أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - مارلين مونرو و دونالد ترامب : عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس














المزيد.....

مارلين مونرو و دونالد ترامب : عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذين كتبوا ويكتبون عن اجراءات دونالد ترامب المُجحِفة بحقّ العراقيّين (ولا يعنيني هنا غيرهم) ، كُتّابٌ جادّون ، و عميقون ، يرفضون التبسيط والتسطيح والتسفيه والسُخرية.
كنتُ أريدُ ان أكتبَ مثلهم ، فلم أسْتَطِعْ . مسَحوا الأرض بدونالد ترامب ، بينما بعض محافظاتهم (ولا اتحدّث هنا عن محافظات كردستان) لا تسمحُ (الآن ، وفي هذه اللحظة بالذات) لساكنِ محافظةٍ أخرى (مُجاوِرَة لها) بالمبيتِ ليلةً واحدةً في فنادقها(الشبيهة ببرج ترامب) دونَ كفيل ضامِن .. لأنّ هذا الضيفَ "الطاريء" قد يكون "ارهابيّاً" ، وإنّ وجوده في المحافظةِ ليلاً (لظرفٍ قاهِر) قد يشكّلُ خرقاً أمنيّاً . ولأنّ مسؤوليها الأمنيّين لا يقبلونَ بذلك .. مع أنّهم يقبلونَ أو يغضّونَ النظرَ عن اشياء كثيرةٍ عداه ، هي في كلّ الأحوال ، وبجميع المقاييس ، أكثرُ خطورةً ، وأشدُّ فَتْكاً بالمحافظةِ وأهلِها.
كنتُ أريد أنْ أكتب مثلهم ، فلم أستطِعْ . تذكّرتُ يوماً من الماضي ، ذهبنا فيهِ كسُيّاحٍ بجيوبٍ مليئةٍ بالدولارات الى دول أوروبا "الشرقية" في العام 1979 .. وكيف أنّ البوليس "الاشتراكي" قد نزعَ عنّا كامل ملابسنا في قطارٍ كان يعبرُ بنا الحدود الرومانية - الهنكاريّة ، بقصد التفتيش الروتينيّ ، وترك كلّ سيّاح الجنسيات الأخرى تتفرّجُ علينا (ربّي كما خلَقْتني) ، وفي الهواء الطَلِق .. لا لشيء ، إلاّ لكوننا نحمل جواز السفر العراقي ، ولا جواز سواه . أمّا يوغسلافيا( التي كانت صديقةً جدّاً للعراق في ذلك العام ، وسبق لطوابير طويلة من العراقيين وإنْ وقفتْ لساعاتٍ على طول طريق مطار بغداد الدولي لاستقبال رئيسها المُناضل ، الرفيق جوزيف بروز تيتو) ، فلم تسمح لنا بدخول أراضيها أصلاً.
كنتُ أريد ان أكتبَ مثلهم ، فلم أستطِعْ . لأنّ الكثير من الدول الشقيقة والصديقة لا تمنحُ العراقيّين "الفيزا" منذُ قرون ، وتمنعهم بشكلٍ مؤسّسيٍّ و مُمنهَج ، من دخول أراضيها ، حتّى وإنْ كان ذلك لأسبابٍ انسانيةٍ قاهرة ، أو تلبيةً لدعوةٍ رسميّةٍ من جهةٍ تابعةٍ لها ، أو مقيمة في أراضيها ، للاشتراك في مؤتمر علمّي ، أو فعاليّة أدبية .
كنتُ أريدُ أن أكتب مثلهم ، فلم أستطِعْ . تذكّرتُ كلّ "القواعد" والسلوكيّات العامّة الباقية والمديدة لدى الكثير من الدول والشعوب في سلوكها معنا ، وتجاهلتُ بعض الاستثناءات ، فهي مجرّد استثناءاتٍ و حالاتٍ نادرةٍ تحدثُ هنا وهناك ، ولا يمكنُ أن تكونَ أساساً لسلوكٍ راسخٍ في التعاملِ معنا على أيّة حال .
كنتُ أريد أنْ أكتب مثلهم ، فلم أستطِعْ . استعرضتُ كلّ الحمقى الذين تسلَطوا على رقابِنا ، و قادونا عقوداً مريرةً من هاويةٍ إلى أخرى ، ومن حربٍ الى حرب ، ومن محنةٍ الى أخرى ، و ما يزالون .. ونحنُ خاضِعونَ كدجاج المائدة ، وخانعونَ كخراف المسالِخ ، و مع ذلك فنحنُ نكتبُ بكلّ هذه الحماسة و"الحماوة" عن ترامب ، ولا نستحضِرُ سوى ترامب ، وننسى أنفسنا ، وأولي الأمر منّا .
لهذه الأسباب وغيرها ، فإنّني لن أكتبَ عن ترامب مثلهم .
سأكتبُ ما يحلو لي .. فقد شبعتُ من الغَمّ ، واكتفيتُ من الكَمَد .
سأكتبُ من شدّةِ قهري أنّنا :
لا نحتاجُ الى مُحلّلين استراتيجيين ، ومراكز بحوث ، وخلايا أزمة ، وحروب باردة وحارّة .. وحروب بالوكالة ، وحروب استعراض ، وحروب "ديلفري" .
لا نحتاج لتصريحات ، وتشنجّات ، وعنتريّات ، ومغَص كُلَوي في الفضائيّات ، وتغريدات ، و فيسبوكيّات .. للردّ على ما فعلهُ ، وما سيفعلهُ بنا ، السيد الرئيس دونالد ترامب في كلّ يوم ، وفي كلّ ساعة ، بل وفي كلّ لحظة .
ما نحتاجه فقط .. هو مارلين مونرو .
مارلين التي ستغنّي لهُ : Happy Birthday, Mr. President
كما غنّتْ لـلرئيس الأسبق جون كينيدي ، وسترونَ كيف سيتحوّل برمشةِ عَيْنٍ إلى حمامة.
هل تعتقدون أنّ جون كينيدي كان سيكونُ رئيساً رائعاً و"عظيماً" ، لو لم يعشق هذه المرأة ، أو تعشَقَه ؟.
هل تعتقدون أنّ جون كينيدي كان سيكونُ رئيساً رائعاً و"عظيماً" ، لو لم تنتحِرْ هذه المرأة قبله ، ويتمّ اغتيالهُ لاحِقاً ؟.
لا نحتاجُ الى استراتيجيات .. وتكتيكات .. وصواريخ باليستيّة.
نحتاجُ ، فقط، الى امرأةٍ شاسعة الأنوثة ، تتحدّثُ بلُغةٍ ، وتُغنّي بلكنةٍ يفهمها السيد الرئيس دونالد ترامب .. وإلاّ فإنّنا جميعاً (بما فينا السيد ترامب نفسه) ذاهبونَ كلّنا الى الجحيم.
نحتاجُ ، فقط، الى امرأةٍ من طراز مارلين مونرو .. وليس من طراز تيريزا ماي ، وأنجيلا ميركل.
أين أنتِ يا مارلين الحُلوةَ العذبة.. لينقذنا حضوركِ البهيّ .. من كلّ هذا اللغو.. وكلّ هذا الوجع؟.
اذا لم تصدّقوا ذلك .. وأردتم أن يقترنَ "تحليلي" الاستراتيجيّ هذا بـ "أدِّلَةٍ ماديّةٍ ملموسة" .. فليسَ عليكم سوى أنْ تستمعوا الى مارلين مونرو وهي تغنّي للسيد الرئيس جون كينيدي في عيد ميلادهِ الميمون .. وأنْ تنظروا الى صورتها معه ، بفستانها اللؤلؤيّ (على الروابط الموجودة في يوتيوب وجوجل) .
واللهُ على ما أقولُ .. شهيد .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحنُ رهائنَ أنفسنا
- يقولون ..
- صديقي و حبّة القمح والدجاجات الشرسات
- بنصفِ هدوءٍ ونصفِ غضَب
- في اليوم الأوَّل ل دونالد ترامب
- فادحةٌ هذه السعادة .. يا صديقي الجميل
- نُريدُ ، فقط ، أرصفةً نمشي عليها
- الدولة البطرانة .. والدولة -الفَسْكّانة-
- الصائغ يوسف .. يسألُ تفّاحتَهُ الأخيرة
- لن تكونَ لدينا حروبٌ كثيرةٌ .. في العام القادم
- أنا أكتبُ .. لأنّني خائف
- في الطريق من الضِفَةِ الشرقيّة ، الى الضِفَةِ الغربيّة لبغدا ...
- كُنْ حيثُ أنتَ .. ولا تخرُجْ الى الناسِ في الهواء الرديء
- مذاقُ الأشياءِ السابقة
- اشياءُ كثيرة .. لا معنى لها في الحروب
- عندما لا تكفي الايرادات لتغطية النفقات ، ودفع الرواتب
- القطاع الخاص غير المُنتِج ، و إشكالية دور الدولة في الاقتصاد
- الوقتُ يموتُ مع الوقتِ
- أنتَ مخذولٌ .. كنخلةٍ في الحرب
- أنا وعشيرتي .. ضدّ جميع القوى العُظمى ، في هذا العالم


المزيد.....




- طبيب أمريكي كان في غزة 6 مرات يوجه رسالة مؤثرة عند سؤاله عما ...
- -تصعيد خطير ضد مؤسسات الدولة-.. الرئاسة السورية تدين الهجوم ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد ال ...
- بوتين يؤكد عدم حاجته إلى منبه للاستيقاظ في الصباح
- القوات الروسية تدمر 10 زوارق مسيرة أوكرانية في مياه البحر ال ...
- علماء روس يرصدون تفكك المذنب -إيستر-
- خبير لا يستبعد مشاركة عسكريين من كوريا الشمالية في معارك دون ...
- تايلاند تطلب دعم روسيا للحصول على العضوية الكاملة في مجموعة ...
- الحوثيون: العملية العسكرية في حيفا نفذت بصاروخ باليستي فرط ص ...
- زعيم فيتنام ينطلق في زيارة لروسيا وبيلاروس وكازاخستان وأذربي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - مارلين مونرو و دونالد ترامب : عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس