موسم حلق الدقون!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 07:13
المحور: سيرة ذاتية
    

موسم حلق الدقون!.

سليم نزال

كنا فى مرحلة عمرية معينة نربى الدقون على اساس ان هذا السلوك من خصائص اليسارى و الشيوعى على وجه الخصوص. و لا ادرى ان كان لللامر علاقة باطالة كارل ماركس و فريدريك انجلز و لينين لدقونهم ام ماذا .على كل حال ان تقليد المشهورين فى ملابسهم او سلوكهم امر معروف و مستمرحتى الان.و قد ابان ابن خلدون امرا مهما فى سياق اكثر عمقا حين قال ان هناك نزعة لدى المغلوب ان يقلد الغالب لكنه موضوع اخر يستحق كتابة اخرى.
اما التدخين لشيوعى تلك الازمان فقد كان سجائر جيتانز الفرنسية لاجل مقاطعة الامبريالية الامريكية.و كان الامبريالية الفرنسية كانت اكثر رحمة بينما فى الحقيقة ان ما فعلتة الامبريالية الفرنسية فى بلاد العالم الثالث و الرابع و الخامس اسوا بكثير مما فعلته امريكا. اضافة الى ترداد ببغائى ما قاله ماركس و لينين و سواهما و كان هذا من الطقوس المعروفه لدى جيل اليسار.

لكن الطريف انه عندما كان الامر يصل الى العلاقات العاطفيه كان الامر لا يبدو منسجما مع كل تلك الطقوس.شكا لى صديق انه لم ينجح مع فتاته الماركسيه ايضا .قلت له مازحا مستخدما نصا ماركسيا ان وجود حزبين شيوعيين يعنى ان احدهما انتهازى .
.بالطبع انا لا اؤمن بكل هذا الكلام الان بل بوسعى نقضه بدون اى مشكلة.بل اضيف انى اعتقد انه يعكس فكرا دينيا مختبئا ضمن الفكر الماركسى .فكل الاديان قاطبة الموروثة تحمل فى راى فكر الادانة لكل ما هو مختلف عنها و ادعائها بالتسامح ادعاء لفظى هو امر ايضا يمكن برهنته من تاريخ الاديان.
المهم اقام صديقى علاقة مع فتاة يمينية تماما.و كانت علاقة ناجحة تماما .سالته ذات مرة عن سر هذا النجاح قال لاننا مختلفين .
و الحقيقة انى لا اعرف السبب و لم اجهد نفسى فى التفكير به حقا.لكنى خطر ببالى و انا اكتب الان تعبير شهير قاله بلوتراش و هو كاتب سير و مقالات يونانى ولد كما اظن فى العام 45 قبل الميلاد.قال لا احتاج صديقا يتغير كلما اتغير و يهز راسه كلما اهز راسى لان خيالى يقوم بهذا الامر افضل !
الايديولوجيات الشمولية كبرى كانت ام صغرى تسعى ان تدمج الافراد ليكونوا كنيسة واحدة و هو تعبير الفرنسى اميل دوركهايم الذى درس ديانة الابرجينو فى استراليا و كان من اصحاب الراى الذى يقول ان الدين هو وظيفة صقل مجتمعى بالدرجة الاولى.و لذا يعتبر الرجل صاحب ما يغرف بالمدرسة الوظيفية فى الدين سار على اثرها انثروبولوجيين و سوسولوجيين مثل بالكوت بارسون و ماكس ويبر الخ.

و لذا نرى ان افراد المجموعات يتحدون بالشكل و اللباس و السلوك و حتى احيانا طريقة الحديث و هذه كلها تصبح رموز او علامات فارقة فى قلب الايديولوجية .على اعتباروجود علاقة كما كان المناطقة اليونان القدماء يقولون عن العلاقة بين الشكل و المضمون.
و ما زلت اتذكر الملابس البنية التى فرضها ماوتسى تونغ على الصينيين و هو ايضا جزء من عقلية الصهرالمجتمعى و هو امر اثبت انه لا يستقيم مع طبيعة الحياة القائمة على التنوع .
راينا ذات الامر و ان ببشاعة رهيبة مع داعش.ملابس افغانية و دقون على ان اعترف انى اتحسس جدا لرؤيها لانها باتت مرتبطة بكل اشكال البربرية و الهمجية و البدائية.
و مع تقدم الجيش العراقى صار المحظوظ من هؤلاء من يجد ماكينة او شفرة حلاقة لكى يفر بجلده.فعهد سبى النساء و تدميرالاثار و المقابر الجماعية يوشك على الانتهاء.و ارجو ان يكون هذا بداية لتاسيس دولة ديموقراطية عراقية ينعم فيها الجميع بالحرية و العدالة رغم انى لا اثق بقدرة الاحزاب الدينية على اقامة دول ديموقراطية.

اما عهد نساء الخيم السوداء المتحركة يبدو انه ايضا سيمضى مع كل المحمول الايديولوجى الذى جاء به لكن يحتاج الى وقت اكثر .

و انا اعتقد ان هزائم الدواعش لا بد ان تاسس لحركة رفض لكل الثقافة الاجتماعية التى احضروها معهم.. فقد اخبرنى صديق مغربى خبرا مفرحا بوجود حركة نسائية قوية الان فى المغرب مضادة لثقافة نساء الخيم السوداء.
لا يجب ان لا افهم خطا .لكل انسان الحق ما يرتدى و هو شانه او شانها, و لم يكن هذا مشكلة فى يوم من الايام فى السابق لكن عندما تربط الظاهرة بظاهرة ايديولوجية قاتلة يصبح الامر مختلفا. لقد حان الوقت ان ننتهى من عصر الارهاب و بكل رموزه لكى نتفرغ لبناء دول تحترم شعبها .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل