أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - حرب التصريحات والاجندات وحتمية المنظومة














المزيد.....

حرب التصريحات والاجندات وحتمية المنظومة


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب التصريحات والاجندات وحتمية المنظومة
جوتيار تمر/ كوردستان
10/12/2016
لم تشهد الساحة الكوردستانية مثل هذا التصعيد الاعلامي منذ فترة طويلة، فمع بدأ مرحلة التصديق على موازنة 2017 من قبل البرلمان العراقي الفيدرالي، تحولت الساحة الكوردستانية الى حلبة صراع سياسي اعلامي وكأن حرباً على وشك البدء بين هذه الاطراف، وعلى الرغم من انها فوضى عارمة عابثة بكل الموجودات والمقدسات الا انها الى حد اللحظة فوضى داخلية اعلامية تصريحاتية دون ان تكون هناك اية مؤشرات لتحولها الى اقتتال داخلي بين الاحزاب والتيارات المتصارعة..لكونها لم تزل متماسكة ضمنياً بالعلائقية الهادفة الى ايجاد حلول مناسبة للازمة الاقتصادية السياسية التي تمر بها كوردستان منذ اكثر من سنتين، اي بعد الظهور الداعشي المقيت على الساحة الكوردستانية.
وعند تأمل الرؤية السياسية المطروحة على الساحة الكوردية بين مؤيد للموازنة ومشارك في عملية التصويت والتصديق عليها، وبين معارض للفرضيات الاحتمالية التي اوجدتها تلك الموازنة، سنجد بأن التصريحات يوماً بعد يوم تتخذ منحنيات مغايرة وآحادية في الكثير من المرات، وكأنها تريد ان تثبت وجهة نظر سبقية عند الاطراف السياسية، وكل طرف لايريد الاستغناء عن ثوابته التي صادَق عليها، واقرها وصوت عليها، وبالتالي نجدنا امام عينات سياسية تعمل وفق منظومة سبقية لاتقبل الجدال حول مرتكزات وجودها الاساسية، وقيَمها الحزبية الساعية لتثبيت اقدامها في المعترك السياسي الكوردستاني بشكل واخر.. فضلاً عن كونها تظهر من خلال تعاملها مع المشاكل الداخلية الكوردية وكأنها تمارس حقها السياسي وحريتها التعبيرية، متجاهلة في الوقت نفسه انها بتعنتها تجبر المتابعين على التفكير بمنطق اخر مغاير للسائد، وهذا المنطق ان ثبت فان العملية السياسية لتلك الاحزاب والتيارات ستكون في وجودها السبقي والحالي والمستقبلي آفة على الحركة الكوردية التحررية، وعالة على القضية، و ستكون كل المترتبات التي تفرضها الرؤية الديمقراطية بنظر المعنيين للقضية مجردة من قيمها الفكرية والوجودية والانسانية والانتمائية، لكونها ستفضح نفسها بنفسها، ضمن هيكلة الاخر غير المنتمي، اي ضمن منظومة التبعية الخارجية اصحاب الاجندات الفعالة داخل التيارات والاحزاب السياسية الكوردية والمحرك الاساس للكثير من الشخصيات العاملة داخل المحاور الاساسية للقضية الكوردية ليس فقط على ساحة كوردستان الجنوبية، انما على جميع الجهات الكوردستانية.
ان الالية التي نراها الان في الممارسات الحزبية والتياراتية الكوردستانية في كوردستان الجنوبية، لاتتماشا سوى مع الرؤية الخارجية التي تفرضها المنظومة الدولية سواء من خلال دول الجوار التابعة اساساً لتلك المنظومة ولو بشكل باطني غير معلن ، او من خلال الاجندات السياسية الخاضعة منذ البدء لتلك المنظومات الخارجية، وحين نتأمل المشهد الكوردي سنجد بان هذه الاجندات فعالة جداً ولها الحضور المكثف في اغلب التصريحات والتجمعات والتنظيمات والهياكل الحزبية.. وبالتالي فاننا لسنا امام مشاكل اقتصادية وحزبية فحسب، انما نحن امام منظومة خارجية تسعى لتثبيت مصالحها وفق المعطيات التنافسية الدولية الساعية لكسب المزيد من مصادر الطاقة ومصادر التمويل الخارجي لاعمالها، وفي الوقت نفسه تلك المنظومة العازفة على وتيرات حساسة تثير التجمعات الاثنية القومية والدينية المذهبية وحتى الاممية بحيث تفرض على الواقع ما ليس مدرجاً ضمن المصوغات والمطالبات النابعة من الحقوق والواجبات.
ان هذه المنظومة وبعيداً عن النظريات التي تحاول اخفاء فشل اصحابها بارجاع كل الانكسارات الداخلية والخارجية الى المؤامرة.. فاننا بصدد تحولات واضحة ليس فقط على المسارات السياسية الداعمة لهذه للاجندات، انما على الرؤية الاستشراقية للقضية باكملها، من حيث الجذور والتحول والمتغيرات والمتطلبات وحتى الحاجيات التي من خلالها سيتم رسم ملامح الوجود الكوردي من جهة والشرق اوسطي بصورة عامة من جهة اخرى.. وهذه التحولات التي نحن بصددها ستأخذ مجراها الطبيعي، ووفق الجدول الزمني الذي تم صياغته ووضعه ضمن الهياكل والمنظومات الساعية لايجاد ما يتناسب للضرورة السياسية الدولية ونظامها.
على هذا الاساس ومن خلال الكلمة التي دائما نسعى الى تسريبها ضمن المنظومات الاعلامية نريد ان نقول لاصحاب النزاعات والصراعات والتصريحات والاجندات التبعية والاحادية، ان الابواق حتى ان بقت تُنفخ في العلن، فانها لن تغدوا الا ابواق تحفر في الهواء ملامح اصحابها، ومحركيها داخلياً وخارجياً، لكونها خاضعة في الاصل لتلك المنظومة الدولية التي سبق وان اشرنا اليها.. لذا من الضروري جداً العودة الى طاولة الحوار والتشاور والاخذ والعطاء ضمن مصوغات تخدم الجمع" الكوردستاني"، حتى وان ضحت بالفرد" الحزبي" لكي يتم التوصل الى مقولات تتناسب مع الحراك الدولي المنظومي.. بعيداً عن تلك الحلول التي تفرضها الرؤية الاحادية والتي تظهر دائما بشكل انصاف الحلول بحيث تبقى الجذور متآكلة غير مغروسة بطريقة واعية فتهتز بالمعتركات والتصريحات والاجندات التبعية، لذلك من الضروي ايجاد التربة المناسبة للغرس المناسب الخاضع لتقنية جمعية توافقية تلاحمية متشابكة في الجذور والفروع، لتستطيع ان تساير الحراك المنظومي الدولي الساعي لخلق تلك التغيرات والتحولات وفق جدولها الزمني ووفق توافقها الاقتصادي والايديولوجي معاً.
فلتتحول في هذه المرحلة تلك الصراعات السياسية والحزبية والتياراتية والاعلامية والتصريحية الى منظومة داعمة للسعي المعرفي والواعي لخلق تلك الممرات المؤدية بشكل مباشر الى داخل المنظومة الدولية والتي بدونها لايمكن ان تتغير ملامح المنطقة لا اثنيناً ولا جغرافياً ولا مذهبياً دينياً، ولندع الاشكاليات الفرعية التي تقضم وجودنا وتمحي ملامح القضية ضمن المعتركات السياسية الخلاقة التي حتى ان اثارت الفوضى فانها لاتعيق، ولاتريق الدماء، ولاتذهب بالمكتسبات، بل تحافظ عليها وتضعها نصب الاعين في اي حراك داخلي خارجي.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية بين الازدواجية والواقع
- حرائق اسرائيل هل هو الانتصار العربي المنشود..؟
- الارهاب التركي والتطبيل الخليجي
- النزاعات الداخلية هل تخدم القضية الكوردية
- مابعد اوباما والعهد الترامبي
- المشهد التركي بين فلسفة التاريخ والواقع
- مابعد تحرير الموصل اراء وتكهنات
- الدافعية (Motivation ) واثره على المتعلم في اقليم كوردستان
- البيشمركة/ قصيدة
- دار الكفر ودار الخليفة
- ارهاب داعشي ام داعش ارهابي
- عملية تحرير الموصل بين الوطنية والمصالح
- امسية ادبية حول الكتاب النقدي( دوافع هلكورد قهار الشعرية وتن ...
- نحتاج الى لغة انسانية
- هل هي مزايدات ام حرية
- اصدار نقدي بعنوان - قراءة في دواقع هلكورد قهار الشعرية وتنوع ...
- لعبة المصالح والكورد
- خبث عجوز/ قصة
- الى اين نسير..؟
- اللعبة الدولية من جديد وخاسر واحد


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - حرب التصريحات والاجندات وحتمية المنظومة