الشدة في قصيدة -تزلج على جليد الذكريات- محمد الربادي الكثير من الشع

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 22:14
المحور: الادب والفن
    

الشدة في قصيدة
"تزلج على جليد الذكريات"
محمد الربادي
الكثير من الشعراء عندما يتناولون الحبيبة يستخدمون صور ومعاني وألفاظ توحي/تشير إلى القسوة والشدة، وكأنهم في العقل الباطن يفرغون ما يحملونه من قسوة وشدة أمام المرأة/الحبية، فهي المتنفس لهم الذي من خلاله يستطيعون أن يعودوا إلى طبيعتهم الهادئة، في هذه القصيدة نجد حالة الشدة التي يتكلم بها الشاعر، وكأنه في حالة صراع محتدم، من خلال هذه الصور:
"عــلـى قـلـبي ريـــاحــــك فاسـتـزيــدي
وهـبـي قـبـــــــل زخـــــــات الـجـلـيـــــدِ
مــــن الـفـــــولاذ مـــزلاجـي وقـلـبـي
مـــــن الـبـلــور يـخـــــدش بـالـحــديــدِ
تـهــب الــريــح مـــن عـيـنـيـكِ نـحــوي
ولــي كـــــوخ مــن الــذكـــر الــبعـــيــدِ
فهـــل أخـــشىَ إذا عــصــفــــت ريـــــاح
ولا أخـــــشَ الـرعـــود على قصـيدي"
إذا تتبعنا ما جاءت به الابيات السابقة نجد الصراع بين الفولاذ والزجاج، بين العواصف والكوخ، فهناك حالة من الحرب الدائرة في نفس الشاعر انعكست فيما تناوله من مشاهد وألفاظ، "فاستزيدي، وهبي، زخات، الفولاذ، تهب، الريح، البعيد، أخشى، عصفت" كل هذه الالفاظ تشير/توحي إلى حالة حرب، إلى معركة، فالشاعر يجد نفسه في معركة من اجل الحبيبة، فالوصول إليها لا يمر بطريق معبدة، بل طريق شائكة وفيها العديد من العثرات والعوائق، من هنا نجد هذه المعركة/الصراع من أجل الوصول إليها.
هناك صورة رائعة تتمثل في وجود متناقضين الفولاذ والبلور والحديد:
" مــــن الـفـــــولاذ مـــزلاجـي وقـلـبـي
مـــــن الـبـلــور يـخـــــدش بـالـحــديــد"
فالأول صلب ويوحي بالصلد، بينما الثاني شفاف رقيق ناعم، لكن الشاعر استطاع المزج بينهما تقديم مشهد متقن وجميل يشير إلى يشعر به من حالة الصراع.
ونجد أثر الحبيبة على الشاعر في هذه الصورة المتألقة:
" تـهــب الــريــح مـــن عـيـنـيـكِ نـحــوي
ولــي كـــــوخ مــن الــذكـــر الــبعـــيــدِ"
جعل الشاعر مشاهدته للحبيبة كالريح العاصفة، لكن ذكرياته معها كانت الكوخ الذي يلتجأ إليه، الذي يحتمي به، من هوج عواصفها.
حالة الصد من الحبيبة جعلت الشاعر يتوسل/يطلب/يأمل أن ينال رضاها:
" أنـــا عــشــق أجـــاد الــقـلــب نــظــمـي
فـجــــودي يـــا حـبـيـبـة بالـحــمـيــدِ" بهذه الخاتمة استطاعت المرأة/الحبيبة أن تؤكد قوة وأهمية وفاعلية وضرورة حضورها عند الرجل، وهذا ما يؤكد بأن المرأة هي اهم متنفس للرجل في زمننا هذا.
تزلج على جليد الذكريات

عــلـى قـلـبي ريـــاحــــك فاسـتـزيــدي
وهـبـي قـبـــــــل زخـــــــات الـجـلـيـــــد
ـ مــــن الـفـــــولاذ مـــزلاجـي وقـلـبـي
مـــــن الـبـلــور يـخـــــدش بـالـحــديــد
تـهــب الــريــح مـــن عـيـنـيـكِ نـحــوي
ولــي كـــــوخ مــن الــذكـــر الــبعـــيــدِ
فهـــل أخـــشىَ إذا عــصــفــــت ريـــــاح
ولا أخـــــشَ الـرعـــود على قصـيدي
تـصـــب ســمــــاؤك الأوهـــــام عـلــي
بـصـــب الــوهـــم أزهــــد عـــن رغـيـد
رمـــــاد الــوهـــم لـــــن يـفــنِ الـمــــراد
وظـــــل الـبـيـــن مـــا أبـلـى جــديــدي
إذا مــــا الـبـيــن مــن عـيـنـيـك نـــادى
سـمـــت روحي إلى وصـــــلِ ِ مـجــيـــدِ ِ
فـهـــل ضـــاق الـــزمــــان الـمــرُّ يـــومــا
بـعــشـــقِ ِ حـــلَّ مـثـلـك في وريــــــدي
أنـــا عــشــق أجـــاد الــقـلــب نــظــمـي
فـجــــودي يـــا حـبـيـبـة بالـحــمـيــدِ

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل