!!
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! .. ( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! ...( ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يُسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (6) ...
- الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر!! (البريطانيون يعودون إ ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (5) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (4) - ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (2) م ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) م ...
- ((معركة هرمجدون)).. معركة وقعت في الماضي أم ستقع في المستقبل ...
- المرأة مقياس لتقدم وتخلف المجتمعات الإنسانية!!
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (2-2)
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (1-2)
- ثورات شعبية مؤجلة..وانقلابات عسكرية مستعجلة ؟؟


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - الشمس قد تشرق .. من تونس!! .... (3)....التاريخ ربما يبدأ غداً!!