اطلبوا العلم من المهد الى اللحد

منتصر الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 14:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

دأبت المؤسسات التعليمية ان تعلمنا منذ الصغر ان نطلب العلم من المهد الى اللحد، وتعرفنا بفضائل طلب العلم والحث عليه لنكون الافضل و ننهض بأوطاننا و نجعلها في مصاف الدول المتقدمة التي نهضت بأبنائها ، ولا تزال تلك الشعارات راسخه في اذهاننا والتي نعتقد بصحتها وأهميتها على المستوى الشخصي و العام ، فما تقدم الشعوب و تحضرها الا بطلب العلم والسعي له من كل حدب وصوب ، فهو يمثل في وقتنا الحاضر تنمية مستدامة للأوطان ونفط لا ينضب و ثروة لا تقدر بثمن ، ولعل من أهم اسس التطور العلمي هو التشجيع عليه وجعله في مقدمة اولويات الخطط الستراتيجية للدول ، أما ما حذا بي لكتابة هذه المقدمة هو قرار عدم احتساب الشهادة العلمية التي يحصل عليها الموظف دون اذن مسبق من دائرته . بالمنظور البسيط نعم ان الامر طبيعي ان لا تحسب دون أذن فهناك ضوابط و اولويات ولكن لماذا اصلاً يمنع الموظف من اكمال دراسته ؟ سيقال ان الاجازة الدراسية تكلف المؤسسة تراكمات مادية لا قدره لها بتسديدها طيب و ان كان الموظف مستعد للدراسة على نفقته الخاصة لاجل ان يرتقي بنفسه علمياً ؟ سيقال سيتسبب ذلك بتغيير مكان عمله او انتقاله لمؤسسة اخرى . طيب و ان كان يتعهد قانونياً بانه سيدرس على نفقته الخاصة وسوف لن يطالب بنقله و سيستمر بعمله في نفس الدائرة التي ينتمي لها ؟ سيقال له اننا لا نستطيع اعطائك راتب اثناء مدة الدراسة . طيب اعطوني اجازة دون راتب و سادرس على نفقتي واتعد بالاستمرار بوظيفتي بعد اكمال الدراسه ؟ سيقال له من حقك ان تأخذ اجازة دون راتب بشرط ان تتعهد ان لا تكون لغرض الدراسة !!!
و هنا السؤال الاكبر الموظف الذي يأخذ اجازة دون راتب و يدرس في جامعة معترف بها على نفقته الخاصة و يتحمل مشاق السفر ومتطلباته و يرجع لوطنه وقد طور نفسه وصرف الغالي و النفيس من أجل ذلك وضحى من أجل تطوير ذاته و الاستزادة بزاد العلم الذي وجب علينا طلبه ليصدم بعدم الاعتراف بشهادته بدائرته و عدم معادلتها له اساساً فهل ذلك من الانصاف ؟ و هل ذلك من طلب العلم ؟ ارجو من السادة الاقتصاديين و المخططين ان يحسبوا ذلك "" هل ذلك خسارة للوطن ام هو ربح له ؟؟؟ ""
عندما يسعى مواطن للعلم لتطوير ذاته بذاته نحاربه ام نشجعه ؟
أمام انظار معالي السيد رئيس الوزراء المحترم

#منتصر_الحسناوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات