حسين نور عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 12:04
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لست ممن يخدع بالمسميات وبالجمل البراقة ..." عروبة - تآخي - معتقدات " وغيرها من الكلمات التي تسكر الناس عن الامهم وتسلبهم ارادة التغيير ...
ولدت في ذات يوم مشؤوم في بلد خليجي لا يعترف بك ولكنه يفرض ثقافته وافكاره ولغته وخلافاته عليك .
الحياة فيها نصف حياة ...بل ربع حياة وانت هناك لست انسانا بل مجرد دخيل يجب استبداله ..
وكونك لم تقطع البحر الى هذا البلد بل ولدت فيها كأي زهرة تفتح أوراقها في أرض ما , يتم تذكيرك أنك لست من هنا مايجعلك متعجبا فتنظر الى الجهة التي يقولون أنك منها فتشعر بوحشة شديدة وتنفر منها ..
فلا العقلية ولا الثقافة ولا اللهجة تجعلك تنتمي الى المكان الذي ولدت فيه وهي ذاتها تجعل من سكان مايطلق عليه وطنك الاصلي ينظرون لك كدخيل ايضا !
اننا غرباء ...مشتتون نحمل تربتنا بأيدينا ونبحث عن المكان الذي نضع فيه تربتنا ونزرع فيها بذور مهاراتنا لكي نعيش حياة كاملة لربع حياة كما نفعل اليوم ...
ننام ونستيقظ ونحن نتسائل عن الهدف من هذه الحياة ...مللت من أكذوبة الاله الذي يعتني بنا فان كان حقا يعتني بنا لما رمانا في البحر وطالبنا بان لا نبتل !
لم أفهم النسبية حتى انقضت خمس سنوات منذ اخر مرة شاهدت فيها صديقي ومن ثم هاتفته فاخبرني بانه حصل على جواز مكان اقامته فيما أنا لم أحصل على ربطة خبز حتى !
ذات يوم قال لي مسن قبل وفاته " الحياة في العالم العربي كالرسم على الماء مهما كنت فنانا فأنت ترسم على الماء ! " لا فائدة من هذا القطر الموبوء من العالم !
في العالم العربي أنت أول من يدفع أخطاء الحكام ...في العالم العربي أنت لست ناخبا بل انت شعب للحاكم الذي يختار شعبه لا العكس !
في االعالم العربي السجون للمبدعين والمفكرين ...الشهرة لقليلي العقل !
ومع كل هذا العذاب يتم اجبارك على تأجيل اللحظة التي تحيا فيها بحق حتى تخرج من هذه البلدان !
الخليج تلك الصحراء التي حولها النفط الى ابراج وناطحات ولكن التحويل الأكبر كان في اخلاقيات قاطنيه التي تتأرجح بشدة كما يتأرجح سعر البرميل !
أن تكون عربيا وتولد في الخليج ليس مجرد عنوان لمقالة بقدرة ماهية معاناة يهرب منها الكثير ويسكت عنها الأغلب فمثل هؤلاء يولدون وحقائبهم على ظهورهم من أول يوم لا يعرفون أين ومتى والى أين ويتوقون ليوم يضعون فيها الحقائب ويخففون الحمل عن ظهورهم ...
#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟