أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بيت هيدرا7















المزيد.....

بيت هيدرا7


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 11:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت الحرب تكتسح اوروبا فيما ظهرت بالصحف كلمة الاشتراكية شارحة مفهومها وتطالب بتطبيقها لانها تساوى بين الطبقات وتحطم ما بين الخادم والسيد لانهما يصيران متساويين ،كانت تراقب الخادمات المتبقيات معها فى البيت من قامت دميانة بتنشأتهن على يدها للخدمة فى بيت هيدرا بامانة واخلاص ،لا تزال تتذكر دميانة وهى ترحل على يدها كانت خائفة وترتجف مماكانت تناديها الخالة دميانة عندما تكونان بمفردهما مخافة ان يسمعها خالها او زوجته او احد ابنائهم وحتى مقار لم يكن يعرف .كانت تخاف ان ترحل هى ايضا ولكنها فعلتها لقد عاشت فوق المائة ولم تكن ترى مثل السابق ولكنها تعرف ايزيس عندما تجلس الى جوارها فتهمس ابنتى .لم تعد ترى منذ ان اتت تريزا لرؤية هدية ورحلت دون ان تلقى عليها نظره وداع واحدة او تطلب منها السماح على كل تلك السنوات كانت تعاقبها حتى فى رحلتها الاخيرة .اخبرت هدية انها لم تسامح دميانة قط هكذا فقط وغادرت من حيث اتت الى بلدها كانت تقول عن الاخرى انها بلدها حتى لغتها الاصلية قد نسيتها ولم تعد تتقنها كانت امها هدية تحدث لنفسها لليالى بعد تلك الزيارة تردد اريد ان افهم لا افهم .كانت ايزيس جوارها تراقبها فى خوف .كلتاهما رحلتا الان وهاهى ايزيس لا تفهم لما رحل جون جوزيف عنها لقد اعتادت بقاءه الصغير قدم مع جده فى رحلة وعاد بعد رحيلة حيثما ولد اذا الانسان ينتمى الى حيث ولد؟ ولكن مقار رحل وتريزا ايضا اذا هناك شىء اخر مفقود يجعل احدهم يعود ليدفن جوار امه فى قبرها واخرى تنسى لغتها الاصلية وتدفن هناك فى ارض حيث عاشت .البلد هى حيث تحب هل الحب هو دين البلد وانتمائها ؟.كانت تنتظر رد على خطابهاالذى ارسلته الى فاطمة تسالها فيه عن اخر اخبار نبوية موسى ونشاطاتها داخل المدرسة التى تعمل بها الان كان اخر خطاب من فاطمة تخبرها فيه انها بدات تشعر بقليل من الملل من حياتها الرتيبة بسبب كونا معلمة رغم حبها لعملها الا ان اقاربها قد انصرفوا عنها بعد ان مضى العمر واصبحت فى نظرهن كبيرة فى السن ولم يعد هناك املا فى ان تتزوج باحدهم لانه لن يتزوج بمن فى مثل عمرها ،اخبرتها انها تشعر بقليل من الندم لانها لم تفعل مثلها وترحل لتتزوج .لما تعاقب المراة التى تريد ان تعمل فلا يكون لها مكان سوى معلمة او ولادة وحكيمة ويفرض على المعلمة عدم الزواج .لقد ملت حتى ثيابها الرتيبة المكررة وهى تراقب ما ياتى الى المحروسة من اخر تفصيلات الملابس النسائية التى تقراها فى مجلة الجنس اللطيف لصاحبتها ملكة سعد وتسأل ايزيس كيف لا تعرفها وهى ايضا من الاقباط واكن والدها يعمل تشريفاتى فى قصر الخديوى ؟!
وهى من اوائل من سمحن لها فى المحروسة باستكمال تعليمهن لقد ارسلها والدها الى كلية بيروت بلبنان لتتلقى تعليمها هناك.
من فاطمة الى ايزيس
اليوم ازداد جسدى فى الالم وانا انظر الى صغار يسيرون فى الشارع الذى اقطن وحينما دلفت الى بيتى كان عليه ان اهرع الى غرفتى سريعا بعيدا عن نظرة امى واختى الكبرى التى حضرت من المنوفية اليوم مع زوجها واولادها الثلاث للزيارة .كان زوجها ايضا يعمل باحدى مدارس المنوفية وكلما جاءت للزيارة اسمعها تقول للامى ارايت كانت كلمات زوجتى استاذ محسن صحيحة انه لا يخطىء ابدا ،ما كان علينا السماح لفاطمة ان تكمل تعليمها الفتيات ليسوا للمدارس كان يكفى ان تتعلم قراءة والكتابة والتطريز مثلما مثل الفتيات اللواتى يردن منهن التعليم لاجل حاجتهن فى قراءه اوراق ضرورية ولكن حتى هذا انا اراه بلا فائدة الاهم هو الاجادة المنزلية .انظرى الى حالها يا امى ستقترب من الاربعين بعد سنوات قليلة وحينها ستذبل ولن تعود كما النساء ..لن اعود مثلهم يا ايزيس لاننى اكملت واردت ان اصير معلمة ولم يفكر احد لما وضعوا ذلك القانون ليحرمون من حق الاسرة بينما لم ينفذ على المعلمين من قصرت منا فى عملها فلتحاسب ولكن لما نحرم نحن مما لم يحرموا منه الرجال؟! هكذا قالت نبوية موسى لنا فى احدى زيارتها لريتنا قالت انها لن تصمت وستكتب بهذا الشان للمسئولين ممن وضعوا هذا القانون الجائر لانه يعرض مستقبل معلمات للخطر فقد لاحظت ان المنع عرض بعضهن للانحراف وان كان بشكل سريا حتى الان لا ينقصنا سوى ان يقولوا بصفحات الجرائد ان المعلمات مهملات وبعضهن يخرجن عن الاخلاق وينفلتن وان كنت معها ان عليها ان نصعد ذلك الصوت الغاضب الذى بدأ الان همسا ولكن سوء حظنا ان اشتعلت نيران الحرب ووضعت البلاد تحت يد بريطانيا فى حرب ليس لنا بها شان ولا افهم لما علينا نحن هنا فى القطر المصرى ان نخاف من حربا ستشب بين الدول الاروباوية وليس بها احد من لغتنا بل ومنذ ان هزم العرابى ونفى الى الخارج لم نعد نسمع اسما لثورة قادمة من جديد والى الان ونحن فى نهاية 1914 ولم نرى حركة منظمة مثلهم من جديد وكان الخوف صبح الشغل الشاغل لجميع من يعيشون فى تلك البلاد الان .
اصدرت جريدة الجريدة المصرية فى يوم 18 اكتوبر 1914 قرار ما يلى "منع تجمهر والاجتماعات بكافة صورهاخشية قيامها باعمال تضر مصالح الدول البريطانية لذا فان كل تجمع لخمسة اشخاص فاكثر فى الطريق او محل عمومى حتى ولو لم يكن بقصد جنائى يعاقب المخالف بالحبس او السجن او الغرامة .
كما صدر امر عال بتاجيل بدء دور الانعقاد الثانى للجمعية التشريعية .
نشبت الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا واعلنت الاحكام العرفية ليلة 2نوفمبر 1914 ليلتها كانت تحاول ايزيس ان تقرأ دفاتر امها فى الليل كما كانت تفعل امها الفارق ان امها كان لديها ما تكتب عنه ليلا برغم انها عاشت وحيدة حتى بعد ان تزوجت وعندما عادت للبيت الواسع لم تكف عن ملاحظتها وكتباتها ربما مسألة الطيور وتكوينها التى شغلت امها وذلك الكتاب الذى تتحدث عنه عن كاتبة داروين شغلها الكثير من الوقت وهى تكتب تأملاتها وبعض القصائد الشعرية المخفية ،تعجبت بعد كل هذا العمر تكتشف ان امها كتبت الشعر بينما اغلب نساء عصرها كن يعيشهن جاهلات حتى بالقراءة والكتابة وان بنات العائلات كن يحيظين بمعلم فى البيت لتعليم اوليات القراءة والكتابة ثم يتعلمن التطريز واعمال البيت حتى يصبحن زوجات على اكمل وجه ويساعدن فى تنشئة اولادهن كما يجب .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت هيدرا8
- بيت هيدرا6
- بيت هيدرا5
- بيت هيدرا3
- بيت هيدرا4
- بيت هيدرا1
- بيت هيدرا2
- شارع القبط الاخيرة
- شارع القبط25
- شارع القبط26
- شارع القبط23
- شارع القبط24
- داخل الاتون جدران المعبد27
- داخل الاتون جدران المعبد28
- شارع القبط21
- شارع القبط22
- شارع القبط19
- شارع القبط20
- داخل الاتون جدران المعبد26
- شارع القبط17


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بيت هيدرا7