أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين نور عبدالله - أرقد بسلام ياعمر














المزيد.....

أرقد بسلام ياعمر


حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 08:25
المحور: حقوق الانسان
    


لا جديد في سماع مقتل فلان أو مجموعة كبيرة من الناس فقد تعودت آذاننا على ذلك ولا أدري أكان الهدف من تكرار هذه الفواجع على مسامعنا هي أن تجعلنا ننظر لاخبار القتل والحروب كما ننظر لاخبار كرة القدم بلا أي مشاعر !
ومع ذلك تطرق آذاننا بعض الحالات التي تجعلنا نركز أكثر ونتعاطف بشكل أكبر ...
فتى صغير في عمره كبير في فكره , قد تكون هذه هي تهمته ويالها من تهمة ! , فالموت واحد ولكن لا أحد يقدر على اختيار موته الا الكبار ولذلك يخلدهم التاريخ .
فلو اختار سقراط الهروب من السجن لما خلده التاريخ وأحاطه بكل هذه القداسة , ولولا مقتل جيوردانو برونو جراء أفكاره لكان مثله مثل أي طالب اخر يدرس في روما في عصر النهضة حيث أنه في ذاك الوقت لم يكن جيوردانو عالما كبيرا بقدر ماكان طالبا حذقا فكانت هذه هي تهمته ! .
في اللغة التهمة ترتبط بالادانة , والادانة ترتبط بفعل مشين أو خروج على القانون أو عن النص !
ولكن اللغة لا تكون صادقة غالبا في حياتنا وخاصة في منطقة الشرق الاوسط حيث قد تدان لانك شريف أو لانك صادق أو لانك نزيه أو لان فكرك يتقدم بسنين ضوئية عمن حولك !
سجوننا تشهد على ذلك , وقبورنا تشهد على ذلك , وأخلاق الاحياء منا نؤكد ذلك !
لا مكان ولا حياة لمن يفكر بطريقة تختلف عن الجموع سيعيش وطيف الموت بمنجله يحوم حوله , أو السجن بحره وزمهريره يهيم بجواره !
أن تكون مفكرا فهذه نصف جريمة , ذات يوم قال لي أبي أقرأ ماشئت وأبحث عن ماشئت لكن لا تتكلم عن السياسة والدين لكي لا تذهب ( وراء الشمس ) ! عجبت ان لم أتكلم عن السياسة والدين فعن ماذا أتكلم ؟
لا أؤمن بكلمة مثقف أو مفكر لانها صفات وحالات لا يمكن لشخص ما أن يوصف ذاته بها , فالمفكر يفكر لذاته , يكتب لذاته كونه محب للكتابة لذلك تجد انتاجه رائعا عكس من يصف نفسه بالروائي أو الكاتب حيث لن ترى فرقا بين أول كتاب له وأخر كتاب ! فقد حد نفسه بهذا الوصف الذي يحتاج الى جمهور , ففقد حريته في سبيل جمهوره والمحيط الذي يعيش فيه فلا يقدر أن ينتقد كي لايفقد هذا الوصف !
ذام مرة أشار ريتشارد فاينمان ان التكريم والالقاب ليست الا رداء من الوهم كي تستجدي فيه احترام الناس , ومع أنه حصل على نوبل في الفيزياء الا أنه قال لا أدري مالجدوى من مثل هذه الجوائز فالعالم الحقيقي يجد سعادته في لحظة اكتشاف الحقيقة كتلك التي جعلت أرخميدس يقفز عاريا " يوريكا , يوريكا " بمعنى وجدتها وجدتها ! .
فالانسان الحر يفعل مايريد هو بعدما يدرك ذاته ويحلل تأثير البيئة والتعليم والمعتقد على تكوينه الفكري ومن ثم يبني صرحه الفكري بطريقته هو وهذا مايعرضه للخطر خاصة في المجتمعات العربية ...
( أرى الاله في الزهور ... وهم يرونه في القبور ) صدق أو لا تصدق أن قائل هذه العبارة قتل بتهمة الالحاد !
سيقال هذه فعل لا يمثل الاسلام , كما أن داعش لا تمثل الاسلام , كما أن كل حدث لا يمثل الاسلام !
في السابق نكل الوزير حامد بالحلاج وقطع أطرافه حيا ومن ثم قطع رأسه وأحرق جسده وهو القائل "فليت الذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب " ذلك المتصوف الذي يشع حبا قتل بتهمة أنه عاشق ..
فالدين الكهنوتي يرى العشق مساويا الالحاد , يرى الانسانية مساوية للالحاد , يرى حب الحياة شيئا مرادفا للحياة !
كن مثلهم انسانا كئيبا فهم يريدون لك ذلك فروح الحياة المتمثلة في الموسيقى حرام والفن حرام ولكن البكائيات والقصف والرعد الذي يستخدمونه في أشرطتهم حلال !
عمر باطويل لم أكن أعرفه قبل مقتله ولكنهم أرادوا أن يسكتوا لسانه وعجبا للفكر كما أشار ابن الرشد " للافكار أجنحة تطير بها الى أصحابها " , فبدلا من أن يمحوا أثره جال أسمه في العالم كشهيد فكر والانسانية تعشق الدراما لذلك يبقى لشهداء الفكر مكانة خاصة ..
لم يقتل عمر من قبل أشخاص بل قتل من قبل تراث الكراهية الذي قتل الحلاج والجعد بن درهم , هذا التراث الذي يسمونه سلفا هو الذي قتله .
تخيل معي أن معادلة كيميائية توجد في كتاب الكيمياء , وان طبقت هذه المعادلة سينفجر المعمل , علم المحاضرين بذلك ولكنهم سكتوا لكي لا يتم اضطهادهم وابعادهم عن العمل , وذات يوم أتى طالب نجيب يحب الكيمياء وأراد أن يجرب تلك المعادلة فانفجر المعمل ومات التلميذ ! .
من المسؤول هنا ؟ هل التلميذ هو المسؤول ؟ أو من وضع المعادلة ؟ أو من علم ببطلانها ونتائجها الخطيرة ومع ذلك صمت ؟
من يقول أن الاسلام وموروثه بريء عما حصل لعمر فهو كمن يلقي بالائمة على التلميذ في انفجار المعمل !
أتراهم قتلوك ياعمر ؟ أتراهم أسكتوا فكرك ؟ في الحقيقة هم أرسلوك لكي ترتاح بعيدا عن عالمنا الزائف وفتحوا النوافذ لفكرك ليجوب العالم ...
فارقد بسلام ياعمر ......



#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا ...حان وقت التغيير
- الخير والشر وجهان لعملة واحدة !
- هل نعرف ذواتنا ؟ ( 2)
- هل نعرف ذواتنا ؟ .....
- المثقفين الكذبة....!
- ماقبل الدولة الحديثة
- هذا هو نبيي ,نبي الرحمة
- الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة
- الأنسان والأديان
- حب الجمال .. برهان على وجود الاله
- - فمن خلق الله ؟ - ( 1)
- بديانة الاسلام الحق .. غاندي أقرب الى محمد من ابن تيمية
- الوهم( 2 )
- الزواج الشرعي ....زنا باشراف المعبد
- -الا من أتى الله بقلب سليم -


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين نور عبدالله - أرقد بسلام ياعمر