أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين نور عبدالله - صناعة العبيد














المزيد.....

صناعة العبيد


حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 00:06
المحور: كتابات ساخرة
    


يظن الكثير من البشر أن العبودية أفل زمانها , وأن العالم تجاوز مرحلة الاستعباد واصبح شيئا من الماضي وان كان الاستعباد مازال حاضرا في بعض المجتمعات المنغلقة ومنها موريتانيا ! .
ولكن يحزنني أن أقول لهؤلاء أنهم على خطا وأن حصرهم للعبودية على وجود الأغلال والقيود والسلاسل الحديدية هو حصر سطحي جدا ولا ينم عن عقلية متوسعة .
العبودية اليوم اشد من عبودية الماضي بمراحل والتي اندثرت اشكالها الواضحة والصريحة ولم يبقى منها سوى عبودية الزواج والذي يسمى ( القفص الذهبي ) وكأن لون القفص سيغير من حرية الفرد من عدمها !
ولكن هناك عدة انواع حلة محلها وتكاد لا ترى بالعين المجردة !
عبودية الزمان , عبودية المكان , عبودية المفاهيم , عبودية المجتمع والعادات والتقاليد , عبودية الاقتصاد ...كلها اشكال مخفية من العبودية لا تناقش لانها تفتقد الى القيود الواضحة !
1- عبودية الزمان :
حينما ترى بشرا يأكلون بطريقة معينة ويشربون بطريقة معينة , ويقومون ويجلسون ويتحدثون بطريقة معينة قام بها شخص أو جماعة في فترة معينة فأنت أمام عبيد الزمان الذين يعتقدون أن فترة معينة هي الصح ولا يمكن أن تخطا وأن الارض كانت يوتوبياه واضحة آن ذاك .
2- عبودية المكان :
حينما يتم ارسالك الى التجنيد بالاجبار رغم أنك لا تريد ذلك تحت وطاة شعارات الوطن أولا فأنت تتعرض لعبودية المكان .
حينما ترى أشخاصا يناصرون حكوماتهم ولا ينتقدون ولا يثورون على الظلم الواقع عليهم والأدهى لا يشعرون به ! ... فأنت أمام عبيد المكان وقيودهم هي تلك المرسومة في الخارطة ! .
3- عبودية المفاهيم :
ديموقراطية , اشتراكية , تدين , الحاد وغيرها من المفاهيم والنظريات التي تجد الناس لا يفرقون بينها وبين ذواتهم !
فان انتقدتها ستكون قد انتقدتهم شخصيا فهم لا يضعون بينهم وبين الأفكار حاجزا كافيا !
انهم عبيد الفكر أولئك الذين يحفظون ويتبنون ولا يفكرون وهؤلاء هم خريجي المؤسسات التعليمية التي تجعل منك آلة ولا ترتبط بالعقل الا بتدميره !
4- عبودية المجتمع :
ومنها تقديس العادات والتقاليد وحب المظاهر وجعلها العامل الحاسم في الحكم على أي شخص وغيرها الكثير !
فعدم نقد العادات والتقاليد وتقديسها ينبيء عن عقل بسيط لا يقدر على التفكير والنقد
5- عبودية الاقتصاد :
مالذي يجعلك تستيقظ صباحا ؟
هل تعمل في ماتحب ؟ هل تتحصل على مايوازي جهدك ؟
هل تعيش لتعمل ؟ أم تعمل لتعيش ؟
ان كانت اجابتك هي الأولى فمرحبا بك في صف العبيد , وان كانت اجابتك هي الثانية فمرحبا بك في الصفوف الأولية منهم ! .
من المفترض أن يعيش الانسان لينتج , وكلمة ينتج تكون في خانة يقررها كل فرد بذاته بما يناسب قدراته ويكون العائد يناسب مايملكه كل فرد من قدرات حقيقية !
أما عالم الـ ( CV ) فهو عالم الانسان السلعة الذي يروج ذاته كامعجون الاسنان ويستعرض مهاراته مثل مايتم ذكر مميزات بعض المنظفات المنزلية !
وليست هذه هي أنواع العبودية الموجودة اليوم ولكنها الرؤوس التي تتفرع منها باقي أنواع العبودية كعبودية الراي العام وعبودية الاستهلاك وعبودية التكنولوجيا ...
فالعبودية هي تصغير للحياة والعالم في نطاق شيء ما ... هذا الشيء قد يكون مكانا ... زمانا ...شيئا ...مفهوما ...وحتى انسانا ...
لا يوجد واحد محض حتى الواحد عبارة عن مجاميع من الكثرة , فانسان واحد يحمل ملايين الخلايا ,, ومجرة واحدة تحمل ملايين النجوم وهكذا ..
لذلك العقلية التي تحصر الحياة في نطاق واحد هي عقلية غير ناضجة ... وبالمناسبة هذه العقلية هي التي تتمناها سياسات كل دول االعالم !
مجرد آلة يكبر ويشيخ فنسبدله بابنه ونتمنى أن يكون آلة صالحة مثله !



#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تولد عربيا في بلد خليجي ...
- ماذا لو .!
- أرقد بسلام ياعمر
- عفوا ...حان وقت التغيير
- الخير والشر وجهان لعملة واحدة !
- هل نعرف ذواتنا ؟ ( 2)
- هل نعرف ذواتنا ؟ .....
- المثقفين الكذبة....!
- ماقبل الدولة الحديثة
- هذا هو نبيي ,نبي الرحمة
- الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة
- الأنسان والأديان
- حب الجمال .. برهان على وجود الاله
- - فمن خلق الله ؟ - ( 1)
- بديانة الاسلام الحق .. غاندي أقرب الى محمد من ابن تيمية
- الوهم( 2 )
- الزواج الشرعي ....زنا باشراف المعبد
- -الا من أتى الله بقلب سليم -


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين نور عبدالله - صناعة العبيد