أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - منتصر الحسناوي - تسونامي التطرف














المزيد.....

تسونامي التطرف


منتصر الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 17:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نعني بالتطرف عدم الاعتدال أو الإفراط وتجاوز الحد لكل شئ في الطبيعة . أما التطرف للإنسان يعني الانحراف النفسي الذي يحيد بصاحبه عن الاعتدال و يجعله يغلو في تفكيره وسلوكه، ويستعمل تعبير لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة، ومهما تَنوعت إهتمامات الفرد ومستوى ثقافته فإن الميول للتطرف متوافر من جزئياته البسيطة الى الغّلو فيها وقد تكون أحد العناصر الكامنة التي لا تلبث الى الخروج منه في حال تَوافرت الفرصه له !
أو أن تَجد ما يُحفزها !
فمثلاً هناك من يتطرف بالشهرة ويقابله من يتطرف بالعزلة وما بينهما قد يَرغب بأحد هاتين ولا يَستطيع لهُما سَبيلا ....
ولا ضَير في أن يَكون هناك ميولاً تخرج عن العادة وتكون بشكلها العام إيجابي منتج أو على الأقل غير مُضر بالنفس أو الآخرين فليس كل تطرف سلبي بالضرورة ...
لكن التطرف في وقتنا وفي ظل التحولات العالمية تحول الى سلاح، ولا سيما الايدلوجي منه، الذي أعاد الفكر السائد في عصور خلت من الجهل وظلام الأفكار الذي يتخذ التطرف الديني والعنصري سلاح له باتت تستعمله القوى السياسية والمافيات الاقتصادية بأطر موضوعة أو قوالب جاهزة هيأتها القوى الكبرى، مستغلة جميع وسائلها من الاعلام المأجور ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتحكم بجميع حيثياتها، فتعمل بمجملها على بث وزرع الأفكار المتطرفة لزرع الفتن والحقد ما بين الشعوب والأمم...
والنتيجة .... فكر سياسي متمرد على الواقع ويدافع بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة للتسلط والحفاظ على مكتسباته مستخدماً الدين كوسيلة سريعة لنيل الشرعية ليتحول التطرف الى نزعة (دينية / سياسية) قائمة على اللجوء للعنف ، وما أكثر المستفيدين من ذلك من وعاظ السلاطين الذين يتلاعبون بعقول البسطاء من العوام للإيهام بأن الله خلق الأرض وما عليها لهم وحدهم دون سواهم من الاخرين لندخل دوامة لا نهاية لها من الصراع الفكري والعقائدي والفلسفة الفارغة التي تملأ عقول الكثير ليكونوا مشاريع أفكار فاسدة وحروب طاحنة .
والمصيبة الاعظم ان التطرف لم يقتصر على بسطاء القوم أو المستفيدين منهم بل على المثقفين أو من يدعون التثقف ! فإن تجد عالماً تملأ الشهادات الحاصل عليها جداراً كاملاً فضلاً عن العشرات من المؤلفات والأبحاث العلمية يجلس لأخذ الموعظة من واعظ لا يملك شهادة الابتدائية، وليس بغريب أن يكون مستقبله مشروعاً انتحارياً ليرى حور العين !
وفي المقابل هناك مدعي الثقافة وهم من يقرأ كتاباً أو اثنين فيكون متفلسفاً متحدثاً متطرفاً معتداً بنفسه وهو أعلم الموجودين ...
وهنا لا نخلو الساحة من دور المثقفين أو المعتدلين، وسط المؤامرة الكبيرة والواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم من أجواء متوترة وشحن ( طائفي / مذهبي / عنصري) فيكون بذلك دورهم الأهم والأصعب في مواجهة تسونامي الأفكار (المنحرفة / المتطرفة)، وهنا المعركة الحقيقية لإيصال المفاهيم السليمة وتنميتها لدى افراد المجتمع ومجابهة التطرف بكل اشكاله وتجفيف منابعه والحد من أثاره المدمرة ...
ولعل من المسلم به ان النتيجة الاخيرة للتطرف هو العودة للإعتدال و الإذعان له ولكن متى يكون ذلك ؟
سيكون بعد انتهاء تلك الموجة وما تنتجه من خراب للبلدان ودمار للشعوب والتاريخ يشهد بعشرات الامثلة على ذلك .
وهل من مُعتَبِر



#منتصر_الحسناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنات حضارية ... بروس الزواج
- ستراتيجيات - نعوم - ... على ارضنا
- هل سيغير الجيش العراقي اللعبة ؟


المزيد.....




- ترامب يعلن عن اتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف مؤقت لإطلاق ن ...
- مسؤول عراقي: مسيرة مجهولة استهدفت قاعدة التاجي
- رئيس صربيا: أوقفنا بيع الذخيرة إلى إسرائيل
- مصادر توضح لـCNN موقف إيران وإسرائيل من إعلان ترامب عن وقف إ ...
- وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق ه ...
- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - منتصر الحسناوي - تسونامي التطرف