أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - وتسير القافلة














المزيد.....

وتسير القافلة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 00:45
المحور: الادب والفن
    



نحن مجرد مسافرين، نحن لا نختلف عن أوراق الخريف المتساقطة تأخذها الرياح حيث تشاء كما تأخذنا الظروف حيث تريد، ماذا نحن إذن؟ نحن مجرد مسافرين أقولها دائما، في كل محطة نتوقف سرعان ما نواصل سيرنا نحو الأبدية، ماذا تكون هذه الأبدية؟ لا أعرف عنها شيئا، بل هي مجرد افتراض، إنها المجهول، لذلك أحب أن أسافر فوق هذه الباخرة التي تسمى بالأرض، كم تكون الرحلة مذهلة حينما نعرف شيئا مجهولا، وما أتعس الرحلة عندما تمر على أمكنة تراها كل يوم، إنها رحلة مملة وباعثة على الغثيان، عندما نستقر نتكلس ونموت، عندها حياتنا تشبه حياة المقابر، لا نعرف من أين أتينا ولا أين نمضي، الأساس هو أن نمضي ونضارع المجهول، ما أروع المجهول، في رحلاتي كلما مررت على قرى ومدن لا أعرفها انقبضت أحاسيسي من أجل معرفة شيء مجهول وجديد كل الجدة في حياتي، كم كان مجالي صغيرا في السنوات الأولى من وجودي في هذا العالم، كان الذهاب إلى الغابة المجاورة رحلة قصية والاطلالة على منحدرات الوادي كمن زار دولة أخرى، إن حياة طفل في سن الخامسة تتلخص في المنزل، كلما كبرنا وإلا يكبر المجال فينا، فبعد 10 سنوات من ذلك السن تحولت مدينة بنسليمان إلى حقيقة بعد أن كانت حلما، لم أكن أعرف أي شيء عن المدينة اللهم ما ينقله كبار السن عنها، فكان يسمونها "بضاية بوبو" أو " القشلة"، فكان يختلط لي الاسم الأول بأكلة " صيكوك" الشعبية، فالوالدة عندما تسرف في وضع اللبن فيها تسميها "ببوبو"، لكن هذا الاسم ما هو سوى تحريف شعبي لأحد أسماء بنسليمان وهو كامبولو (camp boulhaut) ويعني مخيم بولو القائد الفرنسي الذي قتله السليمانيون في سنة 1907، ونصب المخيم بالقرب من ضاية فسميت ببولو، فحرفت إلى بوبو، أما الاسم الثاني فكان يختلط لي " بالشكلاط"، ففي بداية التسعينات كان عندي خال يشتغل في الجندية وكلما زارنا من المدينة التي عرفت " بالقشلة " ( الثكنة) منذ أيام الفرنسيين، كان يحمل حلويات كثيرة بقيت عالقة في ذهني، فصرت أخلط بين "القشلة" و "الشكلاط" أو الحلوى، كما أن السوق على مرمى حجر من الثكنة وكم كنت أثوق إلى زيارته، كان حجا بالنسبة لي حيث الحلويات واللعب وغيرها من المغريات، أين أنا من ذلك الطفل ؟ لماذا سافر ورحل؟ هل يمكن أن يعود يوما ؟ إننا مجرد مسافرين، هكذا أقول دائما، القافلة تمضي بلا رجعة ويبقى الأثر والصور والذكريات لاجتراح الحنين والاهات، بعدما ينيف عن عشرين عاما التقيت بخالي، ذهبت النياشين وذهب الشباب ولكن بقيت تلك الحلويات عالقة في الذاكرة، لم تكن تعني شيئا في ذلك الوقت، بل صارت كل المعنى الآن، و لئن كنت في طفولتي أتوق للذهاب إلى بنسليمان، فإنها صارت الآن مألوفة وعادية وقس على ذلك أغادير التي ذهبت إليها أول عام 2007 والرباط عام 1994 وعدد كثير جدا من المدن المغربية ابتداءا من 2010، لكن هناك مدن لم أذهب إليها توجد في الصحراء المغربية، أتوق إلى السفر إليها وأسيح فيها بحثا عن ذاتي الهاربة، إنني مجرد ذرة غبار تائهة تنشد عوالم جديدة، لقد قال الانتروبولوجي الفرنسي شارل دو فوكو : " إن السفر دراسة " . إنني اسافر لكي أتعلم واقرأ وهو استمرار للسياحة بين الأوراق والكتب، فلنمضي مع القافلة، إنها تسير.
ع ع / الدار البيضاء، المغرب، / 24 فبراير 2017



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاح التائه
- لن تغردي على نغمي
- الثورة السورية : جذورها، نتائجها ومآلاتها (مقاربة نظرية)
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (4 )
- ذكريات مدينة كان الصعب الخروج منها
- ذكريات مدينة كان الخروج منها صعبا (2 )
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها!
- على شفا الأمواج
- واقعة لا تنسى
- نحو انثروبولوجية الواقع الكرزازي
- لنكن كبارا وما يجمعنا هو الأرض
- الواقع الكرزازي: قراءة نقدية
- حكاية وردة التي قصت
- أرض آفلة
- هل هو الإفلاس التام ؟
- هل واقعنا واقع سرابي ؟
- الأرض العطشى
- رحلة إلى الشمال : بين أزلا وشفشاون : رحلة بطعم المغامرة
- رحلة إلى الشمال : أقشور : الغابة المطيرة
- رحلة إلى الشمال : واد لاو : حينما تصير القراءة فعلا استثنائي ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - وتسير القافلة