أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - كيف تكون الهاوية..؟















المزيد.....

كيف تكون الهاوية..؟


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تكون الهاوية..؟

30/12/2016
ليس السؤال هنا هو المعضلة التي تثير قلق الشعب, وفي نفس الوقت لم يعد الجواب مهماً ايضا للشعب، لكون الحتمية التي فرضت عليهم والتي لاحول لهم ولا قوة في ردها جعلت كل الصور مشوشة، وكل المبادئ هشة، وكل الشعارات مجردة من قيَمها، وكما سبق وان قلنا في مقال اخر بأن المقدس لدى الشعب هو فقط الذي يضحي بدمه في خنادق القتال امام اشرس عدو لاانساني خارجي، متناسين الويلات التي بات يفرضه عليهم العدو الداخلي تحت غطاء الحكم والسلطة والحكومة والازمة اللااقتصادية " الازمة الحزبية"، فان المقدسات الاخرى لم تعد لها مكان ضمن قاموس الشعب.
على هذا الاساس الاسئلة لم تعد لها قيمة فالذي يحصل هدم كل مقومات البقاء لدى الشعب، الذي يكاد ينهار نفسياً بعدما انهار اجتماعياً، وحين تُهدم القيم تتحول المجتمعات الى بؤر لآفات معدية وتسير بخطى واضحة نحو الهاوية، ولكون الهاوية هي فرضياً النهاية، فانها تشكل فقط لدى بعض الشرائح هاجساً فرعياً يحاولون من خلال تداولها التخفيف عن انفسهم دون البحث عن حلول او حتى الايمان بأن مسببي السقطة هذه قادرون على الحل، فحتى هذه الشريحة المتداولة تؤمن قطعياً بأن الساسة هم مجرد خرفان ضمن قطيع كبير يقوده اصحاب المصلحة ووفق تعاليم المنظومة.
ولعل ما يثير الشفقة دائما هو النمط الدرامي المتبع من قبل السلطة في طرحها للمشاكل والعوائق متخذة من بعض الشعارات المؤثرة في سايكولوجية الشعب لحناً ابدياً، وخلق بعض الازمات الداخلية سواء قيام ثلة من الرموز الحزبية بتحريك بعض المسائل ذات الاهمية الجزئية وذلك كي يشغلوا الشعب بها، او من خلال بعض القرارات التي لامغزى لها سوى التطبيل الداخلي وتمجيد الرموز كل حسب انتمائه، ومن ثم تسليط الضوء على بعض النمنمات الصادرة من بعض الاشخاص الذين لايمثلون قيمة سياسية " مع احترام قيمتهم كأنسان" قادرة على ايجاد الحل واحداث تغيير للوضع ومنعه من التدهور ومن ثم اخراجه من الهاوية..ان هذا الفعل الدرامي للحكومة بات اشبه بلعبة اطفال يقومون بتحمليها على اجهزتهم كي يقتلوا وقتهم بها.
فالحلول معدومة في ظل اللاوعي الحاصل للمرحلة وللقضية..والحلول مجهولة ضمن هيكلة المنظومة التي هي بلاشك اكبر من كل احتمال جزئي لدى هولاء الذين يمثلون السلطات واقول السلطات لكون الحكومة ليست الا سلطات حزبية موزعة بشكل غير متناغم كل سلطة تعمل لكسب وفرض مصالحها على حساب الاحزاب الاخرى، وتحت غطاء شعاراتي يستخدمه الجميع دون استثناء حقوق الشعب والقضية معاً.. ووفق هذه المعادلة التي لاوجه لها، لايمكن لطرح الاسئلة ان تشكل محفلاً تغييراً يلجأ الشعب اليها كي يصلوا الى نتيجة مرضية او مقنعة، لأنه في الاصل لاتوجد اجوبة، وحين لاتوجد اجوبة فان السؤال في كينونته الفلسفية يبقى ضمن دائرة التكهن والاحتمالية وكلاهما لايغنيان عن جوع ولايسمنان، بالعكس تماما فانهما يزيدان القلق والانفعال وهدم المقومات النفسية والاجتماعية وحتى التي تتعلق بالقيم والقضية، ويظل الشعب يعيش دوامة لامفر منها، حيث يجد نفسه ملزماً بالصمت امام افعال الحكومة اللاعقلانية والسائرة بهم وبكل المقدسات والقضية نحو الهاوية، وذلك تقديساً للمرابطين في ساحات القتال" البيشمركة" ، وفي الوقت نفسه يجد الشعب نفسه امام معضلة كبيرة وهي حتى ان الصراخ والخروج على السلطة لايغيران من الحتمية شيئاً وبالتالي يعيش الموت البطيء بشكل لايتناسب مع القيم الشعاراتية التي ترفعها الحكومات بكل احزابها، سواء الفعالة او المعارضة لانهم جميعاً مشاركون في قتل الشعب، والتاريخ سيشهد عليهم ذلك، لاسيما انهم لايعتمدون مبدأ الشفافية الا من خلال التحريض وفضح الاخر ليس من اجل مصلحة الشعب، انما من اجل كسب المزيد من المؤيدين وكأن الحكومة باحزابها هي احجار على رقعة شطرنج مهترأ قديم لم يعد له نفع داخلياً ولا خارجياً.
فحين يعيش الشعب الغموض في كل شيء متعلق بوجوده ضمن جغرافية ودائرة يقودها حكومة واحزاب، فانه بلاشك سيحتاج الى اجوبة والى تفسيرات والى شفافية تقنعه بمسببات الوضع الذي يعيشه، لاسيما ان الوضع غريب وغير مبرر له، لذلك حين يصطدم باللاشفافية فانه طوعياً سيسير نحو الهاوية، لكونه يرى بأن المتحكمات السياسية فعالة داخلياً واقليمياً ودولياً، وكذلك الممكنات الاقتصادية واردة وضمن هيكلة دولية كبرى، بحيث تفرض الاحصائيات ارقام خيالية، ومعها يجد بأن التوثيقات العالمية للوجود الفعلي للحكومة امر بات شبه مؤكد، كلها تثبت الوجود المتمكن والحضور القوي خارجياً ودولياً، وحين ينظر الى الداخل فانه سيجد الانهيارات باتت تصيب كل اجزاء السلطة والاجتماع من عدم وجود تنظيم عقلاني متسلسل وذا ابعاد مستقبلية للتحكم بالموجودات من جهة، وبتفعيل النعرات والصراعات الحزبية على حساب مصالح القضية والشعب معاً من جهة اخرى، فضلاً من التراجع في القيم الاقتصادية الاجتماعية للمواطن الذي بات يعيش تحت خط الفقر، ومن تراجع الخدمات التي هي حق المواطن على الحكومة، من كهرباء ونفط ورواتب وخدمات اخرى، ناهيك عن الخلل الحاصل في المؤسساتية غير المنتظمة وغير الحاملة للمسؤولية داخل الحكومة، ومع عدم التغافل على الفساد الادراي والسياسي والاجتماعي الذي بات يهدد كل الركائز داخل الاجتماع، كل هذا يجعل من الشعب يعش اللاتوافق الذهني والنفسي والعقلي وبالتالي فهو مهدد بالسقوط الحتمي في الهاوية بعدما سقطت بنظره الحكومة والسلطة فيها.
وعلى هذا الاساس يكون السؤال مُجَرد من قيمته داخل هذه الدائرة "الحكومة"، ولن يكون للجواب اية قيمة فعلية طالما الجواب لن يتعدى كونه شعار حزبي او سياسي لطرف من الاطراف المتصارعة على كسب المصالح الذاتية والشخصية بعيدا عن الاهداف الكبرى للقضية وللوجود الفعلي للشعب، ومن ثم تتحول المعطيات الداخلية الى اوهام يتجرعها الشعب وهموم يتغذى عليها الشعب، وانهيارات بالجملة في البنى التحتية للقيم الاجتماعية والاجتماع معاً، فيصبح العادي لاقيمة والغريب شائعاً بدرجة لايمكن الوقوف بوجهه.. وبذلك يكون التساؤل حول معالم الهاوية هروباً من ذنب البقاء.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحرية والفوضى
- حرب التصريحات والاجندات وحتمية المنظومة
- الحرية بين الازدواجية والواقع
- حرائق اسرائيل هل هو الانتصار العربي المنشود..؟
- الارهاب التركي والتطبيل الخليجي
- النزاعات الداخلية هل تخدم القضية الكوردية
- مابعد اوباما والعهد الترامبي
- المشهد التركي بين فلسفة التاريخ والواقع
- مابعد تحرير الموصل اراء وتكهنات
- الدافعية (Motivation ) واثره على المتعلم في اقليم كوردستان
- البيشمركة/ قصيدة
- دار الكفر ودار الخليفة
- ارهاب داعشي ام داعش ارهابي
- عملية تحرير الموصل بين الوطنية والمصالح
- امسية ادبية حول الكتاب النقدي( دوافع هلكورد قهار الشعرية وتن ...
- نحتاج الى لغة انسانية
- هل هي مزايدات ام حرية
- اصدار نقدي بعنوان - قراءة في دواقع هلكورد قهار الشعرية وتنوع ...
- لعبة المصالح والكورد
- خبث عجوز/ قصة


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - كيف تكون الهاوية..؟