عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 12:23
المحور:
سيرة ذاتية
أينَ بيتكَ ، و قبركَ .. يا جبرا ابراهيم جبرا ؟
"هناك في مقبرةٍ على أطراف بغداد قررَ جبرا أنْ يُدفَنَ ، ليسَ وحده، ولكن مع حب حياته الرائع ، زوجتهُ لميعة برقي العسكري . في مقبرة (محمد السكران) أخبرني أحد الدفّانين انّ المنطقة التي تظلّلها شجرة اليوكالبتوس تضمُّ الذين رحلوا في التسعينيات . بحثتُ في ما حول الشجرة ، وساعدني الدفّانُ في عمليّة البحث . و فجأةً واجهتُ حقيقةً آلمتني كثيراً . شاهِدَتا قبرٍ كُتِبَ على احدهما اسمُ جبرا، وكُتِبَ على الأخرى أسم لميعة . سألتُ : أين القبران ؟ فقال الدفّانُ : انمحى القبران كما ترى ، وطلب منّي أن اتصّلَ بأحدٍ من عائلة جبرا لترتيب وضع القبرين من جديد . وحين ذهب الرجل ، نظرتُ الى اسم جبرا المحفور على مرمرٍ أصفر اللونِ ، مُشبعٍ بترابٍ ناعم . لعبةٌ ساخرةٌ محزنةٌ جدّاً ان التقي جبرا المقدسي هنا ، ولم يبق من قبرهِ إلاّ شاهدة من رخامٍ مُغطّاةٍ بترابٍ ناعم ، تنتظِرُ من يعيدها الى قبره" .
)المصدر: مقتطفات من مقالٍ لـ نوزاد حسن : جبرا ابراهيم جبرا و محمد السكران . مُلحَق بين النهرين . جريدة الصباح.الأربعاء11 كانون الثاني 2017 . العدد 12 . ص4-5 (.
هذا هو حال قبر جبرا ابراهيم جبرا ، الآن ، كما يصفهُ نوزاد حسن .
ولن تفارقني أبداً ، صورة بيتهِ المُهمَلِ في شارع الأميرات بحيّ المنصور البغداديّ ، بعد تدميره بتفجيرٍ ارهابي .
لا بيتَ .. ولا قبر .. أيّها المَقدِسيُّ البغداديّ الجميل .
سلاما يا جبرا .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟