أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - زهرة














المزيد.....

زهرة


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5458 - 2017 / 3 / 12 - 11:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان يضرب الهواء بقدميه بعنف يحاول الصراخ فيخرج فحيحا قوى قبل ان يفقد حماسته مع الوقت ..تتراخى اطرافه الى جوارها بينما ثبتت قدماها على كتفيه بشده ..تراخى سقط راسه الى الامام استرخت تركت الحبل المشدود يفلت من بين اصابعها تاركا اثار دماء على كفيها تلهث بينما يسقط على وجه بلا حراك ..لايزال ضوء القمر هناك يرسل بعض من ضوء ينير امامها ملامح الغرفة الخالية عدا من فراش ومنضدة وزجاجة موضوعة عليها ..ارخت جسدها على السرير ويداها مفروتين الى جوارها فى سكون تراقب انتظام انفاسها من جديد قبل ان تتحرك بهدوء ساحبة الحبل الرفيع واثارها من الغرفة تاركا ذلك البيت العتيق تحاذر ان تراها عين حارس امن باحدى العقارات وهى تسير وحيدة ..منذ بضع سنوات لم تتخيل انها ستفعل هذا ..تركت الهواء يدخل رئتيها بقوة لم تشعر براحة مثل تلك منذ سنوات مضت كان هو هناك وكانت هى وهو من يخبر وهى من تنصت مضى ذلك الوقت وانتهى هى فعلتها ولم يعد هناك غير ممكن..
مرت فى طريقها على الاحتفال لايزال الناس فى منطقتها ينتظرون المولد ويحضرون لاجلها لاجل مولد السيدة ..وسط الزحام سارت تمر بين النسوة اللاهثات من فرط الرقص والابتهاج يدرن من حول انفسهن يذهبن حيث مكانا اخر ..لمحت ذلك اللص يلتقط مايستطيع فى الزحام..
صعدت وضعت ثيابها فى المغسلة ثم خلدت الى النوم فى غرفتها ببيتها العتيق فى ذلك الحى الذى هدأ عند الفجر كانت اخر ليالى المولد ..
فيما مضى اطلق على هذا البيت صاحب الطوابق الخمس على ناصية الشارع العمومى فى قلب الاسكندرية القديمة بيت العايقة حيث قيل ان صاحبته العجوز جاءت ببقايى اموال عرق الفتيات فتياتها ممن اوقعت بهن عندما كبرت وبنت هذا البيت ..هاربة من ذكريات قديمة وقت ما كانت لها قوتها بين زبائن الليل خاصتها ولكن القانون لم يعد يبيح عملها كان عليها ان تعمل فى الظلام وتبتكر طرق اخرى قبل ان تجذب فتيات جدد اليها قيل انها كانت كريمة مع فتياتها فلم تحرمهن الطعام مثل اخريين وكانت تتابع الكشف الطبى الخاص لكل واحدة منهن ومن يثبت مرضها كانت تتكفل بها حتى تموت يمتن صغارا بسبب هذا المرض بلا شفاء ..قالت لهن ضريبة العمل كل عمل وله ثمنه ..كلما مر الوقت وزاد وزنها وخصلاتها البيضاء فقدت من قوتها لاحظت فتياتها يعلو صوتهن حتى استيقظت يوما على هروب اصغر الفتيات ذات الخامسة عشر بعد ان سرقت مصوغاتها لطمت وجهها كان صراخها يرج جدران البيت :شقا عمرى ..شقا عمرى وخرجتى يا بنت ...
منذ ان خرجت زهرة لزمت غرفتها لم يحاول طرق غرفتها سوى امها ..كانت كبرى اخوتها ..صوت ابيها الغاضب لايزال فى الخارج ..تسمع صوت اخيها يسبها ..كيف خرجت ؟ ماذا فعلوا بها هناك تلك فضيحة وليست اخت لما نبقى عليها ..
بالامس القريب كان كل شىء مثلما اعتادته منذ ثلاث وعشرون عاما ولكن الان لم يعد شىء تعرفه هاهنا ..منذ ان خرجت لم تحدثهم تنصت مثلما اعتادت فى السجن اربع سنوات نسيت انها ستخرج مرة اخرى كان الكل يضحك ويسخر منها سنبقى هنا لن يتركونا نرى النور من جديد لست مشهورة مثل الاخريات ثرثرة ثرثرة ومن سيتذكر انت هنا مثلنا ؟ولكنها ليست مثل احد لم تعرف لما عليها ان تكون معهم او الضد هى لم تبالى لم تعتد ان تفكر من قبل ..
كان عليها ان تستذكر دوما لتحصل على الدرجات المطلوبة لم تعرف ضحكات الفتيات ولا همسهن لم تكن تبالى لم تعرف سوى كتبها ثم مدرجاتها بعد طابور التنسيق الطويل تمسك والدتها بيدها حتى اول يوم فى الجامعة ..لم تعتد ان تنفر تطيع دوما..حتى عندما تظاهروا من حولها ظلت تراقب تحضر اوراقها تحتضن كتبها ثم ترحل لم تعرف فى ذلك اليوم انه لهم لم يخبرها احد..عندما ركضت كانت منهم لاحقوها سقطت لانها لم تعتاد الركض من قبل كانت هناك وسطهم بكت وصرخت ..لم لم يتصلوا بها لم يحضر احد مر يوم واثنين انين تزداد الغرفة مع عددهن ضيقا ..رحلوا عنها والتصق الجدار بها ..لم ترى احد منهم ..اخبروها لن يحضروا احد اليك ..اعتادى الامر انت وحيدة.
عندما احضرها محروس ضربتها حتى رفعوها عن قدمها لم تسمع سوى كلماته :كفاية ياعايقة هتموت فى ايدك
تموت بنت..سرقت شقا عمرى فينهم
ما راحوا اخدهم منها وراح
والبيت البيت اللى هعيش فيه بعد العمر انام فى الشارع
ماعاش اللى يسيب العايقة للشارع مكانك هنا معايا
معاك معاك بعد ما كبرت
الدهن فى العتاقى لا انت مكانك هنا ست البيت تحت ايدك بنات بنات تربيهم من جديد على ايدينا تحت الفرازة.

لم يسألوا كانت تسمعهم يتحدثون عنها فى الخارج ..لمن عادت مات ابوها بعد ان حبست بشهر تتذكر كلمات سلوى انها فقط من صادقتها نحن حبسنا لاجل افكارنا ولم نخطىء تذكرى هذا ..لكنها لم تفعل لم تكن افكارها لم تعرفها ولم يسالها احد هى خرجت لجامعتها لتحضر اوراقها ما كان يحدث يحدث من بعيد تظاهر صراخ اما هى فلا تحب الضجيج..اخريات بجوارها لاتعرفهن تحاول الصمت عدم التنفس رائحة الهواء محملة بالعرق تريد ان تختنق ان يتوقف كل هذا لاتعرف لما احضروها الى هنا ولاتريد ان تسال ان تراهن ان تدخل المحكمة التى تراها فى التلفاز العيون المتلصصة اخفائها لوجهها بينهن لم يحضر احد لرؤيتها تعلم ان امها ارادت ومنعت ..تسمع اسمها من بين اخريات ..تدمير منشات تحريض قتل ..عمن يتحدثون هى لم ترى اى من هذا..
مر يوم اثنين لاتدرى كم من الوقت مر ..تراهن ينتظرن زيارة..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طرف الشاشة المضيئة
- اعلنوا وفاة صانع الاحذية
- صانع الالعاب2 لحظة
- رحل الصبى
- صانع الالعاب
- بيت هيدرا12
- رحيل عايدة
- رحيل غجرية
- بيت هيدرا11
- بيت هيدرا10
- المراة فى كتابات اسامة انور عكاشة
- بيت هيدرا7
- بيت هيدرا8
- بيت هيدرا6
- بيت هيدرا5
- بيت هيدرا3
- بيت هيدرا4
- بيت هيدرا1
- بيت هيدرا2
- شارع القبط الاخيرة


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - زهرة