أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منتصر الحسناوي - الشيخ لفته آل شمخي















المزيد.....



الشيخ لفته آل شمخي


منتصر الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 22:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يرجع الشيخ لفته الى عشيرة آل شمخي نسبة الى والده وهي عشيرة كبيرة متماسكة ولها ثقلها بين عشائر بني حسن , تمثلت فيهم كل الصفات العربية من كرم وشجاعة وأصالة الأمر الذي أهل رموز هذه العشيرة لزعامة عشائر بني حسن في العراق .

النسب
يرجع نسب عشيرة آل شمخي إلى عشائر بني حسن العشائر العربية الكريمة التي يزخر تاريخها بالفروسية والجود والشهامة ومكارم الأخلاق والأصالة ، وان من يتصفح تاريخها المجيد يقف مندهشا ، إزاء مآثرها وتراثها الضخم الحافل بكل المزايا والسجايا والمواقف الخالدة التي تبعث على الإعجاب والتقدير .. فهم من العرب الاصلاء الذين اقترنت مسيرتهم بازاهير يانعة من المفاخر والمرؤات وبيادر من العزة والكرامة . وهذه العشائر العربية هي بقايا قبيلة بني هلال المضرية العدنانية .
لفتة آل شمخي بن جبر بن حمد بن محمد بن يونس بن نعمة بن حسين بن حسن بن يونس بن سرحان بن محمد بن علي بن مصطفى ( المكنى بالأشرم ) بن أمير ( جد الشرمان ) بن غني بن إبراهيم بن يحيى بن حسن بن جراح بن هلال بن حسن بن مالك بن ربيعة بن عطية بن جراح بن علي بن حسن بن إبراهيم بن رؤبة بن مالك بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

موضع ثقة والده المرحوم شمخي آل جبر , ملتزماً بأموره العامة والخاصة ومهام عشائره أيضا , من صفاته إذا تكلم أقنع و إذا تأثر أرهب شجاعاً مقداماً لا يأبه المخاطر ولم تثبط عزائمه المتاعب والمصاعب و من صفاته أيضاً كان رحمه الله كريم النفس سخي اليد قوي الشكيمة عربي الفطرة متمسكاً بالتقاليد العراقية والعرف العشائري وكان رحمه الله الحاكم المنصف بين عشائره والشخصية المهابة بين كافة رؤساء العشائر محفوفاً بسمعة طيبه و كرامة متزنه .
عند وفاة المرحوم والده عهدت الرئاسة العامة لعشائر بني حسن إليه في وقت يعد من أصعب الظروف وأقساها ففي الوقت الذي كانت فيه مضايقات كبيرة من الحكومة العثمانية الحاكمة في ذلك الوقت من اجل استيفاء الضرائب والمشاكل والنزاعات القائمة مع العشائر المجاورة حـول الأراضي خاصة مع عشائر آل فتلة (المهناوية) والجبور وغيرهم كما رافق ذلك موت نهر الصليجية ( جفافه ) , الأمر الذي اثر في رزقهم من الأرض .
فقد عانى ما عاناه من ألام مريرة في سبيل إحياء الأراضي وبجهوده المستمرة تمكن من إنشاء نهر الخماسي الكبير بفرعيه نهر الخماسي (الفاصل بين بني حسن و آل فتلة ) والذي يبغ طوله 11200 متر ويروي 3400 دونم من جانبه الأيسر فقط , كما قام بشق نهر أبو حلان و إحياء الأراضي من حولها رغم كثرة التكاليف التي أجهدته و إخوته بشكل كبير , إضافة للمعارضة الكبيرة التي واجهها من عشائر آل فتلة , ولجذب الأيدي العاملة في سبيل إحياء الأراضي استقطب الأسواق بأن يعطي أراضي مجانية لمن يفتح أسواقاً متنوعة في الصليجية ليستمد منها العاملين في الأراضي متاعهم و حاجاتهم وعين كادر لإدارتها من الإداريين فنجح في استقطاب الكثير من العوائل التي لازال أحفادها موجودين إلى ألان مثل ( بيوت كعب – آل صبي – بيت ملا حسون – بيت القولجي و غيرهم ), و بذلك توسعت رقعة الأراضي المستصلحة لتكون مساحات زراعية كبيرة .
و تمكن من الاستمرار بجهوده بفضل عشائر بني حسن من حوله فكانوا يعدونه الأب لعشائرهم و المحامي عن حقوقهم وصاحب الكلمة العليا في كل ما يتعلق بمصالحهم الأمر الذي سانده في مسعاه فكانوا له خير إخوة و اليد الضاربة والسند المنيع وشهد لهم التاريخ صولات كبيرة في سبيل الدفاع عن مصالح عشائرهم وأراضيهم .
عشائرياً تميز بمجالسة مستشارين وأصحاب الرأي من نخبة المجتمع وشيوخ العشائر من بني حسن فوحد جهود عشائر بني حسن من حوله وعقد تحالفات سياسية وأمنية مع مع إخوة بني حسن من الحميدات والعوابد وآل علي وكانت له اتصالات وعلاقات مميزة مع بقية العشائر العراقية ومع رجال الدين في النجف الاشرف ( الحوزة العلمية ) .
بخت لفته
البخت كلمة يستعملها العامة أصلها تركي وتعني الحظ , نسمع هذه الكلمة كثيراً لمن لديه شأن أو وجاهه فيقال فلان صاحب بخت .
إلا أن عبارة " بخت لفته " أصبحت مثلاً يدرج ضمناً في الحديث أو ضم القصائد وهذا المثل له واقعة تاريخية خاصة بالشيخ لفته آل شمخي رحمه الله
كان هناك شخص بدوي جاء ضيفاً إلى مضيف الشيخ لفته آل شمخي و أقام فترة عشرة أيام بعدها عمل الشيخ احتفال عشائري كبير حضره الكثير من الوجهاء وأفراد العشائر لزفاف أربع من إخوته وهم مرهج و سلطان وشعلان وديوان .
فأقيم العشاء والهوسات العشائرية , فاستغل الضيف البدوي فرصة انشغال الجميع بالاحتفال وهَم بسرقة فرس الشيخ لفتة وهي من الخيول العربية الأصيلة , فذهب بها مسافة فأصيب بالعمى و ضل يدور ولا يعرف طريقه إلى أن عُثر عليه وأخذ إلى الشيخ مقيداً , فأشار بعض الحضور بمعاقبته بالضرب و آخرون اقترحوا تسليمه للحكومة , فما كان من الشيخ لفته إلا شكر الله و أمر بإكرام البدوي وأطلاق سراحه.
فشهد هذه الحادثة الحضور وذاع صيتها وصار بخت لفته مثلاً يطلق منذ ذلك الحين .

مقاومة الاحتلال البريطاني والثورة العراقية الكبرى عام 1920
لقد تخبطت الأقلام التي وَثَقت لأحداث الثورة و تأريخها فصدرت الكثير من الكتب فيها من المتناقضات التي جائت لغايات محددة تنسب فيها الثورة لأشخاص فذاك ادعى انه قائد الثورة وغيره هو من قارع الانكليز دون سواه و منهم من نقل عن هذه الكتب باعتبارها مصدر لا يستهان به فوثق ما أسسه الغير على خطأه وصوابه دون التحقق , ومما يؤسف له أن تكون بعض هذه الكتابات من أناس لهم هالة كبيرة في الوسط العلمي فكانت نتيجة ذلك طمس جهود رموز لم يكتبوا عن أنفسهم أو لم تسمح لهم الظروف بذلك وهذا الأمر ينطبق على الكثير من أبطال الثورة العراقية الكبرى فهي أساسا لا تخص أحداً ولم يكن لها قائد محدد أبدا فهي إن صح التعبير ثورة مناطقية ساهم بها الشعب العراقي كل من موقعة ولهم الفضل فيها ولم تقتصر على أشخاص رغم عدم إنكار جهودهم المميزة و هذا هو ديدنهم فهم رموز المرحلة .
بداية الأمر لم تكن اجتماعات وتطلعات شيوخ العشائر وجهودهم للمطالبة بالاستقلال و تشكيل حكومة عربية بخافية عن حسابات الانكليز وحكامهم السياسيين في الفرات , لذا اتبع الانكليز مختلف السبل لاستدراج شيوخ العشائر فاتبعوا سياسة بداية حاولوا عرقلة الأعمال الخاصة بهذه الرموز في الدوائر وعملوا على التضييق عليهم واتبعوا سياسة التسفير والنفي للبعض والإغراء والرشوة و لم تجدي نفعاً ... و من محاولات التقرب المشهورة هي إقرار ما يسمى بمجلس شورى الشامية المقر من حكومة الاحتلال ممثلة بالحاكم البريطاني الميجر نور بري والذي تم على اساسه اختاير الشيخ لفته من ضمن 14 شخصية ضمت السيد محسن ابو طبيخ والسيد نور الياسري والشيخ عبد الواحد ال سكر و غيرهم من الشيوخ والوجهاء
و هذه هي قوانين المجلس المرفقة مع الكتاب
( قانون جلسات مجلس إدارة الشامية )
1- ينعقد المجلس في الوقت الذي يعينه الرئيس .
2- المجالس التي تكون فوق العادة إما أن الرئيس يعينها وإما بالأكثرية ثلثي الاعضاوات .
3- إذا لم يوجد طلب على انعقاد شغل المجلس فالحاكم السياسي له الحق في إلغاء الجلسة .
4- إن حضور الاعضاوات في المجلس لم يكن جبرياً فقط إن الحاكم السياسي يتمكن من أن يسأل من العضو عن أسباب عدم حضوره في المجلس فإذا لم توجد لديه معذرة شرعية كافية فالرئيس يتمكن أن يخبر ذلك العضو أن يستعفى .
5- أن العدد الكافي لانعقاد الجلسة يكون سبعة من الاعضاوات وهؤلاء السبعة إما أن يكون انعقادهم تحت إدارة كاتب الأسرار أو نائب الرئيس فالحاضرون الموما إليهم ينتخبوا منهم رئيساً يحل مقام رئيس المجلس بتلك الجلسة .
6- كل من الأعضاء إذا أراد بيان أي مسألة في المجلس ينبغي ان يعرضها قائماً على قدميه .
7- إذا تكلم احد الاعضاوات على مسألة فيجب على الباقين ان يقطنوا ريثما يتم كلامه .
8- قانمة الأشغال تحتوي أدناه :
- تقرأ وقائع الجلسة السابقة وتصادق ثم تختم بواسطة الرئيس و كاتب الأسرار .
- أي مادة تعرض بواسطة الرئيس على المجلس .
- كل الأعمال السابقة التي لم يتم تقريرها .
- تقريرات اللجنة المنتخبة .
- المواضيع الموجودة في دفتر المذكرات على حسب الترتيب التي تظهر به .
9- قبلما يقرر المجلس مواضيع يبحث فيها في الجلسة التالية يجب أن تقدم إلى كاتب الأسرار في حالة إلغاء أي اجتماع كان مزمعاً عقده على مقتضى المادة الثامنة فحينئذ هذه المواضيع التي كان مقرراً أن يبحث فيها في الاجتماع التالي يجب إذاً تقديمها كتابة في خلال ثلاثة أيام من تاريخ الإلغاء إلى كاتب الأسرار .
10- أي سؤال يعرض في المجلس وتؤخذ عليه الأصوات لا يمكن عرضه مرة أخرى لمدة ثلاث أشهر بشرط أن هذه المادة لا يسري مفعولها على الإطلاق للمواد التي يعرضها حضرة الحاكم على الجلسة .
11- على المقترح ان يفتح مجالاً للبحث في موضوعه وكل عضو يسأله الرئيس بأن يبدي رأيه فله إذن ان يتكلم ولا يسوغ لأي عضو ان يتكلم في موضوع أكثر من مرة واحدة إلا للمقترح أو المستدعي إذا طلب التغيير .
12- التصويت يكون برفع الأيدي وصوت الرئيس له الارجحية إذا تساوت الآراء ( أي ) إذا انقسم المجلس إلى نصفين متعادلين فإذا أعطي الرئيس صوتاً مع أي قسم منها فتكون الارجحية لذلك القسم .
13- إذا اقترح احد الأعضاء موضوعاً وحاز موافقة أكثرية الآراء في المجلس فيحول موضوعه إلى اللجنة المنتخبة لإبداء رأيها وهذه اللجنة تعين بواسطة الرئيس ولا بد لها أن تكون مؤلفة من عضوين من المجلس على الأقل و للرئيس الحق في تكليف أكثر من ثلاث أعضاوات فخريين ان يندمجوا في تلك اللجنة إذا اتضح له منفعتهم خصوصاً إذا صار البحث في مواد فنية أو خلافها .
14- لا ينقص عدد أعضاء اللجنة المنتخبة عن ثلاث أعضاوات .
15- إذا تحولت أي مسألة إلى اللجنة المنتخبة فتلك المسألة لا يبحث فيها مرة أخرى إلى حينما تعطي تلك اللجنة قرارها الأخير .
16- لحضرة الحاكم أي ( الرئيس ) الحق في محو أي مسألة مقيدة في ليستة المواضيع .

اقر هذا المجلس دون الرجوع إلى اخذ رأي الشيوخ حول هذا المجلس و بطبيعة الحال إنهم لا يرغبون بالعمل مع الانكليز أو تحت إدارتهم إضافة إلى تعيين أشخاص لا علاقة لهم بالمنطقة و إنما عينوا ليكونوا أذانا صاغية للمحتل .
وقبيل الاجتماع الأول للمجلس اتفق الشيوخ على أن تكون الجلسة الأولى للمجلس هي الأخيرة رافضين تعيينهم إفساح المجال لتشتيت الجهود من اجل المطاليب الوطنية و بث الفرقة بينهم
وفعلاً انعقد المجلس في الصيراي ( دار الحكومة ) في النجف و حضره حاكم النجف و الشامية السياسي الميجر نور بري ومعه الكابتن مان وعدد من موظفيه ووجهاء البلدة .. و عبر أعضاء المجلس مؤكدين بكلماتهم إن المطاليب الوطنية لا يمكن التخلي عنها بزجهم في حل المشاكل المحلية لإبعادهم عن أهدافهم بالإضافة لعدم رغبتهم الاشتغال كموظفين لدى الانكليز خلافا لعقيدتهم .
بعد هذه الجلسة استقال كافة أعضاء المجلس مما أثار امتعاض الإدارة البريطانية .
كان العراقيون ينتظرون إن تبر لهم بريطانيا بما وعدت به و تنشأ لهم حكومة مستقلة عربية على منوال الحكومات الوطنية المستقلة في الوقت نفسه كانت سياسة الانكليز في العراق تظهر الاحتلال العسكري و الاستعماري , فقد عين في كل بلد من البلدان العراقية حاكما عسكرياً بصفته حاكماً عسكرياً وقد عاملو الأهالي بكل ما لديهم من شدة و اضطهاد فقضت أعمالهم على الأماني و خيبت كل رجاء و أمل ومما زاد في استياء العراقيين تدبير الحيل و المكر في حمل الشعب العراقي على انتحاب السير برسي كوكس المعتمد الحكومة البريطانية في العراق رئيساً للحكومة العراقية .
فقد اصدر الكولونيل ولسن أمره إلى الحكام السياسيين في 25 صفر 1337 هـ الموافق 30 تشرين الثاني 1918 م أن يوجهوا ثلاث أسئلة إلى الأهالي و اخذ الرأي فيها
1- هل ترغبون في بتأليف حكومة عربية مستقلة تحت الوصاية الانكليزية فيمتد نفوذها من أعالي شمال الموصل إلى خليج البصرة .
2- هل ترغبون أن يرأس هذه الحكومة أمير عربي .
3- من هو الأمير الذي تختارونه لرئاسة هذه الحكومة .
فلما عرف العراقيون المغزى وانكشفت لهم الحيلة اصدر السيد الشيرازي فتواه بعدم جواز انتخاب غير المسلم .
اهتم الكولونيل ولسن بمدينة النجف باعتبارها مركزا مهم للقرار وقصدها بنفسه برفقة الميجر نور بري بعد توجيه الأسئلة المذكورة ليقف على آراء النجفيين ومن جاورهم من زعماء قبائل الفرات الأوسط حضر الاجتماع من الأعلام الشيخ جواد صاحب الجواهر و الشيخ عبد الكريم الجزائري و الشيخ عبد الرضا الشيخ راضي و الشيخ محمد رضا الشبيبي و من أعيان البلدة السيد هادي الرفيعي نقيب الأشراف و الحاج محسن شلاش و من رؤساء القبائل السيد نور السيد عزيز والسيد محسن ابو طبيخ والسيد علوان الياسري والشيخ لفته الشمخي والشيخ مرزوك العواد والشيخ عبد الواحد سكر والشيخ محمد العبطان والشيخ عبادي الحسين وغيرهم من الشيوخ و الأعيان .
القى الميجر نور بري خطابا اوضح فيه الغاية من عقد هذه الجمعية و ان بريطانيا وحلفائها تطلب منكم أرائكم حول الأسئلة المذكورة والجواب عنها .
أوضح الحاضرون إن الشعب العراق موحد ولا يتجزأ و إن العراقيين يرون أن من حقهم أن تتألف حكومة وطنية مستقلة استقلالاً تاماً وليس فينا من يفكر في اختيار حاكم أجنبي .
اغضب هذا الكلام الحاكم وارتأى الحاضرون تأجيل الاجتماع الى جلسة اخرى لدراسة الموضوع دراسة تامة فوافق على ذلك الحاكم والمجتمعون .
بعدها اجتمع الحاضرون في دار الحاج محسن شلاش فبحثوا في الأسئلة و اتضح لهم سوء النتيجة و إن كل ذلك مكر و خديعة .
ثم عقدت جلسة أخرى في دار العلامة الشيخ جواد صاحب الجواهر فتبادلوا الآراء فقام الشيخ عبد الواحد آل سكر و أدلى برأيه على أن تكون لنا حكومة عربية مستقلة يرأسها أحد أنجال الحسين ملك الحجاز فكان لهذا الرأي وقع في نفوس المجتمعين فوافقوا عليه ثم تفرق الاجتماع .
ثم تكررت الاجتماعات في النجف فيما بينهم وعقدت عدة جلسات في مسجد الهندي وكانت نتيجة هذه الاجتماعات كتابة المضبطة وقع عليها علماء وسادات ومشايخ من ضمنهم الشيخ لفتة ال شمخي و كانت تنص على ما ياتي :
نحن عموم أهالي النجف الاشرف : علمائها , و أشرافها , وأعيانها , وممثلي الرأي العام فيها , وكافة أهل الشامية : ساداتها وزعماء قبائلها , وممثليها , قد انتدبنا بعض علمائنا وأشرافنا ووجهائنا , وهم حضرات الشيخ جواد الجواهري , والشيخ عبد الكريم الجزائري , والشيخ عبد الرضا آل شيخ راضي , والسيد نور ال سيد عزيز , والسيد علوان السيد عباس , والحاج عبد المحسن شلاش , لأن يمثلونا تمثيلاً صحيحاً وقانونياً أمام حكومة الاحتلال في العراق وأمام عدالة الدول الحرة الديمقراطية , التي جعلت من مبادئها تحرير الشعوب , وقد خولناهم أن يدافعوا عن حقوق الأمة , ويجهروا في طلب الاستقلال للبلاد العراقية , بحدودها الطبيعية ,العاري من كل تدخل أجنبي , في ضل دولة عربية وطنية , يرأسها ملك عربي مسلم , مقيد بمجلس تشريعي وطني .
هذه هي رغباتنا لا نرضى بغيرها , ولا نفتر عن طلبها , ومنه نستمد الفوز و النجاح , وهو حسبنا ونعم الوكيل .
18 رمضان 1338 .
لم يكن في وسع المندوبين ممن حصلوا على مضابط التوكيل أن يؤموا بغداد للمذاكرة مع الحكومة المركزية فاكتفوا بإعداد المذكرات ورفعها للسلطة .
عقدت عدة اجتماعات سرية أهمها الذي عقد في منزل السيد الشيرازي في كربلاء و استفتوه الحاضرين في قيام الثورة فكان جوابه بالنص ( إن كانت هذه نواياكم وهذه تعهداتكم فالله في عونكم )
فتقرر بعدها التهيئة للثورة من خلال القصائد و المظاهرات اسفرت عن اعتقال الميرزا محمد نجل السيد الشيرازي وعلى بعض رجالات كربلاء و مداهمة بيوت و تفتيشها في النجف .
في 7تموز / يوليو 1920م، اجتمع زعماء عشائر الشامية ومن بينهم الشيخ لفته آل شمخي مع الكابتن مان للتفاوض بناءًا على طلب من الميجر نوربري الحاكم السياسي لعموم الشامية والنجف. ودار في الاجتماع إنَّ الزعماء يريدون أن يلقوا بآخر حجّة أمام السلطة المحتلة تلبية لطلب السيد الحائري ليكونوا معذورين بعد ذلك أمام الله والتاريخ فأجابوا الكابتن مان وهم شديدوا الحرص على محافظة الأمن والنظام ولا يرغبون أن تسفك قطرة واحدة من الدماء إلا إذا أرغموا على ذلك فإذا كانت سلطة الاحتلال البريطانية ترغب بالسلم مثلنا فنحن على استعداد ، على أن تحقق لنا المطاليب الأربعة التالية :" وهي
- استقلال العراق استقلالاً تامًا
- وتوقف القتال في الرميثة وأطرافها حالاً
- ان يتخلى الحكام السياسيون مع جميع القوات البريطانية عن مراكز الفرات وبلدانه إلى بغداد لغرض التفاوض مع زعماء الأمة العراقية بجو هادئ
- إطلاق سراح الشيخ محمد رضا نجل الميرزا الشيرازي وكذلك المسجونين والمنفيين إلى جزيرة هنجام وغيرها بلا استثناء ودون قيد او شرط ..
معركة الرارنجية ( الرستمية )
المعركة الخالدة التي يتفاخر بها العراقيون لما تحتويه من حب الوطن والجهاد في سبيل الله من شعب تنقصه الكثير من المستلزمات العسكرية ، من خطط وسلاح ومؤن وغيرها ، وهي أحدى حلقات ثورة العشرين الخالدة التي حدثت في 24/ 7 / 1920م . و لما لهذه المعركة من أهمية و سمعة طيبة نسب كثير من الشخصيات و العشائر المشاركة فيها و كتب المؤلفين الكثير من حكايات الكتب لكننا نفخر بأننا لا نزال نحفظها عن ظهر قلب من أبائنا و أجدادنا حدثت هذه المعركة في الأيام الأخيرة من حياة الشيخ لفتة آل شمخي وكان للشيخ حسن الدور القيادي فيها مع رموز خالدة من أبطالها من عشائر بني حسن و إخوتهم من العشائر الأخرى .
بعد ان تمت محاصرة الحامية الانكليزية في الكوفة بقطع الإمدادات عنها ومناوشات بينها ... عمل الثوار على قطع الإمدادات و طرق المواصلات بين مواقع القوات البريطانية فاضطربت الحكومة الانكليزية لهذا القرار وصارت تحسب له ألف حساب , كانت الحلة (بابل ) خالية من قوة مهمة تستطيع مقاومة الثوار فيما لو عاجلوها بالزحف عليها بيد ، أن تأخر العشائر عن هذا الزحف حمل الميجر بولي حاكم لواء الحلة السياسي يومئذ على أن يقرر إرسال قوة من حاميته إلى الكوفة وفك الحصار عن الميجر نوريدي والقوة المحاصرة عن خاناتها من جهة أخرى ، وفي الوقت الذي كانت الباخرة الانكليزية ( فاير فلاي ) تعيش في الكوفة وتدوي مدافعها في شطها ، كانت الحلة لاتزال تتظاهر بهدوء والسكينة مما حمل الميجر بولي بوجوب الإسراع في إرسال هذه القوة فألح كل الإلحاح على قائد الحلة الكولونيل لوكن (LUKIN ) ، بلزوم إرسالها على عجل واخذ في الوقت نفسه بحصن الحلة ويحشد القوات اللازمة فيها استعدادا للطوارئ .
وفي 23 تموز بعد الظهر تحرك رتل مانجستر بقيادة الكولونيل (مارد كاستل ) وقد بات ليلته في منطقة تبعد عن الحلة بخمسة أميال في منطقة ( أمام بكر ) ، والقوة الانكليزية تعدادها 8 آلاف جندي ومؤلفة من :-

- سريتين من كتيبة السند الخيالة
- البطرية 39
- الفوج الثاني من آلاي مانجستر .
- سرية من فوج السيك الفتي 32 .
- سرية واحدة من رتل مانجستر .
- حضيرة من سرية المستشفى السيار 24 .
وقد صدرت الأوامر إلى هذا الرتل بأن يحذر من القبائل التي يصادفها في طريقه وأن لايتأخر في أطلاق النار عليها إذا شم رائحة العداء للحكومة وأن يحصن المعسكر الذي يقضي فيه ليلته وان يتريث في حركته ، آملا بوصول الدعم من الديوانية ، غير أن الميجر بولي كان يلح على الرتل بسرعة التقدم إلى الكفل قبل أن يتمكن الثوار من احتلال سدة الهندية فيكون أمر الفرات وإنقاص مياهه وتعطيل الحركات النهرية فيه بيدهم ويتعذر على الانكليز و الاستفادة من هذا الخطر ، وقد نجح الميجر بولي في إلحاحه ، فصدرت الأوامر إلى الحملة بالتقدم إلى الأمام حتى وصلت عند منطقة الرارنجية ( الرستمية ) في المقاطعة المسماة باسمها فكانت هذه المنطقة بمقام خطر دفاعي نظرا لانخفاضها .
بدأ الجنود الانكليز يحفرون الخنادق ويقيمون السدود ويحصنون المعسكر حسب الأوامر الصادرة إليهم إذ كانوا ينوون أن يقضوا الليلة الثانية في هذه المنطقة (الرارنجية ) ، إذ بقوة الاستطلاع تنبئ عن زحف الثوار من الكفل بقوة تتراوح بين 2500 – 3000 مقاتل فذعرت الحملة لهذا النبأ وأراد ضباطها أن يصدروا الأوامر بالعودة إلى الحلة ولكن التعب و حرارة الجو كان قد أعيا أفرادها حتى قرر طبيبها الخاص أنهم بحاجة إلى استراحة لمدة 24 ساعة غير أن الكولونيل (هارد كاستل ) قد شاهد الثوار وهم يتقدمون فاصدر أمره إلى البطرية 39 بإطلاق النار على الثوار من عشائر بني حسن ومسانديهم من العشائر الأخرى فكانوا يدا واحدة في جهاد المحتل وقدموا أروع معاني البطولة كان للشيخ حسن الشمخي دور القيادة لعشائر بني حسن في هذه المعركة و اشترك أيضاً من إخوته الحاج مرهج آل شمخي والحاج متعب آل لفتة وتوارد الثوار على القوة الانكليزية من كل مكان حتى صاروا على مسافة 300 قدم فألتحم الفريقان في معركة هائلة ومجزرة بشرية فظيعة حمل فيها السلاح الأبيض على المدفع التي كانت البطرية 39 قد استعملتها في بادئ الأمر وبينما المعركة كانت حامية الوطيس تقدم الشيخ مرزوك العواد رئيس عشيرة العوابد من الجهة الأخرى بتقديم الدعم العسكري للثوار بعملية التفاف رائعة من محور ثاني وصار الإنكليز بين نارين حاميتين واظهر الثوار من الفنون الحربية والخطط العظيمة ما حير العقول واضطربت صفوف القوة المعادية فتفرقوا أيدي سبأ وصار الجندي يقتل بعضهم بعضاً ظناً منهم بأنهم من الثوار المجاهدين وعندما جني الليل كانت الهزيمة الفظيعة .

ولم ينجح من المعركة إلا القليل وهكذا خسر رتل مانجستر في هذه المعركة 20 قتيلا و60 جريحا و318 مفقودا وعدد كبير من العجلات والخيل والبغال وقد أسر الثوار من المفقودين 160 جنديا بينهم 79 إنكليزيا والباقي من الهنود وغنموا مدفعا من عيار 18 باوند وقد أستخدمه الثوار في ضرب وإغراق الباخرة ( فاير فلاي ) في شط الكوفة كما غنموا 59 رشاشا مع كميات هائلة من الرصاص والعتاد ، ويمكن القول أن معركة الرارنجية مونت الثوار بكل ما تحتاج إليه الثورة من أنواع العتاد فضلا عما كان في أيديهم من سلاح لا يزال إلى يومنا هذا موجود في بيوتات بني حسن في ناحية الحرية ( الصليجية ) و العباسية .

بعد معارك الثوار التي استمرت قرابة الستة أشهر في اغلب أرجاء العراق تحركت القوات البريطانية نحو معاقل الثوار بقوات كبيرة و مساندة الطائرات الأمر الذي يصعب مقاومته و كانت من بين المناطق التي أرادوا الانكليز الثأر منها هي منطقة هور الدخن معقل بني حسن فتقدموا باتجاهها , في ذلك الوقت كان الشيخ لفتة آل شمخي طريح الفراش في مضيفه فعلم أبناء بني حسن بتقدم القوات الانكليزية نحوهم فطلب كبار بني حسن من الشيخ لفته مغادرة المضيف لكنه آبى فقالوا له إن بقيت بقينا , فعلم حينها انه سيعرضهم للخطر فنقل الشيخ إلى منزل السيد صالح الميالي في اليوم ذاته غارت الطائرات البريطانية وضربت مضيف الشيخ لفته (اكرم هذا المضيف بان تحول الى حسينية كبيرة باسم "حسينية الحرية" - في ناحية الحرية ) كذلك ضرب منزل أخيه الشيخ مرهج آل شمخي فاستشهدت زوجته و أصيب آخرون وضرب احد المنازل المجاورة للمضيف و ضربت قذيفة لم تنفلق ودفنت بالقرب من المضيف .
بعد خروج الشيخ لفته آل شمخي من مضيفه بيومين وفاه الأجل فلبت هذه الشخصية الفذة نداء ربها أثناء المعارك المحتدمة بين عشائر بني حسن والقوات الانكليزية سنة 1920 عند قيامه بواجبه المقدس تجاه وطنه ولم يعمل له تشييع لانتشار القوات البريطانية فشيع من قبل كبار بني حسن ليلاً و دفن في صحن الإمام علي عليه السلام و قد أورث سجاياه العريقة في أنجاله السبع
( عزيز – متعب – كاظم – عبد – مهدي – إبراهيم – حبيب )

قيل عند وفاة الشيخ لفته رحمه الله :
ريم أبــو متعب الكانــــــــــوص يل ينــدله راعيه
يا عــــــــود المثل عودك بحلك الســــوك بانيـــه
شي تذبح وشي تصلــخ وشي بالحـوش وكافـــــه
وتنده وين أبـــو متعب إلي ربعه معطله خلافــــه
هيــــدا أهـــل العكل هيــدا ابد مابيكم أوصافـــــه
صعصــع يل يســــــــــوك الغيـــــــم برعيـــــــده
حنضــــــل لليضوكــــــه حش شواريــــــــــــــده











#منتصر_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوكال زاكيزي ... محتاجيك يا حْبيِب
- الاعلام .... والعسل
- أمير النحل
- تربية نحل العسل في العراق القديم
- تأملات العيد في عين مريسة
- اطلبوا العلم من المهد الى اللحد
- العدل في مملكة النحل لمن يعتبر
- تسونامي التطرف
- تقنات حضارية ... بروس الزواج
- ستراتيجيات - نعوم - ... على ارضنا
- هل سيغير الجيش العراقي اللعبة ؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منتصر الحسناوي - الشيخ لفته آل شمخي