شعرية انشائية نثرية /6

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 01:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

في العراق شاعر بصري ماذا تنتظر منه؟ هو ابن بيئته في واقع الجنوب المشحون بالموجودات كيف يرسم هل؟ بريشة النعام ولو اراد ان يعبر عن السكن هل اﻻقرب له جراب الكنغر ام جحر ابن اوى هل يستعير وسيلة عبورباليخت وﻻياتي على المردي والمشحوف والقصب انها ادواته وتنعكس على كل تصوراته. ولما كان له مخزون لغوي باعتبار تحصيله فسيستعين بمفردات ،تخدم بﻻ ارادة غاية التعبير عما يعتوره لو نفسه عاش لفترة في السويد وزار سيبريا واستقر لمدة في ساحل العاج وقضى عطﻻت في بالى والبربادوس هل كل ما خزنه من تاثير البيئة توحد ادوات تعبيراته؟ لن نلمح غرضياته حينها وعندما يكون لعقود يمارس المنظوم اتراه يقدم كما في البروس؟،شابة تكتب شعرا نصوصها مستغرقة بالرمسيات ﻻاعرف مقدار اطﻻعها على ادب اهل القبور اﻻنكليز، وهم مجموعة من اﻻدباء كل نتاجاتهم ؛تتناول او تتصل في معانيها ومعطياتها المفرداتيه والصورية التعبيرية بالقبر والموت وكل ما له عﻻقة بالموضوع. اسلوب تلك الشابة يشوبه نمط اهل القبور هل مصادفة ام جذور ام واقع بيئي مشابة ام اطﻻع وتاثر....؟ نبغي القول ان المحيط هومن يرسم عبر ارتكاسات هي كل العمر وكل المخزون ولذلك الحدث في اﻻدب اخصائي المفردات التي يستخدمها ليست اكثر مما لدى الشينوك في اﻻسكيمو من اربعين الى خمسين اسم للثلج وكل اسم صفة لحالة بعينها مميزة لم نلحظها فان كتب احدهم نص من البروس ان لم نمتلك دراية بحياته ولغته لن نفهم ما يقول اﻻ ان اتبعنا نهج الودع والفنجان وليس المناهج النقدية .في جنوب بورنيو اﻻبيان والدياك يقراون الفال من تغاريد العديد من انواع الطيور ويكتشفونه من طريقة طيران الطائر لو كتب احدهم نص شعري وزج موروثه واعطى دﻻﻻت من طريقة الفال لدي قومه كيف نفهمها؟ نصوص البروس بﻻ ارادوية تخرج نبوءات وتطلق اصوات وتزج بمفردات تضخها في صورها هنا نحن العرب الصورةالتي يرسمها المغربي عشوائيا غير التى يرسمها السوري اﻻشكال ليس في منهج النقد بل بقدرات الناقد ومكنته وامكاناته وثقافته المفتاح .في قصائد الفلسطيني هل هي داليا ذاتها عند المصري المصاقب له. لوفرضنا انهما من رفح المصرية ورفح الفلسطينة؟ وعندما يقول عراقي كان النهر طف هل يدرك ناقد جزائري داليا ولغويا واشارويا ما يعنيه الطف؟ ﻻبن الحلة دخول الكلمة في النص تتطلب تقصي وتاصيل واطﻻع وان كانت ضمن لوحة اكتشافها وسبرها مهمة ليست يسيرة ولذلك نقادنا يمارسون المسح العام والمماسيات واﻻنطباعية والبحث في اللغة من زاوية النحو والقواعد وعندما يتعرضون الى لوحات يقايسونها بما لديهم من مخزون محدود بمدلول اللون والمعاني المباشرة التي توحي بها المحتويات ويسوقون سيل من اﻻنشاء واﻻطراء. النقد في العالم اسقط كبار ورفع من شان صغار في الشهرة نعني وليس في اﻻبداع لدينا اختلطت اﻻمور الحل ليس منهج اومدرسة بل بفك اﻻرتباط بين اﻻبداع واﻻصفاد اللغوية او الموسيقية. فان لم تكن من اتباع الشاذلية لن تتطوح على ايقاعات النقشبندية جاء! البروس ليوحد القدرات اﻻستيعابية والمفهوميات المعرفية ويقارب بين اﻻجناس، ولكنه يزخر بكل معطيات الانسانية مع بصمات الواقع الشخصي والمحيط بالشاعر الناقد امر اخر ﻻبد ان يكون ذو ملكة ومكتبة متحركة لتكون له عين ثاقبة تكشف وتسبر وتفسر ﻻتاول ومقدما ﻻبد له من مقدمات عن مبدع النص فنحن نتحدث عن ادب وليس فراسة وقراءة البخت البعض عوض نقصه بالعودة الى النت دون اوليات واتبع اﻻكليكتيكية فاوقع نفسه في فخ .الديك الرومي في لغة احد اﻻقوام هوطائر ينقر والنقار هو يطرق معجميا واشاريا هناك بون بين ينقر ويطرق لو استعار شاعر من تلك اللغة ذلك ورسم لوحته كيف سيفهمها؟ وكيف يقوم بالتفهيم؟ وهولم يذكر الطائر بل فعله يتعامل البعض اما بالتعمية او غض الطرف اوالتاويلية او عشوائية التشخيص او اتهام الشاعر بالتقعروالابهام والغربنة وعشرات التهم الجاهزة..احد كتاب البروس الجمال يذكر الصفصاف كثيرا في تداوله اللغوي في الشعر والتعامل استغرب مستهجنا البعض لماذا ﻻيستخدم الغار والزيتون والياسمين؟ في ثقافتنا العراقية القديمة كانت الصفصافة لها قدسية تفوق ما للنخلة فهي عليها عش طائر الزو اﻻسطوري مع كل ما يحمل من معاني وتحتها استظل كلكامش، انها شجرة اﻻرز في لبنان. في تراث العراق القديم ولها في فلسطين دﻻﻻت خاصة ﻻتقل عن شجرة الزيتون انه يكرمك عندما يمنحك غصن دائم الخضرة وفيها العطر وله الفوائد واشجاره شامخة عقل ذاك معرفيا يتغوق علية من يضع النقر بدل عن الطرق .ان طرق باب النقد مثل ذاك او كان من الشعراء فعلى اﻻبداع السﻻم فان اتهم شاعر بالتقعر ﻻنه يستخدم مفردات ﻻتعرفها لجهلك فانه فكريا لم يستخدم اﻻمايعرف ﻻقصدية حينها يكون النقد مع حسن النية ليس جهﻻ بل تجهيليا وعندما تنعكس على المتلقي سيظلم الشاعر ويهان النص ويتعرض الجنس اﻻدبي الى التشكيك كما ان اكدمة النقد تحديد للابداع فالمعيارية التي ستوضع اضيق من خرم اﻻبرة فكيف سيمر اﻻبداع وهو بحجم الجمل؟ البعض استعار من ادوات النقد للمنظوم كما فعل الشاعر النظام عندما استسهل البروس فالناقد الفاقد لقدرات التعامل مع معطيات البروس العربي والعالمي سيقتل الجنس. ﻻنغالي ان من يكتب البروس في الوطن العربي عشرات وليس مئات. الساحة تغص فﻻبد من التفريز ولكنها مهمة محفوفة بمخاطر جمة ابسطها انك ستحارب كما يحارب ارباب اﻻرزاق في رزقهم وستتعرض الى هجمات والهجامة خلف الباب وهي شائعة كما في الغناء وسواه وستركب حصان دون كيشوت .

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات