أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - غموض وتعتيم














المزيد.....

غموض وتعتيم


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غموض وتعتيم
جوتيار تمر/ كوردستان
4/3/2017
تتسم المرحلة الراهنة فيما يخص الوضع الكوردي بالغموض واللاشفافية على الصعيدين الداخلي والخارجي ، فجميع المعطيات تشير الى الجمود الفعلي لمسببات الأزمات الداخلية سواء السياسية بين الأطراف المتناحرة علاقاتيا واعلاميا، أو من حيث المعوقات الاقتصادية لاسيما فيما يخص العائدات وتنامي الغموض في كل ما يتعلق بالنظام المالي والذي بدوره اثر سلبا على المكونات الاجتماعية الداخلية لاسيما شريحة الموظفين بشكل أصبحت الاستمرارية أشبه بالمعجزة .
ووفق معطيات المرحلة نجد بان الأوضاع الداخلية المعتمة والغامضة تدخل في عامها الثالث أصبحت الان هي من اهم المؤشرات التي يمكن ان تصنف وفق منظومتها الوضع الكوردي لكوننا امام معضلات متعددة لا يتم الإشارة اليها من الجهات المعنية بالأخص من الحكومة ومن رئاسة الإقليم وبالتالي فان التكهنات باستمرارية الوضع المتردي اقتصاديا مثلاً امر لا مفر منه.. لاسيما ان الحكومة ليست مشلولة فيما يخص جوانب اخرى قياسا بالازمة الاقتصادية ..جوانب لاتعد مهمة بل هي بنظر الاجتماع أمور شكلية لاتقدم ولاتؤخر في عمل الحكومات الواعية بحاجات شعوبها.. فمن يشاهد الاعلام الحكومي ويتمعن النظر في النشاطات التي تقوم بها الحكومة سيجدها مقتصرة على جوانب تخص قطاعات معينة وهي في صيغتها الحالية كمالية غير معنية باحداث تغيرات على الفرضيات الداعمة لتغيير الأوضاع المالية والاجتماعية ، وبعبارة اخرى ان الحكومة تنشط في مجالات بعيدة عن اهتمام المواطن لكون الأخير لا يلامس في خطابات الحكومة المتعددة والمتكررة اية نية أو سعي جاد لأحداث تغيرات تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية الدولية والإقليمية مع حراكها اللامعني الموجود اصلاً بالنسبة له، وبالتالي فان حالة الركود بدأت تنفذ الى اغلب المؤسسات الحكومية وانهارت الى حد كبير الثقة بالحكومة وبالساسة ورجالات الأحزاب السياسية بل حتى ان الأحزاب نفسها بدأت تدخل في انفاق مظلمة وتكاد بعضها تفقد هيبتها ووطنيتها بالأخص تلك التي تلجأ وتتحالف مع جهات هي بنظر الغالبية معادية للحركة التحررية الكوردية، وذلك فقط لإعاقة حركة قريناتها من الاحزاب الكوردية المنافسة.
ووفق هذا التداول اللاواعي للمعضلات وللمعوقات أصبحت الأمور تخرج من نفق مظلم الى اخر اكثر عتمة وظلام.. ولاشيء مطروح حاليا كحلقة نقاش وتداول بين السلطات المعنية والجهات المختصة قد يعتبره المواطن كحلقة أمل يمكن التمسك بها كي يواسي معاناته الطويلة ووضعه المتردي والسائر من سيّء الى أسوأ وبالتالي فان الغموض بات السمة الظاهرة التي تكتنف كل الخطابات الحكومية والسياسية وحتى المالية والاقتصادية لاسيما تلك التي لا تهتم بوضع حد للازمة وبالأخص الأزمة الاقتصادية ناهيك عن الأزمات الاخرى بين الأحزاب.
اما على الصعيد الخارجي فانه على الرغم من الاهتمام الدولي بكوردستان كإحدى اهم مرتكزات الوقوف بوجه المد الارهاربي الداعشي، وانضمامها كحليف قوي للدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وبعض الدول الاوربية الاخرى ،فان الامر مازال محل غموض بالنسبة للساسة والشعب معا.. حيث نجد في الأوساط العالمية صدى استقبال رئيس اقليم كوردستان بشكل رسمي ومهيب ونجد التعامل معه ضمن هياكل سياسية منظمة وباعثة على الافتخار، الا انها الدول نفسها التي لم تزل متحفظة فيما يخص انشاء كيان كوردي مستقل في "اقليم كوردستان" العراق حيث نجد في اغلب الخطابات السياسية والرسمية لتلك الدول دعمها للكورد وللبيشمركة في حرفهم ضد الارهاب، وفي الوقت نفسه نسمع ما يوحي برغبتهم بإبقاء الكورد ضمن الدولة "العراقية( الطائفية) الفدرالية" وتجنب الحديث عن استقلال كوردستان وقيام دولة كوردية وهذا الخطاب الغامض من جانبهم يضيف حيرة للمتابعين داخليا الذين يَرَوْن ذلك التعامل الرئاسي مع البارزاني من جهة ومن جهة اخرى التحفظ على مطاليب البارزاني، ويوازي ذلك الغموض عدم وجود خطاب داخلي من القادة الكورد أنفسم فيما يخص موقفهم من الاستقلال من ناحية وتكتم الرئاسة والحكومة عن فحوى وجدوى وغرض ونتائج تلك الزيارات بحيث اصبح الشك والغموض من مكملات الحدث الكوردي في هذا الشأن أيضا.. وهذا كله في وقت بدأت دول الجوار " تركيا وايران وبعض الدول العربية" تلقي بسمومها على الوضع الداخلي في كوردستان وذلك بقيامها بتفعيل حركات مناصريها ومؤيديها وذلك للقيام باحداث القلاقل والفوضى بين الأوساط السياسية وعقد تحالفات لاتخدم الوضع الكوردي الراهن، ولا تخدم القضية الكوردية، ومن ثم قيامهم بالتلاعب بمشاعر بعض المكونات الاجتماعية داخل كوردستان كي تقوم بتوثيق مطالب تلك الجهات الخارجية وزيادة الشرخ الحاصل بين الاحزاب السياسية الكوردية المتصارعة فيما بينها، ولعل ما حصل في شنكال" خانسور" بين بعض الاطراف الكوردية دليل على هذه التوجهات القائمة اصلا على التفرقة بين وجهات النظر لاسيما ان المكون الاجتماعي لتلك المنطقة يدعم هذا التوجه الخارجي سواء أكان مدفوعاً من الكورد انفسهم ام من الدول الساعية لخلق الفوضى داخل كوردستان كي تبعد اية احتمالية لاعلان كيان كوردي مستقل وضمن هيكل دولي اممي معترف به ومعد له بشكل متناسب مع التوجهات الدولية في المنطقة .



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاك الغواية
- من اية طينة هو الانسان..؟
- اراء ومقولات حول الاصل الكوردي
- لمحة عن تاريخ الكورد القديم
- قراءة في نص -الخروجُ مِنْ قلْبِي- للشاعر والاديب المصري صابر ...
- وقفة عند مصطلح الكوردناسي
- سذاجة- عشوائية- الحكومة من سطحية -فقدان الوعي- الشعب
- كيف تكون الهاوية..؟
- بين الحرية والفوضى
- حرب التصريحات والاجندات وحتمية المنظومة
- الحرية بين الازدواجية والواقع
- حرائق اسرائيل هل هو الانتصار العربي المنشود..؟
- الارهاب التركي والتطبيل الخليجي
- النزاعات الداخلية هل تخدم القضية الكوردية
- مابعد اوباما والعهد الترامبي
- المشهد التركي بين فلسفة التاريخ والواقع
- مابعد تحرير الموصل اراء وتكهنات
- الدافعية (Motivation ) واثره على المتعلم في اقليم كوردستان
- البيشمركة/ قصيدة
- دار الكفر ودار الخليفة


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - غموض وتعتيم